عرض مشاركة واحدة
قديم 28-05-08, 08:41 PM   #25
شذى الريحان
معلمة بمعهد خديجة
n2 تابع درس الاستعاذة والبسملة ويليه مباديء علم التجويد


بسم الله الرحمن الرحيم


نتابع تلخيص أوجة البسملة والاستعاذة بين السور نفع الله بأستاذتي بارقة نور وتقبل عملها خالصا لوجهه الكريم


أوجه الوصل بين الأنفال وبراءة:
- لا خلاف في حذف البسملة بين الأنفال وبراءة لمن بسمل بين السورتين ، وكذا في الابتداء ببراءة على مذهب الجمهور .
- والعلة في حذفها مختلف فيه بين أهل العلم إلى ثلاثة أقوال :

الأول : نزولها بالسيف ويستدلون بحديث عبد الله بن عباس أنه سأل علياً رضي الله تعالى عنه لِمَ لم تكتب في براءة بسم الله الرحمن الرحيم فقال : لأن بسم الله أمان وبراءة ليس فيها أمان ، نزلت بالسيف. ومعناه أنها نزلت بنقض العهود التي كانت بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين المشركين وذلك لأن العرب كانت تكتبها أول مراسلاتهم في الصلح فإذا نبذوا العهد لم يكتبوها.

الثاني : أنها تابعة للأنفال فنُسِخ بينهما شيء فلم يكتبواها في أولها.

الثالث : أنه توقيفي إذ لم يأمرهم التبي صلى الله عليه وسلم بكتابتها في أولها.


- حكم الابتداء بالبسملة من أجزاء السور :

المراد بأجزاء السور ماكان بعد أوائلها ولو بآية أو كلمة ، فيدخل في ذلك أوائل الأجزاء والأحزاب والأنصاف والأرباع والأثمان وغير ذلك مما اصطلح عليه العلماء.

والابتداء من أجزاء السور بالبسملة مُخَيَّرٌ عند أهل الأداء وقد اختلفوا في المقدّم ،ومن العلماء من فصّل في المسألة فأثبتها لمن أثبتها من القراء بين السورتين كحفص وقالون ويتركها لمن تركها بين السورتين كحمزة إذ البسملة عندهم في أجزاء السور تبع لأولها. وأثبت الوجهين لمن له الوجهان في إثبات البسملة بين السورتين كورش كما سيأتي.

أما أجزاء سورة براءة فمن العلماء من ألحقها بسائر أجزاء السور فعلى هذا:
• فمن أثبتها في سائر أجزاء السور أثبتها في أجزاء براءة
• ومن لم يثبتها في سائر الأجزاء لم يثبتها في أجزاء براءة
• ومن مذهبه التفصيل أثبتها للقرّاء الذين أثبتوها بين السورتين وحذفها لمن حذفوها من القراء بين السورتين.
• ومن العلماء من أطلق التخيير بين حذفها واثباتها سواء في أجزاء براءة وفي غيرها كالشاطبي وصاحب التيسير ومن حذى حذوهما ، فهؤلاء إن اعتبروا بقاء أثر العلّة التي من أجلها حذفت البسملة في أوّلها وهي نزولها بالسيف لم يبسملوا وإن لم يعتبروا بذلك بسملوا. قال صاحب النشر ( والصواب أن يقال : أنّ من ذهب إلى ترك البسملة في أوساط غير براءة لا إشكال في تركها عنده في وسط براءة وكذا لا إشكال في تركها فيها عند من ذهب إلى التفصيل ، إذ البسملة عندهم في وسط السورة تبع لأوّلها. ولا تجوز البسملة أوّلها فكذلك وسطها. وأمّا من ذهب إلى البسملة في الأجزاء مطلقاً فإن اعتبر بقاء أثر العلّة التي من أجلها حذفت البسملة من أوّلها وهي نزولها بالسيف كالشاطبي ومن سلك مسلكه لم يبسمل وإن لم يعتبر بقاء أثرها أو لم يرها علّة بسمل بلا نظر والله تعالى أعلم اهـ (1/266
• )والفاصل في هذه المسئلة يرجع إلى صحة حديث عبد الله بن عباس المذكور آنفاً في علّة حذف البسملة في أوّل براءة ، فإن صحّ الحديث فتمتنع البسملة في أجزاء براءة وإذا لم يصّح فيتخيرّ القارئ بين الإثبات وعدمه والعلم عند الله.
والعلة من الابتداء بأجزاء السور بالبسملة هو التبرّك بأسماء الله الحسنى إذ كان النبيّ صلى الله عليه وسلم يبتدئ جميع أموره بالبسملة كما صح عنه ولا ريب أنّ في قراءة القرءان يكون من باب أولى. قال العلامة السمنودي المعاصر في منظومته المسماة (بهجة اللحاظ لما في حفص من روضة الحفاظ :

ففي البدءِ بالأجزاء لست مخيّراً.......لبسملةٍ بل للتبرّك مُسْتَقْري
• ومعنى البيت أن البدءَ بالأجزاء ليس فيه خيار بل البسملة متعيّنة ..فالشاهد من هذا البيت هو قوله ( بل للتبرّك مستقري) أي أن العلة في تعيّن البسملة في الأجزاء هو التبرك بأسماء الله الحسنى والله أعلم.

