عرض مشاركة واحدة
قديم 08-04-08, 05:45 PM   #38
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

القضية الثالثة : أركان الإيمان بأسماء الله الحسنى

ويمكن أن أذكر تحته ثلاثة أركان :
الركن الأول : أنه يجب على المؤمن أن يؤمن بالإسم حقيقة بحيث لا ينفي الاسم ولا ينكره أو يجحده
فالإيمان بالإسم يدخل تحته:
1.أن نثبت الاسم حقيقة لله تبارك وتعالى
2.ان ننزه الله عن مماثلة المخلوقين فالمخلوق
فالتشابه أو التماثل لفظاً لا يوجب التماثل حقيقة ومعنى
3. أن تؤمن بأن أسماء الله تبارك و تعالى بالغة في الحسن، فألفاظها في غاية الحسن, لا تجد لفظاً تنقبض منه الأسماع, وهي أيضا متضمنة للصفات الكاملة ( الحسنى)
فهي كما يقول القرطبي صاحب التفسير" : حسنة في الأسماع والقلوب"
ويمكن أن نضيف الى هذا زيادة إيضاح:فيقال بأن الله تعالى وصف أسمائه بأنها حسنى في القرآن في أربعة مواضع , في أربع آيات ::
*** الموضع الأول: في الأعراف (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يُلحدون في أسماءه))
***الموضع الثاني: في الإسراء (( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياً ما تدعو فله الأسماء الحسنى ))
***الموضع الثالث: في طه (( الله لا اله إلا هو له الأسماء الحسنى ))
***الموضع الرابع: في الحشر (( هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى)).

الركن الثاني : أن تؤمن بما دلّ عليه الاسم من معنى،
وهذا يتضمن أمرين:

الأول : الإيمان بأن للأسماء معاني
الثاني: فهم معاني هذه الأسماء والتفكر فيها لا يعني التفكر بذات الله عز وجل.


الركن الثالث :الإيمان بما يكون لها من آثار
ما يتعلق بالآثار التي تتعلق بالأسماء الحسنى.
وهذا الركن له تعلق بما قبله , فالإنسان اذا آمن بالإسم لا بد أن يؤمن بما تضمنه هذا الاسم من صفة , ولا يمكن أن يؤمن بالأثر المترتب على ذلك إلا إذا آمن بالصفة؛ وآمن قبل ذلك بالاسم, فلا بد من فهم معاني الأسماء, أن نعرف معانيها وما دلت عليه, فأسماء الله تعالى لها آثار في هذا الخلق الذي نشاهده , ولها آثار أيضاً فيما يتصل بأمر الله عز وجل وحكمه الشرعي وما شرّعه لعباده فمن نظر في هذا وهذا رأى آثار الأسماء الحسنى ظاهرة جلية لا خفاء فيها..
ولهذا فإن الحافظ ابن القيم رحمه الله اعتبر
العلم بالأسماء الحسنى أنه أصل للعلم بكل معلوم
ووجه ذلك أن كل المعلومات لا تخرج عن أمرين:
إما أن تكون هذه الأشياء التي نعلمها هي من قبيل خلق الله عز وجل فيدخل في ذلك جميع أنواع العلوم التجريبية , العلوم المادية.
وإما أن يكون ذلك من قبيل العلم بأمره جل جلاله فيدخل في هذا العلم بالله عز وجل وأسمائه وصفاته وأحكامه, كل ذلك داخل فيه.
فهذه العلوم إما علم لما كوَّنَه الله عز وجل وخَلَقًه
أو علم بما شرَّعه , فمصدر الخلق إنما هو عن أسماءه تعالى
وهكذا أيضاً مصدر الحُكم والشرع


هل يخرج أحد من ربوبية الله؟
الجواب: لا, فهو رب للجميع, للمؤمن وللكافر, وهو رب للجماد والحيوان والنبات , لا يخرج أحد عن ربوبيته تعالى, واجتمع الخلق بهذا الإعتبار تحت صفة الربوبية
وأما صفة الإلهية فقد افترقوا فيها إلى مؤمنين وكفار فلها الفرق , الربوبية لها الجمع
والإلهية لها الفرق.. فصار الناس إلى طائفتين, سعداء وأشقياء , انقسموا إلى مؤمنين وكفار
فالدين والشرع والأمر والنهي مظهره وقيامه من صفة الإلهية
والخلق والإيجاد والتدبير صفة من صفات الربوبية
والجزاء بالثواب والعقاب والجنة والنار من صفة الملك
فالله تعالى أمرهم بإلهيته وأعانهم ووفقهم وهداهم وأضلهم بربوبيته
وعاقبهم بملكه وعدله

الركن الرابع : هو أن يدعو ربه بها
والدعاء هنا يشمل النوعين : دعاء العبادة - ودعاء المسألة
دعاء العبادة يقتضي أن يتعبد العبد لربه بمقتضى هذه الأسماء فتؤثر معرفة هذه الأسماء في عبوديتنا الظاهرة والباطنة.
والنوع الثاني مما يتصل بالتعبد بها أيضاً وهو السؤال .
فيسأل العبد ربه والله يحب الداعين والسائلين (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)) فيسأل ربه تعالى بهذه الأسماء الحسنى في كل مقام بما يناسبه ويليق به, فالله تبارك وتعالى يحب من عبده أن يفعل ذلك .



توقيع أم جهاد وأحمد
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً