ملتقى طالبات العلم

ملتقى طالبات العلم (https://www.t-elm.net/moltaqa/index.php)
-   روضة الأسـرة الصالحة (https://www.t-elm.net/moltaqa/forumdisplay.php?f=345)
-   -   قصــــــــة جميلة .... (https://www.t-elm.net/moltaqa/showthread.php?t=70293)

أم الأئمة السلفية 01-12-15 12:51 PM

قصــــــــة جميلة ....
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....

كان كلامها بكاء حين خرجنا من مكان الحفل، كيف لا وقد ودعت على الباب والديها الحبيبين؟! وكان لصوت بكائها شجن يحرك كوامني!

ركبنا السيارة، وقطعنا الطريق، وكلّي لهفة وتشوّق لسماع لذيذ حديثها، والتمتع بأطيب ليلة وأهنئها ..

غير أنّ أفكاراً كانت تراودني حينها..؟!

يا ترى .. هل وجدتُ ضالتي؟! وهل ستكون هنائي؟ وهل هي المرأة التي أبحث عنها منذ زمن وبمبالغة في البحث والنظر؟! تساؤلات تتابعت، وأشغلت ذهني وأنا أقيم الركعتين..وهي ترمقني بنظرة حيية!

سلمّتُ عن يميني وتوكلت، أقبلتُ عليها فجلستُ إزاءها على أريكة وثيرة، وبدأتُ الحديث: كيفكِ والمكان؟!

أجابت هامسة: مكان جميل ..

تلفت من حولي، سكبتُ لنا عصيراً، ومددتُ لها الكأس، فأخذته..ووضعته على الطاولة، ثم التفتت علي قائلة: فلان .. أود أن أقول شيئاً .. أتأذن؟!

بادرتُ قائلاً بفرح: نعم..ويعجبني ذلك، تفضلي!

قالت: قرأتُ قصة لبعض السلف، وبقيت في نفسي أمنيها بأن أعيد ذلك الموقف الجميل حياً واقعاً في يوم عرسي..كما فعل من قبل!

قلت: نعم، هو ذاك .. فهاتي ما عندك..

فاستوت في جلستها ثم حمدت الله وأثنت عليه بما هو أهله جمالاً وجلالاً، وصلَّت على نبينا محمد، ثم قالت: أي فلان، إني محدثتك عن أمرين، فأما أولهما: ما تحب وما تكره؟ وأما الآخر: فأخبرك ببعض شأني، فنحن في مبتدأ حياتنا، ما ذاك إلا لتستوي الطريقة بيننا على ما نحب، فبأيهما نبتدئ؟

قلت: والله قد أحوجتني إلى خطبة! فرعاك الله..

ثم حمدت الله وأثنيت عليه وصليت على نبيه، وأخبرتها بما أحب وأكره، وسمعتُ منها شأنها.. ثمّ قامت وصلّت، وحينها، غردت عصافير السعادة في قلبي: لقد وجدت ضالتك يا فلان، فالحمد لله حمداً طيباً مباركاً!

أيها القراء الكرام،

هذه القصة حصلت لشخص أعرفه تمام المعرفة، لم أوردها لمجرد التسلية والإمتاع، بل إنه يقول: لقد سرنا زمناً على هذا المنوال في ألفة وتفاهم. فرأيت أن أقف معها وقفات نافعة، لعل لكم فيها فائدة:

1. أولاً
، أنّ الإنسان إذا جدَّ في بحثه، وتمعن فيه، سيجد ضالته بإذن الله، وستكون على ما يحب ويهوى وإن نقصت بعض الأمور – ولا ضير! فلا كمال لأحدٍ سوى رب العالمين -!

