المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صفحة طالبة العلم (سماح غرب) لدارسة مقرر الدورة


سماح غرب
08-07-18, 06:08 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, اشارك بحول الله

حسناء محمد
10-07-18, 02:51 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
..... رحلتنا الأولى مع مسائل مراحل الانتقال ...

(1)
حقيقة دار الفرار *

إنَها حياة عناء, ونعيمها بلاء، جديدها يبلَى، ومُلْكها يفنى، ودُّها ينقطع، وخيرها يُنتزَع،

والمتعلِّقون بها إمَّا في نِعَم زائلة, أو في بلايا نازلة, أو منايا قاضية،

فهي ليست بدار قرار بل هي متاع زائل يُغّرُّ به أهله:

{يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ}[غافر : 39],
وهذا المعنى -وهو كونها متاع- كُرِّر في القرآن كثيراً, وما ذاك إلا لبيان حقيقة يغفل عنها الناس كثيراً.

وجاء في السُّنة نصوص كثيرة تبيِّن قدر هذه الدنيا،

فقد قال النَّبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - :« لَوْ كَانَتْ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ, مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا شَرْبَةَ مَاءٍ» (1).

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم - :« وَاللَّهِ مَا الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ, إِلَّا مِثْلُ مَا يَجْعَلُ أَحَدُكُمْ إِصْبَعَهُ هَذِهِ -وَأَشَارَ يَحْيَى بِالسَّبَّابَةِ- فِي الْيَمّ, فَلْيَنْظُرْ بِمَ تَرْجِعُ؟» (2).

ولذا قال ابن عمر - رضي الله عنهما - :" أخذ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ببعض جسدي, وقال:«كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ, أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ, وَعُدَّ نَفْسَكَ فِي أَهْلِ الْقُبُورِ» (3).



ومـــا هـــذه الأيام إلا مـراحــل
يحثُّ بها داع إلى الموت قاصد
وأعجب شيء لو تأملت أنها
منــــازل تطوى والمسافر قاعـد



-------
(1) رواه الترمذي برقم (2320), وصححه الألباني في السلسة الصحيحة (943).
(2) رواه مسلم برقم (2858).
(3) رواه الترمذي برقم (2333) , وصححه الألباني.


#960387
*مختصر بتصرف من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387


..... سؤال الدرس الأول ...

ما المقصود بدار الفرار؟


http://www.t-elm.com/files/uploads/1531211375421.png

سماح غرب
12-07-18, 05:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:icon188::icon188:السؤال:ما المقصود بدار الفرار؟

- دار الفرار :هي جملة إسمية تتكون من مبتدأ و خبر كلاهما مفرد
- وجمعها : أَدْؤُرٌ ، و دِيارٌ ، و دِيارَةٌ ، و دُورٌ
- من معانها في معجم المعاني الجامع : المَحَلُّ الذي يجمع البناءَ والسَّاحةَ , أيضا هي الدُّنيا أوالآخرة (و لعل هذا الذي نريد)
- أما الفرار فهي: من فرّ يَفِرُّ فراراً أي هرب
- المقصود بدار الفرار هي الدنيا , فالدنيا هي دار الفرار و الآخرة هي دار القرار
و سميت الدنيا بدار الفرار لأنها دار زائلة و فانية , مألها و مأل ما فيها الفناء و الزوال , فلا نعيمها باق و لا شقاؤها دائم , انما جميع أمرها لزوال ذاهب, و لعل سبب تسميتها بدار الفرار عائد لما فيها من الشهوات و الفتن التي يجب على المؤمن الهرب منه, فعلى العاقل أن يفر من شهوات نفسه و وساوس الشيطان إلى ذكر ربه و عبادته على النحو الذي يرضيه يقول صلى الله عليه و سلم "الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله و ما والاه و عالما و متعلما" و ما ذم رسول الله صلى الله عليه و سلم الدنيا إلا لانها تفتن المؤمن بما فيها من زينة و من طيبات و لعل هذه الطيبات تفسد على الانسان أخراه فعليه أن يفر منها و يأخذ منها إلا ما يعنينه على طاعة الله سبحانه و تعالى , و هي دار فرار لأنها دار إمتحان و إبتلاء فمن نجح في الإمتحان و اطاع ربه تعالى و إتبع نبيه صلوات الله تعالى و سلامه عليه , و صبر على إبتلاءاته فقد فر من عذاب النار , و هي ليست بدار خلود أو قرار هي مجرد جسر عبور لجنة أو نار , و يقول ابو العتاهية رحمه الله في هذا الموضوع

لعمرك ما الدّنيا بدار بقاء
كفاك بدار الموت دار فناء
فلا تعشق الدّنيا أخيّ فإنّما
يرى عاشق الدّنيا بجهد بلاء
حلاوتها ممزوجة بمرارة
وراحتها ممزوجة بعناء

و0ر0دو0ر0دوالله تعالى أعلى و أعلمو0ر0دو0ر0د

حسناء محمد
14-07-18, 02:16 PM
بوركت سماح وأحسنت زادك الله علمًا، بالنسبة للإعراب فلا علم لي بصحته.

حسناء محمد
14-07-18, 02:16 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
..... لازالنا في رحلتنا الأولى مع مسائل مراحل الانتقال ...


(2)
يُسَنّ الإكثار من ذِكْر الموت*


لحديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:

«أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ» يَعْنِي: الْمَوْتَ(1).

وفائدة ذكر الموت:
أنه يورث اجتهادا في العمل,
وإقبالا على الآخرة,
وبعدا عن الدنيا, وما فيها من غرور.

قال ثابت البُناني - رحمه الله -: "طوبى لمن ذكر ساعة الموت، وما أكثر عبد ذكر الموت إلا رؤي ذلك في عمله"(2).


وينبغي للمسلم أن يحرص على ما يذكره بالحقيقة التي سيُقبل عليها, وهي: الموت,
ومما يساعد على ذلك:
(زيارة القبور) لغير النساء، وهذه سُنَّة حث عليها النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في حديث علي -رضي الله عنه- :«كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا, فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمْ الْآخِرَةَ»(3), وفي رواية: «تُذَكِّرُكُمْ الْمَوْتَ»(4).



-------
(1) رواه الترمذي برقم (2307) , رواه النَّسَائي برقم (1825), وصححه ابن حبان، و"هاذم اللذات": قاطعها, فهو يقطع لذائذ الدنيا, ويقبل بالقلب على الآخرة، ويروى بالدال: (هادم اللذات) من هدم البناء, والموت يهدم بناء لذائذ الدنيا، ويروى بالزاي: (هازم اللذات) أي: قاهرها وغالبها.
(2) انظر: حلية الأولياء (2/326).
(3) رواه أحمد برقم (1236) واللفظ له , رواه مسلم برقم (977) من حديث ابن بريدة عن أبيه - رضي الله عنهما - .
(4) رواه النسائي برقم (2035), رواه ابن ماجه برقم (1572).





#960387
*بتصرف من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387


..... سؤال الدرس الثاني ...
اذكري فائدة ذكر الموت.

سماح غرب
16-07-18, 08:08 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:icon188::icon188:سؤال الدرس الثاني: ذكر فائدة ذكر الموت
قال الله تعالى :"إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ"
إن الموت حق على كل العباد , و ما من مخلوق على هذه الارض الا مآله الى الموت و الفناء , و أغلب الناس في هذه الدنيا غافل عن هذه الحقيقة ألا و هي الموت , إلا من رحم الله تعالى , و لو أن كل البشر تذكروا الموت و جعلوه بين أعينهم لصلح حال الناس و حسن , يقول تعالى :"أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ()حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ" فالناس في غفلة هائمون غرتهم الحياة الدنيا و ما فيها من زينة و طيبات و الهاهم التكاثر في المال و البنون و زينات الدنيا على العمل الصالح و انساهم التكاثر الغاية الاولى لخلق الانسان ألا و هي العبادة قال تعالى :"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" لكن ما يحصل من موت يذكر الانسان بحاله و مآله, لهذا وصى رسولنا الكريم صلوات الله و سلامه عليه بكثرة ذكر الموت إذ قال :"أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ"
ذلك أن ذكر الموت يورث في القلب الإنسان الخوف والخشية من عذاب الله , و يورث في القلب محبة الطاعات و العبادات و التقرب الى الله تعالى بجميع الأعمال الطيبة , و يورث في قلب المؤمن الزهد في الدنيا و التفكير في الآخرة , و بذكر الموت تتحسن أخلاق الناس و يصلح حالهم حيث يجعل كل إمرئ الموت نصب عينه فجتهد و يجاهد نفسه على الاحسان للخالق بالطاعات و الاحسان للمخلوقين بحسن التعامل و حسن الاخلاق التي تورث حب الله للعبد و حب المخلوقين له , و في ذكر الموت موعظة للعباد ذلك أن دوام الحال من المحال , و أنه لا مفر منه ويقول تعالى :"كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ"
و ما الحياة الدنيا الا متاع الغرور , فذكر الموت يهدم الغرور و التكبر عن الناس , و يخبرهم أنه مهما إستزادوا من خيرات الدنيا من لباس و شراب و اكل و قصور فإن الموت هي مصيرهم و أنهم لامحالة تاركوا ما كانوا فيه , و في ذكر الموت و ما بعده من جنة و نار دعوة للعبد بأن يحسن العمل ليجزى بدخول الجنة و البعد من عذاب النار و كما قال مطرف بن عبد الله :" إن الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم فاطلبوا نعيماً لا موت فيه"
و كما قيل



تنبه قبل الموت إن كنت تعقلُ****فعما قليل للمقابر تُنقلُ
وتمسي رهينًا في القبورِ وتنثني****لدى جدث تحت الثرى تتجندل
فريدًا وحيدًا في الترابِ وإنما****قرينُ الفتى في القبر ما كان يعملُ


و0ر0دو0ر0دو الله تعالى أعلى و أعلمو0ر0دو0ر0د

حسناء محمد
17-07-18, 07:20 PM
موعظة جميلة
أحسنت سماح وفقك وسددك الله

حسناء محمد
17-07-18, 07:21 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
..... لازلنا في رحلتنا الأولى مع مسائل مراحل الانتقال ...

(3)
مسألة تمني الموت*

تمني الموت؛ بسبب ضُر نزل: منهي عنه.
فمن أصيب بضُرٍّ من مرض ونحوه, فإنه لا يتمنى الموت بسبب ذلك الضر؛ لحديث أنس -رضي الله عنه-, أنَّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم– قال: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ, فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ فَاعِلًا؛ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي, وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي»(1).
ولحديث أبي هريرة -رضي الله عنه - مرفوعا: «لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ؛ إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ يَزْدَادُ, وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ يَسْتَعْتِبُ»(2).


ويُستثنى من ذلك حالتان يُشرع للإنسان فيهما تمنِّي الموت:
الأولى: إذا خَشِي على دينه من الفتنة.
ويدلّ على ذلك:
حديث معاذ -رضي الله عنه- الطويل, وفيه: قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم -: «وَإِذَا أَرَدْتَ بِعِبَادِكَ فِتْنَةً؛ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مَفْتُونٍ»(3), وموت الإنسان ولو بعد عمر قصير غير مفتون, خير له من أن يموت مفتوناً.

الثانية: إذا كان موته شهادة في سبيل الله -تعالى-.
ويدلّ على ذلك:
حديث سهل بن حنيف -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ, بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ, وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ»(4).



-------
(1) رواه البخاري برقم (5671), رواه مسلم برقم (2680).
(2) رواه البخاري برقم (7235), "يستعتِب": أي يطلب رضا الله -تعالى- بالإقلاع, والاستغفار.
(3) رواه الترمذي برقم (3233), وصححه الألباني.
(4) رواه مسلم برقم (1908).




#960387
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387


..... سؤال الدرس الثالث ...
اذكري دليلاً عن أن تمني الموت لضر نزل منهي عنه؟

سماح غرب
19-07-18, 06:47 PM
أمين و إياك اخية , بارك الله فيك

سماح غرب
19-07-18, 07:43 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:icon57::icon57:سؤال الدرس الثالث :اذكري دليلاً عن أن تمني الموت لضر نزل منهي عنه؟

- من المعلوم أن تمني الموت لضر نزل بالإنسان من مرض أو فقد قريب أو فقر أو غيره منهي عنه ,و من الأدلة على ذلك حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه و سلم :"لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان و لابد متمنيا الموت فليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي", ايضا قوله صلى الله عليه و سلم في الصحيحين :"لا يتمنين أحدكم الموت بضر نزل به إن كان محسنا فيزداد و إن كان مسيئا فلعله يستعتب و لكن ليقل اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ", و من الأدلة أيضا قول الإمام أحمد حدثنا أبو المغيرة حدثنا معاذ بن رفاعة حدثني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال :" جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرنا و رققنا فبكى سعد بن أبي وقاص فأكثر البكاء و قال يا ليتني مت فقال النبي صلى الله عليه و سلم يا سعد أعندي تتمنى الموت؟فردد ذلك ثلاث مرات ثم قال يا سعد إن كنت خلقت للجنة فما طال من عمرك و حسن من عملك فهو خير لك", أخيرا قول الإمام أحمد حدثنا حسن حدثنا ابن لهيبة حدثنا أبو يونس هو مسلم بن جبير عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال :"لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به و لا يدع به من قبل أن يأتيه إلا أن يكون قد وثق بعمله فإنه إذا مات أحدكم انقطع عمله لأنه لا يزيد المؤمن عمله إلا خيرا "
المصدر : تفسير ابن كثير لسورة يوسف

و0ر0دو0ر0دو الله تعالى أعلى و أعلم و0ر0دو0ر0د

حسناء محمد
22-07-18, 03:10 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت أختي سماح بارك الله فيك ونفع

حسناء محمد
22-07-18, 03:11 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلتنا الثانية مع مسائل أحكام ينبغي مراعاتها قبل الموت لتعلقها به، وهي:

(1) الوصية.
(2) قضاء الديون.

وستكون إن شاء الله جزئية الأسئلة تطبيقية، بمعنى أن تقوم الطالبة بتطبيق المطلوب.
فشمري معنا عن ساعد الجد.

حسناء محمد
22-07-18, 03:11 PM
(1) الوصيَّة *


والوصيَّة تكون مستحبة, وواجبة, ومكروهة, ومحرمة.

- فالوصيَّة المستحبة:
هي أن يوصي بشيء من المال يُصرف في سبيل الخير, والإحسان؛ ليصل إليه ثوابه بعد وفاته، وهذا إذا كان له مال كثير وورثته أغنياء، وهذا مما أذن فيه الشارع؛ ليكون فرصة له في تكثير الأعمال الصالحة بعد الممات على ألَّا تتعدى الوصية ثلث المال -كما سيأتي-.
ومما يدلّ على مشروعية الوصيَّة حديث ابن عمر-رضي الله عنهما- أنَّ النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «مَا حَقُّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ لَهُ شَيْءٌ يُوصِي فِيهِ, يَبِيتُ لَيْلَتَيْنِ, إِلَّا وَوَصِيَّتُهُ مَكْتُوبَةٌ عِنْدَهُ»(1).
§ فـائدة: ذكر الليلتين في الحديث ليستا تحديدا, وإنما المراد ألَّا يمر عليه زمن قصير, إلا ووصيته مكتوبة عنده.

- والوصيَّة الواجبة:
هي الوصيَّة بما عليه من حقوق، سواء كانت هذه الحقوق لله -تعالى-؛ كزكاة لم يُخرجها، أو حج وجب عليه وفرَّط فيه، أو كفَّارة, ونحوها مما يجب عليه بأصل الشرع.
أو كانت هذه الحقوق للآدميين؛ كالدَّيْن, وأداء الأمانات، فهذه الوصيَّة واجبة لا سُنَّة، لأنه يتعلَّق بها حقوق واجبة, لاسيما إذا لم يعلم بهذه الحقوق أحد, والقاعدة أن: (ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب).
§ فـائدة: تجب الوصيَّة للأقربين الذين ليس لهم حق في الإرث, وكانوا فقراء, والموصي غني, فهُنا تجب الوصيَّة لهؤلاء الأقارب.
ويدلّ على ذلك: قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ} [البقرة : 180], قوله: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ} أي: فُرِضَ عليكم، وقوله: {إِنْ تَرَكَ خَيْرًا} أي: ترك مالا كثيرًا, فيجب عليه أن يُوصي لوالديه إن كانا ممنوعين من الإرث، وأقرب الناس إليه بالمعروف.
وذهب جمهور المفسرين -رحمهم الله- إلى أنَّ هذه الآية منسوخة، والصواب: عدم نسخها؛ لعدم الدليل الصحيح على النسـخ(2).

- وتكون الوصيَّة مكروهة:
إذا كان مال الموصِي قليلا وورثته محتاجون؛ لأنه بهذه الوصيَّة ضيَّق على الورثة, وخالف قول النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- لسعد بن مالك -رضي الله عنه-, بعدما أراد أن يُوصي بنصف ماله, نهاه النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- وقال له: «الثُّلُثُ يَا سَعْدُ, وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ, إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ أَغْنِيَاءَ, خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ»(3).


- وتكون الوصيَّة محرَّمة في حالتين:
الأولى: إذا زاد في وصيته على الثلث من ماله؛ لورود النَّهي عن ذلك,كما في حديث سعد -رضي الله عنه- الذي تقدَّم، إلَّا إذا رضِي الورثة؛ لأن ما زاد عن الثلث حق لهم, فإذا تنازلوا عنه جاز ذلك.
والثانية: إذا أوصى لوارث؛ لورود النّهي عن ذلك أيضا، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ»(4), ولا وصية لوارث بالاتفاق(5).

ويُستثنى من ذلك: إذا رضي الورثة كلهم بالوصية, بأكثر من الثلث, أو الوصية لأحد الورثة، فإن الوصيَّة حينئذ تصح؛ لأنه حق لهم تنازلوا عنه، ومع ذلك لا ينبغي للموصِي أن يفعل ذلك حتى لو عَلِم أنَّ الورثة سيرضون للأضرار التي ربما تلحق بعد ذلك.



-------
(1) رواه البخاري برقم (2783), رواه مسلم برقم (1627).
(2) انظر: تفسير السعدي لهذه الآية.
(3) رواه البخاري برقم (3936), رواه مسلم برقم (1628).
(4) رواه أحمد برقم (17763), رواه أبو داود برقم (2870), رواه ابن ماجه برقم (2713), وصححه الألباني في الإرواء (6/87).
(5) انظر حاشية الروض (6/47).



#960387
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387



طالبة العلم:
لخصي أهم ما في درس اليوم على شكل خريطة ذهنية

سماح غرب
22-07-18, 04:19 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته , و فيك بارك الله معلمتي , جزاك الله خيرا , اريد ان استفسر فضلا عن المقصود بخريطة ذهنية هل تقصدين رسم بياني او الخص الدرس في شكل اسهم , و شكرا

حسناء محمد
24-07-18, 04:16 PM
نعم أختي سماح

سماح غرب
25-07-18, 03:10 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:icon57::icon57:سؤال الدرس الرابع:لخصي أهم ما في درس اليوم على شكل خريطة ذهنية
:icony6:الوصية شرعا أربعة أنواع



وصية مستحبة : يجب أن موصيها كثير المال و ورثته أغنياء,و لا تتعدى ثلث المال

وصية واجبة: وصية لما على الموصي من حقوق تجاه الله او تجاه العباد, و للأقربيم الذين ليس لهم حق في الإرث و هم فقراء و صاحب المال غني , لقوله تعالى :{كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ}
وصية مكروهة: إذا كان مال الموصي قليل و الورثة محتاجون لقوله صلى الله عليه و سلم :«الثُّلُثُ يَا سَعْدُ, وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ, إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ ذُرِّيَّتَكَ أَغْنِيَاءَ, خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ»
وصية محرمة: مازاد عن الثلث لأنه حق للورثة, وصية لوارث لقول الرسول صلى الله عليه و سلم: «وَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ», لكنها تجوزان في حال موافقة الورثة لانه حق لهم تنازلوا عليه , لكن لا ينبغي للموصي أن يفعل ذلك و لو علم أن الورثة سيرضون



و في الصورة رسم توضيحي لدرس
http://www.t-elm.net/moltaqa/attachment.php?attachmentid=11682&d=1532520529:icon188::icon188:و الله تعالى اعلى و أعلم:icon188::icon188:

حسناء محمد
26-07-18, 04:18 PM
جميل أختي سماح أحسنت
بالنسبة للصورة لم تظهر لي للأسف

سماح غرب
28-07-18, 04:16 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك اخية , اسفة ظننتها تظهر لك , اني تظهر عندي , سأرفقها هنا

حسناء محمد
28-07-18, 11:19 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله تبارك الله
خريطة ذهنية متميزة ورائعة
http://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/star.pnghttp://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/star.pnghttp://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/star.pnghttp://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/star.pnghttp://www.t-elm.net/moltaqa/images/icons/star.png
أحسنت سماح بوركت ووفقت

حسناء محمد
28-07-18, 11:20 PM
يتبع: مسائل الوصيَّة: (كتابة الوصية)*

مما ينبغي كتابته في الوصيَّة:

1- أن يصدِّر وصيته بعد الحمدلة, والشهادتين بالوصيَّة لأهله وأولاده بتقوى الله -تعالى-، وتحقيق التوحيد, وإصلاح ذات بينهم وطاعة الله -تعالى- ورسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم -، فإن هذه الأمور لها قبول إن جاءت من ميِّت.

2- ثُم يُوصِي بسداد ما عليه من حقوق الديون, ونحوها.

3- ثُم يوصِي أهله بتحرِّي فعل السُّنة من تغميض عينيه, وتغسيله, وتكفينه, ودفنه وفق ما جاءت به السُّنة.

4- إن كان في مجتمع يكثر فيه الجهل أوصى أهله باجتناب البدع, والمنهيات من لطم للخدود, وشق للثياب, والنياحة ونحو ذلك مما جاء النَّهي عنه.

5- يوصِي بأن يصلي عليه فلان من الناس المشهود له بالصلاح, والتقوى, والعلم, كما فعل الصحابة -رضي الله عنهم- (حيث أوصى أبو بكر أن يُصلِّي عليه عمر، وعمر أوصى أن يُصلِّي عليه صهيب، وأم سلمة أوصت أن يُصلِّي عليها سعيد بن زيد، وعائشة أوصت أن يُصلِّي عليها أبو هريرة، وابن مسعود أوصى أن يُصلِّي عليه الزبير -رضي الله عنهم-).

6- يوصِي بأن يُزال كل منكر كان متسببا فيه, ولم يستطع في حياته أن يزيله, لعل أبناءه يقومون من بعده بإزالته.

7- يُوصِي بأن يسرعوا بجنازته إسراعا متوسطا, كما جاءت به السُّنة في تكفينه, والصلاة عليه, ودفنه.

8- يُوصِي بثُلث ماله, أو أقل منه من مال, أو عقار للمحتاجين، وتقدَّم بيان ذلك.

9- الإشهاد على الوصيَّة بعد الفراغ منها, أو ختمها, أو نحو ذلك مما يُوثِّقها, ويحفظها من التلاعب.


فائدة: هل الأفضل للموصِي أن يُوصي بالثُلث, أو أقل من ذلك؟
الأفضل في حقّ الموصي أن يُوصِي بأقل من الثُلث؛ لحديث سعد -رضي الله عنه– وفيه: قال له النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «الثُّلُثُ يَا سَعْدُ, وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ»، ولقول ابن عباس -رضي الله عنه–: "لو أن الناس غَضُّوا من الثلث إلى الربع؛ لأنَّ الرسول -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «الثُّلُثُ, وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ»، وأوصى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه– بالخُمس، فإذا أوصى الإنسان بالربع, أو الخُمس كان أفضل من الثُلث, ولاسيما إذا كان المال كثيرًا, وإن أوصى بالثُلث فلا حرج (1).



-------
(1) انظر: فتاوى إسلامية لابن باز جمع محمد المسند (3/35).


*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح




نشاط ذاتي:
اكتبي وصيتك
ملحوظة: لا تضعيها هنا، يكفي أن تكتبيها لنفسك.

سماح غرب
03-08-18, 01:32 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, تمت كتابة الوصية معلمتي

حسناء محمد
08-08-18, 10:11 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بوركت سماح

حسناء محمد
08-08-18, 10:12 AM
(2) قضاء الديون*

ينبغي للعبد قبل أن توافيه المنيَّة أن يُخْلِص ما عَلُقَ في ذمَّته من حقوق, فلربما تهاون ورثته, وأقاربه من بعده بسداد ما انشغلت به ذمَّته, كما هو مشاهد في واقعنا اليوم -وبكثرة مع شديد الأسف- وسواء كان دَيْناً لله -تعالى-كالزكاة, والكفَّارة, ونذر الطاعة, والحج، أو كان للآدميين كقرض, أو ردّ أمانة, ونحوهما, فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ, حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ» (1).


-------

(1) رواه أحمد برقم (10599), رواه الترمذي برقم (1078), وقال: "هذا حديث حسن".


#960387
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387


تكليف الدرس السادس:
اذكري أهمية قضاء الديون.

سماح غرب
09-08-18, 12:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:icon188::icon188:سؤال الدرس السادس:ذكر أهمية قضاء الديون
و لمّا كان لدين شأن كبير في الإسلام خصه الله بأطول آية في القرآن و تعدد ذكره في عدة مواضع ,وعرف الدين لغة على أنه القرض أو الأجل , و عرف أيضا بكل ما ليس حاضرا, لكن اصطلاحا يمكن أن نقول أنه كل ما يتعلق بذمة العبد من حقوق تجاه ربه , أو تجاه بقية العباد,و بما انها حقوق لله ولعباده وجب المبادرة و المسارعة في قضائها , فمن حقوق الله التي يجب قضاؤها الصوم و الحج لمن استطاع له سبيلا و الزكاة و غيرها من العبادات التي لا تسقط عن العبد ان كان يستطيع أدءها حال حياته لكن تساهل في ذلك , فهذه تعتبر ديونا للعبد وجب سدادها لله , و يجب على ورثته أن يبادروا بتسديدها حال وفاته, لكن هذه الديون التي هي حق لله أيسر في حكمها مقارنة بديون العبد تجاه اخيه المسلم , فعلى المستدين ان يبادر في خلاص حقوق الناس , و ان مات و عليه دين وجب على ورثته و اخوانه المسلمين أن يستعجلوا في دفع ذلك الدين لقول النبي صلى الله عليه و سلم:"نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه" و قد كان صلى الله عليه و سلم لا يصلي على من مات و عليه دين, و قد قال أيضا :"و الذي نفسي بيده لو أن رجلا قتل في سبيل الله ثم أحي ثم قتل ثم أحي ثم قتل و عليه دين ما دخل الجنة حتى يقضى عنه دينه"أخرجه النسائي
و لمّا كان قضاء الدين من الواجبات و الضروريات منع الله تقسيم الإرث إلا بعد الوصية إن وجدت أو سداد الدين و هذه أدلة من القرآن على ذلك قال تعالى :"فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا" و قال أيضا:"وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ"

و0ر0دو0ر0دو الله تعالى أعلى و أعلمو0ر0دو0ر0د

حسناء محمد
11-08-18, 01:24 PM
إجابة طيبة ونافعة
أحسنت سماح زادك الله من فضله ونفع بك

بالنسبة لكلمة الضروريات لم أفهم مقصودك منها:
(و لمّا كان قضاء الدين من الواجبات و الضروريات منع الله تقسيم الإرث إلا بعد الوصية إن وجدت أو سداد الدين)

سماح غرب
11-08-18, 04:20 PM
أمين و اياك معلمتي بارك الله فيك و جزاك خيرا

الضروريات , من الضرورة ومن معانيها البديهة , أي مالا يحتاج إثباته إلى أعمال فكر و نظر , و لا يحتاج لدليل , و منه الضرورة الشرعية , كقضاء الدين و الله اعلم

حسناء محمد
13-08-18, 07:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

رحلتنا الثالثة مع مسائل: فيما ينبغي فعله لمن نزل به الموت:

• للموت ملك موكَّل بقبض الروح، اسمه: ملك الموت؛ قال الله - تعالى-: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ}[السجدة:11]، ولك أيها المبارك موعد معه لا يتقدم، ولا يتأخَّر.

