طالبة الرضوان
06-09-11, 03:08 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
http://a7lashare.com//uploads/images/A7lashare-5b3f7553e7.png
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ، وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :
فيا عباد الله : إننا نشكر الله - عز وجل - على ما أنعم به من إتمام صيام رمضان وقيامه ، ونسأله تعالى الذي وفقنا لذلك أن يوفقنا لقبوله ، نسأله تعالى أن يوفقنا لقبوله ، لقبول صيامنا ، وقيامنا ، وسائر أعمالنا .
أيها المسلمون : لقد كنا نرتقب مجيء شهر رمضان ، نقول : بقي عليه شهر ، أو شهران ، أو ثلاثة ، فجاء الشهر ثم خلفناه وراء ظهورنا ، وهكذا كل مستقبل للمرء يرتقبه ، جاء ثم يمر به ويخلفه وراءه إلى أن ينتهي به الأجل ، وليت شعري ماذا يكون عليه الموت ، إن الإنسان ينبغي له : أن يهتم لما يكون عليه موته لا متى يكون موته ، وأين يكون موته ؟
فهاهنا ثلاثة أشياء : أين يكون الموت ؟ أي : في أي بلد وفي أي مكان ، متى يكون الموت ؟ أي : في أي سنة وفي أي شهر ، الثالث : على أي حال يكون الموت ؟ وهذا هو المهم ؛ لأن الزمن مهما طال فإنه قصير إذا كان نهايته الموت ، وإن المكان لا يبالي الإنسان في أي مكان مات ، ولكن المهم على أي حال يموت ، نسأل الله أن يجعل ميتتنا وإياكم على الحال التي ترضيه عنا - عز وجل - ، ونسأل الله - تعالى - أن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله إخلاصا لله ومحبة له وتعظيما .
أيها المسلمون : لقد حل بنا شهر رمضان شهرًا كريمًا فأودعناه ما شاء الله من الأعمال ، ثم فارقنا سريعًا شاهدًا لنا أو علينا ، إن مِنَ الناس مَنْ فرحوا بفراقه ؛ لأنهم تخلصوا منه ، تخلصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم ، وإن من الناس من فرح بتمامه ؛ لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة التي استحقوا بها وعد الله بالمغفرة ؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ( ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ( ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
فهذه أسباب ثلاثة عظيمة لمغفرة الذنوب في شهر رمضان الذي فارقناه وودعناه ، وإن الفرق بين الفرحين عظيم ، وإن علامة الفرح بفراقه : أن يعاود الإنسان المعاصي بعده ، فيتهاون بالواجبات ، ويتجرأ على المحرمات ، وتظهر آثار ذلك في المجتمع فيقل المصلون في المساجد وينقصون نقصًا عظيمًا ملحوظًا ، ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع ؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وإن المعاصي بعد الطاعات ربما تحيط بها وتكون أكثر منها وأعظم فلا يكون للعامل سوى التعب ، قال بعض السلف : ( ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ؛ كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على رد الحسنة وعدم قبولها ) .
يقول الله - عز وجل - : ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ . [ المائدة : 49 ] .
أيها الإخوة : أتظنون أن مواسم الخير إذا انتهت فقد انقضى عمل المؤمن ؟ إن هذا الظن ظن لا أساس له من الصحة ، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل ، إن عمل المؤمن عمل دائب دائم لا ينقضي إلا بالموت ؛ كما قال الله - تبارك وتعالى - : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ . [ آل عمران : 102 ] ، وقال تعالى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ . [ الحجر : 99 ] ، أي : حتى يأتيك الموت .
أيها الإخوة : لئن انقضى شهر الصيام فإن زمن العمل لم ينقطع ، لئن انقضى صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعًا - ولله الحمد - ( فمن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر ) ، وقد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صيام الاثنين والخميس ، وقال : ( إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب : أن يعرض عملي وأنا صائم ) ، وأوصى - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من أصحابه - ووصيته لواحد من أصحابه وصية لأمته - صلى الله عليه وسلم - كلها - : ( أوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء - رضي الله عنهم - : أن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) .
وحث على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام ، وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - : ( أنه كان لا يدع صيام عشر ذي الحجة ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - في صوم يوم عرفة : ( يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ) ، يعني : لغير الحاج ، فإن الحاج لا يصوم في عرفة . وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) ، وقال في صوم يوم العاشر منه : ( يكفر سنة ماضية ) . وقالت عائشة - رضي الله عنها - : ( ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم في شهر تعني تطوعًا ما كان يصوم في شعبان ؛ كان يصومه إلا قليلا ) .
أيها الإخوة : هذه أيام يشرع فيها الصيام ، إذًا : فالتعبد لله بالصيام لم ينقطع - ولله الحمد - على طول السنة ، ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة ، حث عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغب فيه ، وقال : ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل ) ، وكان - صلى الله عليه وسلم - كما قال عنه ربه - جل وعلا - : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾ . [ المزمل : 20 ] ، وقال تعالى : ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ . [ الشعراء : 218 - 219 ] .
وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أن ( الله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ؛ فيقول : ( من يدعوني ؟ فأستجيب له . من يسألني ؟ فأعطيه . من يستغفرني ؟ فأغفر له ) ، فتعرضوا - أيها المسلمون - لنفحات الله في هذا الجزء من الليل ؛ لعلكم تصيبون رحمة من عنده ، لعلكم تدعونه فيستجيب لكم ، تسألونه فيعطيكم ، تستغفرونه فيغفر لكم ، اللهم وفقنا لذلك وأعنا عليه يا رب العالمين .
http://a7lashare.com//uploads/images/A7lashare-5b3f7553e7.png
إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ، وسلم تسليمًا كثيرًا ، أما بعد :
فيا عباد الله : إننا نشكر الله - عز وجل - على ما أنعم به من إتمام صيام رمضان وقيامه ، ونسأله تعالى الذي وفقنا لذلك أن يوفقنا لقبوله ، نسأله تعالى أن يوفقنا لقبوله ، لقبول صيامنا ، وقيامنا ، وسائر أعمالنا .
أيها المسلمون : لقد كنا نرتقب مجيء شهر رمضان ، نقول : بقي عليه شهر ، أو شهران ، أو ثلاثة ، فجاء الشهر ثم خلفناه وراء ظهورنا ، وهكذا كل مستقبل للمرء يرتقبه ، جاء ثم يمر به ويخلفه وراءه إلى أن ينتهي به الأجل ، وليت شعري ماذا يكون عليه الموت ، إن الإنسان ينبغي له : أن يهتم لما يكون عليه موته لا متى يكون موته ، وأين يكون موته ؟
فهاهنا ثلاثة أشياء : أين يكون الموت ؟ أي : في أي بلد وفي أي مكان ، متى يكون الموت ؟ أي : في أي سنة وفي أي شهر ، الثالث : على أي حال يكون الموت ؟ وهذا هو المهم ؛ لأن الزمن مهما طال فإنه قصير إذا كان نهايته الموت ، وإن المكان لا يبالي الإنسان في أي مكان مات ، ولكن المهم على أي حال يموت ، نسأل الله أن يجعل ميتتنا وإياكم على الحال التي ترضيه عنا - عز وجل - ، ونسأل الله - تعالى - أن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله إخلاصا لله ومحبة له وتعظيما .
أيها المسلمون : لقد حل بنا شهر رمضان شهرًا كريمًا فأودعناه ما شاء الله من الأعمال ، ثم فارقنا سريعًا شاهدًا لنا أو علينا ، إن مِنَ الناس مَنْ فرحوا بفراقه ؛ لأنهم تخلصوا منه ، تخلصوا من الصيام والعبادات التي كانت ثقيلة عليهم ، وإن من الناس من فرح بتمامه ؛ لأنهم تخلصوا به من الذنوب والآثام بما قاموا به فيه من الأعمال الصالحة التي استحقوا بها وعد الله بالمغفرة ؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : ( من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ( ومن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا : غفر له ما تقدم من ذنبه ) . ( ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه ) .
فهذه أسباب ثلاثة عظيمة لمغفرة الذنوب في شهر رمضان الذي فارقناه وودعناه ، وإن الفرق بين الفرحين عظيم ، وإن علامة الفرح بفراقه : أن يعاود الإنسان المعاصي بعده ، فيتهاون بالواجبات ، ويتجرأ على المحرمات ، وتظهر آثار ذلك في المجتمع فيقل المصلون في المساجد وينقصون نقصًا عظيمًا ملحوظًا ، ومن ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع ؛ لأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، وإن المعاصي بعد الطاعات ربما تحيط بها وتكون أكثر منها وأعظم فلا يكون للعامل سوى التعب ، قال بعض السلف : ( ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، فمن عمل حسنة ثم أتبعها بحسنة كان ذلك علامة على قبول الحسنة الأولى ؛ كما أن من عمل حسنة ثم أتبعها بسيئة كان ذلك علامة على رد الحسنة وعدم قبولها ) .
يقول الله - عز وجل - : ﴿ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ﴾ . [ المائدة : 49 ] .
أيها الإخوة : أتظنون أن مواسم الخير إذا انتهت فقد انقضى عمل المؤمن ؟ إن هذا الظن ظن لا أساس له من الصحة ، إن عمل المؤمن لا ينقضي بانقضاء مواسم العمل ، إن عمل المؤمن عمل دائب دائم لا ينقضي إلا بالموت ؛ كما قال الله - تبارك وتعالى - : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ . [ آل عمران : 102 ] ، وقال تعالى : ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ . [ الحجر : 99 ] ، أي : حتى يأتيك الموت .
أيها الإخوة : لئن انقضى شهر الصيام فإن زمن العمل لم ينقطع ، لئن انقضى صيام رمضان فإن الصيام لا يزال مشروعًا - ولله الحمد - ( فمن صام رمضان وأتبعه بستة أيام من شوال كان كصيام الدهر ) ، وقد سن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صيام الاثنين والخميس ، وقال : ( إن الأعمال تعرض فيهما على الله فأحب : أن يعرض عملي وأنا صائم ) ، وأوصى - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة من أصحابه - ووصيته لواحد من أصحابه وصية لأمته - صلى الله عليه وسلم - كلها - : ( أوصى أبا هريرة وأبا ذر وأبا الدرداء - رضي الله عنهم - : أن يصوموا ثلاثة أيام من كل شهر ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله ) .
وحث على العمل الصالح في عشر ذي الحجة ومنه الصيام ، وروي عنه - صلى الله عليه وسلم - : ( أنه كان لا يدع صيام عشر ذي الحجة ) ، وقال - صلى الله عليه وسلم - في صوم يوم عرفة : ( يكفر سنتين ماضية ومستقبلة ) ، يعني : لغير الحاج ، فإن الحاج لا يصوم في عرفة . وقال - صلى الله عليه وسلم - : ( أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم ) ، وقال في صوم يوم العاشر منه : ( يكفر سنة ماضية ) . وقالت عائشة - رضي الله عنها - : ( ما كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم في شهر تعني تطوعًا ما كان يصوم في شعبان ؛ كان يصومه إلا قليلا ) .
أيها الإخوة : هذه أيام يشرع فيها الصيام ، إذًا : فالتعبد لله بالصيام لم ينقطع - ولله الحمد - على طول السنة ، ولئن انقضى قيام رمضان فإن القيام لا يزال مشروعًا كل ليلة من ليالي السنة ، حث عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - ورغب فيه ، وقال : ( أفضل الصلاة بعد المكتوبة الصلاة في جوف الليل ) ، وكان - صلى الله عليه وسلم - كما قال عنه ربه - جل وعلا - : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾ . [ المزمل : 20 ] ، وقال تعالى : ﴿ الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ . وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ﴾ . [ الشعراء : 218 - 219 ] .
وصح عنه - صلى الله عليه وسلم - أن ( الله - عز وجل - ينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر ؛ فيقول : ( من يدعوني ؟ فأستجيب له . من يسألني ؟ فأعطيه . من يستغفرني ؟ فأغفر له ) ، فتعرضوا - أيها المسلمون - لنفحات الله في هذا الجزء من الليل ؛ لعلكم تصيبون رحمة من عنده ، لعلكم تدعونه فيستجيب لكم ، تسألونه فيعطيكم ، تستغفرونه فيغفر لكم ، اللهم وفقنا لذلك وأعنا عليه يا رب العالمين .