2.
ثانياً.. أنّ طريقة البحث يجب أن يُبالغ فيها، فليس القصدُ أن تبالغ في البحث عن الشقراء ذات الأعين الزرقاء والجسد الأهيف، بل بحثٌ عن ركائز سلوكية ومبادئ راسخة، ومن بحث فسيجد إذا استعان بمن يفهم رغبته من أختٍ عاقلة أو قريبة صالحة أو حتى من الرجال الذين يسمعون من نسائهم عن فلانة وصلاحها، وعلانة وأخلاقها، وهذا لا يعني إغفال الجانب الجمالي، بشرط ألا يكون هو الأصل مقابل إغفال الأخلاق والشمائل!

3.
ثالثاً.. أن البحث يجب أن يكون مبنياً على رغبات عند الشخص ذاته وعلى ما يريد من الطرف الآخر في خُلقه وخلقته، وفق صفاته وطبائعه وأفكاره وآماله في الحياة، لا على رغبة امرأة حوله كأم أو أخت رأت الفتاة "ترقص في عرس!" فأرادوا خطبتها بناء على ذلك فقط، وإنّ الأمر لأكبر من هذا!

4.
رابعاً .. إذا وجدتُ جلّ مطلوبك في بعضهن، فلا بأس من التنازل عن الفروع التي تراها لا الأصول التي تعتمد عليها في البحث!

5.
خامساً، إياك إياك من الإقدام دون الاقتناع التام، أو معرفة فكر الطرف وتوجهه ومدى نشاطه وسلوكه وطبيعة حياته..خاصة إن كان هناك قريب يلح عليك!

6.
سادساً، النظرة الشرعية، محكّ للقبول أو الرفض، وليس الأصل فيها جمال المنظر أو الملبس فقط، بل هي تناغم الأرواح، وتآدم القلوب بينكما..فاحرص عليها ولا تستعجل في النظر والانصراف، ولو وجدتَ فرصة لكلام ... فيا سلام : ) ( طبعاً بحضور محرمها ( يفرك مؤمن مؤمنة، إذا كره منها خلقاً، رضي منها خلقاً آخر ..

7.
سابعاً، أنّ الزواج مشروع، أرأيتم كيف نتعب تعباً شديداً حينما نشرع في مشروع تجاري صغير؟ كم نصرف من الأوقات والاستشارات والدراسات؟ وبعدُ قد يفشل أو ينجح! فكيف بمشروع أعتبره أعظم مشروع اجتماعي، وأكبر ارتباط بين شخصين، وأخطر انفصال بين شريكين!

8.
ثامناً، أنك إذا اجتهدت فتزوجت فلم تحصل مطلوبك، فلا تشتك من قضاء الله عليك وقدره، فالمهم أنّك بذلتَ جهدكَ ووقتكَ وفكركَ، والأمر في النهاية هو توفيق من الله وسداد، ولا تدري .. فالحديث النبوي فيه إرشاد لنا: ( لا يفرك مؤمن مؤمنة، إذا كره منها خلقاً، رضي منها خلقاً آخر
( .

سندس الخليل 24-02-18 06:53 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أحسنتي على هذا النقل الجميل
من تحرص على دينها ، عليها ان تحرص على من تصاحب وتشاركه حياتها
ونصف هذا المشوار يُقطع بالدعاء

،

فالشريك هو المربي للذريه ، والمعين للجنه
فكم من رجل ضعيف ايمان افسد قلب زوجته
و زلّق بها حتى اوقعها بالذنوب وافسد قلبها و ربما اخرتها



اللهم الشريك الصالح المعين على طاعتك وتقواك


الساعة الآن 02:23 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024,Jelsoft Enterprises Ltd.
هذه المنتديات لا تتبع أي جماعة ولا حزب ولا تنظيم ولا جمعية ولا تمثل أحدا
هي لكل مسلم محب لدينه وأمته وهي على مذهب أهل السنة والجماعة ولن نقبل اي موضوع يثير الفتنة أو يخالف الشريعة
وكل رأي فيها يعبر عن وجهة نظر صاحبه فقط دون تحمل إدارة المنتدى أي مسؤلية تجاه مشاركات الأعضاء ،
غير أنَّا نسعى جاهدين إلى تصفية المنشور وجعله منضبطا بميزان الشرع المطهر .