عرض مشاركة واحدة
قديم 17-01-07, 03:21 PM   #2
مُحبة العلم
~مشارِكة~
افتراضي

قال الشيخ سليمان اللهيميد حفظه الله في شرحه المقدمة:
"في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن , كثرت فيه الفرق , كثرت فيه الاختلافات , تصدر للفتوى من ليس أهلاً للفتوى , تصدر من ليس أهلاً للصدارة أصبحت الشبهات تبث بالقنوات وعبر الشبكات وتبث على الناس , فمن لم يتسلح بسلاح العلم فإنه قد لا يستطيع أن يثبت مع كثرة الفتن وقوتها كما قال صلى الله عليه وسلم : ( بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم ) وقال : ( ستكون فتن ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( يرقق بعضها بعضاً ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر)
يشبهها بالمطر نظراً لكثرتها وانتشارها."


قلت في نفسي سبحان الله، أرى في كل حين أخوات يُخدعن بما يُبث هنا و هناك من السموم سواء عبر الفضائيات أو عبر الشبكة، و لقلة العلم فإن الناس تعتقد أن كل من تكلم فإنه لا بد أنه يتكلم بما يُرضي الله. و لا يعلمون للأسف أنه ليس لأن فلان ظهر بالتلفاز أو لأنه أصدر الكتاب الفلاني أو لأن له شرايط كاسيت تباع بالأسواق فإن ذلك يعني أنه على صواب!!!
و كم رأيت ممن انخدعوا بكثرة أتباع فلان أو علان.
و تذكرت موقف لإحدى أخواتي، فقد كانت تتابع برنامج تلفزيوني عن موضوع "الماكروبيوتك"، (نوع من التداوي له أصل عقدي فاسد). المهم ظهرت المذيعة و قالت ما معناه "أنه لا بد للإنسان أن يكون نباتي في طعامه، فيمتنع عن أكل اللحوم و الأسماك و جميع منتجات الألبان"
طبعاً الأخت المسكينة أخذت الكلام كأنه مسلَّم به و بدأت في تطبيقه في نفسها و أفراد أسرتها، فليس من المعقول أن تقول المذيعة كلام خاطئ(و للأسف هذه هي الحجة البريئة التي يقع فيها كل من يتخيل أن كل من قام بعمل برنامج أو بالقاء كلمة فلا بد أن يكون الكلام صواب و إلا فكيف يظهر بالتلفاز هكذا؟!)
ثم اكتشفت فيما بعد خطأ هذا الكلام، و رأت برنامج آخر لأحد الأطباء الفضلاء، و وضح كيف أن هذا الكلام يُخالف العقيدة الإسلامية، و أن الرسول صلى الله عليه و سلم كان يأكل اللحوم و يشرب اللبن، بل هو شراب أهل الجنة....إلخ.
المهم كل هذا لم يضايقني بتلك الدرجة لأن الأخت نوعاً ما معذورة بجهلها، لكن الذي ضايقني جداً هو أنه بعد أن عرفت الحقيقة، و حاولت أن أنصحها بعدم متابعة كل ما هب و دب، قالت بسذاجة "لا لا ليس لهذه الدرجة، فنحن على وعي و نستطيع أن نفرِّق بين الصواب و الخطأ!!!!"
قلت لا حول و لا قوة إلا بالله، نعم فالحلال بين و الحرام بين و لكن بينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس.

طبعاً هذا أنموذج واحد فقط و إلا فالنماذج التي رأيتها كثيرة.

لهذا يزداد إيماني يوماً بعد يوم بضرورة التسلح بالعلم.

اللهم ارزقنا علماً نافعاً و عملاً صالحاً مُتقبلاً.

التعديل الأخير تم بواسطة مُحبة العلم ; 17-01-07 الساعة 03:23 PM
مُحبة العلم غير متواجد حالياً