عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-08, 07:21 PM   #6
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon59 تابع الدرس الثالث

نأتي للآية التي بعدها


يقول الله عز وجل

(إياك نعبد وإياك نستعين )


عندما بدأنا بالسورة علمنا الرب عز وجل أن نحمده ونقدم بين يدي دعائنا الثناء على الله عز وجل
وهذا من آداب الدعاء


فنقول : * الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين *


إذن دعونا الله تعالى بألوهيته وربوبيته وملكه ورحمته سبحانه وتعالى , بأن حمدناه وأثنينا عليه ومجدناه .


يقول الشيخ السعدي رحمه الله : * إياك نعبد وإياك نستعين * , أي نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة ,
لأن تقديم المعمول يفيد الحصر , وهو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه ,
فكأنه يقول نعبدك ولا نعبد غيرك , ونستعين بك ولا نستعين بغيرك .


** هنا قدم إياك على نعبد , ولم يقل نعبدك يا رب ونستعينك , بل قال تعالى * اياك * اياك انت يارب نعبدك , و هذا التقديم يفيد الحصر أي نعبدك وحدك ونخصك بالعبادة وحدك , وهذا معنى توحيد الألوهية .


فالعبادة هنا تخص الله تعالى وحده , وكأن العبد يعترف بين يدي ربه أنه مفرد لربه عز وجل بالعبادة , وربه المألوه المعبود المستحق للعبادة .


** أيضا قدم إياك على نستعين , وهذا أفاد الحصر , والاستعانة عمل من الاعمال التي يجب صرفها لله عز وجل ,
أن يستعين العبد ويعتمد على ربه عز وجل ,


والاستعانة عبادة خاصة من العبادات العظيمة , نفرد بها الله تعالى ,
وهي تعد نصف الدين

( التوكل على الله والاستعانة به ) ,


فنحن لا نستطيع أن نعبد الله عز وجل لوحدنا هكذا , لا نعتمد بذلك على أنفسنا ولا على قدراتنا أو ذكائنا , إنما نحتاج الى طلب العون من الله عز وجل , والاعتماد والتوكل عليه , والثقة به ,
فهو المعين وحده سبحانه وتعالى على العبادة .


نحن نعبدك ونفردك بالعبادة يارب ونستعينك على هذه العبادة , نخصك وحدك بالعبادة والاستعانة .

إذن هنا كما قال الشيخ : تقديم المعمول يفيد الحصر , وهو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه.


أي حصر العبادة لله وحدة والاستعانة به وحده


** وأيضا تقديم العبادة على الاستعانة , من باب تقديم العام على الخاص , هذا قول الشيخ السعدي .


فالعبادة عامة وهي غاية , والاستعانة جزء من العبادة ,


فالعبادة داخل فيها الاستعانة

واذا اردنا تعريف العبادة كما ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله : قال

العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال و الأعمال الظاهرة والباطنة .

والاستعانة من أفراد العبادة , ومن أنواعها , ولذلك قدم هنا العام على الخاص

وهذا اسلوب يُستخدم في القرآن الكريم وفي السنة الشرفة .


** وأيضا نرى أن العبادة نصرفها لله عز وجل , والاستعانة نطلبها من الله عز وجل ,


والذي يريد هذه الاستعانة هو العبد , فهي طلب العبد ,


والعبادة طلب الرب من العبد ,

إذن حق الله : العبادة
وحق العبد : الاستعانة ,

وهنا في هذه الآية قدم حق الله عز وجل على حق العبد .





خلاصة الكلام :

فائدة تقديم العبادة على الاستعانة:
1" – تقديم العام على الخاص :فالعبادة عامة والاستعانة جزء من العبادة
2"- تقديم حق الله على حق العبد : فالعبادة هي مراد الله من العبد , والاستعانة هي طلب العبد من ربه عز وجل .




يقول السعدي : والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرو والباطنة .

وهذا تعريف شيخ الاسلام ابن تيمية

وقال السعدي : والاستعانة هي الاعتماد على الله في جلب المنافع ودفع المضار , مع الثقة به في تحصيل ذلك .

طبعا الاعتماد غير الثقة .


أعتمد يعني أستند , وتشمل أيضا التفويض والتوكل على الله في جلب المنافع ودفع المضار , مع أمر آخر : الثقة به : وهذا هو حقيقة التوكل .


لتبيين المقصود من ذلك نقول :

أحيانا قد نعتمد على شخص في إنجاز عمل ما , وقد لا نكون واثقين من أمانته , ولا نثق بإخلاصه لنا , فهو قد ينجز هذا العمل فعلا ولكن لا نثق به .

وأحيانا قد نثق بشخص , لكن نعرفه بأنه عاجز عن المساعدة ولا نستطيع الاعتماد عليه ,

فهذا وارد في البشر .


لكن مع التوكل على الله والاستعانة به في تحقيق المطالب ودفع المضار وجلب المنافع يجب ان يمتلئ القلب بإفراد الله بالاستعانة ,
وأن يتوجه القلب كله لله تعالى بالاعتماد عليه في هذا الأمر , دون الالتفات الى غيره ,
بالإضافة الى الثقة به .


ومن هنا نؤتى من إحدى الثغرتين :

إما أن يكون اعتمادنا على الله ضعيف, فنعتمد على غيره أكثر مما نعتمد عليه ,

وإما أن تكون ثقتنا بالله عز وجل ضعيفة , وتكون ثقتنا فيما بين يدينا أكثر من ثقتنا بالله عز وجل ,

كأن تكون ثقة الانسان بقدراته وعقله وتحصيله أكثر من ثقته بالله عز وجل , وهنا لا يحقق له مقصوده . سواء بالاستعانة بأمور الدنيا أو بأمور الآخرة .


إذن حينما نطرق باب الله عز وجل ونستجلب المنافع ومصالحنا الدنيوية والأخروية ونستدفع الشرور والأمور العظيمة التي تلحق بالعبد ,

لا بد من أن نحسن الاعتماد على الله ونفرد ه بذلك ونثق بالله عز وجل ,

هنا نكون قد حققنا الاستعانة المطلوبة .


سبحان الله العظيم , ان قضية العبد اذا حقق العبادة . التي هي مراد الرب عز وجل ,
وحقق الاستعانة بالله عز وجل على هذه العبادة , نال سعادة الدنيا والآخرة .

إذن حتى يكون الانسان في حالة من السعادة ,سواء في الدنيا والآخرة ,
السعادة التي تحقق له الاطمئنان النفسي ,

تعلمون انه اذاحقق مراد الرب عزوجل وتتبع رضاه ,ووحد الله عز وجل وأفرده بالعبادة ,
وانشغل بالأعمال الصالحة واستقام على شرع الله , في الزمن الذي يقضيه في هذه الدنيا , لا شك انه سيعقب ذلك الاطمئنان النفسي والسعادة النفسية , ويثاب العبد على طاعته في دنياه قبل آخرته .

ويجد راحة نفسية وسعادة بالرغم ما يمر به من البلايا لكن يوجد عنده معين نفسي , هو أثر الطاعة والعبادة , مع ما يدخره الله عز وجل له في الآخرة ,


يقول السعدي رحمه الله : والقيام بعبادة الله والاستعانة به هو الوسيلة للسعادة الأبدية , والنجاة من جميع الشرور


إذن اذا اراد العبد ان يسعد وينجو من الشرور , فعليه بعبادة الله عز وجل وتوحيده , والاستعانة به على ذلك ,

فإنما يؤتى العبد من إحدى الأمرين :

-- إما أن تكون استعانته ضعيفة

-- أو تكون عبادته فيها من النقص ما يشوبها ويجعلها غير مقبولة .


لنفرض ان العبد يريد ان يطرق باب الرزق من الله عز وجل فإنه يعتمد على الله عز وجل في طلب التوفيق ويظن ويعتقد بأن الله هو الموفق في ذلك , مع بذل الاسباب , ثم الثقة بالله عز وجل بأنه سينجز له ما يريد, فلا يلتفت القلب لغيره سبحانه وتعالى ولا يعتمد العبد على ذكائه أو عمله أو الواسطة .... فقط يعتمد على الله عز وجل وما سبق هي أسباب قد تنفع وقد لا تنفع .


والعبد دائما يؤتى من هذه الثغرة :
يقول بأنه يستعين بالله ولكن قلبه لا يعتمد على الله وانما يعتمد على الواسطة أو مهاراته أو الواسطة أو شهاداته ,أو علمه وعقله ودينه ,

وعلى غيرها من الأمور التي تعتبر أسباب وهبه الله اياها .لا تنفعه إلا اذا جعلها الله تعالى نافعة .

إذن هو يبذل لأنه مأمور ببذل الأسباب الشرعية أو الأسباب القدرية , لكن لا يتكل عليها .

يبذلها دون النظر اليها , قد تنفع وقد لا تنفع , يعتمد فقط على الله تعالى

من حسن ظنه به , فيثق به سبحانه وتعالى فيحصل له المقصود .


وهذا الأمر يحتاج الى تصفية في القلب يا إخوتي , وقطع كل تعلقات القلب بغير الله تعالى ,
وليس من السهل عدم التفات القلب لغير الله تعالى


مثلا اذا كان بيدي مال , فأنا واثقة تماما ومطمئنة بأني بخير ولن يصيبني مكروه أو فقر ,

ولكن هل أن واثقة بما عندي أوثق بماعند الله عز وجل ؟؟؟

لأنه من الممكن أن يصيبني فقر .

الانسان لا يصل الى مرحلة عظيمة عند الله حتى يكون أوثق فيما عند الله أكثر من ثقته فيما عنده . وهذا من يحصله ؟؟؟؟؟؟


لنضرب مثال

أحدنا عنده واسطة لدخول عمل يسعى وراءه , لينظر الى التفات قلبه , هو طبعا سيقول : انا استعنت بالله , ولكن لينظر الى قلبه , هل هو معتمد فعلا على الله ؟؟ أم يوجد ميل بأن هذه الواسطة ما تدخلت في أمر الا حققت المقصود ؟


قليل منا من ينجح بهذا الإمتحان , لأن القلب سيلتفت الى هذه الواسطة بل ومن الممكن أن يعتمد عليها .

إذن لا يكفي الاعتماد وحده على الله تعالى بل الثقة في انجاز الله تعالى للمطلوب.

ما يعجزه الله تعالى أن يعطيك ولا ينقص من ملكه , وهو أهل لأن يعطيك ,

لذا اعتمد على الله لا على أي شئ مما تملكه أو عند غيرك من الناس ,

ثم الثقة بالله تعالى بأنه سيعطيك مما عنده ولو بعد حين ,

لأن الله تعالى يقول :

أنا عند ظن عبدي بي , فلظن بي ما يشاء , إن خيرا فخير وإن شر فشر .


فكما تظن بالله عز وجل يعطيك , ان شككت به فيعطيك على هذا الشك , وإن وثقت به أعطاك على ثقتك ,
لأنه أهل لذلك , فلما سوء الظن بالله عز وجل ؟؟؟

العبادة لا نسميها عبادة الا اذا كان فيها التأله والتعبد لله تعالة مع المحبة التعظيم

ولكن شروط قبولها :
1" أن تكون مأخوذة عن النبي صلى الله عليه وسلم أي المتابعة لسنته
2" أن تكون خالصة لله تعالى
ويوجد شروط أخرى تعتبر تفصيلات لهذين الشرطين الأساسيين .


وهذا قول الشيخ السعدي رحمه الله : وإنما تكون العبادة عبادة إذا كانت مأخوذة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مقصودا بها وجه الله , فبهذين الأمرين تكون عبادة .

وقال أيضا رحمه الله :

وذكر الاستعانة بعد العبادة مع دخولها فيها لاحتياج العبد في جميع عباداته الى الاستعانة بالله تعالى , فإنه إن لم يعنه الله لم يحصل له ما يريد من فعل الأوامر واجتناب النواهي .

