[ام عمرو]

س1/ كيف تثمر معرفة أسماء الله وصفاته كل من: محبة الله , التلذذ بالعبادة ؟
ج / ثمرة محبة الله :-
إن العبد إذا عرف أسماء الله وصفاته المعرفة الصحيحة وأنه تبارك وتعالى يتصف بصفات الكمال المطلق , وأنه تعالى جميل لايدانيه شيء في الحسن والجمال وأنه تبارك غني وكريم وقوي ومحسن وبر ولطيف ورؤف ورحيم فهو أرحم بنا من الأم على ولدها إلى غير ذلك من أوصاف الكمالات , فإن القلب لابد أن تأسره هذه الأوصاف فيجذب إلى هذا المحبوب المعبود الموصوف بهذه الصفات الكاملة فيحيه محبة لاتدانيها محبة .
فإذا نظر العبد إلى إحسان الله وإنعامه وإلى الكمالات والجمال وما إلى ذلك لم يتخلف قلبه عن محبة الله والقلوب مفطورة على محبة المحسن الكامل , ولا يتخلف كما قال ابن القيم " رحمه الله" : ( إلا أردئ القلوب وأرذلها وأخبثها ) ويكون ذلك للقلوب البطالة .
والإنسان إذا شهد هذه الصفات وعرفها أوجب له ذلك أنواع العبوديات وأقبل على الله عزوجل إقبالا صحيحاً وصار نشط للعبادة محبة منه للمعبود , فلا يستكثر شيء يبذله في سبيل الله عزوجل , وسخر سمعه وبصره وماله وجوارحه ووقته في البذل والسعي في مرضات الله جل جلاله , فمن عرف الله أحبه ومن أحب الله أحبه الله.
ثمرة التلذذ بالعبادة :
إن التلذذ بالعبادة من أعظم المنح الربانية فكثير من الناس يسمع عنها ولايعرف حقيقتها ولا يجد طعمها إنما حظه منها السماع فحسب , إلا من عرف الله حق المعرفة بأسمائه وصفاته , فقد نرى في الحج مثلا من يصف مشاعره يقول : إنه يعيش في لذة وسعادة وانشراح وفرحة غامرة لم يجد ها طيلة حياته .
فإن مافي القلب من معرفة الله ومحبته وخشيته وإخلاص الدين له وخوفه ورجائه والتصديق بأخباره يزيد العبد تفكراً للقران وفهماً بأسماء الله وصفاته , فيطمئن إليه ويأنس به ويتلذذ بذكره ويستريح به .
فإذا حصلت هذه اللذة , لذة العبادة خفت على العبد التكاليف وتزول المشقات وهو يزاول العبادات الشاقة فتكون بردأً وسلاماً على قلبه لأنه يشتغل بشيء فيه رضا المحبوب فيقبل على ذلك بانشراح وفرح ينسيه ذلك التعب كله .فالنظر في أسماء الله وصفاته والتعبد بها من أعظم ما يحصل به اللذة , فإن العبد إذا أعطى القليل من الصدقة مثلاً : تذكر أن الله شكور يجزي الجزاء الكبير على العمل القليل , وإن الله لا يضيع عمله , فيكون ذلك سبب لمزيد من الإقبال والتلذذ بهذه الصدقة أو أي عمل صالح يعمله فيجد حلاوة في قلبه لا يمكن أن توصف وهكذا . والله الموفــق