بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشدا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ )
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً )
أما بعد،
ضمن دروس العقيدة وضمن دروس شرح القواعد الأربع فهذا هو الدرس الثاني والأخير من هذه الدروس
نسأل الله عز وجل أن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح والرزق الطيب
وانتهى بنا الحديث في الدرس الأول عن المقدمة والقاعدة الأولى واليوم نبدأ بالقاعدة الثانية فقال المصنف رحمه الله :
أُنَّهُمْ يَقُولُونَ: مَا دَعَوْنَاهُمْ وَتَوَجَّهْنَا إِلَيْهِمْ إِلا لِطَلَبِ الْقُرْبَةِ وَالشَّفَاعَةِ، فَدَلِيلُ الْقُرْبَةِ؛ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾ . وَدَلِيلُ الشَّفَاعَةِ، قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَـؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللّهِ ﴾.
هذه القاعدة الثانية أراد المصنف رحمة الله تعالى عليه فيها أن يبين ما يحتج به أهل الشرك على شركهم وهذه الحجة متكررة وليست جديدة فكل الذي صرفوا شيئًا من العبادة التي لا تجوز إلا لله عز وجل احتجوا بقولهم هؤلاء أولياء الله هؤلاء نرجو أن يقربونا إلى الله هؤلاء نرجو شفاعتهم يوم القيامة فأراد المصنف رحمه الله أن هذه حجتهم وأنها باطلة وذكر الأدلة على بطلانها وأن هذا هو عين الشرك فقال رحمه الله في القاعدة : ( أنهم يقولون ) أي المشركين الذين سماهم الله مشركين وحكم بخلودهم في جهنم أنهم يقولون حينما يُنصحون ويًحذرون يقولون ما دعوناهم أي ما استغثنا بهم وتوجهنا إليهم إلا لطلب القربة والشفاعة أي أن يشفعوا لنا عند الله لا أنهم أربابًا ينفعون أو يضرون فكأنهم يقولون نحن نعلم أن هؤلاء الأولياء نعلم أنهم لا يخلقون ونعلم أنهم لا يرزقون ونعلم لا يحيون ولا يميتون لكن نتقرب إليهم لطلب القربة والشفاعة هذه حجتهم وقعوا بالشرك عن طريق أو اعتقادهم بأذيال الشفاعة الباطلة المنتفية لطلب القربة والشفاعة ، القربة : كأن يريدوا أن يتوسطوا لهم في الأمور الأخروية حتى يكونوا قريبين من الله في الآخرة كان يأتوا لصالحين ويقولون لهم اشفعوا لنا عند الله أن يغفر لنا أوأن يدخلنا الجنة أو شفاعة كأن يأتوا إلى الأولياء ويقولون لهم اشفعوا لنا عند الله أن يرزقنا في الدنيا أو أن يهب لنا أولادًا أو يكشف ما بنا من ضر فهذا عين الشرك فهذا شرك وهذه حجة أهل الشرك ولذلك لو تسأل قبوري من القبوريين يقول نفس الكلام يقول أعلم أنه لا يخلق وأعلم أنه لا يميت وأعلم أن ربي الله وأن إلهي الله لكن هذا أتقرب إليه أو أتوسل إليه ليقربني إلى الله قربة وشفاعة وهذا كما قلنا شرك وعين الشرك وهذا عدم إخلاص العبادة لله عز وجل يقول المصنف في الدليل : فدليل القربة قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ﴾
يقول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَآء ) أي يتولونهم بعبادتهم ودعائهم هؤلاء اعتذروا عن عبادتهم بقولهم : ( مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) يعني خطوة ومنزلة عند الله أي لترفع حوائجنا لله وتشفع لنا عنده وإلا فنحن نعلم أنها لا تخلق ولا ترزق ولا تملك من الأمر شيئًا ، قال الله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ ) فكفرهم الله عز وجل بهذا الطلب .
|