أروى آل قشلان
01-04-16, 06:49 PM
نحاولُ مُلكًا أو نموتَ فنُعذرَ
دائمًا لا تطلب إلا الأعلى والأغلى، العزيز النفيس، صحيحٌ أن ثمنها المتاعبُ والمصاعب، والتضحية والسهر،
ولكن هكذا خُطَّاب الحسناء لا بد أن يرخصوا كل شيءٍ من أجلها:
تُريدينَ إدراكَ المعالي رَخِيصةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا بُدَّ دونَ الشَّهْدِ من إبرِ النَّحْلِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فمن رام الغالي النفيس لا بد أن يبذل دونه ما يتعِب المُهَج، ويكل السواعد
الجُودُ يُفْقِرُ وَالإِقْدَامُ قَتَّالُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
والذي يبحث عن الكنز، لا بد أن ينحني ظهرُه، ويضرب بمعوله، ويتصبب منه العرق، ولا بطل بدون جروحٍ؛
فشمِّر عن ساعديك، واطوِ فراش الكسل،ولا تقنع بما دون العلياء،
يقول الشوكاني: "لا يرضى بالدنية إلا دنيٌّ".
كنا ونحن صغارٌ نردد أبياتًا لم نفقه معناها إلا بعد أن استوى العقل:
إذا غامرْتَ في شرفٍ مَرُومٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلا تَقنَعْ بما دُونَ النجومِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قد لا تُوفَّق أول مرةٍ ولا ثانيًا أو ثالثًا: تقدم بحثًا فلا توفَّق، تبذُل أسباب التجارة فتخسر، تتعلم مهنةً فلا تُبدع، تحاول إصلاحًا بين طرفين فلا تتمكَّن،
تُخلص في عملك فتُتهم، تجتهد في تربية ذريةٍ صالحة فلا تنجح، وغيرها مما تراه من واقع حالك.
ولكن إذا كنت حريصًا مجتهدًا مثابرًا، قد فعلتَ الأسباب، وبذلتَ شتى السبل، فسوف تجد نتيجةً إيجابيةً ولابد؛
فكل مجتهدٍ في الحق مأجور ، ولكل باذلٍ نصيبٌ،
ولو لم تنل من تلك المحاولات وذلك الصبر إلا أن تحقِّق ما تصبو إليه ذاتُك، وتشفي فؤادك، وتعذر من طموحك،
ولا تتهمك نفسُك بالخمول والعجز، لكفى بها،
وحتى لا يصدق عليك قولُ الشاعر:
وَعَاجِزُ الرَّأْيِ مِضْيَاعٌ لِفُرْصَتِهِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
حَتَّى إِذَا فَاتَ أَمْرٌ عَاتَبَ القَدَرَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وما أجملَ قولَ أبي تمام:
بَصُرْتُ بِالرَّاحَةِ الكُبرَى فَلَم أَرَهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تُنَالُ إلاَّ عَلَى جِسْرٍ مِنَ التَّعَبِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ومن طلب الامتياز، يستحيل أن تكون درجته القَبولَ
هل تظن أن هؤلاء الناجحين والموفقين في أي مجالٍ - سواء كان ماديًّا، أو علميًّا، أو اجتماعيًّا، أو أكاديميًّا، أو غير ذلك - كانوا هكذا، ومشوا هكذا، حتى وصلوا إلى ما يريدون؟!
من يظن ذلك، فإنه لم يقرأ عنهم ولم يعرف سيرتهم، ولو حلفتُ أنهم مروا بنكباتٍ وخسائرَ، وصعابٍ ومصائبَ،
وكادتْ آمالهم أن تتحطم على صخور الزمن، لبرِرْتُ وصدقت، وما حنثت أبدًا،
ولكن الإخلاص والعزيمة والثبات، وتحديد الهدف، ودعاء الله تعالى بالتوفيق والسداد - كان لهم العونَ الأكبر في تحقيق مآربهم.
:
:
فشمِّر عن ساعديك، واطوِ فراش الكسل، ولا تقنع بما دون العلياء!
(من كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ. محمد بن سعد الفصّام)
بتصرفٍ يسير
دائمًا لا تطلب إلا الأعلى والأغلى، العزيز النفيس، صحيحٌ أن ثمنها المتاعبُ والمصاعب، والتضحية والسهر،
ولكن هكذا خُطَّاب الحسناء لا بد أن يرخصوا كل شيءٍ من أجلها:
تُريدينَ إدراكَ المعالي رَخِيصةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ولا بُدَّ دونَ الشَّهْدِ من إبرِ النَّحْلِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فمن رام الغالي النفيس لا بد أن يبذل دونه ما يتعِب المُهَج، ويكل السواعد
الجُودُ يُفْقِرُ وَالإِقْدَامُ قَتَّالُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
والذي يبحث عن الكنز، لا بد أن ينحني ظهرُه، ويضرب بمعوله، ويتصبب منه العرق، ولا بطل بدون جروحٍ؛
فشمِّر عن ساعديك، واطوِ فراش الكسل،ولا تقنع بما دون العلياء،
يقول الشوكاني: "لا يرضى بالدنية إلا دنيٌّ".
كنا ونحن صغارٌ نردد أبياتًا لم نفقه معناها إلا بعد أن استوى العقل:
إذا غامرْتَ في شرفٍ مَرُومٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فلا تَقنَعْ بما دُونَ النجومِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
قد لا تُوفَّق أول مرةٍ ولا ثانيًا أو ثالثًا: تقدم بحثًا فلا توفَّق، تبذُل أسباب التجارة فتخسر، تتعلم مهنةً فلا تُبدع، تحاول إصلاحًا بين طرفين فلا تتمكَّن،
تُخلص في عملك فتُتهم، تجتهد في تربية ذريةٍ صالحة فلا تنجح، وغيرها مما تراه من واقع حالك.
ولكن إذا كنت حريصًا مجتهدًا مثابرًا، قد فعلتَ الأسباب، وبذلتَ شتى السبل، فسوف تجد نتيجةً إيجابيةً ولابد؛
فكل مجتهدٍ في الحق مأجور ، ولكل باذلٍ نصيبٌ،
ولو لم تنل من تلك المحاولات وذلك الصبر إلا أن تحقِّق ما تصبو إليه ذاتُك، وتشفي فؤادك، وتعذر من طموحك،
ولا تتهمك نفسُك بالخمول والعجز، لكفى بها،
وحتى لا يصدق عليك قولُ الشاعر:
وَعَاجِزُ الرَّأْيِ مِضْيَاعٌ لِفُرْصَتِهِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
حَتَّى إِذَا فَاتَ أَمْرٌ عَاتَبَ القَدَرَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وما أجملَ قولَ أبي تمام:
بَصُرْتُ بِالرَّاحَةِ الكُبرَى فَلَم أَرَهَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تُنَالُ إلاَّ عَلَى جِسْرٍ مِنَ التَّعَبِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
ومن طلب الامتياز، يستحيل أن تكون درجته القَبولَ
هل تظن أن هؤلاء الناجحين والموفقين في أي مجالٍ - سواء كان ماديًّا، أو علميًّا، أو اجتماعيًّا، أو أكاديميًّا، أو غير ذلك - كانوا هكذا، ومشوا هكذا، حتى وصلوا إلى ما يريدون؟!
من يظن ذلك، فإنه لم يقرأ عنهم ولم يعرف سيرتهم، ولو حلفتُ أنهم مروا بنكباتٍ وخسائرَ، وصعابٍ ومصائبَ،
وكادتْ آمالهم أن تتحطم على صخور الزمن، لبرِرْتُ وصدقت، وما حنثت أبدًا،
ولكن الإخلاص والعزيمة والثبات، وتحديد الهدف، ودعاء الله تعالى بالتوفيق والسداد - كان لهم العونَ الأكبر في تحقيق مآربهم.
:
:
فشمِّر عن ساعديك، واطوِ فراش الكسل، ولا تقنع بما دون العلياء!
(من كتاب "ولكن سعداء.." للكاتب أ. محمد بن سعد الفصّام)
بتصرفٍ يسير