عرض مشاركة واحدة
قديم 19-07-08, 06:17 PM   #1
الحياة الطيبة
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي الحجب العشرة بين العبد وبين الله

بسم الله الرحمن الرحيم

الحجب العشرة بين العبد وبين الله

الحجاب الأول : الجهل بالله :
من عرف الله أحبه ، وإن أغلظ الحجب هو الجهل بالله وألا تعرفه .. فالمرء عدو ما جهل .. أن الذين لا يعرفون الله يعصونه من لا يعرفون الله يعبدون الشيطان من دونه ، ولذلك كان نداء الله بالعلم أولا ( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك) فالدواء : أن تعرف الله حق المعرفة .. فإذا عرفته معرفة حقيقية ، عند ذلك تعيش حقيقة التوبة.
الحجاب الثاني : البدعة :
فمن ابتدع حجب عن الله ببدعته .. فتكون بدعته حجابا بينه وبين الله حتى يتخلص منها قال e: ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) والعمل الصالح له شرطان :
الإخلاص : أن يكون لوجه الله وحده لا شريك له .
المتابعة:أن يكون على سنة النبي صلى الله عليه وسلم . ودون هذين الشرطين لا يسمى صالحا فلا يصعد إلى الله
الحجاب الثالث: الكبائر الباطنة :
وهي كثيرة كالخيلاء والفخر والكبر والحسد والعجب والرياء والغرور ........ هذه الكبائر الباطنة أكبر من الكبائر الظاهرة ، أعظم من الزنا وشرب الخمر والسرقة لأنها إذا وقعت في القلب كانت حجابا بين العبد وبين الله
ذلك أن الطريق إلى الله إنما تقطع بالقلوب ولا تقطع بالأقدام . والمعاصي القلبية قطاع الطريق .
الحجاب الرابع : حجاب أهل الكبائر الظاهرة :
كالسرقة وشرب الخمر وسائر الكبائر.
إخوتاه: يجب أن نفقه في هذا المقام أنه لاصغيرة مع الإصرار ، ولا كبيرة مع الاستغفار ، والإصرار هو الثبات على المخالفة والعزم على المعاودة وقد تكون هناك معصية صغيرة فتكبر بعدة أشياء .
الحجاب الخامس: حجاب أهل الصغائر :
وكم من صغيرة أدت بصاحبها إلى سوء خاتمة ، والعياذ بالله . فالمؤمن هو المعظم لجنايته يرى ذنبه مهما صغر كبيرا لأنه يراقب الله كما أنه لا يحقر من المعروف شيئا لأنه يرى فيه منة الله وفضله فيظل بين هاتين المنزلتين حتى ينخلع من قلبه استصغار الذنب .
الحجاب السادس : حجاب الشرك :
وهذا من أعظم الحجب وأغلظها وأكثفها ، وقطعه وإزالته تكون بتجريد التوحيد ، وإنما المعنى الأصلي الحقيقي للشرك هو تعلق القلب بغير الله سبحانه ، سواء في العبادة أو في المحبة سواء في المعاني القلبية أو في الأعمال الظاهرة ، فليس ثمة شئ أبغض إلى الله تعالى من الشرك والمشركين .
الحجاب السابع : حجاب أهل الفضلات والتوسع في المباحات :
قد يكون حجاب العبد بينه وبين الله بطنه أو ملابسه فقد يعشق المظاهر أو كثرة النوم وكل هذه مباحات ، لكن شغل القلب الدائم فيها يكون حجابا غليظا بيننا وبين الله .
الحجاب الثامن: حجاب أهل الغفلة عن الله :
والغفلة تستحكم في القلب حين يفارقه محبوبه جل وعلا ، فيتبع المرء هواه ويوالي الشيطان وينسى الله .
الحجاب التاسع : حجاب العادات والتقاليد والأعراف :
العبد إذا صار عبد للعادات صارت حجابا بينه وبين الله ولذلك أول سبيل للوصول إلى الله خلع العادات لأن الإنسان عبد عادته ولكي تصل إلى الله فلا بد أن تصير حرا من العبودية لغير الله .
الحجاب العاشر : حجاب المجتهدين المنصرفين عن السير إلى المقصود :
وهذا حجاب الملتزمين أن يرى المرء عمله فيكون عمله حجابا بينه وبين الله فمن الواجب أن لا يرى عمله وإنما يسير بين مطالعة المنة ومشاهدة عيب النفس والعمل، فأن رضا العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقيقة العبودية وعدم علمه بما يستحقه الرب جل جلاله، ولله در من قال :( متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر، وعمله عرضة لكل آفة ونقص كيف يرضى لله نفسه وعمله . )
وكلما عظم الله في قلبك صغرت نفسك عندك وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيل رضاه وكلما شهدت حقيقة الربوبية والعبودية وعرفت الله وعرفت النفس تبين لك أن ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق ولو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته وأنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله .

المرجع : كتاب : كيف أتوب

للشيخ : محمد بن حسين يعقوب .
الحياة الطيبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس