جُهدٌ لا يُنسى
|
تفريغ الجزء الثالث من الشريط الثاني ...
اخواتي الحبيبات : صبح تنفس , ولؤلؤة الجزائر .. مااااا شاء الله عليكن سبقتوني ^_^
بوكت جهودكن وهممكن عزيزاتي ..
وإليكم تفريغ الجزء الثالث :
.................................................................
فقال الله{ نزل أحسن الحديث } هذا الكتاب أحسن الكتب وأحسن الكلام , وأجمل كلام وأعظم كلام , أصفاه الله عز وجل ليجعله منزلا على محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغه إلى أمته , فله منة عظيمة سبحانه وتعالى علينا نحن أن جعلنا من أمة القرآن , غيرنا هل هن من امة القرآن ؟ لأ . من قبلنا كانوا من أي أمة ؟ من امة التوراة والإنجيل والزبور , من امة صحب إبراهيم وموسى , أما نحن فمن امة القرآن , أليست هذه منة علينا جميعا ؟ بل هي منة أيها المؤمن لو أدركت هذا لعلمت عظم منة الله عز وجل عليك أن جعلك من امة محمد صلى الله عليه وسلم .
تصور يا أخي أنك لست من امة محمد صلى الله عليه وسلم , وأن الذي انزل عليك هو كتاب التوراة أو الإنجيل , هل كان هذا كذاك ؟؟؟ أبدا , أبدا ليس هذا كذاك .
التقيت مرة برجل نصراني لا يؤمن بالإسلام , وإنما يخبر عن نفسه انه نصراني ولكنه يقول أنه موحد , نصراني لكنه موحد أي لا يؤمن بالتثليث , فناقشته وحاورته لعله ينتقل من النصرانية إلى الإسلام , فكان مما قلا بعد ان تكلمت معه قلت : أريد أن أصل أنا وإياك إلى حقيقية ثابتة استطيع أن انتقل بعد ذلك من خلالها إلى الحجة التي تليها ثم التي تليها حتى نصل إلى حقائق يجب علي وعليك أن نصير إليها , فقلت له وكنت أظن إنني بحاجة أن ابدأ في قضية الوجود , وان الله سبحانه موجود وانه واحد ثم انه لابد أن يهدي الخلق بكتاب ويرسل إليهم الرسل فقطع علي الأمر مباشرة قال :
يا أخي أنا بقولك أمر (وكان من بلاد الشام) أنا }أؤمن بأن هذا القرآن هذا الكتاب هو من عند الله عز وجل , قلت : عجبا لك , ليش تؤمن هذا الإيمان ؟؟؟ قال : بأقول لك شي احجب من هذا , والله ما نمت ليلة واحده حتى أقرا وجه من القرآن !!! قلت : ليش ؟ قال : يا أخي هذا الكتاب عجيب غريب , عندما تقرأه كأنك تقرا تحفة أدبية رائعة , تقرا كلام عالي ليس ككلامنا نحن ,, أنا عندي نسخ كثيرة من الإنجيل من أكثر من 3 سنوات ما فتح الإنجيل ولا قرأت فيه صفحة واحدة , أما كتابكم هذا القرآن فو الله ما أذكر أني منذ عرفت القرآن استمعت إليه مرة , كنت أنا في شركة فصلوا وأخذ الإمام يقرأ , فقلت : ايش هذا الكلام ؟ فطلبت نسخة منه قال لي واحد : لأ أنت كافر ما نعطيك نسخة , فقلت : بأحصل عليه بأحصل عليه بالطيب بالغصب بآخذ نسخة من هذا الكتاب , هذا الكتاب مو خاص فيكم هذا لكل الناس ,, يقول : حصلت نسخة من القرآن بالفعل , و والله من حين حصلت عليها وأنا أقرأ هذا القرآن كل ليلة قبل أن أنام ...
ليش ؟؟ أدرك حقيقة القرآن .
