عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-08, 10:12 PM   #7
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
a الدرس الرابع

تفسير سورة الفاتحة
الجزء الرابع
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له,واشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله,بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده,وتركنا على المحجه البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك,صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
توقفنا في الدرس الماضي عند قول الله عز وجل
(اهدنا الصراط المستقيم )
ذكرنا أن قيام حياة العبد ومن أسباب سعادة العبد الأبدية هو قيامه بعبادة الله عز وجل.
وهذه العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله عز وجل ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرةوالباطنه.
هذه العبادة تتضمن فعل كل ما أمر الله به وترك كل ما نهى الله عنه.
فإن من لم يكن كذلك يجمع بين إتيان الأوامر وفعل النواهي ليس بعابد لله عز وجل علي الحقيقة. أن عبادة الله عز وجل وتوحيده لا يكفى حتى يتبرأ الإنسان من الشرك وما يقدح في التوحيد وما ينقص في التوحيد من إتيانه من المناهى والمعاصي.
فمتى يصلح أن يسمى المرء عابد لله عز وجل؟
إذا فعل كل ما أمر الله به وترك كل ما نهى عنه.
سبحان الله في باب النواهي الله عز وجل أمرنا باجتناب المحرمات أن نجتنبها ونتركها بينما في باب الطاعات نحن مأمورين بالإتيان بالفرائض, وإذا أردنا أن نكمل هذه الفرائض بالإتيان بالنوافل
يقول الله عز وجل ( فاتقوا الله ما استطعتم )
لان العبد لا يستطيع أن هو يجتهد في هذه المدة المضروبة له في هذه الحياة الدنيا أن يأتي بالفرائض ثم يكمل ما استطاعه ووفقه الله عز وجل من النوافل, لكن في باب المحرمات يجب عليه الانتهاء ,ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم بدأ الحديث قال( ما نهيتكم عنه فاجتنبوه )
فإذاً حق النواهي أن الإنسان يتخلص منها لأنها تفسد عليه عبادته وتفسد عليه توحيده وتفسد عليه طاعته وتفسد عليه عبوديته لله سبحانه وتعالي .
( وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )
لاشك أن الإنسان يبدأ بالأولويات ,يبدأ بالفرائض ثم يتبعها ما استطاع من النوافل حتى يجبر النقص الذي يوجد عنده في عبادته.
وهذا العبد لابد أن عبادته تكون موافقة لمراد الله عز وجل يعني يأتي بعباده علي الوجه المأمور به. قد نقول سبحان الله العظيم
كيف يتأتي لنا أن نأتي بالفرائض ونأتي بالنوافل وأن نكون على يقظة بحيث أن الواحد منا أن يكمل هذه العبادات ,
هذا طلب عزيز وصعب " أنني أتأتي بالعبادة على الوجه المأمور به "
لذلك أحتاج العبد للاستعانة .
لاستطيع العبد أن يكمل الفرائض أو أن يأتي بها,أو سبحان الله يحافظ عليها , يحافظ على مواقيتها, يحافظ على شروطها, يعتني بها يعظمها يجلها,ولا يستطيع أن تنشط نفسه للنوافل يكمل ويستدرك وتنشط نفسه لهذه الأمور إلا بتوفيق الله عز وجل .
حاجة العبد للاستعانة حاجه عظيمه,تأتي مع العبادة مناصفه.
ولذلك جمع الله عز وجل بين العبادة والاستعانة فالعبد لا يستطيع أن يحصل أموره الدينية أو الدنيوية إلا بالإستعانه بالله .
أن أريدكم أن تستشعرون شدة حاجتنا لعون الله عز وجل في كل أمور الدنيا والأخره,
لكن في أمور نريد أن نتعبد بها لله عز وجل لا نقول بجهدي بزكائى بعقلي بقوتي أنا شباب... إلي غير ذلك من الأمور .
هذه كلها هي وسائل وهي جنود يعنى إن شاء الله سبحانه وتعالى يسرها وسخرها لكي وإن شاء الله عز وجل صرفهاعنك أو خذلها عنك , فما ااستطعت لها أمراً يعنى ما تستطيع خدمتك إلا بعون الله عز وجل .
ما الفرق بين الاستعانة والتوكل ؟
الاستعانة هو جزء من التوكل لكن الفرق بين الاستعانة والتوكل ؛ أن الاستعانة لابد من توافر شرطين فيها يعني تعتمد على علاقة العبد مع الله .
فقط الجانب الرباني , يعنى يعتمد على الله و يثق بالله عز وجل لابد من توافر هذين الشرطين أن يعتمد على الله والثقة به .
بينما التوكل الاعتماد والثقة مع بذل الأسباب الشرعية فزادعليها الجانب الذي يأتي من جهة العبد وهو أن يبذل الأسباب الشرعية أو القدرية المعروفة التي تعارف عليها الناس واتفقت عليها العقول وجربت مر ه بعد مره.
فهذا يكون التوكل وهو تفويض لله سبحانه وتعالي واعتماد على الله وثقه بالله ولجوء إلي الله وضراعة إلي الله سبحانه وتعالي .
التوكل لا شك أنه أكمل, ونصف الدين هو التوكل والعبد يحتاج إلي الاستعانة هذا أمر قلبي بالدرجة الأولي ثم تأتي الأسباب البشرية,في أن العبد يتبرأ من حوله وقوته تماماً ويعتمد علي الله في تحصيل أموره . في أي عباده أو في أي أمر دنيوي لابد وأنت تقبل علي إتمام هذا العمل , تستحضر أنه لن يعين علي هذا العمل إ لا الله عز وجل ولذلك أنت تلجأإلي الله بالدعاء وقلبك يقطع كل تعلقاته بالبشر يصبح قلبك أعمي عن رؤية أي أحد من البشر ممكن يساعدني .
أريد إنجاز أي أمر من الأمور في عبادتي في علمي في عملي في أي أمر دنيوي أو أخروي لابد أن اجعل بصر القلب لا يلتفت إلي البشر ولا يأمل ولا يرجي منهم شيئاً إنما يعتمد علي الله كلياً في تحصيل مراده , هذا أمر.
قد يأتيه الشيطان ويضعف هذا الاعتماد ويقول له
لو أنك مثلاً فلان وفلان, وحاجتك عند فلان , أفعل كذا وكذا
حتى يضعف اعتماد العبد على الله في أنه سيحصل علي شيء.
تأتي المرحلة الثانية أو الأمر الثاني ؛ الثقة بأن من اعتمدت عليه وهو الله عز وجل سينجز لي مرادي ولو بعد حين .
يكون القلب في حاله من القوه بحيث لا يلتفت إلي البشر .
إذا كان القلب في هذه القوه تأتي المرحلة الثالثة مع هذين الأمرين
وهى بذل الأسباب البشرية الأسباب الشرعية فإنه يتناول مثلاً الدواء أو يبحث عن وظيفة أو يذاكر الدرس ؛ يعني يبذل أي أمر في تحصيل مصلحه أو دفع مضرة دون الاعتماد عليها
بل أولا وأخراً من اعتمد عليه هو الذي سينجز له مقصوده وينفذ له موعوده .
فهذا أمر يحتاج إلي قوة في القلب وتدريبات وصله شديدة بين العبد وربه أن يوفقه إلي مثل هذا الأمر وأيضاً استعانة بالله . الاستعانة تحتاج إلي استعانة بالله والتبرؤ من الحول والقوه .
نأتي إلي قول الله عز وجل
( اهدنا الصراط المستقيم )
يقول الشيخ السعدي أي: دلنا وأرشدنا إليالصراط المستقيم وهو الطريق الواضحالموصل إلي الله وجنته وهو معرفة الحق والعمل به.
هذه أي نوع من أنواع الهدايه ؟ دلنا وأرشدنا الهدايه الأولي
وهي هداية الإرشاد والبيان و التوضيح والتعليم.
كل هذه الهدايه الأولي التي يقوم بها البشر.
وفقنا إلي الصراط المستقيم هذه أي نوع من أنواع الهدايه ؟
هذه هداية التوفيق . هداية التوفيق إلي الصراط المستقيم .
إذاً هناك نوعان من الهدايه يحتاجهما العبد :
الهدايه الإرشادية أو التعليمية أو البيانية والتوضيحية ,
و هداية التوفيق .
قد الإنسان يحصل علي كل العلوم سبحان الله يستدل مثلاً يكون عنده علم وعنده أدله ربما قد دخل كليه شرعيه كل الأدلة بين يديه وحافظ لكل هذه الأمور لكن ما وفق للعمل . ما استفاد من هداية الدلالة والإرشاد يعني عنده كل أسباب الهدايه ما استفاد , ربما يكون حافظ لكتاب الله لكن ما وفق إلي العمل به .
