المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى معلمات القرآن


مسلمة لله
12-11-07, 12:03 PM
مقدمة في فضل تعلم القرآن وتعليمه ومكانة أهله


الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. قد صح عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقد كان صلى الله عليه وآله وسلم يعطي القرآن الكريم اهتماماً عظيماً جداً، وعلى هذا ربى أصحابه رضي الله تبارك وتعالى عنهم .

ومن مظاهر هذا الاهتمام بكتاب الله تبارك وتعالى: أن إقراء القرآن وتحفيظ القرآن كان أول ما عمد إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في إبلاغ دعوته الكبرى، فكان مبعوثوه إلى مختلف الجهات أول ما يقومون بإقراء الناس القرآن. وكتب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لـعمرو بن حزم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1001754&spid=337) حين وجهه إلى اليمن كتاباً أمره فيه بأشياء منها: أن يعلم الناس القرآن ويفقههم فيه كما جاء في سيرة ابن هشام (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000375&spid=337) . وروى البخاري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000090&spid=337) عن أبي إسحاق (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1001619&spid=337) عن البراء (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000239&spid=337) قال: أول من قدم علينا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000304&spid=337) و ابن أم مكتوم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1001745&spid=337) فجعلا يقرئاننا ويحفظاننا القرآن. وكان مصعب (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000304&spid=337) رضي الله تعالى عنه يسمى: المقرئ، يعني: الذي يقرئ الناس القرآن ويعلمهم كتاب الله تبارك وتعالى.

وكان الرجل من المسلمين إذا هاجر من المدينة دفعه النبي صلى عليه وآله وسلم إلى رجل من الحفظة ليعلمه القرآن. ولما فتح النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكة ثم أراد الرجوع إلى المدينة استخلف عتاب بن أسيد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1001753&spid=337) وخلف معه معاذ بن جبل (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000016&spid=337) رضي الله تعالى عنه يقرئهم القرآن ويفقههم في دينهم. وعن أنس بن مالك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000029&spid=337) رضي الله عنه قال: (جاء ناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجالاً يعلموننا القرآن والسنة، فبعث معهم سبعين رجلاً من الأنصار يقال لهم: القراء) إلى آخر الحديث كما هو في صحيح مسلم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1001122&spid=337) ، وفيه ذكر غدر هؤلاء القوم بالقراء، حيث قتلوهم رضي الله تعالى عنهم.

وأوصى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإكرام أهل القرآن إكراماً خاصاً ومتميزاً، حتى إنه صلى الله عليه وآله وسلم سماهم اسماً ينبض بأعظم المعاني، حيث سمى أصحاب القرآن وأهل القرآن: أهل الله وخاصته، كما رواه ابن ماجة (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000041&spid=337) و أحمد (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000008&spid=337) و الدارمي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000432&spid=337) من حديث أنس (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000029&spid=337) رضي الله تبارك وتعالى عنه. وكان النبي عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يميز بين الناس ويرتبهم ترتيباً يخضع لحفظ كل منهم من القرآن الكريم، فمثلاً: في إمامة الصلاة يقول: (يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، حتى عند دفن الموتى كان يقدم أكثرهم قرآناً، وعند اختيار أمير على مجموعة من الصحابة رضي الله تبارك وتعالى عنهم اختار ذلك الصحابي الذي كان يحفظ سورة البقرة وقال: (أنت أميرهم).

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن من إجلال الله -يعني: من علامات تعظيم الله سبحانه وتعالى وإجلاله- إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقصد) رواه أبو داود (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1001396&spid=337) عن أبي موسى (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000023&spid=337) رضي الله تبارك وتعالى عنه. قوله: (وحامل القرآن) يعني: وإكرام حامل القرآن. قوله: (غير الغالي فيه) يعني: الذي لا يغلو في تعامله مع القرآن، حتى يضيع غير ذلك من الواجبات عليه. قوله: (والجافي عنه) وهو البعيد عن القرآن الهاجر للقرآن.

وقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، فدل على أن أشرف الوظائف الانشغال بتعليم القرآن وتعلمه؛ ومن أجل هذا الحديث قعد الإمام الجليل أبو عبد الرحمن السلمي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000403&spid=337) أربعين عاماً يقرئ الناس القرآن بجامع الكوفة مع جلالة قدره وكثرة علمه. وسئل سفيان الثوري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000123&spid=337) رحمه الله تعالى أيهما أفضل الجهاد أم تعليم القرآن؟ فرجح تعليم القرآن في الثواب والفضل على الجهاد في سبيل الله تبارك وتعالى، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وعن عمرو بن العاص (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000101&spid=337) رضي الله تبارك وتعالى عنه -كما في الحديث الذي رواه الحاكم (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&ftp=alam&id=1000320&spid=337).


http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full@_@@_@@_@@_@@_@@_@@_@&audioid=167806 (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full@_@@_@@_@@_@@_@@_@@_@&audioid=167806)

مروة عاشور
12-11-07, 12:09 PM
جزاك الله خيرا اختى الغالية

ووفقك لما يحبه ويرضاه مشكورة

بداية مشرقة
12-11-07, 12:26 PM
جزاك الله خيرا يا مسلمة لله

أمـة الخبيـراللطيف
13-11-07, 10:52 AM
جزاك الله خيرا اختى الغالية