بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم لك الحمد, أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، و لك الحمد أنت قيوم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت الحق, ووعدك حق, وقولك حق, ولقاؤك حق, والجنة حق, والنار حق, والساعة حق, والنبيون حق, ومحمد صلى الله عليه وسلم حق .
اللهم لك أسلمنا وعليك توكلنا وبك آمنا وإليك أنبنا وبك حاكمنا .
ربنا لك الحمد ملء السموات والأرض, وملء مابينهما, وملء ما شئت من شيء بعد, أهل الثناء والمجد, أحق ما قال العبد, وكلنا لك عبد .
اللهم لامانع لما أعطيت, ولا معطي لما منعت, ولاينفع ذا الجد منك الجد .
اللهم أنت أحق من ذكر، وأحق من عبد ، وأنصر من ابتغى ، وأرأف من ملك ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى ، أنت الملك لاشريك لك ، والفرد لاند لك ، كل شيء هالك إلا وجهك .
لم تطاع إلا بإذنك , ولم تعصى إلا بعلمك, تطاع فتشكر, وتعصى فتغفر, أقرب شهيد وأدنى حفيظ, حلت دون النفوس, وأخذت بالنواصي , وكتبت الآثار, ونسخت الآجال , القلوب لك مفضية, والسر عندك علانية, الحلال ما أحللت, والحرام ماحرمت, والدين ما شرعت, والأمر ما قضيت, والخلق خلقك وأنت الرؤوف الرحيم.
أما بعد, أيها الأحبة الله تعالى أمرنا أن نسأله علما نافعا كما جاء في حديث جابر رضي الله تعالى عنه مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم (( سلو الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لاينفع )).فهذا كلام من لا ينطق عن الهوى.
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم ذلك أمته عمليا فكان من دعائه: (( اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع ومن قلب لايخشع ومن نفس لاتشبع ومن دعوة لايستجاب لها.))
العلم المتعلق بالمعبود - جل جلاله - أشرف العلوم وأنفع العلوم؛ لأنه يتعلق بالرب المالك المعبود لاإله إلا هو, وقد قيل إن شرف العلم بشرف المعلوم, ولاريب أن الله -تبارك وتعالى- هو أشرف المعلومات.
فالعلم النافع مايدل على أمرين:
الاول: معرفة الله تبارك وتعالى وما يستحقه من الأسماء الحسنى والصفات العلى والأفعال الكاملة.
الثاني: يعرفنا مايحبه المعبود -جل جلاله- ما يرضاه منا, وما يكرهه, ويسخطه من الاعتقادات والأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
أيها الأحبة أرجو أن يتيسر الحديث عن تسع قضايا:
الأولى: في الكلام عن الاسم و الصفة و الفرق بينهما.
الثانية: في ذكر ضابط يضبط ما يضاف إلى الله تبارك و تعالى من الأسماء.
الثالثة: في الكلام على الأركان, أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى.
الرابعة: في الكلام عن إحصائها (إن لله تسعة و تسعين اسما, مائة إلا واحد, من أحصاها دخل الجنة), ما المراد بالإحصاء؟
الخامسة: في الكلام عن الروايات التي ورد فيها سرد الأسماء في هذا الحديث المخرج في الصحيحين, جاء في بعض رواياته في غير الصحيحين سرد للأسماء سأتكلم على ثبوت هذا الحديث و ما يتعلق بالكلام على رواياته و ضعفه.
السادسة: في ذكر مظان الأسماء الحسنى, أين نبحث عنها؟ أين نجدها؟
السابعة: في الأصول التي ترجع إليها, ماهي الأسماء التي ترجع إليها جميع الأسماء الحسنى؟
الثامنة: في تفاضل أسماء الله تبارك و تعالى.
التاسعة: في الكلام عن الاسم الأعظم.
|