وفي جميع ما ذكرناه في الابتداء بالبسملة يقول الشاطبي رحمه الله :
ولاَ بُدَّ منها في ابتدائك سورةً......سِواهَا وفي الأجزاء خَيَّرَ من تلاَ
وقوله (سواها) أي سِوى براءة.





- البسملة بين السورتين :
المراد بالبسملة بين السورتين أي حكمها عند وصل السورتين من غير وقف ولا قطع على آخر الأولى ، وهو محل الخلاف بين القراء ، فمنهم من أثبتها كقالون وحفص ومنهم من لم يثبتها مطلقاً كحمزة ومنهم من أثبت الوجهين كورش.
أثبت قالون البسملة بين السورتين كحفص قال الشاطبي (بسمل بين السورتين بِسُنّةٍ ) فالباء من كلمة (بسنة) رمز لقالون ،


ومعلوم أنّ للمبسمل بين السورتين ثلاثة أوجه :
1 - وصل الجميع أي وصل آخر السورة بالبسملة ووصل البسملة بأوّل الثانية.
2 - قطع الجميع أي قطع آخر السورة بالبسلمة وقطع البسملة بأول الثانية والقطع هنا مراده الوقف.
3 - قطع آخر السورة بالبسملة ووصل البسملة بأول الثانية.

أما وصل آخر السورة بالبسملة والوقف عليها - أي على البسملة - فلا يجوز لكونها جُعِلت لأوائل السور لا لأواخرها قال الشاطبي رحمه الله :

ومهما تصِلْهاَ مَعْ أواخِرِ سُورةٍ......فَلاَ تَقِفَنَّ الدَّهْرَ فيها فَتَثْقُلاَ
وزاد ورش وجهين آخرين وهما :

** الوصل والسكت من غير بسملة ، والمراد بالسكت هنا هو عبارة عن قطع الصوت على آخر كلمة في السورة زمنا دون زمن الوقف عادة من غير تنفّس ولا بسملة وزمنه يتناسب مع سرعة القراءة من تحقيق وحدر وتدوير والمشافهة تضبط ذلك.
** والوصل يُراد به هنا هو وصـل آخر السـورة بأوّل الثـانية من غير فصل بينهمــا بالبسملة ، فحينئذ يكون لورش بين كلّ سورتين خمسة أوجه على النّحو التالي :

- البسملة بأوجهها الثلاثة وهي :
- قطع الجميع
- وصل الجميع
- الوقف على آخر السورة ووصل البسملة بأوّل الثّانية
ثمّ :
- الوصل من غير بسملة
- السكت من غير بسملة


وهذا ما يؤيده قول الشيخ عبد الفتّاح القاضي(1) في نظمه الجامع :

زِدْ سَكْتَةً وصِلَةً بين السُّوَرْ.......لِوَرْشِهِم وكُلُّ ذَا عنه اشْتَهَرْ
استراحة وزيادة معلومات من شيختي الحبيبة رعاها الله :
كم مرة وردت البسملة في القرآن الكريم ؟؟ 144 مرة
كم مرو وردت لفظ التوحيد في القرآن ؟؟مرتين فقط ( الصافات 35 – محمد 17)


العلّة من الوصل والسكت والبسملة بين السورتين :

العلة من الوصل هو إشعارٌ بعدم قرءانية البسملة وتفريقٌ بين ما هو قرءان وما ليس بقرءان. وأما العلة من السكت هو بيان نهاية السورة الأولى والشروع في الثانية مع الدلالة على عدم قرءانيتها. أما من أثبت البسملة بين السورتين فلثبوتها في المصحف وباعتبارها آية من كل سورة على مذهب أحد الأقوال.

الوجه المقدّم في الأداء :
الوجه الذي يقدّم في الأداء هو وجه البسملة بين السورتين
قال الشاطبي :

.........................................وصِلْ واسْكُتاً (كـُ)لٌ (جَـ)لاياهُ (حَـ)صَّلاَ
ولا نصَّ كَلاَّ حُبَّ وَجْهٌ ذَكَرْتُــــــــهُ................................

أي صلْ واسكُتْ لابن عامر المرموز له بالكاف وورش المرموز له بالجيم وأبي عمرو المرموزله بالحاء. وقوله (ولا نص) أي لم يرد عنهم نص في ذلك.

وعلى هذا فيُقدَّمُ وجه البسملة بين السور لورش والعلم عند الله.

هناك أربع سور تسمى بالأربع الزهر ، يجب الفصل بالبسملة بينها وبين ما بعدها لمن مذهبه الوصل والسكت وهي:
1- في حال وصل سورة المدثر بالقيامة
2- الانفطار بالمطففين
3- في حال وصل سورة الفجر والبلد
4- في حال وصل سورة العصر والهمزة


** أوجه الوصل بين الم * الله (من آل عمران)

لدينا هنا في (الم ْ) ميم ساكنة التقت باللام الساكنة من لفظ (الله) وفي حال الوصل بينهما لا بد من تحريك الميم بالفتح منعا للاتقاء الساكنين وعلى هذا يكون الحكم على النحو التالي:

1- الوقف مع المد 6 حركات للميم ( مد لازم حرفي مخفف)
2- الوصل مع عدم المد إعتدادا بالحركة العارضة فعندما حركنا الميم زال سبب المد اللازم وهو السكون
3- الوصل مع المد 6 حركات اعتدادا بالحركة الأصلية

• وهذا الحكم خاص بجميع القرآء

** عند ورش حكم مشابه لهذا الحكم في سورة العنكبوت في قوله تعالى : ((المْ * أحسب الناس ))
طبق ورش هنا حكم نقل حركة الهمزة للساكن قبلها فحركت الميم بالفتح ، فيطبق عليها الحكم السابق ذكرة في سورة آل عمران .


** وعلى هذا يتعين لورش في حال البدأ بسورة آل عمران( 12) وجه وهي حاصل ضرب 4 X 3 = 12 ( 4 الاوجة الجائزة في حال الابتداء بالسورة وهي:

**يتعين لورش في حال الوصل بين سورتي البقرة وآل عمران (15) وجه وهي حاصل ضرب5 أوجة لورش في حال وصل البسملة بالاستعاذة 3x أوجه البدأ بآل عمران = 15 وجه)

مبادئ علم التجويد
إن مبادئ كل فن عشرة ..الحد والموضوع ثم الثمرة
وفضله ونسبة والواضع .. والاسم لاستمداد حكم الشارع


تعريف التجويد:

• لغـــــــــــةً : التحسين
• اصطلاحاً : تلاوة القرءان وفق ما أنزله الله على قلب رسوله صلى الله عليه و سلم ويتحقق ذلك بإخراج كل حرف من مخرجه وإعطائه حقه ومستحقه .
• حكمه شرعاً : العمل به فرض عين على كل من يقرأ القرءان والعلم به فرض كفاية.
قال ابن الجزرى:
وَالأَخْذُ بِالتَجْوِيدِ حَتْمٌ لازِمُ مَنْ لَمْ يُجَوِّدِ الْقُرْءَانَ آثِمُ
لأنَّــهُ بـــــِهِ الإِلَــهُ أَنْـــزَلا وَهَكَـذا مِنْـهُ إِلَيْنَا وَصـَـلا


• ثمرته : صون اللسان عن اللحن ( الميل عن الصواب ).

• فضله : هو من أشرف العلوم وأفضلها لتعلقه بكلام الله.
• واضعه : - وضعه عملياً : الحبيب صلى الله عليه و سلم لأنه تلقاه من جبريل عليه السلام مجوداً وكذلك تلقاه الصحابة – ثم التابعون – ثم تابعو التابعين حتى وصل إلينا بالتواتر غضاً طرياً.
- ووضعه علمياً : وقعَّد قواعده وقضاياه العلمية قيل أبو الأسود الدؤلى – وقيل حفص بن عمر الدورى – وقيل أئمة القراء.
• أسباب وضعه : دخول كثير من الأعاجم فى الإسلام بسبب الفتوحات الإسلامية وخشية أن يصيبه التحريف.
• نسبته من العلوم : هو من أشرف العلوم الشرعية لأنه يتعلق بكلمات القرءان.
• قواعــــــــــــــده : يتوقف التجويد على أربعة أمور :
1. معرفة مخارج الحروف .
2. معرفة صفاتها .
3. معرفة ما يطرأ من أحكام عند تجاور الحروف.
4. معرفة أحكام الوقف والابتداء .

وقال ابن الجزرى فى النشر :
" ولاشك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معانى القرءان وإقامة حدوده متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حدوده على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التى لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها . ( النشر للإمام ابن الجزرى جـ1 ص211 ) .


نفعنا الله وإياكم بهذا التلخيص وجعله خالصا لوجهه الكريم

التعديل الأخير تم بواسطة بارقة نور ; 28-05-08 الساعة 11:59 PM
شذى الريحان غير متواجد حالياً