كيف أضبط العلم مع هذا الكم من الدروس؟

[عابرة سبيل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

طلبت مني إحدى الأخوات أن أطرح سؤالها عليكم...

وهو كالتالي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أثابكم الله

يقول أهل العلم: الأهم في العلم ضبطه وليس كثرته ولا كثرة مسائله

كم من دروس حضرنا, وكم عالم أقبلنا عليه, وكم من كتب قرأنا, لكننا لم ننفع الأمة..
وقد بلغنا من العمر ما بلغنا, ونعجز كثيرًا عن الإجابة فيما درسنا..!
أعلم أني لم أحضر مجلس علم إلا وسيسألني الله عنه, فطالب العلم مؤتمن على أمة محمد صلى الله عليه وسلم, وقل من يستشعر عظم المسؤولية..

مشكلتي تكمن في كثرة الدروس التي أحضرها- وقد تقارب أحيانًا 7 ساعات يوميًا- وإصراري على عدم تفويت أي منها..
وذلك لما أجد من انتفاع قلبي بها, وأخشى إن تركت بعضها أن يفوتني خير كثير, أو انشغل بما لا خير فيه؛ لكثرة الفتن حولي..
فأخلص إليها, وفي نفس الوقت أشكو قلة الضبط..

قلة تقرحت منها قلوب العلماء!!

نريد منكم نصيحة, وإرشادنا إلى الطريقة المثلى..
وجزاكم الله خيرًا
__________________



وجزاكم الله خيرا..

[عبد السلام بن إبراهيم الحصين]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أقولها الآن كلمة مختصرة، ولعلي أعود مرة أخرى إن شاء الله للتفصيل، وإن لم أعد فأرجو تذكيري..

العلم إنما يراد به النفع، والعمل به..
وهذا النفع إنما يكون في القلب، ومن القلب يفيض على الجوارح بأعمال صالحة موافقة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وليس المقصود بالعلم كثرة المعلومات، ولا تثبيتها في الذهن بلا فائدة.
والذي يظهر لي من حالك أن بقاءك على ما أنت عليه من الإكثار من الدروس أولى من الانقطاع عن بعضها، والانشغال بما لا نفع فيه، مع كثرة الفتن في زماننا هذا.
وإن فاتك شيء من الضبط، لكن قد حصلت سلامة القلب، وانشغاله بالله ودينه.
وفقك الله لما يرضيه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.