يقول : قرانا كتب كثيرة ما وجدنا مثل هذا الكتاب , اطلعنا على كتب أدباء ما لهم حد ما اطلعنا على مثل هذا الكلام الذي في القرآن ..
ويحكي لي مرة يقول : جاءنا مسلم وكنا في عزاء فقلنا للمسلم : لعلك تقرأ علينا شيء من القرآن , يقول : فأخذ يقرأ وكانت زوجتني حاضرة لا تدري ماذا يقرأ هذا الشخص , فلما دخلنا فيقول : قلت لها : استمعتي للكلام ؟ قالت : قالت أي , لكن هذا المسلم ايش كان بيقرأ , قلت : ليش تسألي ؟ قالت : الكلام غريب جدا , أسلوبه راقي جدا , القصص اللي بيحكيها رائع وأسلوب العرض رائع , الكلام اللي بيأمر فيه وبيقوله كلام حلو جدا الحوار الذي بنفس الكلام عجيب جدا حوار يشدك مالك مخرج منه .. , فيقول : وأخذت تتكلم وأنا ساكت تركتها تتكلم عن هذا الآيات اليسيرة اللي سمعتها , فلما انتهت قلت : هذا هو القرآن . قالت : القرآن اللي عند المسلمين !!!!هذا هو ؟؟؟ قلت : نعم هذا القرآن اللي عند المسلمين , قالت : سبحان الله اش هذا ...
إذا أنا أريدك أيها المؤمن أن نعيش مع القرآن أن تدرك عظمة هذا القرآن , ولهذا هنا قال الله عز وجل { الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم } متشابه , تدري ليش متشابه أيها المؤمن ؟ القرآن جاء بحقائق ليست كثيرة جدا لكنها واضحة معروفة محصورة , فهو متشابه , تأتيك حقيقة التوحيد مثلا فترد عليك في سورة الإخلاص { قل هو الله أحد * الله الصم * لم يدل ولم يولد } طيب جاءنا في سورة الإخلاص الكلام عن التوحيد , يأتيك التوحيد مرة أخرى لكن بصفة ثانية , مثاني , بطريقة أخرى , تقرا مثلا { قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون } فهناك الكلام عن توحيد الله عز وجل , هنا الكلام عن نفي الشريك مع الله عز وجل , ثم تأتي إلى سورة ثالثة تتكلم عن التوحيد كذلك لكنها بصورة أخرى , بأسلوب ثالث ورابع وخامس , يأتي الكلام عن التوحيد في قضايا كثيرة في كتاب الله عز وجل , من جهات كثيرة جدا يأتي الكلام عن التوحيد , بل في فاتحة الكتاب يأتي الكلام عن التوحيد بدا فيقول الله عز وجل { الحمد لله رب العالمين } قضية الربوبية والتوحيد .. فيأتي الكلام عن المسألة الواحدة متشابه من جهات كثيرة جدا , يأتي الكلام مثلا عن الإحسان لليتيم والمسكين والضعيف في كتاب الله عز وجل تأتي من جهات كثيرة متنوعة لا حد لها , فيأتيك مثلا يقول لك مثلا في سورة الماعون , ما أولها { أرأيت الذي يكذب بالدين * فذلك الذي يدع اليتيم *) انظر قليلا , أرأيت الذي يكذب بالدين , الكلام الآن في سورة الماعون عن ماذا ؟ عن الماعون , عن الإحسان إلى الناس , عن إعطائهم ما يحتاجون إليه مما هو زائد عن حاجتك , فضلة لا تحتاج إليها الآن ويحتاج إليها غيرك , فماذا تفعل ؟ ما الذي يجب عليك أن تفعله في مثل هذه المواقف ؟ لما أراد الله عز وجل أن يتكلم مع المسلمين في حقيقة ما يجب عليهم تجاه غيرهم ممن حولهم من الجيران والأهل والأصحاب والأحباب , شف البداية كيف جاءت ؟ أرأيت الذي يكذب بالدين ... الكلام عن ماذا ؟ عن التكذيب بيوم الدين يوم القيامة , شف كيف البدأ الشديد الصعب العسر , من هو هذا يارب الذي يكذب بيوم الدين ؟ قال { فذلك الذي يدع اليتيم * ولا يحض على طعام المسكين } وش معنى يحض ؟ يحث . فالكلام لما أردا ان يتكلم عن إطعام المسكين وعن رحمة باليتيم بدأ بالبداية القوية { أرأيت الذي يكذب بالدين* فذلك الذي يدع اليتيم } وهذا متشابه مثاني , وتأتيك في آية أخرى { فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة * فك رقبة * أو إطعام في يوم ذي مسغبة *} تكلم عن الإطعام في يوم الجوع { يتيما ذا مقربة * أو مسكينا ذا متربة } إذ كان يتيم قريب لك أو مسكين بلغ من الأرض إلى أن وصل إلى التراب .
فانظر إلى كونه متشابه , يعرض القضية الواحدة من جهات متنوعة جدا , لأنه يريد من المؤمن أن يتصف بها اتصافا كاملا تماما , فإن لم تدخل عليه من هذه الجهة دخلت عليه من الجهة الأخرى , فغن لم تأتيه من باب مكارم الأخلاق جاءته من باب الوعد , عن لم تأتيه من باب الوعد جاءته من باب الوعيد , وهكذا { متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلوده وقلوبهم إلى ذكر الله } هذا هو موقف المؤمن الذي يريد ان يعيش مع القرآن , إذا أردت أن تكون عائشا مع القرآن , أنت في طور حياة كلها من القرآن كما وصف الله عز وجل { تقشعر منه جلود الذي يخشون ربهم } فعند تلاوة آيات الكتاب يكون عندك ماذا ؟ الجلد فيه قشعريرة مع آيات الكتاب , فيه خوف , لما تسمع هذه الآيات والمتكلم بها هو الله عز وجل { تقشعر منه جلود الذي يخشون ربهم } طيب إذا اقشعرت لأنه جاءت آيات الوعيد الشديد بذكر النار , بذكر الأهوال والعذاب الشديد , بعد ذلك ماذا يكون من حال هذا المؤمن { ثم تلين جلوده وقلوبهم إلى ذكر الله } انظر في الآولى ذكر الجلود فقط القشعريرة الخاصة بالجلود , أما بالنسبة ليونة القلب مع آيات الرجاء فجاء الكلام عنه { ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله } الآيات التي فيها رجاء , فيها وعد برحمة الله عز وجل , وبجنته سبحانه وتعالى { ذلك هدى الله يهدي به من يشاء ومن يضلل الله فماله من هاد } انظر إلى هذه الحقيقة الجميلة في هذه الآية , هذا هو هدى الله , { ذلك هدى الله } أي الذين تلين جلودهم وقلوبهم لذكر الله عز وجل , وتقشعر وتفرح وتحزن للوعد والوعيد هؤلاء الذين هداهم الله { ذلك هد الله يهدي به من يشاء من عباده } أما الفئة الأخرى من الناس ما صفتهم وما حالهم ؟ قال الله عز وجل في هذه الآية { ومن يضلل الله فماله من هاد } إذا
هما طريقان ما للمرء غيرهما ***** فنظر لنفسك ماذا أنت تختار
نعم أيها المؤمن أنظر لنفسك ماذا أنت تختار , أسال الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا من أهل هداه وأن لا يجعلنا من أهل الضلالة , برحمته وتوفيقه وتسديده , اللهم إنا نسألك علما نافعا وعملا صالحا , وقلبا خاشعا وإيمانا كاملا , ولسانا ذاكرا , وعينا من خشية الله دامعة , اللهم جميعا نسألك الفردوس الأعلى في جناتك جنات النعيم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ...
|