عرض مشاركة واحدة
قديم 23-03-08, 02:34 AM   #10
سمية ممتاز
جُهدٌ لا يُنسى
c8 تفريغ الدرس السابع ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد أعدت كتابة التفريغ من البداية لأنني قد دققته ونسقته

الأخوات المشاركات في تفريغ هذا الدرس:
أم كلثوم - زمن الغربة - نور الصباح ..
فجزاهن الله خيرا وبارك في جهودهن
ونسأل الله الإخلاص والقبول . .

وهذا هو الدرس بين أيديكن ..


تفريغ الدرس السابع :
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. امـا بعد :
فمرحبا بكم معاشر الاخوان واسال الله تبارك وتعالى ان يجعل هذا المجلس خالصا لوجهه الكريم و مقربا الى مرضاته وان يعيننا واياكم على ذكره وشكره وحسن عبادته .
ايها الاحبه لا زال الحديث عن اهميه الايمان بأسماء الله الحسنى وذكرنا في ذلك أمرين .
وأما الأمر الثالث ما يدل على اهميتها فإن إحصائها والعلم بها اصل للعلم بكل معلوم فإن المعلومات سوى الله تبارك وتعالى إما أن تكون خلقاً له وإما أن تكون أمراً, ومصدر الخلق والامر جميعاً ناشئ عن اسمائه الحسنى ومرتبط بها فالأمر كله مصدره اسماء الله جل جلاله والخلق كله كذلك .
فإذا أحصى الإنسان أسماء الله كما ينبغي للمخلوق , أحصى جميع العلوم بهذا الإعتبار وذلك كما ذكرت أن إحصاء أسمائه إحصاءٌ لكل معلوم لأن المعلومات هي من مقتضاها ومرتبطة بها, فما نشاهده في هذا الكون مما يتعلق بالخلق فإنه ناتج عن اسمائه تبارك وتعالى وإذا تأملت هذا ظهر لك كل الظهور وإذا نظرت إلى ما أمر به وشرّعه فإنه ناتج أيضا عن أسمائه الحسنى انظر الى اسم الله مثلاً : الخالق أو الرازق أو الكريم وانظر إلى ما تشاهده من هذه المخلوقات وانظر الى أسمائه : العليم والخبير واللطيف وانظر الى أسمائه تبارك وتعالى التي تدل أيضا على علمه كالسميع و البصير فتجد ذلك الأمر الذي ذكرته ظاهر في هذا كله, فكل ما شرّعه تبارك وتعالى يدل على أنه عليم وأنه حكيم يضع الأمور في مواضعها ويوقعها في مواقعها وإذا تأملت في أحوال هذا الخلق الدقيق و الجليل سواء في العالم العلوي كسير الأفلاك والكواكب وما جرى مجرى ذلك أو نظرت إلى خلق الانسان وما فيه من الدقه العجيبه أو نظرت إلى تصريف أمر الكائنات من الدواب بجميع أشكالها وأنواعها وصنوفها رأيت أن ذلك صادر عن أسمائه تبارك وتعالى, من الذي يرزقها ؟ من الذي يقيمها ؟ من الذي يدبر شؤونها ؟ من الذي أوجدها ابتداءا ؟ من الذي يعلم أحوالها وتقلبها ؟ ومن الذي أعطى هذا العطاء ومنح هذه المنح فصار الخلق يتقلبون بألوان الإفضال والنعم التي يغدقها الله عز وجل عليهم صباح مساء , من الذي علمهم العلوم و المعارف؟ حتى صار الانسان يسخر كثير مما في هذا الكون ولا يزال يكتشف أشياء وأشياء فيكون ذلك سبيلا إلى مزيد من الإنتفاع بما وهب الله عز وجل ومنح كل هذا صادرا عن أسمائه الحسنى جل جلاله .
الامـر الرابــع :
الأمر الرابع مما يدل على أهمية معرفتها إن معرفتها وفهمها وسيلة الى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمحبه والمهابه الى غير ذلك مما يمكن أن نعبر عنه بتحقيق العبوديه .
كما سيأتي شرحه وإيضاحه بالكلام على الثمرات بشيء من البسط .
لكن هنا نشير إلى جانب يتعلق بهذا يدل على أهميه معرفة الأسماء الحسنى فالله تبارك وتعالى خلق الخلق من أجل أن يعبدوه (( وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون )) ولا يمكن للخلق أن يعبدوه إلا بعد أن يعرفوه فلا بد من معرفته لتتحقق الغايه المطلوبه من الخلق؛ والحكمة من ايجادهم وهي أن يعبدوا ربهم وفاطرهم جل جلاله فالإشتغال بمعرفته سبحانه وتعالى إشتغال العبد بما خلق له وإذا ترك العبد هذا وضيعه فانه يكون قد أهمل ما خلق له .
والوسائل لها أحكام المقاصد وكثيرٌ من الناس يسألون عن سؤالات تتعلق باصلاح أحوالهم وقلوبهم وأعمالهم وتتعلق بسيرهم الى الله عز وجل والجد والتشمير بطاعته فيقال لهم اعرف ربك معرفة صحيحة بأسمائه وصفاته , أولئك الذين يتعلقون بالمخلوقين تعلق لايصلح إلا أن يكون بالله تبارك وتعالى فيشغلهم ذلك التعلق عن ربهم ويصير ذلك المخلوق يهيمن على تفكيرهم ويجدون من انشغال القلب وألمه ما لا يقدر قدره مثل هؤلاء نقول لهم العلاج بمعرفة الله عز وجل معرفة صحيحه باسمائه وصفاته .
الذين يخافون من المخلوقين خوفاً لا يصلح الا لله عز وجل أياً كان ذلك المخلوق, من الناس من يقول انا اخاف كما يقول بعض الإخوان قبل يومين أنا أخاف من الظلام ما السبيل ؟ أذهب إلى الأطباء النفسيين ؟ أو أحضر في هذه الدورات التي تعالج الجوانب الشخصيه ؟ أو أقرأ الكتب المنتشرة في المكتبات التي يقولون أنها تعالج هذه الجوانب السلبيه في نفس الانسان ؟ يقول مع أني قرأت الكثير من هذه الكتب ولا أجد كتاب في المكتبات إلا قرئته ومع ذلك يقول لم أنتفع بشي .
فالسبيل هو أن يعرف الله جل جلاله.. ولهذا وُجد بعض السلف وهو نائم في مكان خالٍ موحش في ظلام الليل في البريه فقيل : أتنام هنا وحدك ؟! فقال : من عرف الله لم يلتفت إلى ما سواه ملأ الخوف من الله عز جل قلبه فلم يعد فيه محل لهذه المخاوف والأوهام التي يتوهمها كثير من الناس أولئك الذين يتحسسون أبدانهم كأنه مريض كأنه هنا فيه علة فيه مرض فيه ورم وليس به بأس, من الناس من لايكاد يوم يمر إلا وهو يرسل رسالة يطلب الدعاء من أشياء موهومة ليست حقيقية, ليس به علة ولا بأس لكنه يتوهم هذا ويبكي, هؤلاء يحتاجون إلى معرفة الله عز وجل وأن الله إذا أراد أن يمس العبد بضر فلا كاشف له إلا هو وإذا أراده بخير فلا راد لفضله إلى غير ذلك مما يطول وصفه ولعلي أتحدث عنه بشي من البسط كما ذكرت إن شاء الله من الكلام على ثمرات الإيمان بأسماء الله الحسنى فالمقصود أيها الأحبة أن معرفة هذه الاسماء الحسنى والصفات العلى يُحدث خشيةً ورهبةً في قلب العبد, من علم أن الله بكل شيء عليم وأنه لا تخفى عليه خافيه من اعمال العباد وآمن بذلك فإنه يكون أكثر مراقبة لله عزوجل وخوفاً ورجاءً ممن لا يعلم هذا .
أولئك الذين يعانون من ذنوب في الخلوات كيف السبيل إلى التخلص منها ؟ إنما هو بمعرفة الله معرفة صحيحة بأسماءه وصفاته, فمن عرفه اتقاه ولهذا قال الله عزوجل (( إنما يخشى الله من عباده العلماء )) وقد فسر ذلك كبير المفسرين أبو جعفر ابن جرير الطبري رحمة الله بأن هؤلاء العلماء هم العلماء بقدرته على ما يشاء من شيء وأنه يفعل ما يريد ، لأن من علم ذلك وأيقن بعقابه على معصيته فخافه ورهبه , خشية منه أن يعاقبه ولهذا قالوا العلم الخشية يعني الذي يورث العبد خشة المعبود تبارك وتعالى .
