المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إرتباط العربية بالدّين الإسلامي


سنا
17-10-13, 11:56 PM
بسم الله الرّحمن الرّحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحَبيباتُ في اللهِ؛

مادّة قيّمةٌ - بمنّهِ جلّ وَعلا -؛

،’

إرتباط اللّغة العربيّة بالدّين الإسلاميّ

**

إذا كنا نؤمن بأن هويتنا الأصلية هي الإسلام ، كما قال الشاعر :
أبي الإسلامُ لا أبَ لي سواه *** إذا افتخروا بقيس أو تميم
فإننا نؤمن كذلك بأن اللغة العربية هي التي تجسد هذا الانتماء وتعمقه ، وتصل بين الإسلام وأهله ، فإهمالها إهمال للقرآن الكريم ورسالته ، ومحاربتها محاربة للإسلام وأهله .

فالواجب على كل من عرف أنه مخاطب بالتنْزيل ، ومأمور بفهم كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ، غير معذور بالجهل بمعناهُما ، ولا مسامح في ترك العمل بمقتضاهُما ، أن يتقدم فيتعلم اللسان الذي أنزل به القرآن حتى يفهم كتاب الله وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ لا سبيل إلى فهمهما دون معرفة النحو ، وتمييز الخطأ من الصواب ، ومعرفة الموقع الإعرابي ، لأن النحو إنما وضع للفرق بين المعاني .

انظر مثلاً قولك : ( ما أحسنَ زيداً ! ) . للتعجب من حسنه .
وقولك : ( ما أحسنَ زيدٌ ) . لنفي الإحسان عنه .

فلو ذهب النحو لاختلطت المعاني ، ولم يتميز بعضها من بعض ، وتعذر على المخاطب فهم ما أريد منه ، فوجب لهذا تعلم هذا العلم ، إذ هو من آكد أسباب الفهم .

فعدم معرفة النحو يؤدي إلى الخطأ في كتاب الله عز وجل وعدم فهمه ، وقد روي أن أحد الأئمة كان يعيب النحو ، ويقول : أول تعلمه شغل ، وآخره بغي ، والعالم به يَزْدري النَّاس .

فقرأ يوماً : ﴿ إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ ﴾ .
فقيل له : كفرت من حيث تجعل ( الله ) يخشى العلماء .
فقال : والله لا طعنت على علم يؤدي إلى معرفة هذا أبداً .

وهو علم السلف الذي استنبطوا به الأحكام وعرفوا به الحلال والحرام .

لذلك لا يجوز أن يفتي الناس في الفقه من كان جاهلاً بالنحو ، ومن فعل ذلك أخطأ وأثم وتعدى وظلم .

وقد رُئي جماعة من الفقهاء المتقدمين الذين لم يبلغوا درجة المجتهدين تكلموا في مسائل من الفقه فأخطأوا ، وليس هذا لقصور أفهامهم ولا لقلة محفوظاتهم ، ولكن لضعفهم في هذا العلم ، وعدم استقلالهم به .

روي أن القاضي أبا يوسف رحمه الله دخل على الرشيد ذات يوم ، والكسائي عنده يمازحه ويطارحه المسائل .
فقال له أبو يوسف : هذا الكوفي قد استقر عنك وغلب عليك .
فقال له الرشيد : يا أبا يوسف : إنه ليأتيني بأشياء يشتمل عليها قلبي .
فأقبل الكسائي على أبي يوسف فقال : يا أبا يوسف : هل لك في مسألة ؟ .
فقال : فقه أو نحو ؟ .
قال : فقه .
قال : فضحك الرشيد حتى فحص برجله ، ثم قال : أتلقي على أبي يوسف فقهاً ؟ .
قال : نعم .
قال : يا أبا يوسف ما تقول في رجل قال لامرأته : أنت طالق إن دخلت الدار ؟ .
قال : إذا دخلت طلقت .
قال : أخطأت يا أبا يوسف .
فضحك الرشيد ، ثم قال : كيف ؟ .
قال : إذا قال : ( أن ) فقد وجب الفعل ، وإذا قال : ( إن ) لم يجب ولم يقع طلاق .
قال : فكان أبو يوسف بعدها لا يدع أن يأتي الكسائي .

وروي عن القاضي أبي عبيد بن حربويه من أن رجلاً ادعى مالاً على رجل بحضرته .
فقال المُدَّعَى عليه : مالُه عليّ حقٌ ( بضم اللام ) .
فقال له القاضي أبو عبيد : أتعرف النحو ؟ .
فقال : نعم .
قال : قم ، قد ألزمتك المال .

وقد قال الإمام الشاطبي : « إن هذه الشريعةَ عربيةٌ ، وعلى أسلوبِ العربِ تُفْهم » .

وهذه بعض الأمثلة من كتاب الله عز وجل لا يمكن فهمها إلا بمعرفة الموقع الإعرابي لها :
قال الله تعالى : ﴿ ولولا كلمةٌ سبقت من ربك لكان لِزاماً وأجلٌ مسمى ﴾ طه : 129 .
وقال جلّ شأنه : ﴿ يسئلونك عن الشهر الحرام قتالٍ فيه ، قل قتالٌ فيه كبيرٌ ، وصدٌّ عن سبيل اللهِ ، وكفرٌ به ، والمسجدِ الحرامِ ، وإخراجُ أهله منه أكبر عند الله ، والفتنة أكبر من القتل ﴾ البقرة 217 .
وقال تعالى : ﴿ هم الذين كفروا وصدُّوكُم عن المسجدِ الحرامِ والهديَ معكوفاً أن يبلغ محلَّه ﴾ الفتح 25 .


.......................

نفعكنّ اللهُ.

أروى آل قشلان
18-10-13, 07:41 PM
نفع الله بكِ أختي الكريمة سنــــــــــــــا
موضوع قيم!
...
قال ابن تيميّة رحمه الله في اقتضاء الصراط المستقيم :
" فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله ، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون "

وقال تلميذه ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله في الفوائد :" وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب ،
فعرف علم اللغة وعلم العربية ، وعلم البيان ،
ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها ، ورسائلها ... "

أنوار اليقين
18-10-13, 08:04 PM
جزاك الله كل الخير أختي ونفع بـــكِ
موضوع جميل جدا..بوركت أختي