![]() |
هل العزلة أفضل أم الاختلاط بالناس؟
هل العزلة أفضل أم الاختلاط بالناس؟
* قد ورد في هذا الباب حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "المسلم غذا كان مخالطا الناس ويصبر على أذاهم خير من المسلم الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم". * وفي باب الاعتزال أخرج البخاري حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : "يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرُّ بدينه من الفتن". وثمَّ أدلة أخر كثيرة في هذا الباب.. أما بالنسبة للجواب على مسألة الباب ، فها هي بعض أقوال العلماء فيه: ذكر الخطابي في كتاب "العزلة" - كما نقل عنه الحافظ في "الفتح":(333/11): أن العزلة والاختلاط يختلفان باختلاف متعلقاتهما ، فتحمل الأدلة الواردة في الحض على الاجتماع على ما يتعلق بطاعة الأئمة وأمور الدين ، وعكسها في عكسه ، وأما الاجتماع والافتراق بالأبدان : فمن عرف الاكتفاء بنفسه في حق معاشه ومحافظة دينه فالأولى له الانكفاف عن مخالطة الناس ، بشرط: أن يحافظ على الجماعة والسلام والرد وحقوق المسلمين من العيادة وشهود الجنازة ونحو ذلك ، والمطلوب إنما هو : ترك فضول الصحبة لما في ذلك من شغل البال، وتضييع الوقت عن المهمات، ويجعل الاجتماع بمنزلة الاحتياج إلى الغذاء والعشاء ، فيقتصر منه على ما لابد له منه فهو أروح للبدن والقلب . والله أعلم. وقال القشيري في "الرسالة": طريق من آثر العزلة : أن يعتقد سلامة الناس من شره لا العكس، فإن الأول ينتجه استصغاره نفسه وهي صفة المتواضع ، والثاني شهوده مزية له على غيره ، وهذه صفة المتكبر. وقال الحافظ ابن حجر "فتح الباري"(42/13): وقد اختلف السلف في أصل العزلة ، فقال الجمهور: الاختلاط أولى؛ لما فيه من اكتساب الفوائد الدينية للقيام بشعائر الإسلام وتكثير سواد المسلمين ، وإيصال أنواع الخير إليهم من إعانة وإغاثة وعيادة وغير ذلك. وقال قوم: العزلة أولى لتحقق السلامة ، بشرط: معرفة ما يتعين. وقال النووي: المختار تفضيل المخالطة لمن لا يغلب على ظنه أنه يقع في معصية ، فإذا أشكل الأمر فالعزلة أولى. وقال غيره: يختلف الأحوال فإن تعارضا اختلف باختلاف الأوقات ، فمن يتحتم عليه المخالطة : من كانت له قدرة على إزالة المنكر ، فيجب عليه إما عينا وإما كفاية بحسب الحال والإمكان ، وممن يترجح: من يغلب على ظنه أنه يسلم في نفسه إذا قام في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وممن يستوي: من يأمن على نفسه ، ولكنه يتحقق أنه لا يطاع ، وهذا حيث لا يكون هنا فتنة عامة ، فإن وقعت الفتنة ترجحت العزلة لما ينشأ فيها غالبا من الوقوع في المحذور ، وقد تقع العقوبة بأصحاب الفتنة فتعم من ليس من أهلها ، كما قال قال تعالى: (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) [الأنفال:25]. هذا، وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كما في "مجموع الفتاوي"(425/10) : هل الأفضل للسالك العزلة أو الخلطة؟ فأجاب: هذه المسألة -وإن كان الناس يتنازعون فيها إما نزاعا كليا، وإما حاليا فحقيقة الأمر : أن "لخلطة" تارة تكون واجبة أو مستحبة ، والشخص الواحد قد يكون مأمورا بالمخالطة تارة ، وبالانفراد تارة ، وجماع ذلك: أن "المخالطة" إن كان فيها تعاون على البر والتقوى فهي مأمور بها ، وإن كان فيها تعاون على الإثم والعدوان فهي منهيُّ عنها ، فالاختلاط بالمسلمين في جنس العبادات ، كالصلوات الخمس والجمعة والعيدين وصلاة الكسوف والاستسقاء ، ونحو ذلك. هو مما أمر الله به ورسوله. وكذلك الاختلاط بهم في الحج وفي غزو الكفار والخوارج المارقين ، وإن كان أئمة ذلك فجارا ، وإن كان في تلك الجماعات فجار ، وكذلك الاجتماع الذي يزداد العبد به إيمانا إما لانتفاعه به ، وإما لنفعه له ونحو ذلك. ولابد للعبد من أوقات ينفرد بها بنفسه في دعائه وذكره وصلاته وفكره ومحاسبة نفسه وإصلاح قلبه ، وما يختص به من الأمور التي لا يشركه فيها غيره ، فهذه يحتاج فيها إلى انفراده بنفسه ، إما في بيته كما قال طاووس:"نعم صومعة الرجل بيته؛ يكف فيها بصره ولسانه" ، وإما في غير بيته. فاختيار المخالطة مطلقا خطأ ، واختيار الانفراد مطلقا خطأ ، وأما مقدار ما يحتاج إليه كل إنسان من هذا وهذا ، وما هو الأصلح له في كل حال ، فهذا يحتاج إلى نظر خاص كما تقدم. ************ |
لا حرمتِـ الأجر يا سمية .. ولا حرمناكِـ ..
بوركتِـ ووفقتِـ .. عائشة |
بارك الله فيك إأختى الحبيبة سمية ونفع بك اللهم أمين
|
في رأييء القاصر اذا كانت مخالطة الناس تضعف الإيمان وهذا ماارآه في نفسي
اثناء مخالطتي للناس او آرى شيء يجعلني أحكي في غيبتهم فالبعد أسلم .:sad: اما اذا كانت مخالطة الناس للتقليل من معاصيهم بحضورك فاأعتقدان مخالطتهم أفضل من البعد عنهم . والصبرعلى أذى الناس شيء طيب وعظيم لمن قدرعليه...:) |
"طريق العظمة الحقيقية" لــ سيد قطب...
حين نعتزل الناس ، لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً ، أو أطيب منهم قلباً ، أو أرحب منهم نفساً ، أو أذكى منهم عقلاً ، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً … لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل ، وأقلها مؤونة ! . إن العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس ، مُشْبَعين بروح السماحة ، والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم ، و روح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ، ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع ! . إنه ليس معنى هذا أن نتخلى عن آفاقنا العليا ، ومثلنا السامية ، أو أن نتملق هؤلاء الناس ونثني على رذائلهم ، أو أن نشعرهم أننا أعلى منهم أفقاً .. إن التوفيق بين هذه المتناقضات ، وسعة الصدر لما يتطلبه هذا التوفيق من جهد : هو العظمة الحقيقية ! . بارك الله فيك أختي سمية , وجعله في ميزان حسناتك ... لكن حبذا لو ذكرت لنا تخريج الأحاديث لتعم الفائدة , فذكر التخريج من ضوابط المشاركة في الملتقى أليس كذلك ؟! ^^ اقتباس:
الراوي: شيخ من أصحاب النبي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2507 اقتباس:
الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 19 الراوي: أبو سعيد الخدري - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 7088 |
لا حرمتِـ الأجر يا سمية .. ولا حرمناكِـ ..
|
الموضوع جد مهم في هذه الأيام التي قل فيها بين الناس من يحافظ على وقته ويسعى للخير
فأنا أفضل الاختلاط في الملتقى لما وجدت فيه من نفع بارك الله في القائمين عليه والعزلة عن الناس لما هم غارقين فيه من اللهو دون الرغبة حتى بأمر بمعروف أو نهي عن منكر هذا غير ما يعتري القلب من هم وغم من المعاصي التي يراها المرء وأعتقد أن لكل انسان حاله في الاختلاط والعزلة فمن يقدر على الدعوة بالحكمة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهذا أفضل له الخلطة بين الناس رجاء نفعهم وجزاك الله أخت سمية على هذا الموضوع :icon57: |
جزاكن الله الفردوس الاعلى على الفوائد القيمة
وبارك الله فيكن |
اقتباس:
|
حين نعتزل الناس ، لأننا نحس أننا أطهر منهم روحاً ، أو أطيب منهم قلباً ، أو أرحب منهم نفساً ، أو أذكى منهم عقلاً ، لا نكون قد صنعنا شيئاً كبيراً … لقد اخترنا لأنفسنا أيسر السبل ، وأقلها مؤونة ! .
إن العظمة الحقيقية : أن نخالط هؤلاء الناس ، مُشْبَعين بروح السماحة ، والعطف على ضعفهم ونقصهم وخطئهم ، و روح الرغبة الحقيقية في تطهيرهم وتثقيفهم ، ورفعهم إلى مستوانا بقدر ما نستطيع ! . لا اعرف لكن احس ان العبارة غريبة من عبارات سيد قطب ومن راي انا انه يجب علينا ان لا نغتر بالطاعة التي نفعلها ... لاننا لا ندري هل تقبل الله سبحانه منا عباداتنا ام لم يتقبلها |
بارك الله فيك اختي سمية ونفع بك موضوع مهم وصعب في نفس الوقت اذ قد يستشكل على المرء ايهما اولى واصح العزلة ام الاختلاط لان كليهما يحوي الجوانب الايجابية والسلبية
فالحل هو الدعاء والاستعانة بالله سبحانه ان يهدينا لما فيه الخير والصلاح لنا وللمؤمنين وان يرزقنا الحكمة وحسن التصرف في معاملة الاخرين |
أفضل اعتزال الناس و ألا أخالطهم إلا للضرورة
|
ام انا ارى في العزلة افضل واسلم لقلبي الضعيف
خوفاً أن أُفتن بزخارف الدنيا وبهجتها .. فلا يسلم مجلسهن من غيبة ونميمة .. فأنا الضعيفة ساختلط معهن وافعل فعلهن .... لااملك علماً ولااحسن خطاباً فأن وعضتهن قامن يذكرن بايام قد طواها الزمن ......... فلهذا احب العزلة .......مع اداء الواجب كصلة الارحام او زيارة مريض ........ |
كان الفضيل يقول احب الليل للقاء ربي واكره النهار لملاقاة الناس
وفي زمان الفتنة هذا أصبحت أميل للعزلة ولي فيها مقال قريب إن شاء الله |
الساعة الآن 09:29 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .