أروى آل قشلان
29-12-14, 08:30 AM
نصيحة في الزواج من غير المستقيمين ..
من فوائد الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -
حديث فاطمة بنت قيس / باب الكفاءة والخيار
عَن فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=6391)، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ ، طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ ، وَهُوَ غَائِبٌ بِالشَّامِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلُهُ بِشَعِيرٍ فَتَسَخَّطَتْهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَالَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : " لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ " وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّهَا امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي ، اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي " قَالَتْ : فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ : " أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ " قَالَتْ : فَكَرِهْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : " انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ " فَنَكَحْتُهُ ، فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا وَاغْتَبَطْتُ بِهِ "
صحيح مسلم / الطلاق 1480
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - شارحًا :
فإن قال قائلٌ كيف يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وأما معاوية فصعلوك لا مال له " ،
وهو لا يدري فلعله يكون ذا مال ؛ وفعلا كان ذا مال فقد صار خليفة من أكبر الخلفاء الذين يتباهون بالدنيا
فنقول : إنه يُؤخذ منه فائدة مهمة جدًا ، وهي :
أنّ العبرةَ في الأمور بالمَنظُور منها لا بالمُنتَظَر. وانتبه لهذه القاعدة المفيدة
أنتَ غير مكلّف بأمر غيبي؛ بل بشيء بين يديك ،
ومن هنا نعرفُ جوابًا لسؤال يقعُ كثيرًا :
يخطب الرجل امرأة مستقيمة، وهو غير مستقيم .. فتحب أن تتزوج به ؛ وتقول :لعلَّ الله أن يهديه على يدي !
وهذا عمل مُنتظر فلا ندري ، فالمنظور الذي أمامنا الآن أنه غير مستقيم ،
فإذا قالت: لعل الله أن يهديه على يدي ،
قلنا: ولعل الله أن يُضلكِ على يديه، كله متوقع!
وكونك تضلينَ على يديه أقرب من كونه يُهدى على يديك ؛ لأن المعروف أن سُلطة الرجل على المرأة أقوى من سلطتها عليه
وكم من إنسانٍ يُضايق الزوجة لما يريد .. حتى يضطرها إلى أن تقع فيما يريد دونَ ماتريد ، وهذا شيء مشاهد ومجرب .
وأهم شيء عندي أن نعرفَ أنّ الإنسان مُكلّف بما يُنظر لا بما يُنتظر ..
انتهى كلامه – يرحمه الله –
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام
لفضيلة الشيخ العلامة محمد ابن عثيمين
11/201
ط. مدار الوطن
منقول
من فوائد الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -
حديث فاطمة بنت قيس / باب الكفاءة والخيار
عَن فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ (http://library.islamweb.net/hadith/RawyDetails.php?RawyID=6391)، أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ ، طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ ، وَهُوَ غَائِبٌ بِالشَّامِ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلُهُ بِشَعِيرٍ فَتَسَخَّطَتْهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ مَالَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ ، فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ ، فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَقَالَ : " لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ " وَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ، ثُمَّ قَالَ : " إِنَّهَا امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي ، اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ ، فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي " قَالَتْ : فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَّ : " أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لا مَالَ لَهُ ، انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ " قَالَتْ : فَكَرِهْتُهُ ، ثُمَّ قَالَ : " انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ " فَنَكَحْتُهُ ، فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا وَاغْتَبَطْتُ بِهِ "
صحيح مسلم / الطلاق 1480
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - شارحًا :
فإن قال قائلٌ كيف يقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "وأما معاوية فصعلوك لا مال له " ،
وهو لا يدري فلعله يكون ذا مال ؛ وفعلا كان ذا مال فقد صار خليفة من أكبر الخلفاء الذين يتباهون بالدنيا
فنقول : إنه يُؤخذ منه فائدة مهمة جدًا ، وهي :
أنّ العبرةَ في الأمور بالمَنظُور منها لا بالمُنتَظَر. وانتبه لهذه القاعدة المفيدة
أنتَ غير مكلّف بأمر غيبي؛ بل بشيء بين يديك ،
ومن هنا نعرفُ جوابًا لسؤال يقعُ كثيرًا :
يخطب الرجل امرأة مستقيمة، وهو غير مستقيم .. فتحب أن تتزوج به ؛ وتقول :لعلَّ الله أن يهديه على يدي !
وهذا عمل مُنتظر فلا ندري ، فالمنظور الذي أمامنا الآن أنه غير مستقيم ،
فإذا قالت: لعل الله أن يهديه على يدي ،
قلنا: ولعل الله أن يُضلكِ على يديه، كله متوقع!
وكونك تضلينَ على يديه أقرب من كونه يُهدى على يديك ؛ لأن المعروف أن سُلطة الرجل على المرأة أقوى من سلطتها عليه
وكم من إنسانٍ يُضايق الزوجة لما يريد .. حتى يضطرها إلى أن تقع فيما يريد دونَ ماتريد ، وهذا شيء مشاهد ومجرب .
وأهم شيء عندي أن نعرفَ أنّ الإنسان مُكلّف بما يُنظر لا بما يُنتظر ..
انتهى كلامه – يرحمه الله –
فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام
لفضيلة الشيخ العلامة محمد ابن عثيمين
11/201
ط. مدار الوطن
منقول