عرض مشاركة واحدة
قديم 23-10-08, 11:38 AM   #72
خادمة الذكر الحكيم
|نتعلم لنعمل|
a فوائد الدرس الثالث

***ما هي اللبنة الأولى لتشييد بيت في أرض القرآن؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل من كتاب الله عز وجل.

العلــــــــــم : بدليل قوله تعالى في كتابه العزيز " {اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق } إلى قوله : { علم الإنسان ما لم يعلم }" فكانت هذه الأيات أول ما نزل على النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لتشييد بناء هذه الأمة , وقوله (إقرأ) المقصود هنا تحصيل العلم لأن القراءة وسيلة لتحصيل العلم فأعظم قاعدة في هذه الأمة هي العلم , وقال "باسم ربك" فالباء هنا للإستعانة أي أن الله أمر نبيه أن يستعين بالله في طلب العلم النافع وتحصيله , فأول ما ينبغي للمؤمن أن يبدأ بطلب العلم فبدون العلم لا يستطيع أن يبني بيتا من القرآن.

وقد كررت كلمة إقرأ في الآيات مرتين وكذلك كلمة علم مرتين , وذلك دليل صريح على أهمية العلم في الوصول إلى بيت على أرض القرآن وحتى نعيش في ظلال القرآن , فمتى استعان المؤمن بالله تعالى على العلم فإن الله كريم وسيفيض عليه أنواعا من العلوم النافعة والمفيدة في الدنيا والآخرة.


***ما هي اللبنة الثانية لذلك البناء؟مع التوضيح.


الدعـــــــوة إلى الله وتبليغ العلم وأوامر الله جل في علاه وقد تبين ذلك في ثاني سورة نزلت على النبي الكريم وهي سورة المدثر , قال تعالى " ‏‏{‏يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ * وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ * وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ‏}.

يا أيها المدثر : هنا عتاب لطيف للنبي صلى الله عليه وسلم الذي تنزل عليه الوحي فشق عليه الأمر في بدايته , فكان الأمر ليس بالسهل , فكان هذا الخطاب بمثابة تنبيه بأنه ليس لمحمد صلى الله عليه وسلم وأمته بأن يدثرون ويختبأون ويتركون الدعوة .

قم فأنذر : قال له قم لأن هذا الخطاب لا يصلح وأنت جالس لأن من أراد أن يبلغ دعوة الله يجب أن يكون واقفا مستعدا لذلك.

وربك فكبر : يجب على المؤمن أن يعرف أن الله أكبر وأعظم وأجل من كل شئ وأنه محيط بكل شئ , فبذلك التكبير والإيمان سيبعد الناس عن شهواتهم وعن نفسهم الأمارة بالسوء , فيعلم أن الله معه فلا يخاف من أحد , فيجب أن يكون التعلق أولا وآخرا بالله .

وثيابك فطهر : ذلك مبدأ لكل داعية بأن يبدأ بنفسة فيطهرها من الشرك ومن كل شئ دنس ونجس , ويطهرها من كل الأخلاق الذميمة كالغيبة والنميمة وغير ذلك من كل ما هو سيء , وذلك حتى يتبعه الناس ولا يقدحوا به , وإضافة إلى ذلك يجب عليه أن يلتمس الطهارة في بدنه وثوبه من كل ماهو سيء , فيكون نظيفا من داخله وخارجه , أين ما نظرنا إليه نظيفا.

والرجز فاهجر : وهنا دعوة لهجر كل ماكان من القبح والبعد عن عبادة الأصنام والأوثان.



***ما هي اللبنة الثالثة لذلك البناء الجميل مع التوضيح؟

العبــــــــــــــــــادة : وهنا متمثلة بالعبادة المحضة وهي قيام الليل قال تعالى " يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * " فبعد الحصول على العلم ومن ثم الدعوة هناك مشاكل ومصاعب لا حد لها سيواجهها الداعية , قال النبي صلى الله عليه وسلم "أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل , يبتلى المرء على قدر دينه , فإن كان في دينه صلابة زيد له في البلاء"

فالمؤمن الداعية يحتاج إلى زاد يستعين به على ذلك الطريق الذي يحتف بالمصاعب وذلك الزاد هو عبادة الله وطاعته ومن هذه العبادات قيام الليل, فهذه عبادة سرية بين العبد وربه تعينه على مصاعب الدعوة إلى الله , فبالتزامه بالعبادة يستطيع أن يستمر في الدعوة بدون انقطاع ولا تعب حتى يسير على نهج الأنبياء , فيجب على الداعية أن يجمع بين اللبنات الثلاث العلم والدعوة والعبادة حتى تكتمل دعوته ويكون على نهج النبي صلى الله عليه وسلم.


***لماذا أمر الله عزّ وجلّ نبيه بقيام الليل في أوائل النبوة قبل الأمر بباقي العبادات؟

لأنه سيتحمل حملا ثقيلا ويواجه مصاعبا كثيرة في طريق الدعوة , فيحتاج بذلك إلى زاد وغذاء يعينه على مواجهة تلك المصاعب , فكان ذلك الزاد هو قيام الليل , قال تعالى "إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً "

"والحمد لله رب العالميـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن"

خادمة الذكر الحكيم غير متواجد حالياً