• من السنة تلقين الميت كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله)
فعن أبي سعيد -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
«لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ» (1).
قال القرطبي -رحمه الله-: "وفي أمره -صلَّى الله عليه وسلَّم- بتلقين الموتى ما يدل على تعيُّن الحضور عند المحتضر؛ لتذكيره, وإغماضه والقيام عليه، وذلك من حقوق المسلم على المسلمين"(2).


* هل يأمره بذلك بأن يقول له: قل: (لا إله إلا الله)؟
1- إن كان الميت كافرًا فيؤمر بها، لحديث المسيَّب بن حزن - رضي الله عنه - ,أنَّ النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لمَّا حضرت عمه أبا طالب الوفاة, أمره فقال له: «يَا عَمِّ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه»(3).
2- وإن كان مؤمنا قوي الإيمان يتحمَّل ما يؤمر به؛ فإنه يؤمر فيقال له: قل (لا إله إلا الله).
لحديث أنس - رضي الله عنه - أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- عاد رجلا من الأنصار (وفي رواية: من بني النجار) فقال: «يَا خَالُ قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّه»(4).
3- وإن كان مؤمنا ضعيف الإيمان لا يحتمل الأمر؛ فإنه لا يُؤمر بها, بل تُذكر عنده كلمة التوحيد؛ ليسمعها فيذكُرها.
والتعليل: لأنه في حال يحتاج معها إلى من يرفق به, فربما يتضجر حين يُؤمر بذلك؛ لعدم تحمّله، وربما تكلم بما لا يليق؛ لضيق حاله وشِدَّة كربه، فيُستحسن الرفق به؛ ليخرج من الدنيا على أحسن حال تناسبه.


• ليس من السنة:
١. قراءة سورة (يٓسٓ) عند المحتضَر، فحديث: «اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ »(5) حديث ضعيف.
٢. توجيه المُحتضَر إلى القبلة، فما ورد بأنَّ النَّبيّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال عن البيت الحرام: « قِبْلَتِكُمْ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا »(6) فهو حديث ضعيف.
قال الألباني -رحمه الله-: " توجيه المحتضَر للقِبلَة أنكره سعيد بن المُسيَّب؛ كما في المُحلى (174/5), ومالك كما في المدخل (229/3-230)".



-------
(1) رواه مسلم برقم (916).
(2) انظر: المفهم (2/570).
(3) رواه البخاري برقم (1360), رواه مسلم برقم (24).
(4) رواه أحمد برقم (12543), وقال الألباني: صحيح على شرط مسلم.
(5) رواه أحمد برقم (20301), رواه أبو داود برقم (3121), رواه ابن ماجه برقم (1522).
(6) رواه أبو داود برقم (2875).


#960387
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387


سؤال الدرس:
هل توجيه المحتضر إلى القبلة من السنة؟

سماح غرب
16-08-18, 05:30 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
:icon57:سؤال الدرس:هل توجيه المحتضر إلى القبلة من السنة؟

- توجيه المحتضر إلى القبلة ليس من السنة ذلك أنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه و سلم أنه فعل ذلك , و لم يرد في ذلك حديث صحيح على هذا الفعل , و الحديث المتداول في الاستدلال على سنية توجيه المحتضر الى القبلة إنها هو حديث ضعيف كما قال الألباني رحمه الله تعالى , ايضا مما يدل على عدم مشروعية ذلك أن سعيد بن المسيب كره توجهه إليها قائلا :(أليس الميت إمرأ مسلما؟). و بأنه لم يرد دليل صحيح على ذلك فليس من السنة فعله فالعبرة بالدليل.
:icon188::icon188:و الله أعلى و أعلم:icon188::icon188:

حسناء محمد
18-08-18, 07:43 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت وبوركت سماح

حسناء محمد
18-08-18, 07:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
... رحلة مع مسائل الاحتضار وخروج الروح ...

(1)
لابد من الاستعداد ليوم الاحتضار*

كل إنسان له مع الموت أجل ثابت يسير إليه مع مرور الأيام, فلابد من الاستعداد ليوم الاحتضار.
وهو أجل معلوم عند الله -جلّ وعلا- فهو العليم وهو الخبير, أمَّا نحن فلا نعلم وقته ولا مكانه, قال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [ لقمان:34 ].
والموت حقيقة لا بد منه لكل مخلوق فهو حتم على الملوك والمساكين والصغار والكبار والرجال والنساء، قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} [العنكبوت : 57], والحياة الكاملة هي لرب العالمين :{كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص:88].
ولا يمكن أن يموت أحد إلا والله -جلّ وعلا- أذِن بذلك وعَلِمه, قال تعالى:{وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَاباً مُّؤَجَّلاً} [آل عمران:145].
وإذا أراد الله -تعالى- لإنسان أن يموت فلن يستطيع منع ذلك, ولو تحصَّن وأحاط نفسه بكل ما يملك من الأشياء, فلن يمنع الأجل, قال تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ} [النساء:78].
وقال سبحانه: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [الجمعة:8].

نسأل الله -سبحانه- حسن الختام, بعد حسن العمل, إنه جواد كريم.

(2)
سكرات الموت عصيبة جدا.
وقد عانى منها رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -, ففي مرض موته كان بين يديه إناء فيه ماء فجعل يدخل يده في الماء ويمسح بها وجهه, ويقول :«لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ, إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ»(1), هذه هي أشرف نفس تقول هذا؛ فكيف بمن هو دونه بأبي هو وأمي؟ فيا لها من لحظات وأنت تعاني هذه السكرات.

-------
(1) رواه البخاري برقم (4449) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.


#960387
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387
طالبة العلم
استمعي لتلاوة سورة ق
(الرابط) (https://server10.mp3quran.net/qht/050.mp3)

سماح غرب
30-08-18, 11:49 AM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, حياك الله معلمتي , تم السماع

حسناء محمد
31-08-18, 02:57 PM
... نواصل رحلتنا مع مسائل الاحتضار وخروج الروح ...

(3)
عند الاحتضار يتمنَّى الإنسان الرجعة للدنيا*

فإن كان كافراً تمنَّى الرجعة؛ لعله يُسلِم, وإن كان عاصياً تمنى الرجعة؛ لعله يتوب, قال تعالى :{حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ ۝ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [المؤمنون: 99 -100 ].
ولكن هذا الإسلام وهذه التوبة لن تنفعا إذا حضر الموت, وغرغر العبد, قال تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً}[النساء:18].
وفي سُنن الترمذي, وابن ماجه, قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- : «إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ»(1).

فعلى المرء أن يقدِّم لنفسه, ويتوب لربه -تعالى- قبل حلول الأجل.



(4)
العبد المؤمن حال الاحتضار يشتاق إلى لقاء الله -تعالى-, والعبد الكافر والفاجر يَكرَه ذلك.

ويدلّ على ذلك: حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه– عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ», قَالَتْ عَائِشَةُ, أَوْ بَعْضُ أَزْوَاجِهِ: إِنَّا لَنَكْرَهُ الْمَوْتَ, قَالَ: «لَيْسَ ذَاكِ, وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا حَضَرَهُ الْمَوْتُ بُشِّرَ بِرِضْوَانِ اللَّهِ, وَكَرَامَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ فَأَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ وَأَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَإِنَّ الْكَافِرَ إِذَا حُضِرَ بُشِّرَ بِعَذَابِ اللَّهِ, وَعُقُوبَتِهِ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِ مِمَّا أَمَامَهُ؛ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ وَكَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»(2).

ولذا فإن العبد الصالح يُطالب من يحمله على النَّعش بالإسراع إلى القبر شوقاً إلى النعيم, وأمَّا من كان سوى ذلك فينادي بالويل من المصير, ففي صحيح البخاري من حديث أبي سعيد الخدري -رضي اللّهُ عنه- أنَّ رسول اللّه -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إِذَا وُضِعَتْ الْجِنَازَةُ, وَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ, فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي, وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ بِهَا, يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَيْءٍ, إِلَّا الْإِنْسَانَ, وَلَوْ سَمِعَهُ صَعِقَ»(3).

-------
(1) رواه الترمذي برقم (3537), رواه ابن ماجه برقم (4253).
(2) رواه البخاري برقم (6507).
(3) رواه البخاري برقم (1314).



*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح

طالبة العلم
ما معنى قول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»؟

سماح غرب
12-09-18, 07:58 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:icon57:سؤال الدرس الثامن:ما معنى قول النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ»؟
- معنى قول النبي صلى الله عليه و سلم "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه , و من كره لقاء الله كره الله لقاءه" أي أن العبد المؤمن المطيع لله و رسوله في حياته , عندما تأتيه الموت تبشره الملائكة بمكانته في الآخرة و برحمة الله و رضاءه عليه فيحب لقاء ربه , و يحب الله لقاءه, أما الكافر العاصي لربه المطيع لشياطين فعند حضور اجله تبشره الملائكة بغضب الله عليه و عقابه فيكره لقاء ربه , فيكره الله لقاءه , و ليس المقصود بالحديث كراهة الموت فإن أغلب الناس يكرهون الموت و يفزعون منه
و0ر0دو0ر0دو الله تعالى أعلى و أعلمو0ر0دو0ر0د

حسناء محمد
13-09-18, 12:07 AM
أحسنت سماح بارك الله فيك

حسناء محمد
13-09-18, 12:08 AM
(5)
رحلة خروج الروح من الجسد إلى السماء


عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: "خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي جِنَازَةِ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ, فَانْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ وَلَمَّا يُلْحَدْ, فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ, وَكَأَنَّ عَلَى رُءُوسِنَا الطَّيْرَ, وَفِي يَدِهِ عُودٌ يَنْكُتُ فِي الْأَرْضِ, فَرَفَعَ رَأْسَهُ, فَقَالَ: «اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ» -مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا- ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا, وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ, بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ, مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ, وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ, حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ, ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ -عَلَيْهِ السَّلَام- حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ, فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ اخْرُجِي إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ», قَالَ: «فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ, فَيَأْخُذُهَا فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ, حَتَّى يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ, وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ», قَالَ: «فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ -يَعْنِي: بِهَا- عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ, إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الطَّيِّبُ؟ فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ, بِأَحْسَنِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا, حَتَّى يَنْتَهُوا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا, فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَيُفْتَحُ لَهُمْ فَيُشَيِّعُهُ مِنْ كُلِّ سَمَاءٍ مُقَرَّبُوهَا إِلَى السَّمَاءِ الَّتِي تَلِيهَا, حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ, فَيَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: اكْتُبُوا كِتَابَ عَبْدِي فِي عِلِّيِّينَ, وَأَعِيدُوهُ إِلَى الْأَرْضِ, فَإِنِّي مِنْهَا خَلَقْتُهُمْ, وَفِيهَا أُعِيدُهُمْ وَمِنْهَا أُخْرِجُهُمْ تَارَةً أُخْرَى» قَالَ: «فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ فَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟...».

...«وَإِنَّ الْعَبْدَ الْكَافِرَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مِنْ السَّمَاءِ مَلَائِكَةٌ سُودُ الْوُجُوهِ مَعَهُمْ الْمُسُوحُ فَيَجْلِسُونَ مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَجِيءُ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى يَجْلِسَ عِنْدَ رَأْسِهِ فَيَقُولُ: أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ اخْرُجِي إِلَى سَخَطٍ مِنْ اللَّهِ وَغَضَبٍ، قَالَ: فَتُفَرَّقُ فِي جَسَدِهِ فَيَنْتَزِعُهَا كَمَا يُنْتَزَعُ السَّفُّودُ مِنْ الصُّوفِ الْمَبْلُولِ فَيَأْخُذُهَا، فَإِذَا أَخَذَهَا لَمْ يَدَعُوهَا فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى يَجْعَلُوهَا فِي تِلْكَ الْمُسُوحِ, وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ وُجِدَتْ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ, فَيَصْعَدُونَ بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ, إِلَّا قَالُوا: مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ, فَيَقُولُونَ: فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا، حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا, فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ», ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَـمِّ الْخِيَاطِ}[الأعراف:40], فَيَقُولُ اللَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-: اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى, فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا», ثُمَّ قَرَأَ:{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ}[الحج:31] فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ, وَيَأْتِيهِ مَلَكَانِ فَيُجْلِسَانِهِ فَيَقُولَانِ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ ؟...», الحديث، وفيه الأسئلة الثلاثة في القبر: (من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟), وسيأتي تمامه عند الحديث عن القبر, وسؤال الملَكين(1).


-------
(1) الحديث جمع رواياته الشيخ الألباني, وصححه في كتابه القيِّم: (أحكام الجنائز ص 59) وعزاه إلى أبي داود, والحاكم, والطيالسي, وأحمد والسياق له, وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين, وأقرَّه الذهبي, وصححه ابن القيم في أعلام الموقعين (214/1).



#960387
*باختصار من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387
طالبة العلم
اذكري فائدة انتفعت بها من هذا الحديث بما لا يزيد عن سطرين.

سماح غرب
14-09-18, 12:11 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:icon57:سؤال الدرس التاسع:اذكري فائدة انتفعت بها من هذا الحديث بما لا يزيد عن سطرين
- من الفوائد أن العبد يعرف حاله و مآله من حين نزع روحه من طرف ملك الموت فالمؤمن تنزع روحه بلين , اما الكافر فتنزع روحه بشدة

و0ر0دو0ر0دو الله تعالى أعلى و أعلمو0ر0دو0ر0د

حسناء محمد
16-09-18, 02:31 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي سماح ووفقك

حسناء محمد
16-09-18, 02:33 PM
ما ينبغي فعله بالميت بعد موته *
(1 - 1)


يُسَنَّ تغميض الميت بعد خروج روحه، وقول الدعاء الوارد.


لأنه إذا مات الإنسان شخص بصرُه عاليا؛ ليتبع روحه أين تذهب، فيُسَن تغميض عينيه، لئلا تبقى مفتوحة، فيتشوه منظره بعد ذلك.
ويدلّ على هذه السُّنة: حديث أم سلمة -رضي الله عنها– قالت: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى أَبِي سَلَمَةَ وَقَدْ شَقَّ بَصَرُهُ فَأَغْمَضَهُ، ثُمَّ قَالَ: «إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ»، فَضَجَّ نَاسٌ مِنْ أَهْلِهِ، فَقَالَ: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ» ثُمَّ قَالَ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِأَبِي سَلَمَةَ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ»(1).
ويؤخذ من الحديث أنه يُسَنُّ الدعاء بهذا الدعاء بعد تغميضه؛ تأسيا بالنَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- فيقول: اللهم اغفـر لفلان -ويذكر اسم الميت- ثم يأتي ببقيَّة الدعاء.




من السُّنة أن يُسْتَر الميت بعد موته بثوب يكون شاملا عليه.


لحديث عائشة -رضي الله عنها-: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ تُوُفِّيَ سُجِّيَ بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ»(2).
و(البُرْد): ثوب يشمل ويغطي كل الجسد، و(حِبَرة): برود، وثياب معروفة في ذلك الوقت تأتي من اليمن.




هل هناك علامات ظاهرة على الجسد تدلّ على موت الإنسان؟


نعم هناك علامات تدل على موت الإنسان تظهر في الجسد، منهـا:
1- انخساف صدغيه، و(الصدغ) ما بين العين، والأذن.
2- ميل الأنف.
3- انفصال كفيه، أي: انخلاعهما من الذراعين.
4- استرخاء القدمين، فتنفصل الرِّجل عن الكعب، فلا تكون منتصبة بل ترتخي وتميل، وزاد بعضهم: غيبوبة العينين، وامتداد جلدة الوجه(3).






-------
(1) رواه مسلم برقم (920).
(2) رواه البخاري برقم (5814)، رواه مسلم برقم (942).
(3) انظر: حاشية ابن قاسم (24/3).


#960387
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387

سؤال الدرس: يُسن الدعاء بعد تغميض الميت بدعاء، اذكريه.

سماح غرب
22-09-18, 03:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

:icon57:سؤال الدرس: يُسن الدعاء بعد تغميض الميت بدعاء، اذكريه.
- يسن عند تغميض الميت الدعاء بما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم , بأن يقول المرء :"اللَّهُمَّ اغْفِرْ (و يذكر اسم الميت)، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي الْمَهْدِيِّينَ، وَاخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ، وَاغْفِرْ لَنَا وَلَهُ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ، وَنَوِّرْ لَهُ فِيهِ"
و الله تعالى أعلى و أعلم


أختي حسناء هل لي بسؤال فضلا

حسناء محمد
23-09-18, 05:20 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت سماح وفقك الله
نعم اسألي

سماح غرب
23-09-18, 04:05 PM
أمين و اياك بارك الله فيك


نعم هناك علامات تدل على موت الإنسان تظهر في الجسد، منهـا:
1- انخساف صدغيه، و(الصدغ) ما بين العين، والأذن.
2- ميل الأنف.
3- انفصال كفيه، أي: انخلاعهما من الذراعين.
4- استرخاء القدمين، فتنفصل الرِّجل عن الكعب، فلا تكون منتصبة بل ترتخي وتميل، وزاد بعضهم: غيبوبة العينين، وامتداد جلدة الوجه(3).


هذه علامات تدل على موت الانسان او علامات تدل على ان الانسان سيموت بمعنى هل هذه العلامات تظهر قبل موت الانسان , لان النسان اذا مات لا نستحق الى علامات لمعرفة ذلك , فبتوقف قلبه و انقطاع نفسه هو ميت

حسناء محمد
24-09-18, 09:21 PM
جواب الشيخ عبد الله الفريح حفظه الله على سؤالك:

هي بعد خروج الروح
أحيانا يكون الواحد في حالة شك ينظر إلى مريض في آخر حياته ثم تخرج روحه ولا يعلم من حوله فتظهر هذه العلامات

حسناء محمد
24-09-18, 09:24 PM
ما ينبغي فعله بالميت بعد موته *
(1 - 2)


يُسَنَّ الإسراع بتجهيز الميت.
والسنيَّة تؤخذ من عموم حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «أَسْرِعُوا بِالْجِنَازَةِ فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا, وَإِنْ يَكُ سِوَى ذَلِكَ, فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ»(1).
والمقصود من الحديث هو: الإسراع بالجنازة حيث يحتملها الرجال على أعناقهم؛ ليدفنونها, ولكن هذا أيضا يفيد الإسراع في التجهيز؛ لأن المقصود هو الإسراع بدفنه.
قال القرطبي -رحمه الله-: "مقصود الحديث ألَّا يتباطأ بالميت عن الدفن"(2).

n تنبيـه: من الأخطاء الشائعة في زماننا: التباطؤ في تجهيز الميت؛ بسبب انتظار الأقارب, أو مسافر, وربما يكون في دولة أخرى, فيُترَك الميت يوما كاملًا, وربما أكثر وهذا فيه تعدِّي وجناية على حق الميت مع ما فيه من مخالفة للسُّنَّة، أمَّا التأخير اليسير كأن يموت أول النهار ويؤخَّر إلى الظهر أو العصر؛ ليجتمع الناس، أو كأن يموت صباح الجمعة, ويؤخَّر لصلاة الجمعة؛ لكثرة الجمع فلا بأس به, ولأنَّ التأخير فيه مصلحة للميت.


الإسراع في إنفاذ وصيَّة الميت بعد موته.
وهذا بحسبه إمَّا أن يكون مسنونا, أو واجبا بحسب ما أوصى به، فإن كان ممّا لا تبرَأ الذِّمَّة إلا به، كالدية ونحوه فالإسراع في إنفاذه واجب، وإلا فالإسراع به سُنَّة.

يجب الإسراع في قضاء دين الميت.
وذلك إن ترك مالا, فتجب المبادرة للقضاء, ومع الأسف أنَّ كثيرا من الناس يتهاون بهذا, ويهوِّن من هذا الأمر ويتباطأْ فيه, وما يستشعر أنَّ هذا الأمر شديد على الميت، وهذا الدَّيْن يجب سداده قبل قسم الميراث, سواء كان دَيْناً لله -تعالى- كالزكاة, والكفَّارة, ونذر الطاعة, والحجَّ، أو كان للآدميين كقرض, أو ردّ أمانة, أو عاريَّة, أو غصب, ونحو ذلك من حقوق الآدميين.
ويدلّ على ذلك :
أ. حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النَّبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال :«نَفْسُ الْمُؤْمِنِ مُعَلَّقَةٌ بِدَيْنِهِ, حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ»(3).
ب. حديث ابن عمر-رضي الله عنهما- قال: قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ, إِلاَّ الدَّيْنَ», وفـي رواية: «الْقَتْلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُكَفِّرُ كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ الدَّيْنَ»(4).
ج. حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمَيِّتِ عَلَيْهِ الدَّيْنُ, فَيَسْأَلُ: «هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ مِنْ قَضَاءٍ؟» فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْهِ, وَإِلَّا قَالَ: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ», فَلَمَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ, قَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ, فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ, فَعَلَيَّ قَضَاؤُهُ, وَمَنْ تَرَكَ مَالًا فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ»(5).


-------
(1) رواه البخاري برقم (1315), رواه مسلم برقم (944).
(2) انظر: المفهم (603/2) .
(3) رواه أحمد برقم (10599), رواه الترمذي برقم (1078), وقال: "هذا حديث حسن".
(4) رواه مسلم برقم (1886).
(5) رواه البخاري برقم (2289), رواه مسلم برقم (1619).


#960387
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387
سؤال الدرس:
أكملي نص الحديث بعد حفظه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نفس المؤمن ......... حتى ...........)

سماح غرب
04-10-18, 04:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال الدرس:
أكملي نص الحديث بعد حفظه:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه)
و الله تعالى أعلى و أعلم

سؤال فضلا :ما معنى عاريَّة , هل بمعنى استعارة

حسناء محمد
06-10-18, 11:22 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت وبارك الله فيك سماح
سؤالك بإذن الله أضع لك إجابته قريبًا إن شاء الله

حسناء محمد
06-10-18, 11:24 PM
تغسيل الميت, وتكفينه, والصَّلاة عليه, ودفنه*
(1-1)

وهذا الفصل وإن كان عملاً لا يفعله الميِّت وإنما يُفعل به, ولكن يحسُن بنا أن نذكره؛ ليعرف الميِّت ماذا سيُفعل به في هذه اللحظات, وليتفقَّه في ذلك قبل مفارقة الدنيا, ويعلم الأحكام التي تُفْعَل في الميت قبل دخول القبر.


حكم غسل الميت, وتكفينه, والصَّلاة عليه, ودفنه:

- حُكمها: فرض كفاية, إذا قام بها من يكفي سقط الإثم عن الباقين, بإجماع العلماء -رحمهم الله-(1).

- ودليل غسله: حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- في الذي وقصته ناقته يوم عرفة, فقال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ»(2).
وحديث أم عطية -رضي الله عنها-, قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- للنساء اللاتي غسَّلن ابنته: «اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا, أَوْ خَمْسًا, أَوْ سَبْعًا, أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ»(3).

- ودليل تكفينه: حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- المتقدِّم, وفيه: «وَكَفِّنُوهُ فِي ثَوْبَيْهِ».
ووجه الدلالة: أنَّ الحديثين السابقين فيهما الأمر بغسل الميت, وتكفينه, والأمر يقتضي الوجوب, لكنه وجوب كفائي؛ لأنَّ المقصود حصول التغسيل والتكفين, وليس المراد أنَّ كل أحد من المخاطبين مأمور بذلك.

- ودليل الصلاة عليه: فعله -صلَّى الله عليه وسلَّم- حيث كان يُصلِّي على الأموات باستمرار, وقال -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ»(4), وقال: «قَدْ تُوُفِّيَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنْ الْحَبَشِ, فَهَلُمَّ فَصَلُّوا عَلَيْهِ»(5), وصلَّى على المرأة التي رُجمت(6).

- ودليل دفنه: قوله تعالى: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ} [عبس: 21], فالله -عزَّ وجل-أكرم الميت بدفنه, فلم يُلْقَ للسِّباع والطيور؛ لتأكله, أو ليتأذى به الناس, بل امتن عليه بذلك, وتقدَّم الإجماع على أنَّ غسل الميت, وتكفينه, والصلاة عليه, ودفنه فرض كفاية, إذا فعلها من يكفي سقط الإثم عن الباقين, وإذا لم يفعلها أحد أَثِمَ الجميع.

مَن أولى الناس بغسل الميت؟
الصحيح: أنَّ أولى النَّاس به وصيُّه, أي: الذي أوصى أن يُغسِّله.
ويدلّ على أحقيَّة الوصيّ: أن أبا بكر أوصى أن تغسِّله زوجته أسماء -رضي الله عنهما-, أخرجه مالك وعبد الرزاق وابن أبي شيبة، وهو أثر مُرسَل لكن له عِدَّة طرق تقوِّيه, وأنس بن مالك -رضي الله عنه- أوصى أن يغسِّله محمد بن سيرين ففعل -رحمهما الله- أخرجه ابن سعد في الطبقات, فالصحيح أنَّ الوصي يُقدَّم على غيره، ثُم أقاربه الأصول كالجد, والأب قبل الفروع, وهم الأبناء وإن نزلوا, ثم إخوانه, ثم بقيَّة أقاربه وذوي رحمه, وهذا الترتيب إنما يُحتاج إليه عند المشاحة, والمنازعة فيمن يُغسِّل الميت، وفي عصرنا اليوم لا مشاحة في ذلك؛ لوجود أناس متبرعين يتولون تغسيله وتكفينه.



-------
(1) انظر: مراتب الإجماع لابن حزم (ص34).
(2) رواه البخاري برقم (1265), رواه مسلم برقم (1206).
(3) رواه البخاري برقم (1259), رواه مسلم برقم (939).
(4) رواه البخاري برقم (2289), رواه مسلم برقم (1619).
(5) رواه البخاري برقم (1320), رواه مسلم برقم (952).
(6) رواه مسلم برقم (1695).


#960387
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387
سؤال الدرس:
غسل الميت, وتكفينه, والصلاة عليه, ودفنه فرض كفاية، ما المقصود بفرض كفاية؟

حسناء محمد
08-10-18, 12:23 PM
سؤال فضلا :ما معنى عاريَّة , هل بمعنى استعارة

نعم بمعنى استعارة.

سماح غرب
06-11-18, 11:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسفة على التأخير كنت اجبت على السؤال سبقا لكن العطل الظي طرأ على الموقع فسخ الاجابة

سؤال الدرس:
غسل الميت, وتكفينه, والصلاة عليه, ودفنه فرض كفاية، ما المقصود بفرض كفاية؟
- فرض كفاية هو أمر يلزم تحصيله شرعا دون تعيين فاعله , اذا فعله البعض كفى , يثاب فاعله ,و اذا تركه الجميع اثموا.
و الله تعالى أعلى و أعلم

حسناء محمد
08-11-18, 09:10 AM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت سماح وبارك الله فيك

حسناء محمد
08-11-18, 09:12 AM
تغسيل الميت, وتكفينه, والصَّلاة عليه, ودفنه*
صِفة غسل الميَّت باختصار.
(1-2)

أولاً: إذا بدأ المُغسِّل بالتغسيل ستر عورة الميت, وجرَّده من ثيابه, وستره عن أعين الناس.
وستر العورة (واجب)، قال ابن قدامة -رحمه الله-: "بلا خلاف"(1).
فيستر ما بين السُّرَّة والركبة بقماش ونحوه، ثم يُجرِّده من ثيابه.

ثانيًا: يلفّ الغاسل على يده خرقة, أو يلبس قفازين ويُنجِّي الميت, فيغسل فرجه وينقيه بالماء, ولا يحل له أن يمس عورته بلا حائل إذا كان له أكثر من سبع سنوات.

ثالثًا: ثم ينوي التغسيل, فيبدأ بالتسمية, ثم يوضئ الميت كوضوء الصلاة.
ويدل على ذلك: حديث أم عطية وتغسيلها ومن معها -رضي الله عنهن- لزينب بنت النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- لهن: «ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا, وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا»(2).
- وصفة ذلك: بأن يأخذ الغاسل خرقة مبلولة يجعلها على أصبعيه, يدخل أصبعيه في فمه, ويمسح أسنانه برفق, وكذلك يمسح أنفه بأن يدخل أصبعيه في منخريه, وينظفهما برفق، ثم يغسل وجهه ويتم الوضوء كما هو معروف.
وفي الوضوء عند تنظيف فمه وأنفه؛ يحرص ألَّا يدخل في فم الميت ولا أنفه ماء؛ لئلا يُحرِّك نجاسة ساكنة, أو يخرج شيئًا عند التكفين.

رابعًا: ثم يَشرع في غسل الميت.
وغسل الميت يكون كما يلي:
1- يُغسل رأسه برغوة السدر, أو الصابون.
لحديث أم عطية -رضي الله عنها-، وفيه: قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «اغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ»(3), وحديث ابن عباس -رضي الله عنهما- في الرجل الذي وقصته راحلته بعرفة فمات, قال النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ»(4).

2- ثم يغسل شقه الأيمن, ثم الأيسر, ثم جميع بدنه بالماء.
وغسل الشق الأيمن يكون بغسل وجهه وما يليه من الجهة اليمنى, وكذلك جهة الجسم اليمنى وقدمه اليمنى, وإذا أراد أن يغسل الجهة اليمنى من الأسفل فإنه يرفع الميت من الجهة اليمنى, فيقلبه على جنبه الأيسر, فيغسل شقه الأيمن من الأسفل: الظهر والأليتين وأسفل القدم اليمنى.
وغسل الشق الأيسر يكون بنفس طريقة غسل الشق الأيمن, والبدء بالشق الأيمن سُنَّة ثابتة.
ويدل على ذلك: حديث أم عطية -رضي الله عنها- المتقدّم وفيه: «ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا, وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا».
ثم يغسل جميع بدنه بالماء، وهذه الغسلة هي التي تذهب ما تَعلَّق بالجسد من السدر ونحوه من المنظفات إن استعمله, فما أعظمها من عبرة وأنت تُقَلَّبُ في مغسلة الأموات, بعدما كنت حيَّاً تُقَلِّبُ جسدك حيث تشاء.

- الواجب غسلة واحدة, ويُسَنُّ ثلاثًا.
فيُفعل ما تقدَّم من غسله بالسِّدر, والماء, والبدء بالشِّق الأيمن, ثم الأيسر, ثم يفيض على سائر جسده كل ذلك ثلاث مرات, وأمَّا الوضوء فلا يُكرَّر.
ويدلّ على ذلك: حديث أم عطية -رضي الله عنها- المتقدِّم, وفيه: «اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا, أَوْ خَمْسًا, أَوْ سَبْعًا, أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ»(5), وهذا يدل على أنَّ الأفضل ثلاث غسلات، ولو حصل التنظيف بمرَّة واحدة أجزأ ذلك؛ لحديث ابن عباس-رضي الله عنهما- المتقدّم: «اغْسِلُوهُ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ»(6), والحديث مطلق، والثلاث أفضل, وغالبًا لا يحصل الإنقاء بغسلة واحدة, فلذا الأفضل أن يجعلها ثلاثًا وهو قول جمهور العلماء -رحمهم الله-، وقد يحتاج الجسم أكثر من ثلاث على حسب المصلحة في الزيادة.
والأفضل قطع الغسل على الوتر, كما جاء في الحديث: «ثَلَاثًا, أَوْ خَمْسًا, أَوْ سَبْعًا», وكذلك إن زاد قطَعَها على وتر, وهو اختيار شيخنا ابن عثيمين -رحمه الله-(7).
وأمَّا إذا حصل الإنقاء بثلاث غسلات, فإنها لا تُشْرَع الزيادة عليها؛ لأن الزيادة راجعة للمصلحة التي يقدِّرُها الغاسل, حيث قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «إِنْ رَأَيْتُنَّ», ولأنه حصل المقصود وهو: التطهير.

- يجعل في الغسلة الأخيرة كافورًا.
والكافور نوع من الطيب أبيض يُدَقُّ ويُجْعَل في الإناء الذي يغسل به آخر غسلة, وجعله في الغسلة الأخيرة سُنَّة ثابتة, ويدلّ على ذلك: حديث أم عطية -رضي الله عنها- المتقدِّم, وفيه: «وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا, أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ».
وذكر الشوكاني -رحمه الله- من الحِكَم التي في الكافور :"تبريد وقوة نفوذه, وخاصة في تصلب بدن الميت، وطرد الهوام عنه، وردع ما يتحلل من الفضلات، وإسراع الفساد إليه، وإذا عدم قام غيره مقامه مما فيه هذه الخواص, أو بعضها"(8).

3- ثم ينشَّف الميِّت بثوب ونحوه, ويُقص شاربه, وتقلَّم أظفاره, ويؤخذ شعر إبطيه, وهذه تفعل إن كانت طويلة طولًا فاحشًا وإلَّا فَلَا.

- المرأة يُضْفَر شعرها ثلاثة قرون, ويُسدل وراءها.
ضفر الشَّعر إدخال بعضه في بعض، وثلاثة قرون -أي: ضفائر- وهذه سُنَّة ثابتة.
ويدلّ على ذلك: حديث أم عطية -رضي الله عنها- المتقدِّم: "أَنَّهُنَّ جَعَلْنَ رَأْسَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ– ثَـلَاثَةَ قُرُونٍ"(9).
وفي رواية للبخاري:«وَأَلْقَيْنَاهَا خَلْفَهَا»(10), وفي رواية ابن حبان أنَّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أمرهن بذلك حيث قال النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «وَاجْعَلْنَ لَهَا ثَلَاثَة قُرُون»(11).

4- وبعد ذلك تُلبَسُ أيها الميت ملابس لم تعهدها من قبل, وبطريقة تختلف عما كنت تعتاده, فهي ملابس لا تختارها, ولا تستطيع أن تلبسها بنفسك,كيف؟ وقد ودَّعت دنياك الفانية إلى أُخْراك الباقية؟!



-------
(1) انظر: في المغني (369/3).
(2) رواه البخاري برقم (1254), رواه مسلم برقم (939).
(3) رواه البخاري برقم (1265), رواه مسلم برقم (1206).
(4) رواه البخاري برقم (1254), رواه مسلم برقم (939), واللفظ للنسائي برقم (1886).
(5) رواه البخاري برقم (1259), رواه مسلم برقم (939) .
(6) رواه البخاري برقم (1265), رواه مسلم برقم (1206).
(7) انظر: الممتع (280/5).
(8) انظر: نيل الأوطار (32/4) .
(9) رواه البخاري برقم (1260), رواه مسلم برقم (939).
(10) رواه البخاري برقم (1263).
(11) رواه ابن حبان (304/7).


#960387
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387

سؤال الدرس:
الواجب غسلة واحدة للميت, ويُسَنُّ ثلاثًا، هل يكرر الوضوء فيها أيضًا؟

سماح غرب
10-11-18, 03:42 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال الدرس:
الواجب غسلة واحدة للميت, ويُسَنُّ ثلاثًا، هل يكرر الوضوء فيها أيضًا؟
الواجب في غسل الميت غسلة واحدة , لكن يسن ثلاثة , و لا يكرر الوضوء في هذه الثلاث غسلات بل يكتفي المغسل في هذه الغسلات بالغسل بالسدر و الماء و البدأ بالميامن ثم الجزء الايسر و تعميم الماء على كامل الجسد

و0ر0دو0ر0دو الله تعالى أعلى و أعلمو0ر0دو0ر0د

حسناء محمد
10-11-18, 11:33 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أحسنت سماح
وأضيفي بأنه يجعل في الغسلة الأخيرة كافورا
الله يوفقك وينفع بك

حسناء محمد
10-11-18, 11:34 PM
تغسيل الميت, وتكفينه, والصَّلاة عليه, ودفنه*
صفة تكفين الميت باختصار.
(1-3)

أولا: يستحب تكفين الرجل بثلاث لفائف بيضاء.
ويدلُّ على ذلك:
أ- حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: "كُفِّنَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ– فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ, بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ مِنْ كُرْسُفٍ, لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ, وَلاَ عِمَامَةٌ"(1).
ومِن الذين كفنوا النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أبو بكر, وعمر -رضي الله عنهما-, وقد أمرنا النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- باتباع سنتهما.
ب- حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- مرفوعًا: «الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ؛ فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ, وَكَفِّنُوا فِيـهَا مَوْتَـاكُمْ»(2), ويجوز أن يُكفَّن الميِّت بغير الأبيض,كما يجوز أن يكفَّن بلفافة واحدة تكفيه, لكن هذا خلاف السُّنة.

ثانيًا: يستحب تجمير هذه اللفائف.
والتجمير: هو التبخير, سمي بذلك؛ لأنه يوضع في الجمر، ومن الأفضل كما يقول أهل العلم أن تُرشَّ هذه اللفائف قبل التبخير بماء, أو دهن, أو ماء الورد؛ لأن ذلك يسبب مسك الرائحة وثباتها على اللفائف.
ويدلّ على التجمير:
أ- ما رواه أحمد, وابن حبان, والحاكم وصححه أنَّ النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إِذَا أَجْمَرْتُمُ الْمَيِّتَ, فَأَجْمِرُوهُ ثَلَاثًا»(3), ويشهد له فعل الصحابة -رضي الله عنهم- كما سيأتي.
ب- ورود ذلك عن بعض الصحابة, كأسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- (4), وأبي هريرة -رضي الله عنه-(5).
قال ابن المنذر -رحمه الله-: " وكل من نحفظ عنه من أهل العلم يستحبون إجمار ثياب الميت"(6), وينبغي التنبّه إلى أن الميت المحْرِم يُستثنى من ذلك؛ لقول النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم–: «وَلَا تُحَنِّطُوهُ»(7).

ثالثًا: تبْسط اللفائف بعضها فوق بعض, ويجعل الحنوط فيما بينها.
والحنوط: هي أخلاط من الطيب تُصنع للأموات, ولا تسمى (حنوطًا) إلا إذا صُنعت للميت.
ويجعل الحنوط بين الأكفان, بين الأولى والثانية, وبين الثانية والثالثة.
والدليل على وضع الحنوط: حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- في الذي وقصته دابته, فمات, قال النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «وَلَا تُحَنِّطُوهُ», وهذا يدلّ على أنَّ من عادتهم تحنيط الأموات, إلا أنه يُستثنى المُحْرِم.

رابعًا: ثم يوضع الميت على اللفائف الثلاث مستلقيًا.
هكذا يوضع جسدك الذي يشعُّ الآن حيويةً ونشاطًا, ففي ذلك الحين يكون كالخشبة, لا روح فيه ولا حِرَاك, فيُحمل ليُوضع على تلك اللفائف, نسأل الله حسن العمل والختام.

خامسًا: يؤخذ من الحنوط بقطن, ويضع القطن بين إليتي الميت, ويُشدّ فوقها بخرقة.
ومن الأفضل أخذ حنوط بقطن, ووضعه بين إليتي الميت, والتعليل: ليردَّ ما يخرج من دبره عند تحريكه, فإنَّ الغالب في الخارج أنه كريه الرائحة جدًا, وهذا الحنوط يُبعِد هذه الرائحة.

سادسًا: يُجعل الباقي من الحنوط على منافذ وجهه, ومواضع سجوده.
منافذ الوجه هي: العينان, والمنخران, والشفتان، وزاد صاحب الروض المِرْبع -رحمه الله- الأذنين, ومواضع السجود, وهي: الجبهة, والأنف, والكفان, والركبتان, وأطراف القدمين.
والتعليل: بالنسبة لمنافذ الوجه؛ لئلا تدخله الهوام, فالحنوط يطردها, وأمَّا مواضع السجود فتشريفًا لها,كما ذكر أهل العلم؛ لأنها باشرت السجود لله -تعالى-، وليس في هذا سُنَّة ثابتة على وجه الخصوص.
فالوارد هو: تحنيط الميت دون تخصيص موضع دون آخر، ولكن بعضها ربما له عِلَّة, كمنافذ الوجه.
وزاد بعضهم: مغابن الجسم كالإبطين, وطي الركبتين, والسُّرَّة, والأمر في هذا واسع.

سابعًا: ثم يرُّد طرف اللفافة العُليا على شِقّه الأيمن, وطرفها الآخر من فوقه على الشِّق الآخر, ثم الثانية, ثم الثالثة.
أي: نردُّ طرف اللفافة العليا التي تحت الميت مباشرة على شِقّه الأيمن, ثم نأخذ الطرف الأيسر ونرده على شِقِّه الأيسر؛ ليكون فوق الطرف الأول, ولو عُكِس بأن بُدئ بالطرف الثاني قبل الأول فالأمر واسع، ثم نفعل بالثانية هكذا، ثم الثالثة هكذا, ويُجعل أكثر الزائد من كفنه عند رأسه؛ لشَرَفه.
ولقول النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- كما في حديث خباب بن الأرت -رضي الله عنه- في تكفين مُصعب بن عمير, حينما قصرت النمرة: «ضَعُوهَا مِمَّا يَلِي رَأْسَهُ, وَاجْعَلُوا عَلَى رِجْلَيْهِ الْإِذْخِرَ»(8), والإذخر نبات معروف، وإذا كان الزائد من الكفن كثيرًا جعلناه عند الرأس, وعند الرجلين, فهذا أفضل؛ لأنه أثبت للكفن.

ثامنًا: ثُم تعقد هذه اللفائف, وتُحَلُّ في القبر.
والتعليل: لئلا ترتخي هذه اللفائف, وتتفرق, ولم يأتِ عددٌ معيَّن لهذه العقد, فَيُرجع فيه إلى الحاجة, وأقل الحاجة: عقدتان, الأولى: عند رأسه, والأخرى: عند قدميه, وإن احتاج في الوسط اثنتين, أو ثلاث فلا بأس.
والعناية بإحسان تكفين المسلم من السُّنة, فقد جاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّ النَّبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: «إِذَا كَفَّنَ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ؛ فَلْيُحَسِّنْ كَفَنَهُ»(9), وتطبيق السُّنة فيه أبلغ الإحسان.

وأما المرأة فقيل: تكفَّن بخمسة أثواب: إزار, وخمار, وقميص, ولفافتين, وقيل: كالرجل بثلاث لفائف.

ما سبق هو: بيان الأفضل في تكفين الميت، والواجب من ذلك أن يُستَر جميعه, ولو بثوب واحد.

وبعد ذلك تُؤخذ إلى حيث الصلاة عليك, جسدك في قِبلَة المصلين, جسد بلا روح, وأرواح المصلين بأجسادهم عليك قائمة تدعو, وعليك تترحم، فيا تُرى كم من الرَّحمات ستبلغها؟ تغمدني الله وإياك بواسع رحمته.



-------
(1) رواه البخاري برقم (1264), رواه مسلم برقم (941). سحولية: بضم أوله, ويُروى بفتحه أيضًا, نسبه إلى: (سَحول) قرية باليمن, تُصنع بها هذه اللفائف، وجاء في رواية (يمانية). والكُرسف: هو القطن.
(2) رواه أحمد برقم (2219), رواه أبو داود برقم (3878), رواه الترمذي برقم (994), وقال: "حسن صحيح".
(3) رواه أحمد برقم (14540), رواه ابن حيان (301/7), رواه الحاكم (506/1), وصححه النووي في المجموع (196/5).
(4) انظر: مصنف عبد الرزاق (417/3) .
(5) انظر: مصنَّف ابن أبي شيبة (256/3).
(6) انظر: الأوسط (369/5) .
(7) رواه البخاري برقم (1265), رواه مسلم برقم (1206).
(8) رواه البخاري برقم (4082), رواه مسلم برقم (940).
(9) رواه مسلم برقم (943).


#960387
*من كتاب: ( فقه الانتقال من دار الفرار إلى القرار)
للشيخ د. عبد الله بن حمود الفريح
#960387

سؤال الدرس:
ما هو الحنوط؟