عرض مشاركة واحدة
قديم 04-02-07, 11:53 AM   #4
أم أســامة
~ كن لله كما يُريد ~
افتراضي

قال المصنف رحمه الله {ودليل الصلاة والزكاة وتفسير التوحيد قوله تعالى ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) (البينة:5)

الصلاة معروفة وهي عبادة ذات اقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير مختتمة بالتسليم وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين لحديث ابن عمرو وقد سبق ولحديث بعث معاذ حينما قال إنك تأتي قوماً أهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم إليه الشهاده ثم قال فإنهم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات ) .

وهي عمود الدين كما سيأتينا في أخر الأصول رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وهي اول مايحاسب عليه العبد من أعماله يوم القيامة , فإن صلحت صلح سائر جسده فالدليل على أنها ركن وكذلك الزكاة والتوحيد الآية { وما أمروا} أي الناس (والذين كفروا )إلا يعبدوا الله مخلصين أي إلا ليوحدوا الله ويفردوا بالعبادة ,حنفاء : والحنيف المائل عن الأديان كلها إلى دين الإسلام .

و أمروا أيضاً أن يقيموا الصلاة المكتوبة بأركانها وواجباتها ويؤتوا الزكاة والزكاة مال مخصوص لطائفة مخصوصة في وقت مخصوص وهذا هو دليل الصلاة والزكاة وأنها ركنان من أركان الإسلام لايستقيم دين بدونها .

ودليل الصيام قوله الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)

سبق أن ذكرنا لكم إذا بدأت الأية بـ يا أيها الذين آمنوا فإن في ذلك ثلاث فوائد , من يعطينا هذه الفوائد ؟

إذا بدأ النداء في القرآن بـ ( يا أيها الذين آمنوا )يقتضي ثلاث أمور :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


الأمر الأول : يدل على التنبيه لاهمية الامر الذى يقال بعدها .
الأمر الثاني :أن من عمل به فهو مؤمن .
الأمر الثالث :ومن لم يعمل به فهو ناقص الإيمان .

التطبيق من علامات كمال الإيمان وعدم تطبيقه من علامات نقص الإيمان هذه إجابة نموذجية ,

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ) كتب عليكم الصيام معنى كتب يعني فرض.
(كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ) يعني الأمم الماضية (لعلكم تتقون) ما هي الفائدة؟ :أن الصيام سبباً لتقوى ولذلك فالصوم فيه تزكيه للبدن وتضييق لمسالك الشيطان ولهذا جاء في الصحيحين ماذا قال عليه الصلاة والسلام { يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء } .

ودليل الحج قوله تعالى "( وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)

( الحج قصد مكة لعمل مخصوص في زمن مخصوص وهو ركن من أركان الإسلام ودليله الآية ولله أي يجب لله على الناس حج البيت لكن مقيد ذلك بالأستطاعة (من استطاع إليه سبيلا ) ولذلك جاء في الحديث قال أبو هريرة رضي الله عنه خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم فقال :( أيها الناس قد فرض الله عليكم الحج فحجوا فقال رجل أكل عام يا رسول؟ فسكت حتى قالها ثلاث ,فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم " لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ....إلى أخر الحديث ).

المرتبة الثانية : من مراتب الدين الإيمان .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال المؤلف :{ الإيمان وهو بضع وسبعون شعبة فأعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان }.

الإيمان لغة : التصديق كما قال الله تعالى ( وما أنت بمؤمن لنا ) يعني بمصدق .
وشرعاً: اعتقاد بالقلب وقولاً باللسان وعمل بالجوارح وهو يزيد وينقص يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي هذه عقيدة اهل السنة والجماعة قال الله تعالى { وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا } وقال تعالى { الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل}

هذه المرتبة يقول وهو بضع وسبعون شعبة ,البضع من الثلاث إلى التسعة والشعبة الطائفة من الشيء فاعلاها قول لا إله إلا الله هذا حديث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم { الإيمان بضع وسبعون شعبه فأفضلها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان } .

هذا الحديث فيه فوائد :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


أولاً : أن الإيمان شعب كثيرة .
ثانياً : أن شعب الإيمان أو أعلاها قول لا إله إلا الله لأنها كلمة الأخلاص وكلمة الإسلام .وهي العروة الوثقى .
ثالثاً :أن أصل شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق من شوك أو حجر من فضل عظيم . جاءت الأحاديث في فضل إماطة الأذى عن الطريق ,عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لقد رأيت رجل يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر طريق كانت تؤذي المسلمين }.

الله أكبر عمل يسير , عمل قليل لكن صاحبه مخلص أخلص لله تبارك وتعالى ,لأن العبرة بالأخلاص لا بكثرة العمل وفي رواية: { مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال والله لأمحين هذا عن المسلمين لايؤذيهم فأدخل الجنة } .

وأركانه: ستة كما في حديث جبريل : ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .

اولاً : الإيمان بالله , ما معنى الإيمان بالله ؟

أن يؤمن الإنسان بوجود الله عز وجل .وهذا أمر مفطور عليه جميع الناس فإن كل مخلوق قد فطر على الإيمان بخالقه من غير سبق تفكير أو تعليم . والعقل فهذه المخلوقات هذه الموجودات سابقها ولاحقها لابد لها من خالق إذ لا يمكن أن توجد من نفسها والقرآن والكتب السماوية كلها ناطقة بذلك , والحس يدل على وجود الله فأننا نسمع ونشاهد من إجابة الداعين وغوث المكروبين مايدل دلالة قاطعة على وجود الله فإن الله عز وجل استجاب أدعية { ونوح إذ نادى من قبل فاستجبنا له } , {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم } .

الإيمان بالله إذ يتضمن الإيمان بوجوده و بربوبيته ,توحيد الربوبية بأنه الرب لا شريك له ولا معين له الخلق والأمر , و بألوهيته : أي بأنه الأله الحق توحيد الألوهية المستحق للعبادة ولانشرك به سبحانه وتعالى .والإيمان بأسمائه وصفاته : أي نثبت ما أثبته الله أو اثبته الرسول لله من أسماء و صفات من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ( ولله الأسماء الحسنى ) .

فائدة سريعة : سؤال : هل أسماء الله محصورة أم غير محصورة ؟

غير محصوره نعم ..ففي الحديث قال النبي الصلاة والسلام : (( أسالك بكل اسماً هو لك , سميت به نفسك ,أو أنزلته في كتابك ,أو علمته أحد من خلقك , أو استأثرت به في علم الغيب عندك , ..... )) .

وما استأثر به الله كثير او قليل ؟ كثير.. واما حديث " إن لله تسعة وتسعين اسما من احصاها دخل الجنة " فلا تدل على الحصر وإنما معناه أن هناك من الأسماء تسعة وتسعين أسماً من حفظها وعمل بها دخل الجنة , مثل لما أقول عندي تسع وتسعين ريال للصدقة فلايمتنع ان يكون عندي غيرها فأسماء الله يعني توقيفيه , تعرفون معنى توقيفيه ؟ يعني ما نثبت أسماً إلا ثبت في القرآن والسنة ,إذا ثبت في القرآن والسنة نثبته وإلا مانثبته .

....يتبع ...



توقيع أم أســامة
:

قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - : « طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِى صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا »
سنن ابن ماجه .


قـال ابـن رجب ـ رحمـه الله ـ: «من مشى في طاعة الله على التسديد والمقاربة فـليبشر، فإنه يصل ويسبق الدائب المجتهد في الأعمال، فليست الفضائل بكثـرة الأعمـال البدنية، لكن بكونها خالصة لله ـ عز وجل ـ صواباً على متابعة السنة، وبكثرة معارف القلوب وأعمالها. فمن كان بالله أعلم، وبدينه وأحكامه وشرائعه، وله أخوف وأحب وأرجى؛ فهو أفضل ممن ليس كذلك وإن كان أكثر منه عملاً بالجوارح».


" لا يعرف حقيقة الصبر إلا من ذاق مرارة التطبيق في العمل , ولا يشعر بأهمية الصبر إلا أهل التطبيق والامتثال والجهاد والتضحية "

:
أم أســامة غير متواجد حالياً