هل يثاب المؤمن على عمل الخير ولو لم ينوه ؟؟
_ عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سرق منه له صدقة، ولا يرزؤه (أي ينقصه) أحد إلا كان له صدقة"...
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لهذا الحديث :
فيه دليل على كثرة طرق الخير، وأن ما انتفع به الناس من الخير، فإن لصاحبه أجرا وله فيه الخير، سواء نوى أو لم ينو، وهذا كقوله تعالى:" لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (114)" النساء..
فذكر سبحانه وتعالى أن هذه الأشياء فيها خير سواء نويت أو ما نويت. من أمر بصدقة أو أصلح بين الناس فهو خير ومعروف. نوى أم لم ينو ، فإن نوى بذالك ابتغاء وجه الله، فإن الله يقول: "فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا " .
وفي هذا دليل على أن المصالح والمنافع إذا انتفع الناس بها، كانت خيرا لصاحبها وإن لم ينو. فإن نوى زاد خيرا على خير، وآتاه الله تعالى من فضله أجرا عظيما ..
من كتاب فوائد على رياض الصالحين ..
|