المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : :: من روائعـــــ الشيخ السعدي - رحمه الله - :: [متجدد]


أروى آل قشلان
28-05-14, 09:14 AM
أيها الناس, وطّنوا نفوسكم على الاحتساب في كل شيء, وإرادة وجه الله،
ومرّنوها على محبة الخير للمسلمين, والنصح لعباد الله؛
فإن الله لا ينظر إلى صوركم الظاهرة وأعمالكم،
وإنما ينظر إلى بواطن قلوبكم, وما اشتملت عليه من أحوالكم.
وعوِّدوا أنفسكم الإخلاص في كل ما تأمرون وما تذرون،
واحتساب الأجر فيما تسرون وما تعلنون؛
ليكون الإخلاص لكم قريناً، وارتقاب الثواب على الخير لكم عويناً.
فمن أكل، أو شرب، أو نام، أو استراح ينوي بذلك التقوّى على الطاعة؛
فهو في عبادة.
ومن طلب العلم يبتغي به وجه الله ونفع نفسه والمسلمين؛ فهو في جهاد ورفعة وزيادة.
ومن عز عن فعل الخير فنواه بصدق؛ فله أجر ما نواه.
ومن كان له عبادة خير وطاعة، فمرض, أو سافر؛ كتب له ما كان يعمل صحيحاً مقيماً.
فما أحق العبد بشكر مولاه!
فطوبى لأهل الهمم العالية, لقد انقلبت عاداتهم -بالنية الصالحة- عبادات.
ويا ويح أهل الجهل والهمم الدنيَّة، لقد كادت عباداتهم- لضعف النية- تكون عادات،
قال تعالى: (وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) [الإسراء:19].







المصدر : خطبة " إنما الأعمال بالنيات"
الجامع الكبير بالقصيم
ملتقى الخطباء

فاطمة سالم
28-05-14, 11:26 AM
جزاكم الله خيرًا أختي الغالية أوبة وبارك فيك
رحم الله الشيخ السعدي ،كلامه درر والذي نفسي بيده لو عقلناه وتأملناه

طالبة علم مصرية
28-05-14, 06:42 PM
اللهم بارك
كلمات طيبة
رحم الله الشيخ الفاضل واسكنه فسيح جناته
بارك الله فيك اختى الفاضلة اوبة ونفع بك

أروى آل قشلان
29-05-14, 07:03 AM
اللهم آمين
وفيكما بارك الله أختيَّ الحبيبتين " أم سعد الجزائرية" و "طالبة علم مصرية"
http://www.picgifs.com/mini-graphics/mini-graphics/flowers/mini-graphics-flowers-036857.gif http://www.picgifs.com/mini-graphics/mini-graphics/flowers/mini-graphics-flowers-036857.gif

ام خليل وسميه
29-05-14, 07:30 PM
جزاكم الله خيرا أختي أوبة
على نقل هذا الكلام القيم

نسأل الله أن يجعلنا ممن ارتقوا بصحة نياتهم بعاداتهم إلى مراتب العبادات

أروى آل قشلان
10-06-14, 08:53 PM
بوركتِ أختي الكريمة الغالية أم خليل وسمية
شرُفتُ بكِ يا طيبة

أروى آل قشلان
10-06-14, 08:57 PM
أيها الناس, اتقوا الله تعالى بفعل الخير وترك العصيان، وتعاونوا على البر والتقوى, ولا تعاونوا على الإثم والعدوان؛
فقد قال صلى الله عليه وسلم: "إن هذا الخير والشر خزائن, ولهذه الخزائن مفاتيح, فطوبى لمن كان مفتاحاً للخير, مغلاقاً للشر,
وويلٌ لمن كان مغلاقاً للخير, مفتاحاً للشر".
بهذا الذي ذكر المصطفى توزن الرجال، وبه يعرف أهل النقص من أهل الكمال؛
فكونوا رحمكم الله مفاتيح للخير, مغاليق للشر والآفات.
فمن كان منكم مخلصاً لله، ناصحاً لعباد الله، ساعياً في الخير بحسب إمكان
فذاك مفتاح للخير حائزٌ للسعادة، ومن كان بخلاف ذلك فهو مغلاق للخير، وقد تحققت له الشقاوة.
من الناس من إذا اجتمع بهم في مجالسهم, حرص على إشغالهم فيما ينفعهم في دينهم وديناهم،
ومنهم من يشغلهم بما يضر وما لا يعني, فهذا قد حرمهم الخير وأشقاهم.
ومنهم من يسعى في تقريب القلوب, وجمع الكلمة والائتلاف، ومنهم من يسعى في إثارة الفتن والشقاق والتنافر والخلاف.
ومنهم من يجتهد في قلع ما في قلوبهم من البغضاء، ومنهم من يلهب في قلوبهم الشحناء.
ومنهم من يحث على الجود والكرم والسماحة، ومنهم من يدعو إلى البخل والشح والوقاحة.
ومنهم من يتنوع في فعل المعروف في بدنه وقوله وماله، ومنهم من لا يعرف المعروف ولو قل فلا تسأل عن سوء حاله.
ومنهم من مجالسه مشغولة بالغيبة والنميمة والوقيعة في الناس، ومنهم من ينزه نفسه عن ذلك وينزه الجلاس.
ومنهم من تذكر رؤيته بالله، ويعين العباد في مقاله وحاله على طاعة الله، ويأمرهم بالقيام بالحقوق الواجبة والمسنونة،
ومنهم المثبط عن الخير, وأحواله غير مأمونة ..؛ فتبارك الذي فاوت بين العباد هذا التفاوت العظيم.
فهذا كريم على الله وعلى خلقه وهذا لئيم، وهذا مبارك على من اتصل به وهذا داع إلى كل خلق ذميم،
وهذا مفتاح للبر والتقوى وطرق الخيرات وهذا مغلاقٌ لها ومفتاح للشرور والآفات، وهذا مأمون على النفوس والأعراض والأموال
وهذا خائن لا يوثق به في حال من الأحوال،
وهذا قد سلم المسلمون من لسانه ويده وهذا لم يسلم منه أحد, وربما سرت أذيتُه على أهله وولده..

أجارني الله وإياكم من منكرات الأعمال والأخلاق والأهواء, وعافانا من كل شر قاصر ومتعد ومن البلوى، ورزقنا الهدى التقى والعفاف والغنى،




المصدر : خطبة " مفاتيح الخير والشر"
الجامع الكبير بالقصيم
ملتقى الخطباء

طالبة علم مصرية
11-06-14, 01:24 AM
رحم الله شيخنا الفاضل
جزاك الله خيرا حبيبتى أوبة
سلمك الله من كل سوء
أجارني الله وإياكم من منكرات الأعمال والأخلاق والأهواء, وعافانا من كل شر قاصر ومتعد ومن البلوى، ورزقنا الهدى التقى والعفاف والغنى

اللهم ءامين

فاطمة سالم
12-06-14, 12:21 AM
جزاكِ الله خيرًا أوبتي الحبيبة على الانتقاء الرائع
أسأله تعالى أن يجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر

"اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم "

أروى آل قشلان
17-06-14, 01:38 AM
اللهم آمين
سلمكما الله يا طيبات

أروى آل قشلان
17-06-14, 01:41 AM
أيها الناس, اتقوا الله تعالى بمراعاة العلم وتحقيق التقى، وتدبروا هذا الكتاب العزيز؛
فإنه مبارك فيه الرحمة والشفاء، فهو الهدى الذي يهدي من الضلالة، وينير الحقائق الصحيحة في ظلم الجهالة،
يهدي إلى معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، ويبين الطريق الموصل إلى فضله وأفضاله،
ويوضح الأحكام كلها في العبادات والمعاملات, ويبين الحقوق في جميع التعليقات.
وهو الشفاء من الأمراض البدنية والقلبية والعصبية, والنجاة في الأمور الدينية والدنيوية،
وهو المزيل لأمراض الشبهات, وأمراض الشهوات، بما فيه من البراهين القاطعة, والمواعظ المؤثرة, والتذكيرات.
وهو الموصل إلى المعارف الجليلة, والعلم واليقين الكاشف للحقائق كلها, بالتوضيح الكامل والبراهين.
فيه نبأ الأولين والآخرين، وفيه الحكم العادل بين الخلق أجمعين،
وفيه من دلائل التوحيد والنبوة والمعاد ما تطمئن به القلوب، وفيه التفاصيل العظيمة النافعة, الموصلة إلى كل مطلوب.

كتابٌ عظيم هيمن على الكتب السابقة حتى أحاط بها وحواها، وحكم بالحق في كل ما تنازعت فيه الأمم أولها وأخراها،
أَعْيَى ببلاغته وحسن نظمه جميع البلغاء, وحيَّر بحسن أسلوبه وما كشفه من غيوبه أفئدة العقلاء، وأصلح وأنفع في كل الأحوال.

كتاب حفظه الله من التغيير والتبديل, والزيادة والنقصان, لا يأتيه الباطل من بين يديه, ولا من خلفه, تنزيلٌ من حميد رحيم رحمان.
من قال به صدق، ومن عمل به أُجِر, ومن حكم به عدل، ومن دعا إليه فقد هدي إلى صراط مستقيم.

اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأسقامنا دواء, ولذنوبنا ممحصاً,
وعن النار مخلِّصاً، واجعلنا من أهل القرآن, الذين هم أهلك وخاصتك, يا رب العالمين.




المصدر : خطبة " الحثُّ على تدبر القرآن"
الجامع الكبير بالقصيم
ملتقى الخطباء

فاطمة سالم
14-09-14, 09:30 PM
أيها الناس, اتقوا الله بمعرفة الخير واتباعه، ومعرفة الشر وتركه واجتنابه، واعلموا أن العلم هو الأساس الذي يستقيم عليه البنيان، وبه الصلاح والفساد والكمال والنقصان؛ فليكن تأسيسكم على علوم نافعة صحيحة، ومعارف قوية صادقة رجيحة.
فالعلوم النافعة كلها تنقسم إلى: مقاصد, ووسائل.

فالمقاصد: هي الأصول المصلحة للعقائد والأخلاق والفضائل، وهي العلوم الدينية التي بينها الرسول، وحث عليها، وهي التي لا تنفع العلوم كلها إلا إذا أُبنيت عليها.

فوجهوا -رحمكم الله- وجوهكم, ووجوه المتعلمين إلى علوم الدين، واغرسوا هذا الغراس الجميل, الباقي في أذهان الناشئين؛ فبذلك تصلح الأحوال، وتزكو الأعمال، وبذلك يتم النجاح في الحال والمآل، وبذلك تصلح العقائد والأخلاق، وبه يسير التعليم إلى كل خير وينساق، ولا يتم ذلك إلا بتخير الأساتذة الفضلاء الناصحين، وملاحظتهم التامة لأخلاق المتعلمين.

وأن يعلق النجاح والشهادات الراقية لمن جمع بين العلم والدين؛ فإن العلم الخالي من الدين, لا يزكي صاحبه, وإنما هو صنعة من الصناعات، ولا بد أن يهبط بأصحابه إلى أسفل الدركات.

أما رأيتم حالة المدارس المنحرفة, حين أهمل فيها تعليم الدين كيف انساق أهلها إلى الشر والإلحاد؟

وكيف كان الكبر ملأ قلوب أهلها, وأعرضوا عن رب العباد؟

فالعلوم العصرية, إذا لم تُبْن على الدين شرها طويل، وإذا بنيت على الدين, أينعت بكل ثمرة جميلة, وعمل جليل.

لقد افترى من زعم أن العلوم تتقوم بغير الدين، ولقد خاب من توسل بعلوم المادة المحضة، وحصلوا على كل خصلة رذيلة.

أما ترونهم يسعون خلف أغراض النفوس, وخسيس الشهوات؟ أما تشاهدون أحوالهم فوضى, قد مرجت فيهم المعنويات والصفات؟ أما ترونهم حين عرفوا شيئاً من علوم الطبيعة. أعجبوا بأنفسهم, فهم مستكبرون، فنعوذ بالله من علم لا ينفع, ونفس لا تشبع, ودعاء لا يجاب ويشفع، قال تعالى: (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ) [النحل: الآية125].

قال تعالى: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) [آل عمران: الآية79].

لقد أرشدنا ربنا إلى الطريقة المثلى في تعليم المتعلمين، وأن تسلك أقرب طريق يوصل المعارف إلى أذهان المشتغلين؛ فلا نزحمها بكثرة الفنون؛ فإن الأذهان لا تتحملها، ولا تلقي عليها من المسائل ما لا تطيقها, ولا تحفظها، بل تلقي على كل أحد ما يتحمله ذهنه, وما يشتاق إليه، وتتعاهد بالدرس والإعادة, وكثرة المرور عليه، فالقيل الثابت الراسخ البنيان، خيرٌ من الكثير الذي هو عرضة للزوال والنسيان، فتزاحم العلوم, يضيع بعضها بعضاً, وتوجب الكسل والملل، وذلك من أعظم الأضرار والاخلال, وشدة الخلل.

فكم من تلميذ على هذا الوصف مكث المدة الطويلة بغير معرفة صحيحة ونجاح؟ وكم من تلميذ سلك الطريق النافعة, ففاز بكل خير وفلاح؟ فكما أن القُوى لا تكلف من الأعمال والأشغال إلا ما تطيق وتستطيع, فكيف بالأذهان الصغيرة, إذا زحمت بما لا طاقة لها به؟

وذلك عبء ثقيل مريع، قال تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ) [آل عمران:187].

المصدر : خطبة " إصلاح التعليم"
ملتقى الخطباء

فاطمة سالم
02-12-14, 11:20 PM
ولما كان من العوائد القدسية والحكمة الإلهية أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به ولم ينتفع, ابتلي بالاشتغال بما يضره, فمن ترك عبادة الرحمن, ابتلي بعبادة الأوثان, ومن ترك محبة الله وخوفه ورجاءه, ابتلي بمحبة غير الله وخوفه ورجائه, ومن لم ينفق ماله في طاعة الله أنفقه في طاعة الشيطان, ومن ترك الذل لربه, ابتلي بالذل للعبيد.
ومن ترك الحق ابتلي بالباطل.

[تـــــــــــــفســـــــــــــير السعدي للآية 101 من سورة البقرة ]

فاطمة سالم
14-12-14, 05:26 PM
قال الله تعالى :﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ [ آل عمران : 141]



هذا استفهام إنكاري، أي: لا تظنوا، ولا يخطر ببالكم أن تدخلوا الجنة من دون مشقة واحتمال المكاره في سبيل الله وابتغاء مرضاته، فإن الجنة أعلى المطالب، وأفضل ما به يتنافس المتنافسون، وكلما عظم المطلوب عظمت وسيلته، والعمل الموصل إليه، فلا يوصل إلى الراحة إلا بترك الراحة، ولا يدرك النعيم إلا بترك النعيم، ولكن مكاره الدنيا التي تصيب العبد في سبيل الله عند توطين النفس لها، وتمرينها عليها ومعرفة ما تؤول إليه، تنقلب عند أرباب البصائر منحا يسرون بها، ولا يبالون بها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء

[ تفسير السعدي رحمه الله]

أروى آل قشلان
16-12-14, 10:31 AM
زادكِ الله من فضله أختي الحبيبة " أم سعد "

فاطمة سالم
22-12-14, 07:09 PM
زادكِ الله من فضله أختي الحبيبة " أم سعد "

وإيّاكِ حبيبتي الغالية
الشكر لك أنت صاحبة الفكرة و الموضوع ، كتب الله أجركِ وبارك فيك .

فاطمة سالم
22-12-14, 07:12 PM
الحمد لله الذي بيده أزمة الأمور ومقاليدها، وبإرادته حصول الأسباب والمسببات ومفاتيحها، وتبارك من لم يشاركه في الخلق والرزق والتدبير أحد من العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله, ولا ضد ولا ظهير ولا معين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, سيد المرسلين, وإمام المتقين، اللهم صل وسلم على محمد, وعلى آله وأصحابه, والتابعين لهم إلى يوم الدين.

أما بعد:

أيها الناس, اتقوا الله, واخشوه ولا تخشوا أحداً سواه، ولا تتعلقوا بتألهكم ونفعكم وضركم, وأموركم كلها بغير الله؛ فإنه المالك القادر, الذي بيده الحياة والإماتة, وأمور الأرزاق, وبيده الإعزاز والإذلال, والإغناء والإملاق؛ قال تعالى: (مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر:2-3].



وقال تعالى: (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس:107].


فمتى علمت أن الأمور كلها بيد الله, فلِمَ التعلق بالمخلوقين؟ ولِمَ الخوف والرجاء، والرغبة والرهبة لغير رب العالمين؟


أليس الخلق كلهم عن مصالحهم ومنافعهم عاجزين؟ أليس الملوك والرعايا والأغنياء والفقراء والضعفاء والأقوياء إلى ربهم مضطرين؟ فما منهم من أحد يملك لنفسه -فضلاً عن غيره- نفعاً ولا ضراً, ولا حياة ولا موتاً, ولا نشوراً.


فتعين علينا أن لا نستنصر, ولا نسترزق إلا من ربنا, وكفى به ناصراً, ورازقاً وولياً ونصيراً، كيف نذل ونبذل كرامتنا لمملوك مثلنا عاجز فقير؟ كيف نخشى ونخاف غير ربنا, ونواصي العباد بيده, وهو على كل شيء قدير؟


أما تولى خلقنا وتدبيرنا ونحن في الأصلاب والأرحام أطواراً أطواراً؟

أما ربَّانا بأصناف نعمه, وغمرنا ببره صغاراً وكباراً؟

أما صرف عنا السوء والآفات, ولطف بنا في كل الحالات والتنقلات؟

أما أطعمنا من جوع, وكسانا من عري, وأمننا من المخاوف؟

أما يسر لنا الأرزاق, ووقانا المحاذير والمتالف؟

فيحق لنا ألا نحمد, ولا نشكر, ولا نثني إلا عليه، وأن نذكره آناء الليل والنهار, ونتوكل عليه، ويكون خوفنا ورجاؤنا ورغبتنا مقصورة عليه.

[المصدر : ملتقى الخطباء]
خطبة : التعلق بالله دون غيره

أروى آل قشلان
07-03-15, 12:30 PM
الجمع بين مصالح الدين والدنيا
----------------------------

قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي -رحمه الله تعالى-:
العاقل الحازم يتمكن من التزود من الباقيات الصالحات مع استكمال نصيبه من الدنيا على وجه السهولة، فليستعين بالغُدْوَة، والرَّوْحَة، وبشيء من الدُّلجة،
وهو في ذلك قائم بأمور دنياه وأسبابه؛ فلو أنه جعل له وِرْداً من آخر الليل،يصلي ويناجي ربه، ويسأله صلاح دينه ودنياه، ...
ولو كان ذلك يسيراً، وافتتح نهاره بالخير، والقراءة، وأوراد الصباح، واختتمه كذلك،
وبادر للصلوات الخمس في أول وقتها، وجعل معها، وقبلها، وبعدها، ما يسّره الله من أعمال الخير من صلاة، وقراءة، وذِكْر، وسماع علم، وغيرها، وعَوَّد لسانه ذكر الله، والاستغفار،
وباشر الأسباب الدنيوية: من تجارة، أو صناعة، أو فلاحة، ونحوها، برفق وطلب جميل،
واستعان بربه في ذلك،
واكتفى بالأسباب المباحة، وبحلال الله عن حرامه، وقصد بذلك القيام بواجب النفس، ومن يعول، والاستغناء عن الخلق،
لو فعل هذا أو ما يقاربه لحصَّل خيراً، وغنم ثواباً جزيلاً،
ومع ذلك لم ينسَ نصيبه من دنياه، ولا فاته من لذاتها شيء،
وربما منّ الله عليه بالقناعة التي هي الغنى الحقيقي، وبها تتم الحياة الطيبة، والله هو الموفق لكل خير.
------------------------
المصدر: من كتاب نور البصائر والألباب صـ73

فاطمة سالم
22-04-15, 09:45 PM
لكم اشتقنا لكِ غاليتي " أوبــة " ولمواضيعك القيّمة .


منــــــظــومة "السير إلى اللــه والدار الآخرة"
للعلّامة عبد الرحمــن بن ناصر السعدي رحمه الله (ت 1376هـ)

سَعِدَ الَّذِينَ تَجَنَّبُوا سُبُلَ الرَّدَى *** وَتَيَمَّمُوا لِمَنَاِزِل الرِّضْوانِ
فَهُمُ الَّذِينَ أَخْلَصُوا فِي مَشْيِهِمْ *** مُتَشَرِّعِينَ بِشِرْعَةِ الإيمَانِ
وَهُمُ الَّذِينَ بَنَوْا مَنَازِلَ سَيْرِهِمْ *** بَيْنَ الرَّجَا والْخَوْفِ لِلدَيَّانِ
وَهُمُ الَّذِينَ مَلا الإلَهُ قُلُوبَهُمْ *** بِوِدَادِهِ وَمَحَبَّةِ الرَّحْمَانِ
وَهُمُ الَّذِينَ أَكْثَرُوا مِنْ ذِكْرِهِ *** فِي السِّرِ وَالإِعْلاَنِ وَالأَحْيَانِ
يَتَقَرَّبُونَ إِلَى الْمَلِيكِ بِفِعْلِهِمْ *** طَاعَاتِهِ وَالتَّرْكِ لِلْعِصْيَانِ
فِعْلُ الْفَرَائِضِ وَالنَّوَافِلِ دَأْبُهُمْ *** مَعَ رُؤْيَةِ التَّقْصِيرِ وَالنُّقْصَان
صَبَّرُوا النُّفُوسَ عَلَى الْمَكَارِهِ كُلِّهَا *** شَوْقاً إِلَى مَا فِيهِ مِنْ إِحْسَانِ
نَزَلُوا بِمَنْزِلَةِ الرِّضَى فَهُمْ بِهَا *** قَدْ أَصْبَحُوا فِي جُنَّةِ وَأَمَانِ
شَكَرُوا الْذِي أَوْلَى الْخَلاَئِقَ فَضْلَهُ *** بِالْقَلْبِ وَالأَقْوَالِ وَالأَرْكَانِ
صَحِبُوا التَّوَكُّلَ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِمْ *** مِعِ بِذْلِ جُهْدٍ فِي رِضَى الرَّحْمَانِ
عَبَدُوا الإِلَهَ عَلَى اعْتِقَادِ حُضُورِهِ *** فَتَبَرَّؤُوا فِي مَنْزِلِ الإِحْسَانِ
نَصَحُوا الْخَلِيقَةَ فِي رِضَى مَحْبُوبِهِمْ *** بِالْعِلْمِ وَالإِرْشَاِد وَالإِحْسَانِ
صَحِبُوا الْخَلاَئِقَ بِالْجُسُومُ وَإِنَّمَا *** أَرْوَاحُهُمْ فِي مَنْزِلٍ فَوْقَانِ
بِالله دَعَوات الْخَلاَئِقِ كُلُّهَا *** خَوْفاً عَلَى الإِيمَانِ مِنْ نُقْصَانِ
عَزَفُوا الْقُلُوبَ عَنِ الشَّوَاغِلِ كُلِّهَا *** قَدْ فَرَّغُوهَا مِنْ سِوَى الرَّحْمَانِ
حَرَكَاتُهُمْ وَهُمُومُهُمْ وَعُزُومُهُمْ *** لِلَّهِ، لاَ لِلْخَلْقِ وَالشَّيْطَانِ
نِعْمَ الرَّفِيقُ لِطَالِبِ السُبُلِ الَّتِي *** تُفْضِي إِلى الخَيْرَاتِ وَالإِحْسَانِ


قراءة صوتيـــــة للمنظومـــــة

هنــــــــــا (http://safeshare.tv/w/ZJNfgqXXOz)


[المصدر : شبكة الإمام الآجري ]

البـتول
13-06-15, 04:45 PM
يزاج الله خير ويعطيج العآفية