بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*
ما هي الحكم والعبر التي ذكرها الشيخ خلال تفسير قوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)؟
ذكر الشيخ فى سياق الآية :
1-
ذرأنا : أى خلقنا ، أى أنه من خلق الله من هو مخلوق للنار ..و مكتوب عند الله من أهل النار ، و ليس ذلك بظلم من الله -حاشاه- بل هو بما كسبت أيديهم ، من ظلم و فساد و كفر و إعراض عن آيات الله
وقد ذكر الله الأسباب التى أودت بهم إلى ذلك المصير المهلك -عافانا الله و إياكم- فلهم قلوب لا يفقهون بها ..أى لا يتدبرون و لا يفهمون بها ... و لهم أعين لا يبصرون بها ..أى لا يبصرون الحق و الصراط القويم بها ، و إن أبصرت الماديات و المحسوسات ... و لهم آذان لا يسمعون بها .. لا يسمعون الحق بها ، حتى إن سمعوا الاصوات و الموجات بها .
2-
أنه لأدرك نعمة هدى الله لى إلى الطريق المستقين ، فلابد أن أعرف مافيه الآخرون من ضلال و هوى ، و ما سيصير إليه حالهم ، فلا أحزن إذا فاتنى شئ من الدنيا ، فبرغم أن الله قد يعطى الكافر جمال الشكل و الصحة و العافية و الغنى و غيره .. إلا أننى أدرك أنه مبتلى فى قلبه الذى لا يفقه و فى عينه التى لا تبصر و فى أذنه التى لا تسمع .
*لماذا يجب علينا أن ندرك معنى الحياة الدنيا والحياة الآخرة بمفهوم القرآن؟
لأن إدراك معنى الحياة الدنيا و الحياة الآخرة بمفهوم القرآن ، هو الفيصل فهم الحياة كما يراها الكافر ، أو المؤمن ضعيف الإيمان ...و بين المؤمن الحق .
ف
المؤمن يدرك أن الحياة الدنيا دار عمل .. فحتى و إن رزق فيها الخير و السعادة ،فما هى بالخالدة .. فلا هناء و لا سعادة إلا بالرضى بما قسم الله لى .. و أملى فى حياة الاخرة يجعلنى سعيدا قرير العين فلى الاحسن و الابقى ... فبذلك أعيش الدنيا سعيدا هانئا ، و أرجو الاخرة سعيدا مكرما إن شاء الله .
أما
الكافر .. فما الحياة عنده إلا الدنيا .. إن أعطى منها رضى ، و إن لم يعطى منها إذا هو ساخط ناقم ، تعيس شقى ... فلا فهم عنده إلا بالماديات ، و لا بصر عنده إلا بالمرئيات و لا سمع عنده إلا للصوتيات ،أما ما وراء ذلك من رقى فى الفهم و السمع و البصر فهو منها بمنأى و لذلك كانت حياة حياته دونية تعيسة ، و فى الآخرة شقاء و عذاب .
و أما
المؤمن ضعيف الايمان ... فهو فى حيرة من أمره ، لا إلى هؤلاء ، فسعيد هانئ ..و لا إلى هؤلاء فتعيس بائس ، فهو حائر بين هذا و ذال و حاله تارة بين هذا و ذاك .. و ما ذاك إلا لقصور فى فهمه ، و صراع بين نفسه الامارة بالسوء و نفسه الامارة بالخير .
*ما هي الفوائد المستخلصة من تفسير قوله تعالى (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)؟
1-
حقيقة أن الكتاب منزل من عند الله ... و بالتالى إتباعه فيه الهداية و الرشد ، و اليقين بأنه سبيل لإخراجنا من الظلمات إلى النور ..و بالتالى دافع لنا لإقتداء نهجه و العمل بما فيه ، و فهمه على الوجه الذى طلب الله منا .
2-
هذا الكتاب متشابها مثانى ... أى يكرر بعضه بعضا ، و إنأتى باسلوب بغير الاسلوب ، فإن لم يدخل لنا فهمه من هذا الاسلوب ، دخل لنا من ذاك ... فتارة يأخذنا بالترغيب و تارة بالترهيب ..و تارة بالوعد و تارة بالوعيد .. و هكذا .
3-
تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم لذكر الله ... فهذه مرحلتين لتدبر القرآن .. فالأول انه يأخذنا الوعيد و الانذار فى الايات فيكون أخذنا للقرآن على سبيل الرهبة و الخوف .. ثم عندما نتعمق أكثر و ندرك حقيقة القرآن و نعرف الله أكثر ..تأخذنا خشيته ، فتلين جلودنا و قلوبنا إلى ذكره ... و نبدأ فى الحياة فى ظلال القرآن .
4-
ذلك هدى الله يهدى به من يشاء ... يهدى به من علم منه السمع و الطاعة ، و سعى فى سبيل الله لينال حظه من فهم القرآن .. فأولئك الذين يمن الله عليهم بالهداية لما علم منهم من صدق النية و العزم .
5-
و من يضلل الله فما له من هاد ... يضل به الذين يعرضون عن آياته ، و يصدون عنها .. فلا رغبة لهم إلى هداية أو اتباع للحق ، فكانوا أهلا لأن يضلهم الله ، عافانا الله و إياكم
جعلنا الله و إياكم من أهل القرآن و من أهل فهم القرآن
خالص حبى لكن
