عرض مشاركة واحدة
قديم 11-08-08, 01:23 PM   #7
فاطِمة
جُهدٌ لا يُنسى
m

السلام عليكم ورحمة الله
عزيزتي طيف....
جزاك الله خير الجزاء على هذا العمل الذي صحى قلوبنا من غفلتها

قال ابن القيم رحمه الله تعالى:((ثلاث كلمات كان يكتب بها بعض السلف إلى البعض لو نقشها العبد في لوح قلبه يقرؤها على عدد الأنفاس لكان ذلك بعض ماتستحقه وهذه الكلمات هي:
1-من أصلح سريرته أصلح الله علانيته.
2-ومن أصلح مابينه وبين الله أصلح الله مابينه وبين الناس.
3-ومن عمل لآخرته كفاه الله مؤونة دنياه وأ.هـ
يالها من كلمات جامعات غفل عنها الكثير والكثير من الناس لا أقول عن حفظها أو حتى قراءتها ،بل عن فهم معانيها وسراميها ،لقد فهم سلفنا الصالح رحمهم الله تعالى هذه الكلمات وطبقوا مافيها حتى كانوا يتواصون فيما بينهم بهذه الكلمات الثلاث ،فالناظر لحال الناس اليوم وللأسف يجد البون الشاسع ،ظن واحتقار وتباغض وتقاطع ،سب وعقوق،وإيذاء واعتداء،سخرية واستهزاء،غش وخداع،تبذير للأموال،أكل للحرام،نميمة وغيبه،سمعه ورياء،ظلم وكذب،وإعجاب بالنفس وغضب لأتفه الأسباب ،كبر وحسد...ألخ،

فهذا الأمراض المستعصية التي فشت بين أوساط كثير من الناس والتي من أشدها الكبر والحسد فهما أول ذنب عصي به الله تعالى،ومن حسد الناس فقد بدأ بمضرة نفسه، ومن تكبر على خلق الله فهو مذموم لتلبسه بصفة مذمومة لا تليق به وهو على أي الحالين متشبه بإبليس زاد مازاد ونقص ما نقص، فكثير من الناس اليوم يجتهد في إصلاح الظاهر فتجده لا يرتدي إلا أجمل الثياب ولا ينتعل إلا بأفخم النعال،بل لا يركب إلا سيارة فارهة هذا بالنسبة للرجل،أما المرأة فحدث ولا حرج تتبع للموضات ،وتقليد للغرب وهو مايسمى ((بالتقليد الأعمى)) لاترى سافرة من السافرات إلا وترها تهرع وسط الأسواق تركض لتتبع الموديلات وآخر صيحات الموضة،قد أنهكت جسدها وأتعبت نفسها فحسب بل زوجها ((المسكين))بالتكاليف الباهضة التي ليست في حاجتها،عجبا والله أين هم عن قول الله جل جلاله((ولباس التقوى خير لباس))فقد أمتن الله تعالى على عباده بما جعل لهم من اللباس والريش وهم من التكميلات مما يتجمل به ظاهراُ((وقد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا))فلما كان حال كثير من الناس الاجتهاد في اللباس الظاهر على حساب اللباس الباطن نبه الله تعالى على ذلك فقال:((ولباس التقوى ذلك خير))وهذا من أعظم المقامات وأهمها فالله جمع لنا بين الزينتين الزينة الظاهر وهي اللباس والزينة الباطنة وهي لتقوى وأخبر سبحانه بأفضل الأمرين وهو التقوى فقوله((خير))أي أفعل للتفصيل حذفت ألفه للتخفيف،
فينبغي لكل واحد منا أن يجتهد في إصلاح الباطن والله يتولى تيسير إصلاح الظاهر قال تعالى))ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)) سئل الربيع بن هيثم فقيل له:مخرجاً من ماذا؟ فقال: من كل ما ضاق على الناس أ.هـ.
فعلينا تكريس الجهود لتحقيق اللباس الباطن لأته إذا تحقق تيسر لباس الظاهر ولذلك قال الشاعر:
بتقوى الله نجا من نجا وفاز وصار إلى مارجا
فعلى الإنسان العاقل أن يصلح من سريرته ويجتهد في ذلك والله يتولى إصلاح علانيته، وهذا من فضل الله سبحانه علينا أن كلفنا بجانب وتولى الاهتمام بجانب آخر،ومن الملاحظ أن الإنسان يجتهد في إخفاء العمل السيئ سعيا وراء إصلاح الظاهر لكن يأبى الله إلا أن يظهر مايبطنه العبد داخل قلبه كما جاء عن عثمان بن مرفوعاً قال ((ماأسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها إن خيراً فخير وإن شراً فشر)).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم((لو أن أحدكم يعمل في صخرة صماء ليس لها باب ولاكوه لخرج عمله للناس كائناُ ماكان))
إذن إصلاح القلب أمر مهم للغاية فهو ملك الأعضاء لذلك عندما يتوقف تتوقف الحياة معه،كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث النعمان بن بشير وفيه((ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب))متفق عليه.

فالقلب هو الذي يقود الرعية فإذا كان الملك صالحاً كانت الرعية صالحة فعلينا أن نطهر قلوبنا من أمراض القلوب من الرياء والسمعة والتفكير حتى في المعاصي، إصلاح القلب يكون مع الله أولا ثم مع جميع الناس،

منقوووول لتعم الفائدة



توقيع فاطِمة
فاطِمة غير متواجد حالياً