ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   خواطر دعوية (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=758)
-   -   موقف يحوي وقفة! (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=50077)

أم العثيمين السلفية 15-09-12 02:18 AM

(7)

وقفتي هذه هي بمثابة تساؤل ، واستفهام قد تضحك بعضكنّ منه ، إلّا أنّه لكثرة ما يراودُني يستوقفُني:

//
//

- ما هو يا ترى سرُّ تسمية الإنسان (باسم الله) -أكثر من مرّة- إن هوَ كانَ يتناولُ أكلةً لذيذةً طيّبة!

أجابت إحدى الأخوات ، قائلة :

اعتقد خوفــــا من أن يُقاسمني فيها الشيـــــطان :)

فقلت -حينها :

"يا تُعسَ الشَّيطانِ-إذن- فهو لا يحظَ معي بطعامٍ لذيذٍ ألبتّة!" : )

أم العثيمين السلفية 15-09-12 02:18 AM

(7)
يا الله ... بودِّي أن أكتُبَ وأكتبَ وأكتبَ إلى أن يواريني الثّرى!

واللهِ يا أخواتي في قلبي كلامٌ كثير ، والمواقفُ التي فيها عِبرٌ ومواعظ في دنيانا كثيرة!

يا الله .. ما أعظمَ إلاهَنا وألطفَهُ بعبادِه! ما أرحمَهُ بنا! ما أكثرَ عفوهُ عنّا!

كم يُرينا من المواقف ، وكم يجعلُنا نقفُ في لحظاتٍ نكونُ فيها غارقينَ في بحارِ الغفلةِ والبُعد!

ما أعظمَ الله! ما أعظمَ دينَه! ما أعظمَ شرعَه! ما أكثر نعمَه! ما أكثرَ تفضُّلَه! ....

في الوقتِ ذاتِه!

ما أكثَرَ جحودَنا! ما أكثرَ تقصيرَنا في جنابِه وغفلتنا عن أفضالِه ومكارمِه!

نحتاجُ وقفةٌ نقفُ فيها معَ علاقتِنا باللهِ سُبحانَه وتعلُّقِنا بهِ وحدَه دونَ سواه!

بكم تقدّرينَ تعلُّقَكِ بهِ يا تُرى ؟؟

%100 ؟ 50%؟ 0 % !؟

أم العثيمين السلفية 15-09-12 02:19 AM


(8)

التقيتُ امرأتين ؛ أخبرنَني عن حالهنَّ عجباً عُجابا! كل هذه العائلة شتات وطلاق!
إحداهُنَّ مُسنَّة ؛ اثنتان من بناتها مطلّقات ، والصّغرى عقدَ عليها طبيب ، وتُريد الفكاك منه بدعوى أنَّ شخصيّته ضعيفة! لا لأنّه لا يُصلِّي!
إذ كانَ أوّل سؤالٍ وجّهتُه لوالدتهنّ : هل يصلِّي أزواجهنّ؟ فأجبت : صراحة: لا!!
ثمّ قالت بتلكُّؤ : وتريدينَ الصّدق ، بناتي كذلك لسنَ حريصات على الصَّلاة!
أخواتُها؛ وقد حضرت معها إحداهنّ جاءت من إحدى دول الخليج ؛ لزيارةِ أخيها المريض بالسّرطان!
زوجُ هذه الأخت يعملُ كوافيراً (للنّساء)! ويعود للبيت سكِّيراً ، قد طارَ عقلُه من تأثيرِ الخمر!
تقول: لا أأمنهُ على أولادي وبناتي! يعودُ للبيت ؛ فيأمرُ ابنته أن تُحضرَ له (زجاجةَ الخمرِ) من الثّلاجة !
تقول: وفي ليلة الخميس يأتيني سكرانا ، مُغمىً عليه!
في صباح الجمعة يوقظه ابني الصّغير ؛ ليذهب به لصلاة الجمعة!
فينهض ويصحب ابنه للمسجد ؛ ومن ثم يذهب (للصالون) فيرجع سكرانا قد طارَ ضمارُ عقلِه!

وفي الأخير: بعثَ لها أثناءَ مجيئِها هُنا يريدُ أن يطلِّقَها!

تأمّلتُ حالَ تيكَ العائلة ؛ فوجدتُ جُلَّ اهتمامِها في المالِ والجاه! وأنّهم يعلّقونَ السّعادةَ عليها!
أدركتُ حينَ ذاك ، وازددتُ يقيناً أن المالَ إلى جانبِ الدّين لا يساوي شيئاً ألبّتة!
وأنَّ السّعادةَ لا تُشترى بالمال ، وإنّما تُشترى بالاستقامةِ على دينِ المولى سُبحانَه ، ورجاءِ رضاه والخوفِ من عقابه!

وإلّا فلا يرجو إنسانٌ على ظهرِ البسيطة راحةً أو هناءاً ، وقلبُهُ معلُّقُ بالأرض!
ليعلِّق قلبهُ بربِّ الأرضِ و السّماءِ حينَها ؛ يستشعر حجمَ السّعادةِ الحقّة!

العائدة 15-09-12 08:28 AM

بارك الله بك ونفع بما كتبتِ
مواقف تستحق التأمل وما أكثرها في حياتنا ،،
نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ..

أم العثيمين السلفية 16-09-12 04:14 PM

وفيكِ بارك الله أخيّة ، وإليكِ أحسن ..

(9)
تقولُ إحدى الزّوجات :
بينا كنتُ أسيرُ مع زوجي على عجَل ؛ نريدُ الوصولَ للمسجد ليتمكّن زوجي من الإمامة بالمُصلِّين!
وفي إحدى الطّرق الضيّقة المُظلِمة ، وبينا زوجي يسابقُ الرّياح العواتي؛ لمحنا على جانب الطّريق عائلةً تسيرُ أمامنا!
وفي لحظةٍ خاطفة ؛ إذ بالسّيارة تدهَس شخصاً وتُلقيهِ أرضاً!
انحرف زوجي جانباً ؛ في تيك الأثناء: اصطدمَت السيّارة في صخورٍ ثقيلة على حافّة الطّريق كادت تمزّقُنا!
إلى أنَّ اللهَ لطفَ وسلَّم ؛ فخرجتُ وزوجي من السيّارة مسرعين إلى حيثُ العائلة!
والمشهد أمامَنا ؛ امرأةٌ تصيحُ وتبكي زوجَها بصورةٍ مُحزنة! بينا الرجُل مُلقىً على الأرض تعلوهُ الأنّات!
تقول : ربّتُّ على كتفِ تيك المرأة ، وكانت حاملاً في شهرها ، وهدأتُ من روعِها إلى أن سكَنت وهدأت!
ثُمَّ عدتُ و زوجي ؛ ليوصلني لبيتي، ويرجِع للمشفى يطمئنّ على حالِ المدهوس!
والنّتائج :
..
..
- الرّجُل في أتمِّ صحةٍ وخيرِ عافية! ولم يُصبهُ شيء أو أي من العائلة؟!!
- و السيّارة بخيرٍ وليس فيها شيء؟!!
-ونحن ؛ ها نحنُ نمشي على الأقدامِ مع الأنام؟!!

حين تأمّلتُ ذاك الموقف ؛ استوقفتني وزوجي عدّةَ وقفات عظيمة :
الأولى : ذكرَنا معروفاً كان زوجي قد أدّاهُ في هذه الأيّام لامرأةٍ مكلومةٍ منكوبة!!
حينَ ذا ؛ أتى أمام العيان : قولُ الصحابيّ الجليل ابن عبّاس -رضي الله عنه حين قال: صاحب المعروف لا يقع، فإن وقع وُجدَ متّكأً!! عيون الأخبار (1 /339) .

الثّانية: رأينا رحمةَ الله بعباده وكبيرِ لُطفِه بهم ماثلة ؛ إذ لو شاءَ سُبحانَه لقلبَ الحالَ رأساً على عقِب لكنّه تصرُّفُه سبحانه ، ولطفه ورحمته بعباده!

الثّالثة: رأينا رحمةَ المُسلمينَ ببعضهم ، وعظيمَ وقع رفقِهم ومعاونتهم لبعضهم حينَ الملمَّات والمدلهمّات! فالنّاس تجمّعت من كل حدبٍ وصوب ، وكلٌّ يتنافس في حملِ الرّجُل!

الرّابعة : تأمّلتُ رحمةَ هذه المرأة بزوجِها وحنوِّ قلبِها عليه ؛ والتي منعتها حتّى من الكفِّ عن البكاء المريرِ عليه إلا بتهدئة وكفكفتِ من حولَها!
وقلتُ : لعلَّ هذا الأمر يجدّد أواصرَ المحبّة بينهما ، ويستشعر الزّوج حجمَ خوفِ زوجته وحزنها عليه ؛ حينها تعُد الحياة بينهما غضّةً طريَّةً من جديد!

الخامسة: استعذتُ وزوجي بالله من شرِّ العجلةِ ومآلاتِ أمرِها ، وعزمَ زوجي على التّخفيف من سرعته وإن كانَ ما يكون!

قلت: كم من المواقف تمرُّ بنا ؛ فيها من تسليمِ الله ، ورحمته ، وعفوِه وسترِه ما يقفُ اللسانُ عاجزاً عن الشّكر ، وتودُّ الجباه أن تُطيلَ -حينها- سجودَ الشُّكرِ لهُ جلَّ في عُلاه!!

فهل تُراها مُجهدةٌ أفعالُ ( الحمد ) مقابلَ ألطافِ إلهٍ عظيمٍ جليلٍ سُبحانَه؟!!

أسـيل 16-09-12 05:01 PM

دمعت عيني...
جزااك الله خيرا أختي...
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه..كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه

الزهرة علي 22-09-12 08:38 PM

ماشااااااااء الله
بارك الله فيك وجزاء خيرا كثييييييييرا

روْض الهُدى 23-09-12 12:05 AM

جزاكم الله خيراً خواطر رائعه إنّ في ذلك لآيات وعبر وعظات , والحياة مليئة بهذا وأكثر ولكن لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد , سلمت يُمناكِ على ماكتبت وأتمنّى أن تزيدي من هذا الخير ونحن ننتظر بشوق..وفقك الله

رقية مبارك بوداني 20-10-12 12:37 PM

ماشاء الله ، تبارك الرحمن
جميل ما خطه بنانك غاليتي
اسمحي لي بنقله للقسم المناسب
بورك فيك ونفع بك
متابعة لإبداعك ، واصلي وصلك الله بطاعته ..

ام زهور 21-10-12 02:08 PM

بارك الله فيك اختي الفاضلة وجزاك الله كل خير
فوائد قيمة
رعاك الله وسدد خطاك


الساعة الآن 11:56 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .