عرض مشاركة واحدة
قديم 28-08-08, 03:06 AM   #73
راجية عفو الرحمان
~مشارِكة~
c5

[rams][flash][/flash][/rams]وصية الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حبه عائشة ان تدعو الله :(اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عني.)في رمضان خاصة.فما معنى اسمه تعلى*العفو*؟؟ -المعنى اللغوي:
قال في اللسان:«(العفوُّ) وهو فعول من العفو وهو التجاوز عن الذنب وترك العقاب عليه، وأصله المحو والطمس وهو من أبنية المبالغة، وكل من استحق العقوبة فتركتها فقد عفوت عنه... مأخوذ من قولهم عفت الرياح الآثار إذا درستها ومحتها»
- المعنى في حق الله تعالى:قال الخطابي رحمه الله تعالى: « (العفُوُّ) وزنه فعول من العفو، وهو بناء المبالغة، والعفو: الصفح عن الذنوب، وترك مجازاة المسيء، وقيل: إن العفو مأخوذ من عفت الريح الأثر إذا درسته، فكأن العافي عن الذنب يمحوه بصفحه عنه». وقال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في نونيته:
وهو العفو فعفوه وسع الورى .......... لولاه غار الأرض بالسكان
وقال الشيخ السعدي - رحمه الله تعالى - في شرحه للبيت السابق في نونية ابن القيم: «وأما العَفُوُّ: فهو الذي له العفو الشامل الذي وسع ما يصدر من عباده من الذنوب؛ ولا سيما إذا أتوا بما يوجب العفو عنهم من الاستغفار والتوبة والإيمان والأعمال الصالحة، فهو سبحانه يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، وهو عفوّ يحبُّ العفو، ويحبُّ من عباده أن يسعوا في تحصيل الأسباب التي ينالون بها عفوه؛ من السعي في مرضاته والإحسان إلى خلقه، ومن كمال عفوه أنه مهما أسرف العبد على نفسه ثم تاب إليه ورجع غفر له جميع جُرْمِه. من آثار الإيمان بأسمه سبحانه العفو: - - أولاً: محبة الله - عز وجل - وحمده وشكره على رحمته لعباده وغفرانه لذنوبهم، وهذا الأثر يثمر في قلب المؤمن توقي معاصي الله تعالى قدر الطاقة، وإذا زلت القدم ووقع المؤمن في الذنب فإنه يتذكر اسمه سبحانه الغفور والغفار فيسري الرجاء في قلبه ويقطع الطريق على اليأس من رحمة الله تعالى ويحسن الظن بربه الذي يغفر الذنوب جميعًا.
-ثانيًا: فتح باب الرجاء والمغفرة للشاردين عن الله تعالى والمسرفين على أنفسهم بعظائم الذنوب. - ثالثًا: الإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات لأنها من أسباب الحصول على مغفرة الله تعالى للسيئات السالفة.(واتبع السيئة الحسنة تمحها). - رابعًا: إن كونه سبحانه عفوا لا يعني أن يسرف المسلم في الخطايا والذنوب ويتجرأ على معصية الله تعالى بحجة أن الله غفور رحيم، لأن المغفرة لا تكون إلا بشروطها وانتفاء موانعها. -خامسًا: سؤال الله - عز وجل - بهذا الاسم الكريم مغفرة الذنوب ووقاية شرها، لأنه سبحانه وحده الذي يملك غفران الذنوب، ولا يملك ذلك أحد سواه، وما أكثر الأحاديث التي تحث على أفضلية الاستغفار وما أكثر الأدعية النبوية التي فيها الاستغفار، ومن أشهرها سيد الاستغفار المذكور والذي منه: (... وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) ، ولما سأل أبو بكر الصديق الرسول صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به في صلاته قال: قل: (اللَّهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم) - سادسًا: مجاهدة النفس على التخلق بخلق الصفح عن الناس وستر أخطائهم وعوراتهم والاهتداء بهدي القرآن الكريم الذي يأمر بالعفو عن الناس ومقابلة السيئة بالحسنة.
راجية عفو الرحمان غير متواجد حالياً