المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معجم الإملاء (2) د. الدقر


أم هشام
06-09-06, 06:27 PM
هَمْزَةُ الوَصْل:

* تُحْدَفُ هَمْزةُ الوَصْلِ خَطّاً في مَوَاضِع:

(أحدها) إذا وقَعَتْ بينَ الوَاوِ أو الفَاءِ وبَيْن همزةٍ هي فاءُ الكَلِمَة نحو "فَأْتِ" و "وأْتِ" وعليه كتبوا: {وأْمُرْ أهْلَكَ} (أْمُرْ: أصلها اأمُر)، واخْتَلَفوا في نحو "إئْذَنْ لي" "أؤتُمِن" وكذا لو تقدَّمَها "ثُمَّ" نحو (ثم ائْتُوا).

والأَقْرَبُ بِمثْل هذا إثبَاتُ أَلِفَيْن، وهو رأي البصريين.

(الثاني) إذا وقَعتْ بعدَ عمزة الاستِفهام سواءٌ أكانتْ عموةُ الوصلِ مكسورةً أو مَضْمُومةً نحو "أَسْمُكَ خالِدٌ أو عَمَّار؟" ونحو {اصْطَفَى البَنَاتِ على البنين}. ونحو {الذَّاكِرين اللَّه} اكْتَفَوا بصُورَةْ عن صُورة، لأن صُورَة ألِفِ الاسْتِفهامِ فإنها لا تُحذَفُ بل تُصَوَّر بِمجانِسِ حَرَكتها، فتكتب ألفاً في نحو "أَأَسْجُد"وتكتب ياء في نحو "أئِنَّك" وتُكْتَبُ واواً في نحو "أَؤُنْزِلَ" وقد تُسَهَّلُ جَمِيعاً، ويَرَى ابنُ مالكٍ جوازَ كتابِة المكسورةِ والمضمومة بأَلفٍ نحو "أَإِنَّك""أَأُنزل" وهذا رأي يُوَافِقُ القَاعِدَة الأَصْلية وهي أن الهَمْزةَ أَوَّلَ الكلام تُكتَبُ على ألفٍ كيفَما تكن.

(الثالث) تُحذَفُ من لامِ التعريفِ إذا وقعَتْ بعد لامِ الابتداء نحو: {وللَدَّارُ الآخِرةُ} أو لامْ الجرِّ نحو: {لِلدَّارِ الآخرة}، {لِلذَّين أحْسَنُوا}. وسَبَبُ حذفِها خَوْفُ التِبَاسِها بـ "لا" النَّافية.

ولو وَقَعَ بَعدَ اللاَّم أَلِفُ وصْلٍ بَعدَها لاَمُ من نَفْسِ الكلمةِ كُتِبتْ الأَلِفُ على الأصل نحو "جِئْتُ لالْتِقَاءِ خَالدٍ" وإذا أدْخِلَتْ لامُ الجرِّ حُذِفَت هَمْزةُ الوَصْل فكُتِبت "للالْتقَاء".

(الرابع) تُحذَفُ من أوَّلِ "بِسْمِ اللَّهِ الرحمن الرحيم" حَذَفُوها لكَثْرةِ الاستعمال ولا تُحذَفُ إلى بهذهِ الصورة، فإذا كَتَبْتَ "باسمِ اللَّه" بدون لَفْظَي الرَّحمنِ والرحيم، وكذلك "باسمِ ربِّك" فلا بُدَّ من الأَلِف.

(الخامس) حذف الألف من "ابن" الواقع بينَ عَلَمَسْن صِفَة للأَوَّل سَواءٌ أكانَا اسْمَين أمْ لَقَبين، أمْ كنيتين، أمْ مُخْتَلفَين، بأنْ كانا اسْماً ولَقَباً، أوْ كُنْيَةً واسْماً، أو كُنْيَةً ولَقَباً، نحو "هَذا خالدُ بنُ الوَليد" و "هذا أبو بكر بنُ عبد الله" و "هذا كُؤْزُ بن قُفَّة" (الكُرْز: الخرج).

فصْلُ الكلامْ ووصْلُه:

* الأَصْل فصلُ الكلمةِ مِنَ الكَلمةِ، لأنَّ كلَّ كلمةٍ تَدُلُّ على مَعْنىً غيرِ مَعْنَى الكَلِمةِ الأُخْرى، كذَلكَ هُمَا في اللَّفظ والكِتَابةِ مُتَمِيزَيْن، ويَخْرج عن ذلك ما كان اللَّفظانِ كشَيءٍ واحِدٍ، فلا تُفْصَل الكلمةُ من الكَلِمةِ، وذَلكَ أرْبعةُ أَشْياء:

(الأول): المُرَكَّبُ تَرْكِيبَ مَزْجٍ كـ "بَعْلَبَكّ" بِخلاف غيرِه من المُرَكَّبات، مثل المركَّبِ الإضَافي والعَدَدِي و "صباحَ مساءَ" و "بيْنَ بَيْنَ" و "حيْصَ بَيْص" (في معجم النحو والتصريف).

(الثاني): أن تكونَ إحدَى الكَلِمتين لا يُبتدَأ بها، كالضَّمائرِ المتَّصِلَةِ البارِزَةِ، ونُونِ التوكيد، وعَلامَاتِ التأنيثِ وعلاَمَتا التَّثْنِيةِ والجَمْع، وكُلِّ ما لا يُبْدأُ به.

(الثالث): أَنْ تكونَ إحدى الكَلِمتين لا يُوقَفُ عَليها، وذلكَ نحو "بَاءِ الجرِّ" و "لاَمِه" و "كافِهِ" وفَاءِ العَطْفِ والجَزَاءِ" و "لامِ التوكيد" وخرَجَ عن ذلك "وَاوُ العَطْف" فإنَّها لا تُوصَل لأنَّها غيرُ قابِلَةٍ للوَصْل.

(الرابع): أَلْفاظُ تُوصَلُ فيها "ما" الملغاة - وهي الزَّائِدة - نحو {مِمَّا خَطِيآتِهم} {أيْنَما تكونوا}، {فإما تَرَيِنَّ} وإنما وحيثما وكيفما و "أمَّا أنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ" (كان وأخواتها (13)) وإذا كانت كافَّةً نحو "كَمَا" و "ربَّما" و "أنَّما" و "كأَنَّما" و "ليْتَما" و "لعلَّما" واستَثْنى ابنُ دَرَسْتَويهِ والزِّنْجَاني ما في "قَلَّما" فقَالا: إنها تُقْصَلُ وتوصل "قَلَّ مَا" و "قلَّما" أمَّا "كُلَّما" (="كلما") فتوصل بها "مَا" وهي الظَّرفية، إنْ لم يَعْمَلْ فيها ما قبلَها نحو "كُلَّما أَتَيْتَ سُرِرْتُ بك". و{كُلَّما ورُزِقُوا مِنْها مِنْ ثَمَرةٍ رِزْقاً قالُوا}. بِخِلافِ التي يَعْملُ فيها ما قبلَها نحو: {وآتكم من كلِّ ما سَأَلْتموه} فـ "مَا" هنا اسمُ مَوْصُولٍ مُضافٌ إليه فلِذَلكَ فُصِلَتْ "مَا" عن "كُل".

ما الاستفهامية مع "عن" و "من" و "في": وتُوصَل "ما" الاستِفْهامِيّةُ بـ "عَنْ" و "منْ" و "في" لأنَّها تُحذَفُ أَلِفُها مع الثلاثة، وتَصيرُ "ما" الاسْتِفْهَامِيَّة على حَرْفٍ واحِدٍ، فَحَسُنَ وَصْلُها بها، نحو {عَمَّ يَتَساءَلُون} "مِمَّ هذا الثوبُ" {فِيمَ أنتَ مِنْ ذِكْراها} ولا تُوصَلُ أمَّا "مَا" الموصُولةُ فمذهبُ ابن قُتيْبَة أنْ تُكْتَب متصلةً معها لأجْل الإدغام في "عن" و "من" نحو "رغبتُ عما رغبتَ عنه" و "عجِبتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنهُ". و "فكَّرتُ فيما فَكَّرْتَ فيه"، ورجَّحَ بعضهُم الفَصْل على ما هُو من كلمتين. وعندَ ابن مالك: يجورُ الوَجهان.

سمية بنت إبراهيم
07-09-06, 05:20 PM
جزيتِ كل خير أختي الحبيبة أم هشام
في الحقيقة ما أثرى الغة العربية ! وما أكثر فوائدها ! وما أسرع نسياننا لها !!
بوركتِ على هذه الدروس ، وهل من مزيد!

أم هشام
08-09-06, 04:07 PM
شكر الله لكِ

أما عن المزيد ، نسأل الله البركة في الوقت والصحة والجهاز.