عرض مشاركة واحدة
قديم 12-08-08, 05:46 PM   #4
إيمان مصطفى عمر
|مديرة معهد العلوم الشرعية|
Icon59 * , الشريط الثاني -- الوجه الثاني , *



بسم الله الرحمن الرحيم

وهذه لا شك انها محنة عظيمة , حصلت من أجل هذه القصة .
الحاصل ان إفشاء السلام الاصل فيه انه عام , ولكل أحد من المسلمين , الا من جاهر بمعصية , وكان من المصلحة ان يُهجر فيُهجر .
أما غير المسلمين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام .
فيحرم علينا ان نبدأ اليهود والنصارى ومن سواهم أخبث منهم أن نبدؤهم بالسلام .
أما إن سلموا نرد عليهم , لقول الله تعالى :
وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها .
فإذا قالوا : السلام عليكم , فنقول :وعليكم
لان النبي وضح لنا بأنهم يقولون : السام عليكم , لذلك نحن نرد عليهم بقولنا وعليكم .
كما جاء مصرحا به في حديث عبد الله بن عمر : قال إن أهل الكتاب يقولون السام عليكم
فإذا سلموا فقولوا : وعليكم .
طيب ما يستثنى من ذلك شئ آخر ؟؟
أقصد الطلبة بعضهم مع بعض .
يعني الطالب لا يفشي السلام مع إخوانه وزملائه , لأن القلوب سليمة , والسلام تحية وبشاشة ,
وتقبل وقبول , يعني يغني ما في القلوب عن التعبير , فلا حاجة لذلك .
ما تقولون في هذا الاستثناء ؟
نعم هذا استثناء باطل ,
الطلبة فيما بينهم أحق الناس بإفشاء السلام .
أيضا عند بعض الناس : يستثنى من إفشاء السلام
من خالفك في المنهج ووافقك في الهدف
الآن يوجد زمر من الناس ينتمي الى جماعة دون أخرى , لكن لا يتأنى بعضهم ان يسلم على بعض , بل بالعكس , هم متناحرون , والعياذ بالله , بالألسن بل وربما بالسوف , والله أعلم
يسبوا بعضهم بعضا وينكروا بعضهم بعض , وبعضهم يمضي أوقاتا طويلة في مجالس عديدة للقدح بالطائفة الأخرى , مع أن الهدف واحد , كل منهم يريد الوصول الى تحقيق العبادة والى الإقبال على الله , وبما يكون هناك من اهل البدع المنصرفين بمخالفة السنة , من لا يتكلمون عليهم , وهذه محنة لمسناها في بعض الزمر , التي كل منها تنحاز الى منهج معين ,فتجد بعضهم يغلِّب بعضا , وهذه محنة .
فمثل هذه الزمر يجب ان يسلموا على بعضهم البعض , وان ينصحوا بعضهم بعضا , وان يبين كل واحد لأخيه فيما هو مخطئ فيه , لتأتلف القلوب .
اما ان تضرب القلوب بعضها ببعض من أجل اختلاف في المنهج , مع اتحاد في الهدف , فهذا أمر عظيم .
المتن :
وعليه فتنكب (خوارم المروءة)، في طبع، أو قول، أو عمل، من حرفة مهينة، أو خلة رديئة، كالعجب، والرياء، والبطر، والخيلاء، واحتقار الآخرين، وغشيان مواطن الريب.
شرح الشيخ : لما ذكر انه على طالب العلم ان يتحلى بالمروءة ,قال تنكَّب خوارم المروءة :أي أبعد عن خورام المروءة , في طبع او قول او عمل : أي حاول أن تكون طباعك ملائمة للموضوع , ومن المعلوم أنه ليس التكحل في العينين كالكحل ,وليس التطبع كالطبع , لكن الانسان مع ممارسة الشئ ربما يكون الكسب غريزة , والتطبع طبيعة , والا لو حاول الانسان ان يظهر من الاخلاق ما ليس فيه وهو ليس كذلك فإنه سيجد صعوبة , لكن مع التمرن تحسن الحال . وهذا مُجرب , فقد سمعنا عن بعض الناس الذي كان بعيدا عن العلم وله أخلاق سيئة , ولما منَّ الله عليه بالهداية وطلب العلم صات أخلاقه طيبة , لأنه مرن نفسه على هذه الأخلاق حتى صارت كأنها من طباعه وغرائزه .
قوله من حرفة مهينة , او خلة رديئة : الخلة هي الخصلة , والحرفة هي كل ما يحترف به الانسان من عمل .
ثم ضرب لذلك أمثلة بقوله كالعجب , أن يعجب الانسان بنفسه , فإذا استنبط فائدة قال : ماشاء الله أنا استنبطت هذه وما احد استنبطها غيري , ثم أٌعجب بنفسه , ورأى نفسه كبيرا وانتفخ .
أما الرياء أن يرائي الناس ويتكلم بالعلوم أمامهم حتى يروا انه عالم فيقال : هذا عالم .
البطر هو رد الحق , وهذه تحصل في المجادلات والتعصب لرأي من الآراء , او لمذهب من المذاهب , تجده يجادل ما يسمع ويرد الحق لأنه خلاف ما يقول .
الخيلاء هي نتيجة العجب , يظهر نفسه بمظهر العالم الواسع العلم , ومن ذلك أن يكون للعلماء في بلد ما زيُّ خاص بهم ؟ فيأتي المبتدئ ويلبس لباسهم ليقال أنه من كبار العلماء , هذا من الخيلاء
ايضا احتقار الآخرين , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الكبر بطر الحق وغمط الناس .
وأيضا غشيان مواطن الكبر .
رحم الله امرء كف الغيبة عن نفسه , والرسول صلى الله عليه وسلم أطهر الخلق , قال للرجلين الأنصاريين وهو مع زوجه صفية رضي الله عنها , قال لهما : انها صفية .
هذا رسول الله فكيف بغيره .
الحاصل لا تثق بنفسك وتقول ان الناس لن يظنوا بي شيئا , فأنت وإن كنت عند الناس بهذه المثابة , لكن الشيطان يلقي في القلوب الشر والظن , فيتهموك مما أنت منه برئ , فتجنب مواطن الريب حتى تسلم من النميمة .
والأنفة غير الكبرياء ,يعني ان يأنف الانسان من الأشياء المهينة التي توجب طاعته عند الناس لكن بدون كبرياء
العزة غير الجبروت : أن يكون عزيز النفس , قويا لكن من غير جبروت , بمعنى أن لا يذل أمام خصمه , عند مناظرة أو غيرها , بل يتصور أنه غالب , لكن من غير أن يؤدي ذلك الى الجبروت , ويصير خلقا ذميما . عكس ذلك من كان ذليلا حتى لو كان عنده علم لا يستطيع ان يناظر او يجادل , فتجده يُهزم حتى في مواطن الحق التي أصاب فيها .
الشهامة غير العصبية : يكون الانسان شهما لكن من غير عصبية , لا يقول انا من القبيلة الفلانية ولي شهامة ,, انا من تميم او انا من قريش او كذا او كذا ....
الحمية غير الجاهلية : ان يكون انسان عنده حمية وغيرة , لكن في الحق لا في الجاهلية .
المتن :
9" - التمتع بخصال الرجولة:
تمتع بخصال الرجولة، من الشجاعة، وشدة البأس في الحق، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.
وعليه، فاحذر نواقضها، من ضعف الجأش، وقلة الصبر، وضعف المكارم، فإنها تهضم العلم، وتقطع اللسان عن قوله الحق، وتأخذ بناصيته إلى خصومة في حالة تلفح بسمومها في وجوه الصالحين من عباده.
شرح الشيخ: هذا تكميل للأول لأن التمتع بخصال الرجولة من المروءة بلا شك , اذا أنزل نفسه منزلة الرجال الذين هم رجال بمعنى الكلمة , فإنه سوف يتمتع بما ذكره الشيخ , الشجاعة وشدة البأس في الحق , ، ومكارم الأخلاق، والبذل في سبيل المعروف، حتى تنقطع دونك آمال الرجال.اي حتى لا يسبقك أحد على هذه الخصال .
فالشجاعة والإقدام في محل الإقدام , ولزم أن يسبق ذلك الحنكة والتفكير
ولهذا قال التنبي :
الرأي قبل شجاعة الشجعان هو أول وهي المحل الثاني
فإذا هما اجتمعا بنفس الكرة بلغت من الياء كل أماني
فلابد من رأي , لأن الاقدام من غير رأي تهور , وتكون نتيجته عكس ما يريده .
كذلك شدة البأس في الحق ,بحاجة ان يكون فيه صادق وصابر على ما يحصل من أذى .
مكارم الأخلاق سبق الكلام عليها وانها تشمل كل خلق كريم يحمد الانسان عليه , البذل في سبيل المعروف يشمل بذل المال والجاه والعلم , وكل مايبذل للخير في سبيل المعروف . وكل مايبذل في سبيل المنكر فهو منكر , والبذل فيما هو ليس معروف ولا منكر فهو إضاعة الوقت أو من إضاعة المال .
يتبع >>>>>



توقيع إيمان مصطفى عمر
إيمان مصطفى عمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس