أمة الله المؤمنة
22-01-14, 02:14 PM
قال ابن القيم رحمه الله :
واللهِ لو أنَّ القُلُوبَ سَلِيمةٌ
لتَقطَّعت أسفاً مِن الحِرمَانِ
قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح هذا البيت : -
(أقسَمَ وصدق ، والله لو أنَّ قُلُوبَنا سليمة لتقطَّعتْ أسفاً من الحِرمانِ ، ما أكثـرَ السَّاعات التي تمرُّ بنَا ونحنُ نُحرَمُ منها لانستفيدُ منها تذهب سَبَهللا ، والعُمرُ والزَّمن أغلى منَ الثمن ، أغلى منَ الذهب ، وأغلى منَ الفِضة ، الذهب والفِضة لو ذهبت يأتِي بدلها شيء ، لكن العُمر والزمن لا يأتِي بدله شيء إذَا ذهبَ ذهب ، ما فيه رد :
( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) . [المنافقون]
( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا ) مافِيه رُجُوع
( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . [المؤمنون]
( لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) . [التغابن]
أنت الآن في مُهلة اغتنم الوقت اجعل لِنفسِك حِزباً من كِتاب الله عزَّوجل ، اجعل لِنفسِك وقتاً للعمل الصالح ،قُم في آخر الليل ولو نِصف ساعة قبل الفجر ، ناجِ ربَّك ، ادعُ ، فإنَّهُ تعالى ينزل إلى لسَّماء الدُّنيا يقُول :{من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأُعطيه ، من يستغفرني فأغفرله .}
من الذي لايقدر أن يقُوم قبل الفجر بنِصف ساعة ؟! أمرٌ بسيط جداً ، نحن نسأل الله أن يرحمنا برحمته ،لا نقوم ثلث الليل ولا نصف الليل لكن ألا تَرى أن يمكن أن نقوم نصف ساعة فقط نذكر الله فيها ،نتوضأ ، نُصلي ما شاء الله ، نوتر ، هذا أمر أظنه بسيطا جداً ، كذلك أيضاً نجعل حياتنا كُلَّها ذكراً لله ،
فإنَّ المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتهُ كُلَّها ذكراً لله، لأن في كلِّ شيء أمامنا آية من آيات الله ، فإذا ذكرنا هذا الشيء الذي أمامنا من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزَّوجل ، ذكرنا الله ،فيكُون الإنسان دائماً يذكر الله عزَّ وجل بما يُشاهد من آيات الله الكونية ، بل بما يُشاهد من نفسه وتقلُباته ،القلب الآن ، أنا أسألُكُم هل قُلوبكم على وَتِيرةٍ واحدة دائماً ؟لا ، في غفلة أحياناً ، في إنابة أحياناً ، في تذكر أحياناً ، في حياة بينة أحياناً ،أحياناً يحيى قلبك حياةً تتمتع بها مدة من الزمن تتذْكُرها ، ربما تتذكر حالةً وقفت فيها بين يدي الله عزَّ وجلمُصليا ساجِداً ولو قبل ثلاثين سنة أو أكثر حسَب عُمر الأنسان ، لأنها أثَّرت في القلب .
فمثل هذه الأشياء ينبغي أن نستغلها ، ينبغي أن نستغلها ، وأن لانغفل فالغفلة موت ، قسوة للقلب وموت للقلب .
يقول :
والله لو أنَّ القُلوب سليمةٌ ** لتقطَّعت أسفاً من الحِرمان
حُزناً تتقطع من حرمانها
لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا ،وصدق القُلوب سكرى ، بل لحُب حياتها الدُّنيا تسعى للدُّنيا أولاً وآخراً ،ينام الإنسان وهو يُفكر في الدُّنيا يستيقظ وهو يُفكر في الدُّنيا ،نعم ، ومتى تفيق ؟ قال :وسوف تفيقُ بعد زمان متى ؟
عند الموت يفيق الإنسان ، يقول : ليتني فعلت ، ليتني فعلت .
وأشدُّ من ذلك إفاقةً إذا كان يوم القيامة :
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي )
قال الله تعالى :( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) [الفرقان]
أو يقولها القائل نفس الذي عض على يديه يقول :
( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )
وهناك لاينفع الندم عند الموت ، لاينفع الندم ،
أسألُ الله تعالى بِاسمائِه وصِفاته أن يجعلني وإيَّاكم ممن يغتنمُ الأوقات بالأعمال الصالحات
وأن يُثبتنا عِندَ الممات وبعد الممات ، وفي يوم يجعل الوِلدَانَ شيباً إنهُ جوادٌ كريم .
واللهِ لو أنَّ القُلُوبَ سَلِيمةٌ
لتَقطَّعت أسفاً مِن الحِرمَانِ
قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين - رحمه الله تعالى - في شرح هذا البيت : -
(أقسَمَ وصدق ، والله لو أنَّ قُلُوبَنا سليمة لتقطَّعتْ أسفاً من الحِرمانِ ، ما أكثـرَ السَّاعات التي تمرُّ بنَا ونحنُ نُحرَمُ منها لانستفيدُ منها تذهب سَبَهللا ، والعُمرُ والزَّمن أغلى منَ الثمن ، أغلى منَ الذهب ، وأغلى منَ الفِضة ، الذهب والفِضة لو ذهبت يأتِي بدلها شيء ، لكن العُمر والزمن لا يأتِي بدله شيء إذَا ذهبَ ذهب ، ما فيه رد :
( وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) . [المنافقون]
( حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا ) مافِيه رُجُوع
( إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . [المؤمنون]
( لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) . [التغابن]
أنت الآن في مُهلة اغتنم الوقت اجعل لِنفسِك حِزباً من كِتاب الله عزَّوجل ، اجعل لِنفسِك وقتاً للعمل الصالح ،قُم في آخر الليل ولو نِصف ساعة قبل الفجر ، ناجِ ربَّك ، ادعُ ، فإنَّهُ تعالى ينزل إلى لسَّماء الدُّنيا يقُول :{من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأُعطيه ، من يستغفرني فأغفرله .}
من الذي لايقدر أن يقُوم قبل الفجر بنِصف ساعة ؟! أمرٌ بسيط جداً ، نحن نسأل الله أن يرحمنا برحمته ،لا نقوم ثلث الليل ولا نصف الليل لكن ألا تَرى أن يمكن أن نقوم نصف ساعة فقط نذكر الله فيها ،نتوضأ ، نُصلي ما شاء الله ، نوتر ، هذا أمر أظنه بسيطا جداً ، كذلك أيضاً نجعل حياتنا كُلَّها ذكراً لله ،
فإنَّ المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتهُ كُلَّها ذكراً لله، لأن في كلِّ شيء أمامنا آية من آيات الله ، فإذا ذكرنا هذا الشيء الذي أمامنا من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزَّوجل ، ذكرنا الله ،فيكُون الإنسان دائماً يذكر الله عزَّ وجل بما يُشاهد من آيات الله الكونية ، بل بما يُشاهد من نفسه وتقلُباته ،القلب الآن ، أنا أسألُكُم هل قُلوبكم على وَتِيرةٍ واحدة دائماً ؟لا ، في غفلة أحياناً ، في إنابة أحياناً ، في تذكر أحياناً ، في حياة بينة أحياناً ،أحياناً يحيى قلبك حياةً تتمتع بها مدة من الزمن تتذْكُرها ، ربما تتذكر حالةً وقفت فيها بين يدي الله عزَّ وجلمُصليا ساجِداً ولو قبل ثلاثين سنة أو أكثر حسَب عُمر الأنسان ، لأنها أثَّرت في القلب .
فمثل هذه الأشياء ينبغي أن نستغلها ، ينبغي أن نستغلها ، وأن لانغفل فالغفلة موت ، قسوة للقلب وموت للقلب .
يقول :
والله لو أنَّ القُلوب سليمةٌ ** لتقطَّعت أسفاً من الحِرمان
حُزناً تتقطع من حرمانها
لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا ،وصدق القُلوب سكرى ، بل لحُب حياتها الدُّنيا تسعى للدُّنيا أولاً وآخراً ،ينام الإنسان وهو يُفكر في الدُّنيا يستيقظ وهو يُفكر في الدُّنيا ،نعم ، ومتى تفيق ؟ قال :وسوف تفيقُ بعد زمان متى ؟
عند الموت يفيق الإنسان ، يقول : ليتني فعلت ، ليتني فعلت .
وأشدُّ من ذلك إفاقةً إذا كان يوم القيامة :
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي )
قال الله تعالى :( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) [الفرقان]
أو يقولها القائل نفس الذي عض على يديه يقول :
( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )
وهناك لاينفع الندم عند الموت ، لاينفع الندم ،
أسألُ الله تعالى بِاسمائِه وصِفاته أن يجعلني وإيَّاكم ممن يغتنمُ الأوقات بالأعمال الصالحات
وأن يُثبتنا عِندَ الممات وبعد الممات ، وفي يوم يجعل الوِلدَانَ شيباً إنهُ جوادٌ كريم .