كما ذكر العز ابن عبدالسلام رحمه الله قريبا من هذا المعنى وهو ان فهم معاني اسماء لله تبارك وتعالى يكون وسيلة الى معاملته بثمراتها من الخوف والرجاء والمهابة والمحبة والتوكل.
خـامســــــــــــــــــــــا:
الأمر الخامس مما يدل على أهميتها ويُنبأ عن شده الحاجة إليها هو أنه لا شيء أطيب للعبد ولا ألذ ولا أهنأ ولا أنعم لقلبه وعيشه من محبة فاطره وباريه ودوام ذكره والسعي في مرضاته وهذا كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: هو الكمال الذي لا كمال للعبد بدونه وله خُلق الخلق ولأجله نزل الوحي وأُرسلت الرسل وقامت السموات والارض ووجدت الجنه والنار ووضع البيت الحرام و وجب حجه على الناس اقامة لذكره الذي هو من توابع محبته والرضا به وعنه وعلى هذا الامر العظيم أُسّست الملة ونُصبت القبلة فكل من عرف الله أحبه وكلما كان حبه أقوى كانت اللذه أعظم, سيأتي ايضاحه في الثمرات ببسط أكثر من هذا ان شاء لله .
والحب نابع من العلم بالمحبوب ومعرفة جماله الظاهر والباطن فأعرف الخلق بالله اشدهم حباً له ولا سبيل للحصول على هذه المعرفة إلا من باب العلم بأسماء الله وصفاته .
ومن كان في قلبه أدنى حياة أو محبة لربه و إرادة لوجهه فطلبه لهذا العلم بالاسماء والصفات وحرصة على معرفة وزيادة التبصر فيه وسؤاله واستكشافة عنه يكون أكبر مقاصده وأعظم مطالبه وأجلّ غاياته فهو كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: ليست القلوب الصحيحة والنفوس المطمئنه إلى شيء من الأشياء أشوق منها إلى معرفة هذا الأمر ولا فرحها بشيء أعظم من فرحها بالظفر بمعرفة الحق فيه وكل ذلك يُضفي على القلب النور و البصيرة التي تحصنه من الشبهات و الشهوات فأين أصحاب القلوب المُشَوَشَة و القلوب الفارغة والقلوب المشغوله عن الله تبارك وتعالى ؟ إما بحب المال او بحب إمرأةٍ أو بغير ذلك مما تتعلق به القلوب ويصرفها ويشغلها عن المالك المعبود جل جلاله .
الســــــــــــــــــــــــــــادس :
ان معرفة اسماء الله وصفاته هي الاساس الذي يُبني عليه عمل الانسان ومن خلالها تحدد العلاقة التي تربط بين العبد وربه وعلى ضوءها يعبد المسلم ربه ويتقرب إليه ولهذا كان أصل علم السلف وعملهم يقوم على أمرين :
[FONT='Microsoft Sans Serif','sans-serif']1- [/FONT]العلم بالله عز وجل ..
[FONT='Microsoft Sans Serif','sans-serif']2- [/FONT]العمل لله ..
الســـــــــــــــــــــــــــــــابع :
أن هذا الطريق وهو طريق معرفة الله عز وجل معرفة صحيحة باسمائه الحسنى وصفاته العلى هو طريق الكُمَّل من الناس ولذا كان ذلك طريق الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم اكمل الخلق وأعلمهم بالله ثم على نهجهم سار الصديقون والسابقون والمقربون والعلماء وكل من سلك صراط الله المستقيم فإنه على هذه الجادّة وهذا المهيع وهذا الطريق الموصل الى الله جل جلاله, فهذه هي طريقة الكمل من السائرين الى الله كما يقول الحافظ ابن القيم وهي طريقة مشتقة من قلب القران فالله تبارك وتعالى يقول (( والله الاسماء الحسنى فادعوه بها )) والدعاء بها كما سبق يتناول دعاء المساله ودعاء العبادة والثناء, والله تبارك وتعالى يدعو عبادة إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته ويثنوا عليه بها وياخذوا بحظهم من عبوديتها يقول ابن القيم رحمه الله: {اما الخواص فعمدة ايمانهم محبة تنشأ من معرفة الكمال ومطالعة الاسماء والصفات} .
ويقول في موضع اخر {باب الأسماء و الصفات الذي إنما يَدخل منه إليه خواص عباده وأولياءه وهو باب المحبين حقاً الذي لا يدخل منه غيرهم ولا يشبع من معرفته أحدٌ منهم بل كلما بدى له منه علم ازداد شوقاً ومحبةً وظمئاً, وهذا هو سلوك الأكياس الذين هم خلاصة العالم و السالكون على هذا الدرب أفراد من العالم إنه طريق سهل قريب موصل آمن, أكثر السالكين في غفلة عنه ولكن يستدعي رسوخاً في العلم ومعرفة تامةً به} .
وفي الجملة أيها الأحبة فالإيمان بالصفات ومعرفة الاسماء وإثبات حقائق ذلك وتعلق القلب بها وشهوده لها هو مبدأ الطريق ووسطة وغايته وهو روح السالكين وحاديهم إلى الوصول ومحرك عزماتهم إذا فتروا ومنير الطريق ومثير الهمم إذا قصّروا فإن سيرهم إنما هو على الشواهد فمن كان لا شاهد له فلا سير له ولا طلب ولا سلوك له وأعظم الشواهد صفات محبوبهم ونهاية مطلوبهم وذلك هو العلم الذي رُفع لهم في السير فشمروا إليه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله, وبهذا نكون قد انتهينا من القضايا الداله على أهمية معرفة الأسماء الحسنى ..
الامــــــــــــــــــــــــــــــر الســـــابع عشـــــر :
وهو الامر الاخير من هذه القدمات وهو ما يتصل بثمرات الايمان بالاسماء الحسنى .
وهذا من أجل وأهم وأفضل ما يذكر في هذه المقدمه
أيها الأحبه للتعبد بأسماء الله وصفاته آثار كثيرة على القلب , على قلب العبد وعمله فمعرفة الذات والصفات مثمرة لجميع الخيرات العاجلة و الآجله ومعرفة كل صفة من الصفات تثمر حالاً عليه وأقوالاً ثنيه وأفعالاً رضيه ومراتب دنيويه ودرجات أخروية .
فمَثَل معرفة الذات والصفات كشجرة طيبة أصلها وهو معرفة الذات ثابت بالحجة و البرهان وفرعها وهو معرفة الصفات في السماء مجدا وشرفا تؤتي اكلها كل حين من الاحوال والاقوال والاعمال منبت هذه الشجرة القلب الذي إن صلح بالمعرفة والأحوال صلح الجسد كله كما يقول العز ابن عبد السلام رحمه الله .
..............................................
اشرع بعد ذلك بذكر هذه الثمرات
فأولها :
تحـــقيق التــــوحيـد :
وقد ذكرالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في كتابه التوحيد باباً قال فيه (( باب من حقق التوحيد دخل الجنه بغير حساب )) وذلك أيها الأحبة أن من أعطى هذه الأسماء حقها فأنها تقوده إلى التوحيد ولا بد ثم هو أيضا سيأتي بلوازمها و مقتضياتها فالألوهية و الربوبية من مقتضيات تلك الاسماء الحسنى و تحقيق التوحيد هو معرفته و الإطلاع على حقيقته و القيام بها علماً وعملا وحقيقة ذلك هو انجذاب الروح إلى الله محبة وخوفاً وإنابةً وتوكلاً ودعاء وإخلاصاً وإجلالاً وهيبةً وتعظيماً وعبادة,, و بالجملة فلا يكون في قلبه شيء لغير الله ولا إراده لما حرم الله ولا كراهة لما أمر الله به وذلك هو حقيقة لا اله الا الله,,, فإن الإله هو المالوه المعبود ..
ثـــــانيـــــا:
الأمر الثاني في ثمراتها هو زيادة الايمان .
ومن عقيدة اهل السنه أن الإيمان يزيد وينقص يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية يزيد بالعلم والعمل فكلما علم العبد عن الله وآياته شي إزداد إيمانا وكذلك أيضا إذا استجاب العبد لما أمره الله به ازداد ايمانا وينقص الايمان بنقص العلم والعمل .
كما قال الله تبارك وتعالى (( واذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجزاً إلى رجزهم وماتوا وهم كافرون )) ولا شك أن من أعظم ما جاءت به النصوص وبينته كما ذكرنا سابقاً هو أسماء الله وصفاته فمن آمن بها وفهم معناها وعمِل بمقتضاها ازداد ايمانه زيادة عظيمةً و لابد .
وذلك أن معرفة الاسماء والصفات أعظم روافد الإيمان وأجلّ الموصلات لحلاوته, ولذا كان من تحقق بمعانيها ووعاها بقلبه ووجدانه فانه يجد لها من التاثيرات المختلفة على قلبه ما يهذب روحه ويسمو بنفسه حتى يصير كأنه في رياض من الجنه .
ولهذا قال صلى اله عليه وسلم فيما يوجد حلاوة الايمان ((أن يكون الله ورسوله أحب اليه مما سواهما )) وقد ذكر الشيخ عبد الرحمن ابن السعدي رحمه الله من أعظم روافد الإيمان كما يعبر يقول: معرفة أسماء الله الحسنى الواردة في الكتاب والسنه والحرص على فهم معانيها والتعبد لله فيها ثم ذكر حديث ((أن لله تسعة وتسعين اسما )) ثم قال الجنه لا يدخلها الا المؤمنون فعُلم أن ذلك أعظم ينبوع ومادة لحصول الايمان وقوته وثباته, من أحصاها دخل الجنة, الكافر لو عرف عدها وحفظ هذه الاسماء فإنه لا يدخل الجنة, فدل ذلك على أن المؤمن يرتقي بمعرفة هذه الأسماء سواء قيل إن المراد هو حفظها مجرد الحفظ أو قيل فهم المعاني أو قيل العمل أيضا بمقتضاها فهذا كله يدل على أن ذلك من اعظم روافد الايمان ويكون ذلك ايضا سببا لقوته و ثباته ..
فمعرفة الأسماء أيها الأحبة هو أصل الإيمان والإيمان يرجع إليها ومن انفتح له هذا الباب انفتح له باب التوحيد الخالص و الإيمان الكامل الذي لا يحصل إلا للموحدين فالعلم بهذه الأسماء والإشتغال بفهمها والبحث عنها هو اشتغال بأعلى المطالب وحصوله للعبد من أشرف المواهب وكلما ازداد العبد كما سبق معرفة بربه ازداد ايمانه وكلما نقص نقص .
فعلى المسلمين أن يعرفوا أسماء الله وتفسيرها فيعظموا الله حق تعظيمه ، ومن أيقن بهذا الباب ولم يتأثر ايمانه بالشبه الباطلة والإرادات المبتدعة فقد وصل الى درجات البصيرة في الاسماء والصفات ،
والبصيرة : نور يقذفه الله بقلب العبد يرى به حقيقة ما اخبرت به الرسل عليهم الصلاة والسلام كأنه يشاهده رأي عين.
وبذلك ينتفع بما دعى اليه الشرع من الإعتناء بهذا الباب العظيم ومن اعرض عن الايمان بهذا الباب وعطّل أسماء الله عز وجل وصفاته كان من أعظم الصادين عن معرفة الله وعبادته والقاطعين طريق الوصول اليه كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله: الجُهَّال بالله وأسمائه وصفاته المعطلون لحقائقها يُبَغِّضون الله إلى خلقه ويقطعون عليهم طريق محبته والتودد إليه بطاعته من حيث لا يعلمون,, يعني يقولون ربكم لا يوصف بالرحمة, ولا يُحِبْ ولا يُحَبْ ولا يرضى, وإلى غير ذلك من أوصاف الكمال التي يعطلونها, يقولون لا يتكلم, ولا ينزل إلى السماء الدنيا ويقول من يدعوني فاستجيب له من يسألني فاعطيه, فهؤلاء ولا شك انهم قطاع طريق يصدون عن الله عز وجل وعن صراطه المستقيم .



توقيع سمية ممتاز
,,


سمية ممتاز غير متواجد حالياً