تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : لَحظـة ، لَحظـة ..!


رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:10 AM
لَحظـة ، لَحظـة ..!
لحظة ، لحظة !
كُفُّوا أيديكم عن الأكل ؛
أُريد أن ألتقط صورةً لـ "انستقرامي" ^_^
أوه ، منظرها غير لائق :"""
نُهى ، لُطفًا أحضِري الصَّحنَ هُنا .
آلاء ، انقلي الكأسَ للجِهةِ الأخرى .
والجميعُ ينتظِرُ الإذنَ حتّى يأكُل .
نعم الآن تبدُو رائعةُ ، وتُغري النّاظرين (":
التقطت الصّورة الأولى ، الثَّانية ، الثَّالثة ...
شُكرًا هذه تبُدو جميلة .
تفضَّلوا ، وعافية على قُلوبكم ()
وعلى قهوة المغرب .
صفاء ، لَحظة ، التقطي صورةً للقهوة ، وأدرجيها في مجموعتنا على "الواتس" ؛
ردًّا على صورة أسماء التي أرسلتها البارحة (":
لتتعلَّمَ كيف تبدُو قهوةُ المغرب أنيقةً وثريَّةً بمُختلف الأصناف .
وبعد العودة من السُّوق المركزيّ .
نُهى ، لحظة ، رجـاءً لا تنسي أن تلتقطي لنا صُورةً للمُشتريات ؛
لإدراجها في مجموعة "الواتس" ^_*
تقفز آلاء مُسرعة .
لحظة ، وأنا أيضًا أُريدُ صُورةً مُميَّزةً لإدراجها في "تويتر" و "الانستقرام" .
وفي مُنتصف اللَّيل ، الجميع مشغول بتجهيز مائدةٍ مُميَّزة .
الأم : ما هذه الرَّوائح الزكيَّة ، وكأنّنا في يومٍ رمضانيٍّ ؟!
أمِن ضُيوفٍ غدًا ولم تُخبرُوني ؟!
صفاء : لا لا ، بل نحنُ على موعدٍ مع مُسابقةٍ على "الانستقرام" ^_^
لأفضل صورةٍ لمائدة عشاءٍ أنيقـةٍ ومُميَّـزة .
وسأُشاركُ فيها - بإذن الله - ؛ لذا نُعِدُّ أصنافًا مُميَّزةً .
الأم : مُسابقة !!!
وعلاماتٌ مِن التَّعجُّب تُحلِّقُ في سماء الأم ، كما تُحلِّقُ في سمائِنا الآن !!!
وكثيرةٌ هِيَ المواقفُ العجيبةُ التي تَمُرُّ بنا .
ألهذا الحَدِّ غرقنا في التِّقنية ؟!
ألهذه الدَّرجةِ سيطرت على عقُولنا وسرقت أوقاتَنا ؟!
بل وصل بنا الحالُ إلى التَّفاخُر بالدُّنيا والتعلُّق بها :"
برَبِّكُم ما الفائدةُ المرجوَّةُ مِن وراءِ كُلِّ هذا ؟! ما الثمرةُ التي سنقتطفُها ؟!
كم حولنا ممَّن انغمس في الدُّنيا وملذَّاتها ، ونجده كثيرًا ما يُردِّد :
ملل ، طفش ، ضِيقة ... إلى آخر قائمته المعهودة .
لم يَجنِ سِوَى الشَّقاء . وكيف له أن يَجنِيَ غيرَه وهو لاهٍ عن آخرتِهِ بدُنياه !
أيا أسفى على حالنا :"
وكم أرجوا أن لا نكُون مِمَّن حَرِص على عِمَارة دُنياه ونَسِيَ آخِرتَه :"""
صِدقًا أقولُها :
لو تعلَّقت قُلوبُنا برَبِّنا حَقَّ التَّعلُّق ، لَمَا وجدنا وقتًا لتلك التُّرَّهات .
وكيف نُعلِّقُ قُلوبنا برَبِّنا ؟!
سنكونُ هُنا معًا بإذن الله ، ومع وقفاتٍ يسيرةٍ ؛
لنتعرَّفَ على السُّبُل المُؤدِّيةِ لذلك .
فكُنَّ بالقُرب (":

p1s3
مُحِبَّتاكُنَّ : همسَة .... بسمَة
كُتِبَ حُبًّا : الأربعاء .
1 رجب 1435 هـ

ممااراق لي فنقلته لكن ..

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:11 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 1 )

أن نتعرَّفَ على اللهِ سُبحانه وتعالى ، بأسمائِهِ وصِفاتِهِ .
فمَن تعرَّفَ على مَحبوبِهِ ، ازداد حُبًّا له ، وتعلُّقًا به ،
وشوقًا إليه ، وأحسَّ بقُربِهِ منه .

ما بالُكِ لو حَدَّثتكِ صديقتُكِ عن نفسِها ، وعرَّفتكِ بها أكثر ؟!
ألَا يجعلُكِ ذلك تزدادين حُبًّا لها ، وتُحاولينَ الاقترابَ منها ،
والتَّمسُّكَ بها وبعِلاقتِكما أكثر ؟! وللهِ المَثَلُ الأعلى .

حدِّثِي نفسكِ قليلًا :
يا ترى ما مَدى معرفتِي بربِّي ؟ وما مدى حُبِّي له ؟!

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:12 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 2 )

الدُّعاءُ : فنسألُ اللهَ دائمًا أن يُعلِّقَ قُلوبَنا به ،
وأن يَرزُقنا الإخلاصَ في أقوالنا وأعمالنا .

وإذا صَدقنا في دُعائِنا ورَجائِنا ، فإنَّ اللهَ تعالى سيَستجيبُ لنا ،
فهو سُبحانه القائل : (( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ )) غافر/60 .

قال الإمامُ ابنُ القيِّم رَحِمَه اللهُ تعالى :
‹‹ والأدعيةُ والتَّعوذاتُ بمنزلةِ السِّلاح ، والسِّلاحُ بضاربِهِ ،
لا بحَدِّه فقط ، فمتى كان السِّلاحُ سِلاحًا تامًّا لا آفةَ به ،
والسَّاعِدُ ساعِدًا قويًّا ، والمانِعُ مفقودًا ، حَصلت به النِّكايةُ
في العَدُوِّ . ومتى تخلَّفَ واحدٌ من هذه الثلاثةِ ، تخلَّف التأثير ›› .
الداء والدواء / ص 35 .

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:13 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 3 )

المُحافظةُ على الصَّلواتِ الخَمس في أوقاتِها : فمَن تعلَّق قلبُه بالصلاة ، وحافَظَ عليها ،
فمِن الطبيعيِّ أن يتعلَّق بمَن أمرَه بها ، ورَتَّبَ عليها الأجرَ والثَّوابَ ، وجعلها فاصلًا بين الإسلام والكُفر .

فقط لنستشعِر أثناءَ صلاتِنا أنَّنا نقِفُ أمامَ رَبِّنا سُبحانه ،
ولنستشعِر أثناء قِراءَتنا أنَّ اللهَ تعالى يَسمعُنا ؛ ولنستحضِر قولَ اللهِ تعالى في الحَديثِ القُدُسيَّ :

(( قسمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي نِصفينِ ، ولعبدي ما سألَ ،
فإذا قالَ العبدُ : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ، قالَ اللهُ تعالى : حَمِدَني عبدي .
وإذا قالَ : { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } . قالَ اللهُ تعالى : أثنى عليَّ عبدي .
وإذا قالَ : { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } . قالَ : مجَّدني عبدي ( وقالَ مرَّةً: فوَّضَ إليَّ عبدي ) .
فإذا قالَ : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } . قالَ : هذا بيني وبينَ عبدي ولعبدي ما سألَ .
فإذا قالَ : { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ
عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ } . قالَ : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل )) رواه مُسلم .

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:15 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 4 )

الإكثارُ من ذِكر اللهِ عزَّ وجلَّ ، فهو سُبحانه القائل:
(( أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ )) الرعد/28 .

فالذِّكرُ حياةٌ للقلوب ، وقُربةٌ مِن الرَّبِّ سُبحانه وتعالى .

ألَا تشعرينَ أنَّ قلبَكِ يتعلَّقُ بمَن تُكثرينَ مِن ذِكره ،
سواءٌ أكان أبًا أو أخًا أو صديقةً أو قريبةً أو غيرهم ؟!

وللهِ المَثَلُ الأعلى ، فإذا أكثرتِ من ذِكره سُبحانه ،
استشعرتِ قُربَه سُبحانه منكِ ، واطِّلاعَه عليكِ ،
فتعلَّقَ قلبُكِ به .

وذِكرُ اللهِ تعالى يكونُ بالتَّسبيحِ ، والتَّحميدِ ، والتكبير ، والتَّهليلِ ،
وغيرها من الأذكار المُختلفة ، المُقيَّدة بوقتٍ- كالأذكار بعد الصلاةِ ،
وعند دخول الخَلاء ، والخُروج منه ، وعند النَّوم ، والاستيقاظِ منه ،
وأذكار الصباح والمساءِ ، وغيرها- والأذكار المُطلَقة .

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:16 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 5 )

قِراءةُ القُرآنِ الكريم ، مع تدبُّره وفَهم معانيه .

فالقُرآنُ كلامُ اللهِ تعالى ،
فإذا قرأتيه ، فاستشعِري أنَّ اللهَ تعالى يُخاطِبُكِ به ، فأرعيهِ سَمعَكِ .
فإذا سَمعتِ أو قرأتِ ، وفَهمتِ وتدبَّرتِ ،
فإنَّ قلبَكِ سيزدادُ تعلُّقًا بالقُرآن ، وبمَن أنزله سُبحانه وتعالى .

يقول ابنُ القيِّم- رَحِمَه الله- في علاج ضعف الإيمان في القلب :
‹‹ إذا أردتَ أن تجود إيمانك ، فملاك ذلك أمران :
أحدهما : أن تنقل قلبك من وطن الدُّنيا ، فتُسكِنَه في وطن الآخرة،
ثُمَّ تُقبِلُ به كُلّه على معاني القرآن واستجلائها وتدبُّرها،
وفهم ما يُرادُ منه وما نزل لأجله ، وأخذ نصيبك من كُلِّ آيةٍ من آياته ،
وتُنزِلها على داءِ قلبِك ، فإذا نزلت هذه الآيةُ- العلاج- على داء القلب ،
بَرِئَ القلبُ بإذن الله ›› .

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:17 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 6 )

القِراءةُ في سِيرةِ رسولِنا مُحمدٍ- صلَّى الله عليه وسلَّم- وسِيَر صحابتِهِ
رضوانُ اللهِ عليهم وسَلَفِنا الصالح . فقد كانوا مِن أكثر الناس قُربًا
من اللهِ سُبحانه ، وتعلُّقًا به ، وتوكُّلًا عليه ، ومواقِفُهم وأفعالُهم
وحياتُهم تشهدُ بذلك .

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:18 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 7 )

مُصاحبةُ الصَّالِحاتِ ؛ فإنَّ الصُّحبةَ الصالحةَ تُقرِّبُ من اللهِ سُبحانه ؛
لأنَّها صُحبةٌ ابتُغِيَت مِن ورائِها الجنَّة ، فكانت كُلُّ حركاتِها وأفعالِها وأقوالِها تدعوا لها .
إن كُنتِ على طاعةٍ ، فستكونُ عونًا لكِ- بإذن الله- عليها .
وإن كُنتِ على مَعصية ، فستأخُذُ بيدِكِ ، وتُرشِدُكِ .
وكُلَّما فعلتِ الطاعةَ ، واجتنبتِ المَعصيةَ ، كُلَّما اقتربتِ مِن رَبِّكِ سُبحانه ،
وتعلَّقَ قلبُكِ به .

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:19 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 8 )

التَّأمُّلُ في خَلْق اللهِ- عَزَّ وجلَّ- وبديع صُنعِهِ .
فعَظمةُ الكون وما فيه مِن مخلوقاتٍ ، والتَّأمُّلُ فيها ،
تجعلُ القلبَ يميلُ إلى خالِقها ومُدبِّرها ومالِكِ أمرِها سُبحانه .
(( ‏إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُوْلِي الألْبَابِ *
الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ‏ )) ‏آل عمران‏/190-191‏ .

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:20 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 9 )

أن ننظُر للدُّنيا على أنَّها دارُ مَمَرٍّ لا دار مَقرٍّ .
فإذا أيقنَّا أنَّنا راحلون عنها ، وأنَّنا لسنا مُخلَّدين فيها ،
فلن نغترَّ بمُتَعِها الزائلة ، وزخارفها الفانية ،
وسنجعلُها في أيدينا لا في قلوبنا ،
وستكونُ قلوبُنا حينها مُعلَّقةً بخالِقها سُبحانه ؛
الذي يَملِكُ أمرَها ، ويَعلَمُ مثواها . قال اللهُ تعالى :
(( وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ )) الحديد/20.
وعن عبد الله بن عُمر- رَضَيَ الله عنهما- قال :
أخَذ رسولُ اللهِ- صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بمَنكِبي ، فقال :
(( كُنْ في الدُّنيا كأنَّكَ غريبٌ أو عابِرُ سبيلٍ )) .
وكان ابنُ عُمرَ يقولُ : ( إذا أمسيْتَ فلا تنتَظِرِ الصباحَ،
وإذا أصبحْتَ فلا تنتظِرِ المساءَ، وخُذْ من صحتِك لمرضِك،
ومن حياتِك لموتِك ) رواه البُخاريُّ .

رقية مبارك بوداني
17-11-14, 01:21 AM
كيف نُعلِّقُ قُلوبَنا برَبِّنا ؟!

( 10 )

أن نعتبِرَ بمَن سبقونا للقُبور ، وفارقوا مساكنَهم والدُّور .
لنُوقِنَ تمامًا أنَّنا سنصيرُ إلى ما صاروا إليه ، وسنُجاورهم يومًا .
ولنتفكَّر قليلًا فيما يتمنَّاه هؤلاء لو عادوا إلى الدُّنيا .
لعلَّهم يتمنَّون الاستقامةَ على الدِّين ، والتَّقرُّبَ إلى اللهِ سُبحانه .

فلِمَ لا نفعلُ ذلك قبل أن نلحَقَ بهم ،
وقبل أن تصيرَ أُمنياتُنا كأُمنياتِهم ؟!