المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصيام في شعبان


ساجدة
22-08-07, 08:37 PM
اود السؤال عن كيفية الصيام في شعبان وما الحد الاقصى في عدد الايام التي نصومها فيه .وهل يجوز صيام نصفه او اكثر؟وما الاعمال التي حتنا رسول الله لفعلها في هذا الشهر ؟ واسال الله ان يتقبل منكم اعمالكم ويجازيكم عنا خير

عبد السلام بن إبراهيم الحصين
23-08-07, 02:43 PM
شهر شعبان ورد في صيامه أحاديث صحيحة؛ منها:
عن عائشة قالت : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر من شعبان فإنه كان يصومه كله. وفي لفظ: ما كان يصوم في شهر, ما كان يصوم في شعبان, كان يصومه إلا قليلا, بل كان يصومه كله .
وفي لفظ : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان , وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان. متفق عليه.
عن أم سلمة : أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يصوم من السنة شهرا تاما إلا شعبان يصل به رمضان . رواه أحمد والترمذي والنسائي وأبو دواد والنسائي وابن ماجه.
عن أسامة قال : قلت: يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟, قال: ((ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان, وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)) رواه أحمد والنسائي وصححه ابن خزيمة.
فهذه الأحاديث تدل على مشروعية الصيام في شهر شعبان، وأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثره، بل ربما وصله برمضان إذا وافق صوما كان يصومه.
وبعض الألفاظ التي يفهم منها أنه يصوم شهر شعبان كله مفسرة ومخصصة بالألفاظ التي تدل على أنه إنما يصوم أكثره، وأن من ذكر الكل فإنما أراد به المبالغة، وهذا معروف في لغة العرب، فقد يطلقون الكل على الأغلب.
لكن روي ما يدل على النهي عن الصيام بعد الخامس عشر، وهو ما رواه أحمد وابو داود والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وغيرهم عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان)).
وقد اختلف أهل العلم في صحة هذا الحديث، فممن صححه: الترمذي، وابن حبان، والحاكم، وابن عبد البر.
وممن تكلم فيه وضعفه: عبد الرحمن بن مهدي، وأحمد، وأبو زرعة الرازي والأثرم.
ومن صححه حمله على من لم يكن له عادة في صيام هذا الشهر، أو أنه لم يصم من أوله شيء.
ومما يدل على ضعف الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن تقدم رمضان بصيام يوم أو يومين، فمفهوم هذا الحديث يدل على جواز التقدم بأكثر من يومين، ولهذا قال الأثرم: الأحاديث كلها تخالفه.
وأما ليلة النصف من شعبان فقد ورد في فضلها أحاديث؛ منها:
1- عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: فَقَدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ بِالْبَقِيعِ، فَقَالَ: ((أَكُنْتِ تَخَافِينَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْكِ وَرَسُولُهُ؟؟!!)) قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! إِنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ أَتَيْتَ بَعْضَ نِسَائِكَ، فَقَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْزِلُ لَيْلَةَ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيَغْفِرُ لِأَكْثَرَ مِنْ عَدَدِ شَعْرِ غَنَمِ كَلْبٍ))، رواه أحمد في المسند، والترمذي، وابن ماجه، وهو ضعيف؛ لانقطاعه، وضعفه البخاري كما نقل ذلك عنه الترمذي.
2- عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ لِي فَأَغْفِرَ لَهُ، أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ، أَلَا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ، أَلَا كَذَا، أَلَا كَذَا، حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ)). رواه ابن ماجه، وَفِي سَنَدِهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي سَبُرَةَ الْقُرَشِيُّ الْعَامِرِيُّ الْمَدَنِيُّ, قِيلَ: اِسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، وَقِيلَ: مُحَمَّدٌ، وَقَدْ يُنْسَبُ إِلَى جَدِّهِ، قال ابن حجر في تقريب التهذيب: "رَمَوْهُ بِالْوَضْعِ"، وَقَالَ الذَّهَبِيُّ فِي مِيزَانِ الاعتدال: "ضَعَّفَهُ الْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُ"، وقَالَ فيه أحمد بن حنبل: "كَانَ يَضَعُ الْحَدِيثَ" , وَقَالَ فيه النَّسَائِيُّ: "مَتْرُوكٌ".
3- عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ))، رواه أحمد في المسند، وابن ماجه، وفي إسناده عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف. ورواه ابن حبان عن مكحول عن مالك بن يخامر عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يطلع الله إلى خلقه في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)). ورواه البزار وغيره عن أبي بكر، وأبي هريرة، وعوف بن مالك، ولا يخلو إسنادٌ من مقال.
وهذا الحديث الأخير هو أحسن الأحاديث في ليلة النصف من شعبان، وهو يدل على فضيلة هذه الليلة، لكن لا يصح في تخصيص قيامها بشيء دليل، ولهذا قال ابن العربي في أحكام القرآن (4/98):
"وَلَيْسَ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ حَدِيثٌ يُعَوَّلُ عَلَيْهِ, لَا فِي فَضْلِهَا, وَلَا فِي نَسْخِ الْآجَالِ فِيهَا , فَلَا تَلْتَفِتُوا إلَيْهَا".
وسئل ابن تيمية عن صَلَاةِ نِصْفِ شَعْبَانَ؟ فأجاب (الفتاوى 23/131): "إذَا صَلَّى الْإِنْسَانُ لَيْلَةَ النِّصْفِ وَحْدَهُ, أَوْ فِي جَمَاعَةٍ خَاصَّةٍ؛ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ طَوَائِفُ مِنْ السَّلَفِ, فَهُوَ أَحْسَنُ، وَأَمَّا الِاجْتِمَاعُ فِي الْمَسَاجِدِ عَلَى صَلَاةٍ مُقَدَّرَةٍ؛ كَالِاجْتِمَاعِ عَلَى مئة رَكْعَةٍ, بِقِرَاءَةِ أَلِفِ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} دَائِمًا. فَهَذَا بِدْعَةٌ, لَمْ يَسْتَحِبَّهَا أَحَدٌ مِنْ الْأَئِمَّةِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ".
و سُئِلَ ابن حجر الهيتمي (الفتاوى الفقهية 2/80) عَنْ صَوْمِ مُنْتَصَفِ شَعْبَان هَلْ يُسْتَحَبُّ عَلَى مَا رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((إذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا نَهَارَهَا؛ فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا))، أَوْ لَا يُسْتَحَبُّ؟ وَهَلْ هَذَا الْحَدِيثُ صَحِيحٌ أَوْ لَا؟ وَإِنْ قُلْتُمْ بِاسْتِحْبَابِهِ فَلِمَ لَمْ يَذْكُرهُ الْفُقَهَاءُ؟ وَمَا الْمُرَادُ بِقِيَامِ لَيْلِهَا؟ أَهُوَ صَلَاةُ الْبَرَاءَةِ أَمْ لَا؟ ، فَأَجَابَ: "بِأَنَّ الَّذِي صَرَّحَ بِهِ النَّوَوِيُّ رحمه الله فِي الْمَجْمُوعِ أَنَّ صَلَاةَ الرَّغَائِب وَهِيَ ثِنْتَا عَشْرَةَ رَكْعَة بَيْن الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ لَيْلَةَ أَوَّلِ جُمُعَةٍ مِنْ شَهْرِ رَجَب وَصَلَاةُ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ مئة رَكْعَةٍ بِدْعَتَانِ قَبِيحَتَانِ مَذْمُومَتَانِ، وَلَا يُغْتَرُّ بِذِكْرِهِمَا فِي كِتَابِ قُوتِ الْقُلُوبِ، وَفِي إحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ، وَلَا بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ فِيهِمَا؛ فَإِنَّ كُلَّ ذَلِكَ بَاطِلٌ، وَلَا بِبَعْضِ مَنْ اشتبه عَلَيْهِ حُكْمُهُمَا مِنْ الْأَئِمَّةِ فَصَنَّفَ وَرَقَاتٍ فِي اسْتِحْبَابِهِمَا فَإِنَّهُ غَالِطٌ فِي ذَلِكَ، وَقَدْ صَنَّفَ ابْنُ عَبْدِ السَّلَامِ كِتَابًا نَفِيسًا فِي إبْطَالِهِمَا فَأَحْسَنَ فِيهِ وَأَجَادَا هـ ... وَأَمَّا صَوْمُ يَوْمِهَا فَهُوَ سُنَّةٌ مِنْ حَيْثُ كَوْنُهُ مِنْ جُمْلَةِ الْأَيَّامِ الْبِيضِ، لا مِنْ حَيْثُ خُصُوصُهُ، وَالْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ عَنْ ابْنِ مَاجَهْ ضَعِيفٌ، قَالَ بَعْضُ الْحُفَّاظِ: "وَجَاءَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ أَحَادِيثُ مُتَعَدِّدَةٌ وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِيهَا فَضَعَّفَهَا الْأَكْثَرُونَ وَصَحَّحَ ابْنُ مَاجَهْ بَعْضَهَا".... وَالْحَاصِلُ أَنَّ لِهَذِهِ اللَّيْلَةِ فَضْلًا، وَأَنَّهُ يَقَعُ فِيهَا مَغْفِرَةٌ مَخْصُوصَةٌ، وَاسْتِجَابَةٌ مَخْصُوصَةٌ، وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الشَّافِعِيُّ رضي الله عنه: إنَّ الدُّعَاءَ يُسْتَجَابُ فِيهَا، وَإِنَّمَا النزاع فِي الصَّلَاةِ الْمَخْصُوصَةِ لَيْلَتهَا، وَقَدْ عَلِمْت أَنَّهَا بِدْعَةٌ قَبِيحَةٌ مَذْمُومَةٌ يُمْنَعُ مِنْهَا فَاعِلُهَا..".

وأما صيام يوم أو يومين قبل شهر رمضان فقد ورد أحاديث صحيحة في النهي عنه، ففي الصحيحن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين، إلا من كان يصوم صوما فليصمه))، والمقصود نهي من يصوم هذين اليومين أو اليوم قبل رمضان من باب الاحتياط لرمضان، أما من يصوم هذه الأيام لموافقتها صومه المعتاد فلا ينهى عن ذلك.

وأما سائر الأعمال غير الصيام فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها شيء، ولا عن أصحابه، لكن ذكر بعض أهل العلم أنه ينبغي أن يتفرغ فيه لقراءة القرآن استعدادا لرمضان، كما روي عن أنس بإسناد ضعيف: كان المسلمون إذا دخل شعبان انكبوا فيه على المصاحف فقرأوها، وأخرجوا زكاة أموالهم تقويه للضعيف والمسكين على صيام رمضان، وقال سلمة بن كهيل: كان يقال: شهر شعبان شهر القراء، وكان حبيب ابن أبي ثابت: إذا دخل شعبان قال: هذا شهر القراء.
والله أعلم.

ساجدة
23-08-07, 05:44 PM
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

ساجدة
23-08-07, 05:49 PM
شيخنا الفاضل انا لقد صمت منذ بداية شعبان الا يومين كنت مريضة فهل يجوز لي ان اصوم حتى اتم 15 يوما واضيف يومين ؟ صيام الاجر