الفائدة السادسة :
وفيها الإيمان بالقضاء والقدر :
ذكر القرطبي :
قال ابن عباس: لما خلق الله عز وجل القلم قال له: اكتب ما هو كائن؛ وكان فيما كتب { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ }. وقال منصور: سُئِلَ الحسن عن قوله تعالى: { تَبَّتْ يَدَآ أَبِي لَهَبٍ } هل كان في أم الكتاب؟ وهل كان أبو لهب يستطيع ألا يَصْلَى النار؟ فقال: والله ما كان يستطيع ألاّ يصلاها، وإنها لفي كتاب الله من قبل أن يُخْلَق أبو لهب وأبواه. ويؤيده قول موسى لآدم:
أنت الذي خلقَكَ اللَّهُ بيده، ونفخ فيك من رُوحه، وأسكنك جَنَّته، وأسْجَدَ لك ملائكته، خَيَّبْتَ الناس، وأَخْرجتهم من الجنة. قال آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك بكلامه، وأعطاك التوراة، تَلُومني على أمر كتبه الله عليّ قبل أن يخلق الله السموات والأرض. قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: " فحجَّ آدمُ مُوسَى " ، وقد تقدّم هذا. وفي حديث هَمَّام عن أبي هريرة أن آدم قال لموسى: " بِكَمْ وجدتَ الله كَتَبَ التوراةَ قبلَ أَنْ يَخْلُقَنِي " ؟ قال: " بألفي عام " قال: " فهل وجدت فيها: وعَصَى آدمُ رَبَّهُ فَغَوَى " قال: " نعم " قال: " أفتلومني على أمر وكتب الله عليّ أن أفعله من قبل أن أخلق بألفي عام ". فحَجَّ آدمُ موسى. وفي حديث طاوُوس وابن هُرْمز والأعرج عن أبي هريرة: " بأربعين عاما "
والحمد لله رب العالمين
|