عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-07, 11:50 AM   #2
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

قال المصنف رحمه الله (وهو ثلاث مراتب .. )وهو :أي الإسلام ,مراتب جمع مرتبة

فالإسلام ثلاث مراتب والدليل على أنه ثلاث مراتب سبق معنا وسيأتي إن شاء الله بعض فوائده فاستعدوا لكتابة الفوائد , حديث جبريل الطويل الذي فيه أن جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم , فسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسلام والإيمان والإحسان في أخر الحديث ماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ؟ قال : "هذا جبريل جاء يعلمكم دينكم "

فتبين أن هذه الأمور الثلاثة مراتب الدين بل جاء في رواية هذا جبريل " أراد أن تعلموا إذ لم تسألوا " وسيأتي إن شاء الله بعد قليل حينما نذكر الحديث بطوله بعض الفوائد الخارجة عن الموضوع لكنها مهمة إن شاء الله ,

قوله وكل مرتبة لها أركان : أي كل مرتبة , الإسلام ,الإيمان ,الإحسان لها أركان .

والركن : هو الشيء المهم , أركان الشيء أجزاءه في الوجود التي لا يحصل إلا بحصولها مثل ما نقول أركان الصلاة الركوع والسجود وقراءة الفاتحة فالركن ما يتكون منه الشيء , تشبيهاً بأركان البيت الذي لا يقوم إلا بها فمراتب الدين لا تتم إلا بأركانها ,

فأركان الإسلام خمسة قال المصنف : (فأركان الإسلام خمسة شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام)

وهذه الخمسة دليلها حديث ابن عمر المعروف المشهور في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول وإقام الصلاة , وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ) (رواه البخاري ومسلم) وهذا حديث مشهور ومعروف يبين فيه أن الإسلام مبني على هذه الخمس فهي كالأركان والدعائم لبنيانة والمقصود تمثيل الإسلام ببنيانه فدعائم البنيان الإسلام هذه الخمس , فلا يثبت البنيان بدونها .

وماذا نلاحظ في هذه الخمس بماذا بدأ الرسول ؟ بدأ بالشهادة .لماذا؟ لأنها قطبها أعظمها التوحيد ثم ثنى ..ماذا ذكر ؟

ذكر الصلاة لأنها أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين نعم الصلاة ولذلك تاركها كافر " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " وهي عمود الدين .

بدأ المصنف يذكر الأدلة عل كل ركن قال : (فدليل الشهادة قوله تعالى ( شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18) ومعناها لا معبود بحق إلا الله ( لا إله ) نافياً جميع ما يعبد من دون الله ( إلا الله ) مثبتاً العبادة لله وحده لا شريك له في عبادته كما أنه ليس له شريك في ملكه وتفسيرها الذي يوضحها قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ) (الزخرف:26) ( إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ) )

نرجوا الانتباه لهذه النقطة , قال فدليل الشهادة , الشهادة إذا أطلقت يراد بها كلمة التوحيد لأنها أعظم شهادة في الوجود على أعظم مشهود به فلا ينصرف الإطلاق إلا إليها والدليل الآية التي ذكرها المصنف : (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

(شهد )تعالى وكفى به شهيداً وهو أصدق الشاهدين وأعدلهم واصدق القائلين شهد وحكم وقضى وأمر ( أنه لا إله ألا هو) أي المنفرد هذه الشهادة انه المنفرد بالإلهية لجميع الخلق وأن جميع الخلق عبيده وخلقه فقراء إليه وهو الغني عمن سواه (والملائكة )أي و الملائكة يشهدون أنه لا إله إلا هو (وألوا العلم) أي وألوا العلم يشهدون بذلك (قائماً بالقسط ) أي حال قيامه بالعدل (لا إله إلا هو) تأكيد بما سبق وأخبار بأنه الإله الحق المنفرد ( لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) .

العزيز : اسم من أسماء الله عز وجل وله ثلاث معاني فاكتبوها لأننا سنراجعها بعد قليل , عزة القدر, وعزة القهر , وعزة الامتناع .

من معاني العزيز يعني ذو العزة فمعنى العزيز :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أولاً : عزة القدر : أي أن الله ذو قدر شريف عظيم .
ثانياً : عزة القهر : أي أن الله قاهر لكل شيء لا يغلب .
ثالثاً : عزة الامتناع : أي أنه عز وجل يمتنع أن يناله سوء أو نقص .

الحكيم : أي اسم من اسماء الله متضمن للحكمة الكاملة سبحانه وتعالى .

وفي قوله :{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ }من الشهود على هذه الشهادة العظيمة ؟ من الشهود على كلمة التوحيد ؟

الله عز وجل والملائكة وألوا العلم . وقد سبق لنا في درس المقدمة أن هذه الآية من أعظم الأدلة على فضل العلم فيا سبحان الله ..يا سبحان الله ..

جديراً بمن يسمع هذا أن ينشط في طلب العلم .
جديراً بمن يعرف هذا الفضل أن يسعى في طلب العلم .
جديراً بمن يسعى لرضي الله عز وجل أن يكون من أهل هذه الآية .
جديراً لمن وفقه الله عز وجل تدبراً وفهماً حينما يسمع هذه الآية يبادر إلى طلب العلم الشرعي .

وألوا العلم , الله أكبر ..

كما قلنا في درس المقدمة ولم يقل أصحاب الأموال أو الكراسي أو الرئاسات أو الدنيا .

نعم هل بعد هذا الفضل فضل ؟ ..كلا ..
هل بعد هذه المنقبة منقبة ؟ ..كلا ..


فيا سبحان الله فضل عظيم لكن أين الناس ؟ أين الصالحون ؟ أين الصالحات ؟

انشغلوا في الدنيا وانشغلوا في المباحات من الأناشيد أو التمثليات التي يسمونها التمثليات الإسلامية فحرموا العلم وحرموا هذا الفضل العظيم , أن الله عز وجل قرنهم به سبحانه وتعالى وبملائكتة . فأين القلوب ؟ سبحان الله ..أين القلوب المتأملة المتدبرة ألا نقرأ هذه الآية ؟ألا نحفظها؟ ألا نتدبرها ؟

وألوا العلم ..هل يحتاج أحداً بعد هذه الآية لمن ينشطه لطلب العلم ؟ أبداً أية عظيمة لكن نسأل الله أن يثبتنا وأن نكون ممن يتدبرون ويتأملون وأن نكون من أهل العلم .

...يتبع ..



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً