المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في هذه الحالة: هل يجب علي رد الغيبة؟


مفكرة إسلامية
06-08-07, 07:17 AM
السلام عليكم...
أحسن الله إليكم ياشيخ...
لدي تساؤل لطالما أخذ من تفكيري الكثير...
من المعلوم أنه على المسلم الذب عن عرض أخيه المسلم...
بل من أسس المحبة في الله أن يدافع المحب عن أخيه في الله ويرد الغيبة عنه...
لكن ياشيخ إذا علمتُ أن دفاعي عن هذا الشخص سيغيظ المغتاب وبالتالي سيزيد غيبةً وسبًا وسخرية...
فهل يجب على السكوت وعدم الدفاع؟؟؟ أو بصيغة أخرى هل أأثم إن دافعت؟
علمًا أنني في بعض الأحيان لا أستطيع أن أتمالك نفسي وأمسك لساني عن رد الغيبة خاصة إذا كانوا يغتابون شخصًا فاضلاً محترمًا ذا فضل علي كمعلمة أو شيخ دكتور..
مثلا حدثت لي حادثة...
رأيت طالبات يردن طلب أحد الأساتذة...
وعندما علمت بالدكتور المطلوب أخبرتهم أنني اتصلت للتو على مكتبه فقالوا أنه طلع...
فقالت واحدة وهي تضرب الحائط بعصبية: طلع طلعت كبده<< تدعو عليه.
طبعًا أنا من هول ما سمعت ومن غير شعور صرخت في وجهها:ليه بسم الله عليه؟
عندئذ سخروا مني ومن أستاذي طبعًا...
مشكلتي أنني أخشى إذا دافعت من أمرين:
أولهما أن يزدادوا... والثاني أن يقال عني معجبة...
فبعض الطالبات هداهن الله يفسرن أي حركة تجاه المعلمة بأنه إعجاب فلو دافعت عن معلمة مثلاً لقالوا أنتِ معجبة بها...
أستاذي الفاضل:
كم سأكون ممتنة لك لو أنقذتني من حيرتي..
واعتذر عن إطالتي وسوء أسلوبي...
نفع الله بك وبعلمك...

عبد السلام بن إبراهيم الحصين
09-08-07, 11:16 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
الغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره، بعيب فيه، في دينه، أو خلقه، أو خَلْقه.
والواجب هو نصح المغتاب، وتذكيره بالله جل وعلا، وأن هذا من المحرمات التي تورد صاحبها المهالك.
وكذا الذب عن عرض الشخص الذي وقعت الغيبة له، وبيان محاسنه وفضله، وبخاصة إذا كان من أهل الفضل، والاعتذار عنه بما يعلمه من الخير والصلاح.

لكن الوجوب معلق بالاستطاعة والقدرة، كما قال تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}، وقال صلى الله عليه وسلم: ((إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم))، فإذا عجز عن رد الغيبة، إما لكون المغتاب شخصا كبيرا لا يقبل النصح، أو سيحصل أذى منه، أو ترتب على بيان الحق الزيادة في الباطل، والإيغال في الذم، فيسقط الواجب في هذه الحالة، ويلزم القيام عن هذا المكان ومفارقته إن أمكن، أو مفارقته بالقلب، بعدم الالتفات إليهم، والإعراض عنهم.

وأما إذا خاف أن يتهموه بالإعجاب فهذا لا يسقط به الواجب؛ لأن هذا وهم، وأيضا هو أذى يمكن تحمله والصبر عليه، ولا بأس ببيان الفرق بين الدفاع عن العرض والنهي عن الغيبة، وبين الإعجاب، فالإعجاب تعلق بالشخص يحمل على الغلو في العلاقة معه، بحيث تتحول عيوبه إلى مزايا وصفات حميدة، ويكون القلب معلقا به لذاته، حتى لو وقع فيما نهى الله عنه، أو قصر فيما يجب عليه، وأما الدفاع عن العرض فهو بيان الحق، والنهي عن المنكر، وهو واجب لكل مؤمن، سواء أعجبت به أو لم تعجب.
ثم الإعجاب في ذاته ليس عيبا، بل هو في الأصل مباح، ولكن إذا ترتب عليه محظور صار حراما.
فلا بأس أن يعجب التلميذ بشيخه، أو يعجب الشيخ بتلميذه، أو يعجب الشخص من حفظ فلان، ونحو ذلك، وإنما المذموم أن يصل الإعجاب إلى حد التعلق المذموم، الذي يجر إلى محرم، أو يمنع من واجب.

وأما ما وقع من الأخت في حق الدكتور، فهو دعاء عليه، وليس بغيبة، وهذا لا اعلم ما يدل على النهي عنه، إلا إذا كان دعاء بغير حق، ثم مثل هذا اللفظ ليس المقصود به الدعاء لذاته، وإنما يراد به التوبيخ، أو إظهار الندم على فعله، كقولهم: ثكلتك أمك، تربت يمينك، مالت عليك، ونحو ذلك من الألفاظ التي يراد بها توبيخ الشخص وإظهار التحسف على فعله.
والله أعلم...

مفكرة إسلامية
09-08-07, 11:31 AM
أحسن الله إليك...
لكن يا شيخ لم تجب على سؤالي...
هل أأثم إن دافعت ورددت الغيبة؟
لأن إحدى المغتابات لأحد الأستاذة قالت لي مرة أنت السبب في أننا نغتابه ونسبه؟
فلولا أنك تمدحينه لما اغتبناه...
علمًا أنني لا أمدح إلا إذا ذموا...
إذا وصفوه ظلمًا بصفة سيئة ليست فيه كالظلم مثلا...
أذكر أنه عادل وأذكر من الحوادث ما يؤكد كلامي...
أما عن سردي لموقف الطالبة التي دعت...
فهو إنما لأبين لك أنني لا أستطيع التمالك أحيانًا عند سماع كلام غير لائق بأحد شيوخي...
من دعوة أو غيبة أو غيره...
شاكرة لك حسن إجابتك وإفادتك...