المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وكان أمره فرطا..


أم خولة
04-09-06, 01:28 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستهديه .. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. من يهده الله فهو المهتد.. ومن يضلل فلا هادي له .. وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له ،
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله..
وبعد..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تفسير قوله تعالى :
( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولاتعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا )

قال العلامة السعدي –رحمه الله – في تفسيره النفيس :
يأمر تعالى نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم – وغيره أسوته – في الأوامر والنواهي أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين ( الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) أي : أول النهار وآخره يريدون بذلك وجهه الله . فوصفهم بالعبادة والاخلاص فيها ، ففيها الامر بصحبة الاخيار ، ومجاهدة النفس على صحبتهم ، ومخالطتهم وإن كانو فقراء ، فإن في صحبتهم من الفوائد مالا يحصى.

( ولاتعد عيناك عنهم ) أي : لاتجاوزهم بصرك ، وترفع عنهم نظرك .

( تريد زينة الحياة الدنيا ) فإن هذا ضار غير نافع ، قاطع عن المصالح الدينية ، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا ، فتصير الأفكار والهواجس فيها وتزول من القلب الرغبة في الآخرة ، فإن زينة الدنيا تروق للناظر ، وتسحر العقل ، فيغفل القلب عن ذكر الله ويقبل على اللذات والشهوات ،
فيضيع وقته وينفرط أمره ، فيخسر الخسارة الأبدية ، والندامة السرمدية..
ولهذا قال : ( ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا ) غفل عن الله ، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره .

( واتبع هواه ) أي: صار تبعاً لهواه ،حيث مااشتهت نفسه فعله ، وسعى في إدراكه ، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه ، فهو قد اتخذ إلاهه هواه ، كما قال تعالى : ( أفرءيت من اتخذ إلاهه هواه وأضله الله على علم ) الآيه.

( وكان أمره ) أي : مصالح دينه ودنياه ( فرطا ) أي : ضائعه معطله . فهذا قد نهى الله عن طاعته ، لان طاعته تدعو إلى الاقتداء به ، ولأنه لايدعو إلا لما هو متصف به .
ودلت الآية على أن الذي ينبغي أن يطاع ، ويكون إماماً للناس ، من امتلأ قلبه بمحبة الله ، وفاض ذلك على لـــــسانه ، فلهج بــــــذكر الله ، واتبع مراضي ربه ، فقدمها على هواه ، فحفظ بذلك ماحفظ من وقته ، وصلحت أحواله ، واستقامت أفعاله ، ودعا الناس إلى مامنّ الله به عليه ،
فحقيق بذلك ، أن يتبع ويجعل إماماً ، والصبر المذكور في هذه الآية ، هو الصـــــبر على طــــاعة الله ، الذي هو أعلى أنـــواع الصبر ، وبتمامه تتم باقي الأقسام .

وفي الآية استحباب الذكــــر والدعـــــاء والعـــــبادة طرفي النهار ، لأن الله مدحهم بفعه ، وكل فعل مدح الله فاعله ، دل ذلك على أن الله يحبه ، وإذا كان يحبه فإنه يأمر بفعله ، ويرغب فيه .

وقال العلامة الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في تفسيره.. في قوله تعالى :
( وكان أمره فرطا) : في هذه الآية إشارة إلى أهمية حضور القلب عند ذكـــر الله ،
وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنــــزَع البركه من أعماله وأوقــاته حتى يكون أمره فرطا عليه .
تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئاً، ولكن لو كان أمره مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله .

نسأل الله الكريم من فضله .

مسلمة لله
04-09-06, 04:57 PM
بارك الله فيك
نقل رائع نسأل الله أن ينفعنا به
ونسأله أن يرحم علماءنا الكرام وأن يلحقنا بدربهم
إنه جواد كريم

أم أســامة
04-09-06, 08:47 PM
.....حفظكِ الله يا أم خولة ووفقك ..جزاك الله خير الجزاء ونفع الله بما كتبت ...

عابرة سبيل
05-09-06, 01:51 PM
جزاك الله خيرا أختي "أم خولة"

رزقك الله الصحبة الصالحة في الدنيا والآخرة..

في انتظار المزيد من مشاركاتك أخيه..

أم البراء
05-09-06, 06:50 PM
الحمدلله الذي من علينا بصحبة رائعة ...لا حرمنا الله منهم

وسبحان الله ..

وأن الإنسان الذي يذكر الله بلسانه لا بقلبه تنــــزَع
البركه من أعماله وأوقــاته حتى يكون أمره فرطا عليه .
تجده يبقى الساعات الطويلة ولم يحصل شيئاً، ولكن لو
كان أمره مع الله لحصلت له البركة في جميع أعماله .
الله المستعان..

إبتسام بنت عبدالعزيز المهوّس
04-12-11, 11:37 PM
بارك الله فيك