بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس العاشر
والأخير ..
الالتفات : تحويل أسلوب الكلام من وجه إلى آخر ، وله صور
منها :
1_الالتفات من الغيبة إلى الخطاب
كقوله تعالى .. ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ*الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ*مَالِكِ
يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)(الفاتحة) فحول الكلام من
الغيبة إلى الخطاب في قوله : إياك .
:: تعليق الشارح ::
وإلا الكلام تقديره الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك
يوم الدين نعبده ونستعين ولكن هنا صيره إلى إياك كأنه بهذا
صار حاضرا أمامك وهو حضور القلب .
2_الالتفات من الخطاب إلى الغيبة
( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ )(يونس: الآية 22) فحول
الكلام من الخطاب إلى الغيبة بقوله وجرينا بهم .
:: تعليق الشارح ::
الكلام ( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ ) ، لكنه حول
الخطاب أو حول الكلام من الخطاب إلى الغيبة .
( حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ ) هذا الخطاب متوجه لمن يقرأ
ولما حول الخطاب ( وَجَرَيْنَ بِهِمْ ) تحول الكلام الآن وصارت
الاوصاف لا تتوجه إلى المسلمين ولا إلى المخاطبين .
وقيل من الحكمة كراهة أن يتصف المخاطبون بما يأتي من
السياق ومثلوا له (( عبس وتولى * أن جاءه الاعمى * وما
يدريك لعله يزكى )
3- الالتفات من الغيبة إلى التكلم : كقوله تعالى (وَلَقَدْ أَخَذَ
اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً)(المائدة:
الآية 12) فحول الكلام من الغيبة إلى التكلم في قوله وبعثنا .
:: تعليق الشارح ::
(( وبعثنا )) وهذه إشارة إلى عظمة الله سبحانه وتعالى
وعظمة وسلطانه وأنه هو الذي يبعث الرسل .
فبالاولى قال ، ( وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ وَبَعَثْنَا .. ))
))
4- الالتفات من التكلم إلى الغيبة ، كقوله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ
الْكَوْثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ ) فحول الكلام من المتكلم إلى الغيبة
بقوله : لربك .
:: تعليق الشارح ::
(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1) )) فصل لنا وإنما قال ((فصل لربك ))
وهذه اشارة أن الله منحك هذه من الربوبيه الخاصة بك .
:: فوائد الالتفات ::
يعني ما الفوائد من الالتفاتات التي تحصل :
1- حمل المخاطب على الانتباه لتغير وجه الأسلوب عليه .
:: تعليق الشارح ::
يعني إذا كان القارئ يقرأ ثم تغير اسلوبه هذا يجعل القارئ ينتبه
لما يقرأ ويتفكر لماذا تحول الاسلوب فهذا يجعل القارئ منتبه
لما يقرأ .
2- حمله على التفكير في المعنى ، لأن تغيير وجه الأسلوب ،
يؤدي إلى التفكير في السبب .
:: تعليق الشارح ::
يعني يقول لماذا تغير الاسلوب من الغيبة إلى الخطاب أو العكس
3- دفع السآمة والملل عنه ، لأن بقاء الأسلوب على وجه
واحد ، يؤدي إلى الممل غالبا .
،
وهذه الفوائد عامة للالتفات في جميع صوره أما الفوائد الخاصة
فتتعين في كل صورة ، حسب ما يقتضيه المقام .
:: تعليق الشارح ::
مثل لما قلنا . ((فصل لربك وانحر )) فيه اشاره لأختصاص
النبي صلى الله عليه وفي اشارة قبلها لتعظيم الله .
فكل التفات خاص له صور تختص له صور تختص مثل ما
تقدم ( عبس ) كراهية أن يخاطب الرسول صلى الله عليه
وسلم بالفضاضه .
كل واحده من الالتفاتات لها فائده تخص بها ولكن هذه الفوائد
الاربع للإلتفات بشكل عام .
وختم المؤلف رسالته بالالتفات . وكأنه يشعرنا أن نلتفت إلى
شيء آخر وهذا من براعة الاختتام وهو يؤتى به في نهاية
الكلام ليعلم أن المؤلف يتلفت فيه إلى غيره .
والله أعلم
،
وصلي الله وسلم على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين .
وتم و لله الحمد رب العالمين . .
انتهى ولله الحمد والمنه
وجزى الله خير الجزاء شيخنا الفاضل
ورفع الله قدره في الدارين