ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   روضة اللغة العربية وعلومها (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=32)
-   -   أثر وسائل التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية على لغتنا (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=66054)

أروى آل قشلان 20-10-14 01:40 PM

أثر وسائل التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية على لغتنا
 
أثر وسائل التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية على لغتنا

جفلاء سعيد القرني

العربية هي منبع البيان، ومرآة الفكر لأمتنا، ومفتاح الكتاب والسنة، تلك هي اللغة التي قاومت كل التغيرات الحضارية والثقافية التي طرأت عليها على مر العصور،
وهذا ما يؤكده قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]؛
فالعربية هي اللغة الأقوى ثباتًا بين اللغات منذ زمن، وأقدم اللغات الحية على الأرض، ويكفيها شرفًا أنها لغة القرآن؛ فالمحافظة عليها واجبٌ ومطلب دِيني على أبنائها.

فهي وعاء ثقافة الأمة وتراثها وحضارتها، وكما قال عمر بن الخطاب[1]: "تعلموا العربية؛ فإنها تشبِّب العقل، وتزيد في المروءة".

ومن الملاحظ على كثير من أبنائنا ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعية - كالفيس بوك، والتويتر، والواتساب - أنهم لم يدرؤوا عنها العجمة واللحن، بل زادوها، ولن أتحدث في مقالي هذا عن تفشي العامية على ألسنة أبنائها، وضعف العربية عندهم، فقد ابتعد الناس عن الملَكة والسليقة اللغوية.

ولكنني سأذكر تلك المصطلحات والأخطاء التي أخشى أن تقودنا إلى مزالق يصعب علينا إصلاحها، أو تدارك الأمر فيما بعد؛ فمن ذلك انتشار المصطلحات المختصرة عن كلمات إنجليزية، يعبرون بها عن مقاصدهم،
نحو: برب، وهي اختصار لجملة:Be Right Back، معناها: سأذهب وأعود،
تيت، وهي اختصار لجملة: Take Your Time، ومعناها: خذ وقتك،
ولول، وهي اختصارا لجملة laughing out loud تعني الضحك بصوت عالي،
وسيس، وهي اختصار لجملة: see you soon، ومعناها: أراك قريبًا،
أليست المعاني العربية التي تحملها هذه المختصرات أكثر جمالاً؟!

وكما قال الجاحظ[2]: "كلما كان اللسان أبينَ، كان أحمدَ".

فهذه الاختصارات التي اخترعوها أشبهُ ما تكون بالأحاديث الناعسة بعد الشِّبع.

وشيوع الأخطاء الإملائية كذلك، وهذه يطول الحديث عنها، ولا أستطيع أن أحصيها، ولكن سأشير إلى بعضها؛ فمن ذلك: تفشي الكتابة بهمزة الوصل والهاء المربوطة، بدلاً من همزة القطع وحرف المد والتاء المربوطة، ويعود ذلك إلى تثاقل المستخدم للهواتف الذكية عن استبدال همزة الوصل بالقطع، والهاء المربوطة بالتاء المربوطة من خلال لوحة المفاتيح التي لم تستوعب جميع أحرف العربية، مما يتطلب من المستخدم الضغط على زر الإبدال المسمى بـ: "الشفت" في الإنجليزية، واختيار الحرف المناسب للكلمة، بعكس الإنجليزية التي وضعت لكل حرف زره الخاص به، واستوعبت جميع أحرفها.

ولتقارب الأحرف في الأجهزة الذكية أثر بالغ؛ مما يجعل المستخدم وهو يكتب على عجل يستبدل بالحرف الصحيح أحد الأحرف المقاربة له في لوحة المفاتيح؛ فمثلاً في كلمة (خير) يستبدل الخاء بالحاء فتصبح: (حير)؛ لتقارب مكان الحرفين من بعضهما البعض.

وأصبحت الحركات أو الضبط بالشكل في لوحات المفاتيح تستخدم زخرفًا من القول، وهذا من الجهل بمقاصد تلك الحركات التي لها معانيها النحوية والصرفية.

ومما يبعث الحسرة في النفس: ذلك الذي يدعى بمخطط: (الفرنكو آراب)، وهو مخطط للقضاء على العربية، وتشتيتها عبر وسائل الإنترنت،
وهدفه هو أن يستبدل بالأحرف العربية أحرفًا لاتينية، فيستبدل بالحرفِ العربي ما يقابله في اللاتينية، وبحكم ثراء هذه اللغة، فقد وجدوا أن هناك من الأحرف العربية ما لا يقابله حرف في اللاتينية، فاستبدلوا به رقمًا؛ وذلك لتغطية القصور الذي في أحرف اللاتينية؛ كاستبدالهم بحرف الحاء الرقم (7)، فيكتب اسم محمد هكذا (mo7amad
وقد انتشرت هذه اللغة بين الطلاب المغتربين، والسبب يعود إلى أن الأجهزة المحمولة والمتصفحات للإنترنت لديهم في تلك البلدان لم يتوفر فيها لوحة مفاتيح بالعربية.

ومما يجب علينا كحماة للعربية وغيورين عليها، أن تكون رسالتنا الأولى هي المحافظة عليها، وتوعية الشباب بهذا الخطر، وحثهم على الاعتزاز بالعربية واستخدامها يوميًّا؛ لأنها مصدر عزهم،
فيجب استغلال هذه الوسائل والتقنيات فيما يحيي تراثنا وعربيتنا وأصالتنا، والعجيب أن هذه الوسائل تتناقل بعض الأخبار المهمة للعربية؛ كأخبار ضئيلة عابرة تنشر ثم تطوى، كاليوم العالمي للغة العربية، الذي من المفترض أن يجد حفاوة عبر الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الإعلام.

أمر محزن جدًّا أن يبلغ الحال بلغتنا هذا المبلغ، وألا يتحرك لهذا الأمر ساكن، ولا يثور له أحد، ولنسعَ معًا نحو عربية خالصة من العجمة والأخطاء، عربية نفخر بها وتفخر بنا؛ فهي بحر، الغوص في أسرارها مما يمتع النفس، فنسيان لغتنا سينسينا هُويتنا، وسيفقدنا احترامنا

_____________________

[1] طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 13.

[2] البيان والتبيين 1/11.




نقلا عن موقع الألوكة

أروى آل قشلان 20-10-14 01:47 PM

تعليق /
أجد أنه قد استشرى مؤخرا وبصورة ملحوظة؛ حتى على حسابات طالبات العلم:
استبدال حروف المعاني بحروف مباني ..
فحرف الجر (على) أصبح (ع)
وفي ( فـ )
وتحويل اللام (لــِ) إلى ( لي)
والباء (بــِـ) إلى ( بي )

أسأل الله التوفيق لتعلم العربية وتعليمها والمحافظة عليها، فهي أشرف اللغات!

فاطمة أم معاذ 21-10-14 02:28 AM

الله المستعان الحديث ذو شجون
والقلب يتفطر حقا
والأدهى والأمر لما يدب ذلك حتى بين الملتزمين فأصبح السائد في التوصل على المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي بالعاميات إلا مواقع تعد على الأصابع مع الأسف
فإلى الله المشتكى ولا حول ولاقوة إلا بالله
اللهم لطفك بنا وبحالنا جزاك الله كل خير على نقلك الطيب

طالبة علم مصرية 23-10-14 10:49 PM

الله المستعان
الى الله المشتكى
جزاك الله خيرا حبيبتى اوبة
نفع الله بك

فاطمة سالم 11-04-15 08:15 PM


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أَوْبــَــــة (المشاركة 527519)
تعليق /
أجد أنه قد استشرى مؤخرا وبصورة ملحوظة؛ حتى على حسابات طالبات العلم:
استبدال حروف المعاني بحروف مباني ..
فحرف الجر (على) أصبح (ع)
وفي ( فـ )
وتحويل اللام (لــِ) إلى ( لي)
والباء (بــِـ) إلى ( بي )

أسأل الله التوفيق لتعلم العربية وتعليمها والمحافظة عليها، فهي أشرف اللغات!

صدقتِ والله

بارك الله فيك وجزاكِ الله خيرًا
لكم اشتقت لتواجدكِ بالملتقى يا حبيبة


عبير الورود 17-04-15 06:50 PM

بوركت أختي أوبة
موضوع هام حقا
جزاك الله خيرا

ام عبد الملك 20-03-17 08:35 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيك على هذا الموضوع .واعتقد ان من الاسباب ايضا قلة المدرسين الجيدين والمقتدرين على تعليم اللغة العربية فضعفهم وضعف المناهج وعدم تحبيبها في نفوس الطلاب له اكبر الاثر .


الساعة الآن 01:39 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .