عندما نقرأ قول المصطفى صلى الله عليه وسلم:ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله,وإذا فسدت فسد الجسد كله,ألا وهي القلب)
وقول أبي هريرة رضي الله عنه:
(القلب ملك,زالأعضاء جنوده,فإذا طاب الملك طابت جنوده,وإذا خبث الملك خبثت جنوده)
وقول ابن تيمية رحمه الله:
(إن أصل الدين هو الأمور الباطنة من العلوم والأعمال, وأن الأعمال الظاهرة لا تنفع بدونها)
وعندما نقرأ قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى مايكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه ا لكتاب...ألخ) :
إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ حَتَّى مَا يَكُوْنُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلاَّ ذِرَاعٌ أي حتى يقرب أجله تماماً. وليس المعنى حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع في مرتبة العمل،لأن عمله الذي عمله ليس عملاً صالحاً،كما جاء في الحديث: إِنَّ أَحَدَكم لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجَنَّةِ فيما يبدو للناس وهو من أهل النار لأنه أشكل على بعض الناس:كيف يعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع ثم يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها.
فنقول: عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، ولم يتقدم ولم يسبق، ولكن حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع أي بدنو أجله ، أي أنه قريب من الموت. فَيَسْبِقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فيدع العمل الأول الذي كان يعمله، وذلك لوجود دسيسة في قلبه ( والعياذ بالله) هوت به إلى هاوية.أقول هذا لئلاّ يظن بالله ظن السوء: فوالله ما من أحد يقبل على الله بصدق وإخلاص، ويعمل بعمل أهل الجنة إلا لم يخذله الله أبداً.
فالله عزّ وجل أكرم من عبده، لكن لابد من بلاء في القلب.
عندما نقرأ كل ماسبق وغيره,نعلم أننا في شقنا لطريق الطلب أحوج ما نكون إلى التفاتة تفقدية وتهذيبية وتقويمية لتلك المضغة التي بين أضلعنا.
ولذا غالياتي في هذا الملتقى,سيكون هذا القسم بإذن الله لكن زاد,ولقلوبكن مداد