صدى الطموح
24-02-12, 05:12 PM
p1s2
عشر دقائق من فضلك!
كثير من الأخوات مضى على التزامهن بدين الله سنوات عديدة، فإذا حاسبن أنفسهن على ذلك الزمن الطويل ما إنجازاتهن فيه، لم يجدن إلا شيئا يسيرا، ينجزه أصحاب الهمم العالية في أشهر قليلة!
ولا شك أن أساس المشكلة منبعه الهمة السافلة، والمناهج الباطلة. ومن أقر بهذا بحث عن الطرق التي ترفع همته، وعن المناهج الصحيحة التي يسير عليها في سلوكه إلى الله.
ولكن أكثرهن لا تقر بذلك، بل يحلو لها أن تعلق فشلها على شماعة أخرى، هي الانشغال وعدم التفرغ.
فلهؤلاء أقول: (قاعدة الدقائق العشرة) تكسر شماعتك، وتنسف أعذارك.
وملخصها أن أكثر الناس انشغالا لا بد أن يستطيع تفريغ
عشر دقائق كل يوم
يخلو فيها بنفسه بعيدا عن الدنيا وصوارفها. فما الذي يمكنه أن يفعل في هذه المدة اليسيرة؟
شيء يسير بلا شك. ولكن اليسير إذا اجتمع إلى نظيره صار كثيرا، وإنما السيل اجتماع النقط:
ففي عشر دقائق
يمكنك أن تقرإي عشر صفحات على الأقل. ومعنى ذلك أنك تستطيع قراءة 3650 صفحة كل سنة، وذلك يوازي عشرة كتب تقريبا. فيمكنكِ أن تقرإي موسوعة علمية (تفسيرا أو شرح كتاب حديثي أو موسوعة أدبية أو غير ذلك) كل سنة.
بعد أن مر على التزامكِ الديني، وادعائك أنك طالبة علم: عشر سنوات أو عشرون، أخبريني: كم قرأتِ من هذه المجلدات التي تزين رفوف مكتبتك؟
وبعشر دقائق يوميا
من الاستماع لشريط من سلسلة علمية تستمعين في السنة لستين درسا علميا تقريبا، وفي عشر سنوات لستمائة درس! أتعرفين عدد الدورات العلمية التي تكون قد شاركت فيها في هذه السنوات العشر بأقل كلفة منك؟
وفي عشر دقائق
يمكنك أن تحفظي بيتين، وتراجعي عشرا، على أقل الأحوال. ومعنى ذلك أنك تحفظين في عشر سنوات أكثر من سبع ألفيات، وهذا للتمثيل فقط، وإلا فيمكنكِ تطبيق الطريقة نفسها على كل ما يقصد حفظه من القرآن الكريم، ومن السنة النبوية ومن المتون النثرية.
وبعد هذا كله،
فتدبري لو كانت هذه الدقائق ساعات كل يوم، كيف تكون إنجازاتك؟ وتدبري لو استعملت هذا في غير طلب العلم، ما الذي يمكنك أن تنجزيه بهذه القاعدة في باب الدعوة الفردية، وذكر الله، وصلاة النافلة، ونحو ذلك من أعمال الخير؟
وكأني بك تقولين
المشكلة في الجمع بين هذه الأمور لا في فعل أفرادها، فمن حفظ لم يقرأ، ومن قرأ لم يستمع لدرس، وهكذا.
وجوابي أن هذا صحيح، ولكنني إنما أخاطب ذات همة ضعيفة، مضت عليها سنوات طويلة لم تصنع فيها شيئا معتبرا، لا في قراءة ولا حفظ ولا غير ذلك. فلَأَنْ تصنعي مثل هذا شيئا واحدا على الأقل، تختارينه من هذه الأعمال، خير لك من حالتك الراهنة التي أنت فيها تارك للأعمال كلها! ثم أقول: أكثر الناس – ولا أبالغ إن قلت: كلهم – يستطيعون تفريغ نصف ساعة في اليوم، فيمكِ فيها أن تعملي ثلاثة أشياء مختلفة، كل واحد منها في عشر دقائق.
والآن
وقد ظهر لكِ أن الانشغال عذر واه ضعيف، فإنني أرجوكِ أن تنظري إلى ما تستقبل من الأيام و تتركي التحسر على ما فات من الماضي، فإن وقت التحسر والأسف وقت ضائع من عمرك، ينقصك ولا يزيدك.
فتوكلي على الله ولا تعجزي، والله يوفقني وإياكِ.
منقول من منتديات مشكاة (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=107136) بتصرف
عشر دقائق من فضلك!
كثير من الأخوات مضى على التزامهن بدين الله سنوات عديدة، فإذا حاسبن أنفسهن على ذلك الزمن الطويل ما إنجازاتهن فيه، لم يجدن إلا شيئا يسيرا، ينجزه أصحاب الهمم العالية في أشهر قليلة!
ولا شك أن أساس المشكلة منبعه الهمة السافلة، والمناهج الباطلة. ومن أقر بهذا بحث عن الطرق التي ترفع همته، وعن المناهج الصحيحة التي يسير عليها في سلوكه إلى الله.
ولكن أكثرهن لا تقر بذلك، بل يحلو لها أن تعلق فشلها على شماعة أخرى، هي الانشغال وعدم التفرغ.
فلهؤلاء أقول: (قاعدة الدقائق العشرة) تكسر شماعتك، وتنسف أعذارك.
وملخصها أن أكثر الناس انشغالا لا بد أن يستطيع تفريغ
عشر دقائق كل يوم
يخلو فيها بنفسه بعيدا عن الدنيا وصوارفها. فما الذي يمكنه أن يفعل في هذه المدة اليسيرة؟
شيء يسير بلا شك. ولكن اليسير إذا اجتمع إلى نظيره صار كثيرا، وإنما السيل اجتماع النقط:
ففي عشر دقائق
يمكنك أن تقرإي عشر صفحات على الأقل. ومعنى ذلك أنك تستطيع قراءة 3650 صفحة كل سنة، وذلك يوازي عشرة كتب تقريبا. فيمكنكِ أن تقرإي موسوعة علمية (تفسيرا أو شرح كتاب حديثي أو موسوعة أدبية أو غير ذلك) كل سنة.
بعد أن مر على التزامكِ الديني، وادعائك أنك طالبة علم: عشر سنوات أو عشرون، أخبريني: كم قرأتِ من هذه المجلدات التي تزين رفوف مكتبتك؟
وبعشر دقائق يوميا
من الاستماع لشريط من سلسلة علمية تستمعين في السنة لستين درسا علميا تقريبا، وفي عشر سنوات لستمائة درس! أتعرفين عدد الدورات العلمية التي تكون قد شاركت فيها في هذه السنوات العشر بأقل كلفة منك؟
وفي عشر دقائق
يمكنك أن تحفظي بيتين، وتراجعي عشرا، على أقل الأحوال. ومعنى ذلك أنك تحفظين في عشر سنوات أكثر من سبع ألفيات، وهذا للتمثيل فقط، وإلا فيمكنكِ تطبيق الطريقة نفسها على كل ما يقصد حفظه من القرآن الكريم، ومن السنة النبوية ومن المتون النثرية.
وبعد هذا كله،
فتدبري لو كانت هذه الدقائق ساعات كل يوم، كيف تكون إنجازاتك؟ وتدبري لو استعملت هذا في غير طلب العلم، ما الذي يمكنك أن تنجزيه بهذه القاعدة في باب الدعوة الفردية، وذكر الله، وصلاة النافلة، ونحو ذلك من أعمال الخير؟
وكأني بك تقولين
المشكلة في الجمع بين هذه الأمور لا في فعل أفرادها، فمن حفظ لم يقرأ، ومن قرأ لم يستمع لدرس، وهكذا.
وجوابي أن هذا صحيح، ولكنني إنما أخاطب ذات همة ضعيفة، مضت عليها سنوات طويلة لم تصنع فيها شيئا معتبرا، لا في قراءة ولا حفظ ولا غير ذلك. فلَأَنْ تصنعي مثل هذا شيئا واحدا على الأقل، تختارينه من هذه الأعمال، خير لك من حالتك الراهنة التي أنت فيها تارك للأعمال كلها! ثم أقول: أكثر الناس – ولا أبالغ إن قلت: كلهم – يستطيعون تفريغ نصف ساعة في اليوم، فيمكِ فيها أن تعملي ثلاثة أشياء مختلفة، كل واحد منها في عشر دقائق.
والآن
وقد ظهر لكِ أن الانشغال عذر واه ضعيف، فإنني أرجوكِ أن تنظري إلى ما تستقبل من الأيام و تتركي التحسر على ما فات من الماضي، فإن وقت التحسر والأسف وقت ضائع من عمرك، ينقصك ولا يزيدك.
فتوكلي على الله ولا تعجزي، والله يوفقني وإياكِ.
منقول من منتديات مشكاة (http://www.almeshkat.net/vb/showthread.php?t=107136) بتصرف