فالعبد يحتاج إلي أن يدعو بهذا الدعاء ,
وصلنا الآن إلي الدعاء هذه كلها سبحان الله سورة الفاتحه بدأت بالثناء علي الله عز وجل .
حمده ووصفه بالكمالات كمال في ذاته , وكمال في صفاته وأفعاله
وأيضاً الثناء عليه بقول( الرحمن الرحيم ) ثم تمجيده .
كل هذا استفتاح للدعاء ثم ( إياك نعبد وإياك نستعين )
إظهار الإخلاص والحاجة إلي العبادة والحاجة إلى الاستعانة
ثم وصلنا إلي السؤال, هذه حاجة العبد الآن " ولعبدي ما سأل " .
( اهدنا الصراط المستقيم )
العبد يسأل الله ويكرر هذا الدعاء في كل صلاة ؛ يطلب من الله عز وجل أن يهديه الهدايتين هداية الدلالة والإرشاد إلي المعرفة إلي العلم وهداية التوفيق هذه هداية العمل .
ليس المقصود فقط انك تتعلمين. أنت تسألين الله عز وجل العلم , صحيح...نسأل الله عز وجل أن يوفقنا إلي العلم لكن ...يكفي فقط أن أتعلم ؟
" هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل ".
إذاً العمل برهان علي نفع هذا العلم . ولذلك النبي صلي الله عليه وسلم تعوذ من علم لا ينفع . متى يكون العلم لا ينفع إذا ما وافقه العمل , إذا ما كان فيه أمل , إذا ما حض علي العمل
هذا سلوك الناس الذين جانبوا الصواب . وسنري المثال الطائفة التي تركت العمل بالعلم . فالعبد محتاج إلي الهدايتين هداية الدلالة والإرشاد وهداية التوفيق.
التوفيق لماذا ؟ (اهدنا الصراط المستقيم )
قلنا الصراط المستقيم . نحن ندعو الله عز وجل أن يهدينا إلي الصراط المستقيم, يا تري ما هو هذا الصراط المستقيم ؟ هل هو صراط حقيقي ؟
يا تري ما هو تفسيره؟
نحن ندعو في صلاتنا الصراط المستقيم , ماذا يكون في ذهنك إذا ما تدعين الله عز وجل في صلاتك وتقولين ( اهدنا الصراط المستقيم ) ؟
ما هو الصراط المستقيم الذي تريدين بلوغه والسير عليه والوصول له؟
وما هو هذا الطريق المستقيم ؟
الإسلام .
أنت تسألين الله عز وجل الإسلام . أن يوفقك إلي تعلم تفاصيل الإسلام والعمل والإستقامه علي هذا الإسلام,
العلم بالإسلام والعمل به .
أن أتعلم ويهديني الله سبحانه وتعالي ويدلني على تفاصيل الإسلام بكلياته وجزئياته_ لأنه أفلح من أسلم, يسلم لله عز وجل _ الإسلام بكل ما فيه من أمور ؛ الظاهرة والباطنه , دين الإسلام عموماً .
وهذه من الاسئله التي يسألها العبد من الأصول الثلاثة معرفة دينه
" معرفة العبد ربه ودينه ونبيه محمد صلي الله عليه وسلم "
فهذه من الأمور التي نسأل الله عز وجل أن يهدينا إليها
.قال : وفقنا إلي الصراط المستقيم وهو الطريق الواضح الموصل إلي الله وإلي جنته , ليس هناك طريق غيره . هذا الطريق الذي سنصل به إلي الجنة إن نحن اتبعناه ووفقنا له . كيف نوفق له ؟
إذا عرفنا الحق وعملنا به فقد هدينا إلي الصراط المستقيم .
قال الشيخ السعدي فأهدنا إلي الصراط وأهدنا في الصراط وفرق بينهما .
فالهدايه إلي الصراط أن اختار دين الإسلام وألزم هذا الدين وأترك ما سواه من الأديان .
الحمد لله نحن هدينا إلي هذا أننا لزمنا دين الإسلام غير من ضل من هذه الأمة لكن من أمة محمد؛ لأنهم في زمن من بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلي قيام الساعة تعتبر أمة محمد حتى ولو كانوا من اليهود أو النصارى, ما يتبعون الزمن اللي كان فيه موسي,
لكن أمة محمد هي :
أمة الدعوة
اختارت اليهودية أو النصرانية أو اختارت أي شيء غير الإسلام .
أمة الاجابة
هم من وفق لأن سلك أو اختار دين الإسلام ولزمه وترك ما سواه من الأديان.
والمقصود الهدايه في الصراط يعني في نفس الصراط وهو الإسلام .اهدنا في تفاصيله الدينية علما وعملاً .
حينما ندعو ونقول (اهدنا الصراط المستقيم ) نحن ندعو بأمرين هداية إلي الصراط وهداية في الصراط .وهذا الدعاء من أجمع الادعيه وانفعها للعبد.
هل تعتقدون أن أمر الهدايه أمر سهل ؟
هذا مطلب عظيم مراد عظيم ولكننا لا نستطيع الوصول له إلا بتوفيق من الله عز وجل .
هذه شدة حاجتنا الآن لله سبحانه وتعالى في أن يوفقنا للهدايه , هداية إلي أنني ألزم الإسلام ما أغير ولا أبدل واختاره علي بقية الأديان واثبت عليه والقي الله عز وجل وأنا علي الإسلام و الهدايه في تفاصيل الإسلام . كم من تفاصيل الإسلام لا نعرفها في الأمور الظاهرة والأمور الباطنة في أمور الاعتقاد ؟
وإذا عرفناها هل كلها عملنا بها ؟
إذا نحن نحتاج أن نسأل الله الهداية للعلم والهداية إلي العمل
و كل يوم يمر علينا سبحان الله لذلك الإنسان كل ما تعلم لا يقول أنا وصلت إنما يزداد علما ًبجهله . يعلم أن هناك _سبحان الله اللي شفي قلبه من داء الجهل و أبصر قلبه نور الحقيقة _تفاصيل كثيرة بالإسلام ما يعرفها . كيف يعالج قلبه من داء الجهل ؟ مريض قلبه , فكل ما أخذ من العلم وعمل به سبحان الله شفى لان العلم شفاء للقلوب المريضة .
إذا نحن نسأل الله عز وجل وندعوه بهذا الدعاء ونكرر لشدة حاجة العبد أن يهديه الله عز وجل والمحروم من حرمه الله .
وكم نحتاج أن يهدينا الله سبحانه و تعالى ولو أضلنا من الذي يستطيع أن يردنا ؟ لا أحد .
ولهذا وجب علي الإنسان أن يدعو الله به في كل ركعة في صلاته لضروراته إلي ذلك , العبد محتاج ومضطر إلي مثل هذا الدعاء .
شدة حاجة العبد إلي الهداية . ما في عبد سبحان الله يستطيع أن يستغني عن الله في هذا .
ربما كل أمر يصبر عليه إلا أن العبد يكون مآله إلي الضلال ويكون الأمر بالنسبة له ما يقلق !! يعني تخيلوا أنفسنا لو كنا من أهل الضلال, نسأل الله عز وجل أن يمن علينا بالهدايه ويثبتنا عليها ويقبضنا إليه غير مبدلين ولا مغيرين . يعني أمر الهدايه أمر عظيم ونحن متحاجون إليه مضطرون إليه
هذا الصراط ؛ الصراط المستقيم وهو أقرب طريق موصل للحق
وأنتم تعلمون الطريق المستقيم أقرب طريق موصل بين نقطتين سبحان الله العظيم .
نعم هذا الصراط
( صراط الذين أنعمت عليهم . غير المغضوب عليهم ولا الضآلين )
( صراط الذين أنعمت عليهم ) هذا الصراط صراط من ؟( صراط الذين أنعمت عليهم ).
من هم المنعم عليهم ؟
المنعم عليهم ذكرهم الله عز وجل في أية
( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا )
يعني الفئة التي انعم الله عز وجل عليها هي التي وفقها وهداها للطريق أو الصراط المستقيم
وهم علي مراتب ليسوا علي درجة واحدة
فأكمل الخلق النبيين . أكمل الناس الذين انعم الله عز وجل عليهم هم من كمل العبودية . من هم ؟ النبيين . أعلي مرتبه في الخلق النبوة
ثم يأتي بعدها يعني دون النبوة , من كمل العبودية لله عز وجل كاد أن يكون نبياً لولا أن الله عز وجل لم يصطفيه
الصديّقي . الصديقين بلغوا من التصديق والإيمان إلي درجة أنهم لحقوا بالدرجة الثانية بعد النبيين . هذه المرتبة الصديّقيه التي منها أبو بكر الصديق رضي الله عنه .
والشهداء والصالحين هؤلاء المنعم عليهم .
وهم درجات يتفاوتون حتى في المرتبة الواحدة , الصديّقون يتفاوتون والشهداء يتفاوتون والصالحون يتفاوتون في مراتب العبودية لله عز وجل درجات .
فنحن نسأل الله عز وجل أن يجعلنا نسلك طريق المنعم عليهم .
هؤلاء المنعم عليهم كيف استطاعوا أن يصيبوا الصواب في سلوك طريق الإسلام ؟
طبعاً هنا ذكرت هذه الطوائف حتى نقتدي بهم ورأينا كيف أثني الله عز وجل عليهم .
كيف استطاعوا ذلك ؟
بالعلم النافع والعمل الصالح هذه أسباب الهداية , هذا طريق المنعم عليهم , هكذا بلغوا هذا الطريق . وتفاوتوا سبحان الله العظيم في مراتب الولاية . وهؤلاء لما هدوا إلي الصراط للإسلام ؛ إنما هدوا إليه بالعلم بعد توفيق الله عز وجل وهدوا للعمل
( غير المغضوب عليهم ) .
من هم المغضوب عليهم ؟
اليهود ,
(ولا الضآلين )
من هم ؟
النصارى .
إذا نحن في الصلاة نسأل الله أن نكون من المنعم عليهم ونسلك طريقهم ونسير معهم في نفس الطريق ولا يجعلنا من المغضوب عليهم ولا الضآلين .
إذاً الناس لا يخرجون عن طوائف ثلاثة :
1"منهم من عرف الحق يعني تعلم لكن ترك العمل به . يحفظون كتبهم عن ظهر قلب , هؤلاء الذين غضب الله عز وجل عليهم لأنهم لم يعملون بعلمهم . هذا ليس سبيل موصل إلي الصراط المستقيم , هذا طريق معوج .
.2" في طريق معوج أخر سلكه الضالين هؤلاء تركوا العلم وعملوا علي جهالة , تركوا الحق علي جهل وضلال . هذا طريق غير موصل في الدنيا لأنهم لم يلزموا طريق الحق , وليس موصل في الأخره ينقطع بهم هذا الطريق , طريق معوج .
لذلك عمر بن الخطاب لما نظر لهذا النصراني الراهب وهو خارج من صومعته أو ديره وقد خط في وجهه خطان أسودان من كثرة البكاء , بكي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال تذكرت قول الله عز وجل ( عاملة ناصبة . تصلى ناراً حامية )
هذا الراهب الذي حبس نفسه علي العبادة لكنه طريق معوج وغير موصل ينقطع به هذا الطريق . عامل ! شوف الآية تفاجئك ( عاملة ناصبة ) واجتهدت في العبادة لكن الجزاء ( تصلى ناراً حامية ) نعوذ بالله من غضبه .
فإذاً هاتان طائفتان ضلوا طريق الحق . هذين الطريقين لسنا بحاجه لهما لان هذين الطريقين غير موصلين , بقي طريق واحد وهو طريق المنعم عليهم .
الذين عرفوا الحق وعملوا به . ولذلك لا تقولوا هذه الآية بعيدة عنا , هذه الآية إذا أردنا أن ننزلها من كلام العلماء : أن كل من ترك من العلماء العمل بالعلم فإن فيه شبه باليهود , وكل من ترك من هذه الأمة سواء من العلماء أو من غيرهم العلم وعبد الله علي جهل ففيه شبه بالنصارى. وأما الذي تعلم وعمل فإنه من المنعم عليهم .
إذاً وافق طريق المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ,
إذاً هذه معلومات نحتاج إليها أن نعرف أن ليس هناك طريق موصل إلي الله عز وجل إلا بالعلم . لابد من العلم, العلم بالعقيدة العلم بالشريعة العلم بحق الله عز وجل العلم بما يجب علينا . لا يعيش الإنسان هكذا يمضي عمر الإنسان كله لا يعرف من هذه الأمور شيء, فإذا وقف بين يدي الله عز وجل لا يعرف بما يجيب . عليه أن يتعلم وعليه أن يعمل بما تعلمه وعليه أن يجتهد لأنه ما خلق إلا لوظيفة واحدة وهى عبادة الله عز وجل .
فهذه السورة علي إيجازها قد احتوت على ما لم تحتوى عليه سوره من سور القرآن .
سبحان الله هذه السورة العظيمة تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة .
يتبع <<<<<


التعديل الأخير تم بواسطة إيمان مصطفى عمر ; 20-10-08 الساعة 02:24 PM
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً