فوائد المقرر الخامس عشر :
رحمة رسول الله صلي الله عليه وسلم وعفوه عمن أساء اليه:
لما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء لقيه ابن عمه أبو
سفيان ابن الحارث وابن عمته عبد الله بن أبي أمية، فأعرض عنهما،
لما كان يلقاه منهما من شدة الأذي والهجو، فقالت له أم سلمة: لا يكن
ابن عمك وابن عمتك أشقي الناس بك. وقال على لأبي سفيان بن
الحارث: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وجهه، فقل له
ما قال إخوة يوسف ليوسف: {قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا
لَخَاطِئِينَ} [يوسف:91]، فإنه لا يرضي أن يكون أحد أحسن منه قولاً.
ففعل ذلك أبو سفيان، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قَالَ لاَ
تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}.
2- أسلوب رقيق في الدعوة الي الله :
لما دخل ابو سفيان علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال له :- (
ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟) قال: بأبي
أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك؟ لقد ظننت أن لو كان مع الله
إله غيره لقد أغني عني شيئاً بعد.
قال: (ويحك يا أبا سفيان، ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟)، قال:
بأبي أنت وأمي، ما أحلمك وأكرمك وأوصلك: أما هذه فإن في النفس
حتى الآن منها شيء. فقال له العباس: ويحك أسلم، واشهد أن لا إله إلا
الله، وأن محمداً رسول الله، قبل أن تضرب عنقك، فأسلم وشهد شهادة
الحق.
|