ذكرنا سابقا : أنه قدم العبادة على الاستعانة من باب تقديم العام على الخاص

ومن باب تقديم حق الله تعالى على حق العبد

والآن نجد أن قدم العبادة على الاستعانة : لاحتياج العبد في جميع عباداته الى الاستعانة بالله عز وجل , اياك نعبد واياك نستعين ,

ويقصد بقوله : مع دخولها فيها , أن الاستعانة نوع من أنواع العبادات .

لذلك لا يظن أحدنا أنه يستطيع القيام بعبادة من العبادات بدون توفيق الله له , صحيح أن العبد مأمور أن يعمل ويجتهد ويتعبد ... ولكن لا يغيب عن ذهنه أن الموفق والمعين هو الله عز وجل , ومقدار حاجتنا للاستعانة بالله عز وجل كحاجتنا لهذا النفس الذي يتردد عندنا ,

هذا يظهر فقر العبد وحاجته لمولاه عز وجل في كل الأمور , الاستقامة والهداية وحتى إقامة الصلاة وإحسان الوضوء وإحسان الذكر , والمداومة والثبات على كل هذا , لا يستطيع الانسان أن يفعلها من نفسه , صحيح أنه يبدأ فيها لكنه قد لا يستطيع الإكمال .

فلو تأملنا لشدة حاجتنا للاستعانة و شدة حاجتنا للعبادة , ولكن من الغفلة قد لا يدرك المرء مدى حاجته للعبادة والاستعانة , حاجته بأن يبدأ بالعبادة وأن يخلصها من شوائب الشرك , وأن يوفق لها ويهتدي لها ويفعلها على الوجه المأمور به , وأن يأتي بها مستقيمة , وأن يداوم ويموت عليها ولا يقطعها , وأن تصعد هذه العبادة وتكون مقبولة عند الله عز وجل , وغيرها

كل هذه أمور نحتاج أن نستعين بالله تعالى عليها , اذن العبد محتاج في جميع عباداته الى الاستعانة .

سبحان الله

ان استحضر القلب كل هذه الأمور , لانكسر العبد وعلم بشدة فاقته وحاجته لمولاه عز وجل ,

ولعلم العبد أنه لا يستطيع القيام بشئ لوا توفيق الله له

وعلى العبد أن لا ينظر الى أعماله وكميتها , بل يذكر فاقته وحاجته ومعاصيه , حتى يقوده ذلك ويدفعه الى العمل , لأنه قد تكون أعماله هذه كلها لا تنفع عند الله عز وجل اذا شابها شئ من الشرك .


فالعبد يكون في حالة من الخوف من الله والرجاء بالله .يخاف ان يرد الله عليه عمله , ويرجوالله تعالى ان يقبل عمله , ويحسن الظن بأنه وفقه الى القيام بالأعمال على الوجه الذي يرضاه عز وجل , لكن لا ينظر الى أعماله .

لننظر الى الانسان الذي يمشي على الأرض ويقوم بعمل الطاعات والعبادات ويفعل كذا وكذا ,,, وأمور كلها خير وطاعات ..ينظر الى نفسه ويعظم ذلك في نفسه , فإذا ما وقع بالمرض فإنه يترك كل ذلك , وبالكاد يستطيع أن يأتي بالواجبات .

فمن الذي يعين إذن ؟؟ طبعا الله عز وجل , فلولا عون الله تعالى لعبده , ما استطاع العبد أن يتحرك . فالعبد محتاج الى ان الله يحوطه بعنايته ورعايته ويرحمه ويلطف به

وكم من لطف الله تعالى احاط بالعبد من غير أن يعلم العبد بذلك , يكفيه شر نفسه مثلا , ويدفع عنه أمور مغيبة عنه , فالعبد إن لم يعنه الله عز وجل لم يحصل له المراد من فعل الأوامر واجتناب النواهي .

إذن

حتى العبادة التي نعملها , لا ننظر بها الى أنفسنا ,لأنها من فضل الله ومنته علينا .ولاحق للعبد عند ربه , اذا كان الله تعالى هو الذي خلقه وبرأه وأعده وأمده وأمره ثم أعانه على فعل الأمر وأعطاه الأدوات المعينة له من عقل وغيره .. ووفقه الى أن يتحرك ويعمله , ولو وكل العبد الى نفسه ما استطاع ان يفعل شئ , فالعبد محتاج الى ان يطرق باب الله تعالى وينكسر بين يديه ويلجأ اليه ويستعين به , عز وجل , ليس فيأمر الآخرة فقط وإنما في أمور الدنيا والآخرة على حد سواء .

سبحان الله العظيم , جل جلاله .


من فوائد هذه الآية :


1" إخلاص العبادة لله عز وجل , قال تعالى * اياك نعبد *


فقد قدمنا اياك على نعبد , فلو قلنا نعبدك : لفهمنا انه نعبدك ونعبد غيرك , فحتى يكون المقصود لا اله إلا الله : قدم هنا المعمول اياك علة نعبد , فأصبح معنى القول ,لا اله نعبده إلا انت



2" إخلاص الاستعانة بالله عز وجل , لقوله تعالى * واياك نستعين * .




يقول تعالى :


* اهدنا الصراط المستقيم *



يقول الشيخ السعدي :(اهدنا الصراط المستقيم ) , أي دلنا وأرشدنا ووفقنا للصراط المستقيم



الهداية هنا تنقسم الى قسمين :


1" هداية دلالة وإرشاد وتعليم وبيان


2" هداية التوفيق لكل خير والعصمة من كل شر .



الاولى هداية التعليم والبيان , والعبد يقبله أو لا , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : مثل ما بعثت له من الهدى كمثل الغيث ,


فالرسول عرض رسالته على الناس , فانقسم الناس الى قسمين : مستقبل لهذا العلم ومنتفع به


ومنهم من لم يرفع به رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسل به سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ,




الثانية : هداية التوفيق أي خلق التوفيق , أي ان الله تعالى يعطي العبد الأسباب التي تجعله يتعلم ويعمل ويستقيم ويصلي ويتصدق و... يعني يوفقه لكل خير ,ويعصمه من كل شر .


حينما نقول ( اهدنا الصراط المستقيم ) فإننا نطلب نوعين من الهداية , ان يعلمنا الله تعالى ويهدينا للعلم النافع ويهدينا للعمل بهذا العلم .



فالعبرة ليس بأني أعرف ولكن العبرة أني أعمل بما عرفت , فكم من المعلومات التي أعرفها ..الشئ الكثير . لكن هل أعمل بما أعلم ؟؟ والثبات على العمل والاستقامة عليه ؟


كلها أمور تحتاج الى عون وطلب الهداية .


لذا فإن طلب الهداية من أعظم المطالب .



ما هو الصراط المستقيم ؟



هل هو موجود في الحياة الدنيا ؟



نقول أن الصراط المستقيم هو الجسر الذي ينصب على ظهر جهنم .


لكن في الحياة الدنيا , يوجد شئ يسمى الصراط المستقيم ؟


وما هو الطريق الموصل الى الله عز وجل ؟



طبعا نقول : الاسلام


ولزوم دين الاسلام بما فيه من تشريعات أقوال وأفعال والاستقامة عليه وتطبيقه ,


هو الطريق الموصل لله عز وجل , الذي نسأل الله تعالى أن نستقيم عليه , وأن نطبق ما فيه ,


فنحن نسأل الله تعالى أن يهدينا : أي يدلنا ويعلمنا ما هو الاسلام , وما هي الاعتقادات التي يجب علينا ان نعتقدها , وكيف نثبت عليها , ثم العمل بما علمت ,حتى يكون هذا العلم نافع .


هذا الصراط المستقيم في الدنيا



أم في الآخرة فا الصراط المستقيم الذي كان بالنسبة لي معنويا في الدنيا , يصبح حقيقيا أسير عليه , وهو جسر ينصب على ظهر جهنم , ويكون سيري عليه سرعة وإنارة بحسب عملي في الدنيا .



نقف هنا ونكمل الدرس القادم ان شاء الله



أقول قولي هذا واستغفر الله فاستغفروه لعلكم ترحمون , وصلي اللهم وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمين تسليما كثيرا




والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 20-10-08 الساعة 02:25 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً