|نتعلم لنعمل|
|
تفريغ الشريط الثالث من الدقيقة الأولى حتى الثامنة
بسم الله الرحمن الرحيم
تفريغ الدرس الثالث """ كيف نبني بيتا على أرض القرآن"""
من الدقيقة الأولى إلى آخر الدقيقة الثامنة
الحمد لله رب العالمين , والحمد لله الرحمن الرحيم , والحمد لله مالك يوم الدين , والحمد لله الذي إياه نعبد وبه وعليه وحده نستعين , ثم أصلي وأسلم على حبيبنا ونبينا ومصطفى ربنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين , وسلم تسليما كثيرا.
تكلمنا في الحلقة السابقة عن الحياة في ضوء القرآن , ثم عن العيش مع القرآن , وكيف يكون الإنسان عائشاً مع كتاب ربه سبحانه وتعالى , ونريد الآن أن ننتقل إلى الهدف الثالث , وهو هدف مهم جدا , بل هو من الأهداف التي كانت هذه الدروس من أجلها , وكان المقصود من إقامتها أن نستطيع أن نبني بيتا في أرض القرآن .
الهدف الثالث هو : نريد أن نبني بيتا في أرض القرآن , هذه العبارة المقصود منها أن يكون لنا حياة وعيش وبناء في رياض كتاب الله سبحانه وتعالى , كيف يكون هذا ؟ نعم أيها المؤمن , حياتك من الممكن من أولها إلى آخرها , من حين أن تستيقظ في الصباح الباكر إلى أن تنام , بل من بعد أن تنام وإلى أن تستيقظ من نومك , من الممكن جدا أن تكون مع القرآن من أولها إلى آخرها , لــم ؟ وكيـــــف ؟ إذا بنيت بيتك على أرض القرآن , وإذا استعنت في بناء هذا البيت بالقرآن , وإذا أخذت في بناء هذا البيت بأدوات تستلهمها من القرآن , نريد هذا كله , نعم نريد أن تكون الأرض من كتاب الله عز وجل , قطعة من نور هذا القرآن الذي أنزله الله عز وجل على هذه الأرض , ونريد أيضا عندما نهمُ في البناء ونشرع في تشييَد هذا البيت المبارك , نريد أيظا أن نستعين على هذا البناء وفي تشييَده بكتاب الله عز وجل , فقواعده كلها من أولها إلى آخرها , من الممكن جدا أيَها المؤمن أن نأخذها من القرآن , وكذلك إذا أردنا أن نأخذ شيئاً مما يتعلق بهذا البناء و ولنضرب مثلا على ذلك ؛ بأحجاره وطوبه , بمناطه أي بالخلطة وكذلك ما يتعلق بدهانه , بزخارفه , بتذويقاته , كلها من أولها على آخرها , أيها المؤمن من الممكن أن تكون من كتاب الله عز وجل .
نعـــــم , تخيلوا هذا البيت قد بني في أرض القرآن , وقد شيَِد من القرآن , وقد جمَل وحسن من القرآن أيضا وهذا من الممكن , كيــــف ؟؟ هذا الذي نريد في الهدف الثالث أن نطمع إليه , ثم من خلال الوسائل المقررة في هذه الدروس أن نصل إليه , أريدك أن تطمع في هذا , وأن تعلم أنه من الممكن تماما أن تشيَد بناءا كاملا تاما رفيعا شريفا منيفا جميلا حسنا أبيضا , ولكنه من القرآن . كيف هذا ؟ سنأتي بإذن الله فيما نستقبل من الدروس .
ولكن دعني أضرب لك أمثلة أيها المؤمن أيها المبارك , يا قارئ القرآن , دعني أضرب لك أمثلة لهذا البناء , جاءت من كتاب الله عز وجل , بل كان القرآن هو الذي يهدي محمدا صلى الله عليه وسلم في تشييَد بناء هذه الأمة من أولها إلى آخرها .
نحن لا نستطيع أن نشيَد بناء لأمة محمد صلَى الله عليه وسلم من أولها على آخرها , فإنما كان هذا على يده صلوات ربي وسلامه عليه , ولكن من الممكن أن نساهم في تجديد بناء الأمَة , من الممكن أن نساهم في إصلاح الخلل والخطأ الذي يوجد حينا في بعض جدران ومنافذ بنيان هذه الأمَة , في هذا الجدار في هذا البنيَان العظيم هناك ولا شك أمور لا نرتضيها , ولا نفرح بها ونتمنى أن تزول , هناك أنواع من الأعطاب , أنواع من الخلل , أنواع من الكسور , أنواع من الشروخ في هذا الجدار العظيم , في جدار هذا البنيان المشيَد لأمَة محمد صلَى الله عليه وسلم , إذا أردنا أن نساهم في تصحيح وفي تقويم هذا البنيان , عندئذٍ يجب أن نكون أداة صحيحة سليمة في القدرة على تصحيح الأخطاء , وهذا لا يكون إلا من كتاب الله عز وجل , نأخذ أمثلة لننظر كيف ساهم هذا القرآن بل كيف أمر هذا القرآن نبي الهدى صلَى الله عليه وسلم بتشييد هذا البنيان .
خذ أول قاعدة أمر بها القرآن , في توجيهه الخطاب لمحمد صلَى الله عليه وسلم , وأريد منك أن تكون منفتح الذهن جداً في تصور هذه الحقائق , في تصور هذه الأوامر من القرآن , حينما تنزلت على خير البشر صلَى الله عليه وسلم , محمد صلوات ربي وسلامه عليه , لما تنزَل عليه القرآن , كان قبله كما ذكرنا لك , "ووجدك ضالا فهدى" , بعيدا عن نور القرآن , لما تنزل عليه القرآن أمره بأن يبدأ في تشييَد هذا البنيان العظيم , بنيان أمة محمد صلَى الله عليه وسلم .
فما هي الأوامر الأولى التي جاءت من القرآن على هذا النبي الكريم لتشييد هذا البنيان ، ما هي ؟؟ أنظر إلى أول سورة تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم وهي تعتبر اللبنة الأولى في تشييَد هذا البنيان , نعم هي اللبنة الأولى في تشييَد هذا البنيان العظيم الذي هو أعظم بناء شيده نبي صلوات ربي وسلامه عليهم أجمعين , لكل نبيَ بنيان , لكل نبي أمَة , دعاهم إلى الحق منهم من أجاب ومنهم من رد ورفض , وأمة محمد صلى الله عليه وسلم دعاها نبيها فاستجاب منها أمم وبقيت أيظا أمم لم تجب , فمن أجاب بيًن لهم صلى الله عليه وسلم هذا البنيان العظيم , فما هي اللبنة الأولى التي وضعها القرآن لتشييَد بنيان محمد صلَى الله عليه وسلم , هي أول سورة تنزلت على هذا النبَي الكريم , ما هي أول سورة ؟ سورة العلق. نعلم جميعا أن سورة العلق هي أول سورة تنزلت على محمد صلى الله عليه وسلم على الصحيح من أقوال أهل العلم لنقرأ أوائل سورة العلق , لندرك كيف كانت أول لبنة في هذا البنيان العظيم قال تعالى "{ اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم *الذي علم بالقلم *علم الإنسان مالم يعلم } (العلق:1-5) .
أنظر أيها المؤمن أيَها المبارك , يا من استمعت إلى هذه الآيات العظيمات , أنظر إلى أوائل الأوامر التي جاءت في هذه السورة , ولك أن تتخيل أن هذه أول آية استمعها محمد صلى الله عليه وسلم , وكأنها أول آية أيضا تستمع إليها أنت من كتاب الله عز وجل , لو كنت قبل ذلك لم تستمع إلى شيء من كتاب الله مطلقا ,أبدا ثم استمع إلى آية فإلى ماذا ستستمع ؟؟ ستستمع إلى قول الجبار سبحانه وتعالى " اقرأ باسم ربك الذي خلق .....................
عذرا طبعته على الوورد ومن ثم نقلته إلى المنتدى لأني لم أعرف كيفية إرفاقه بملف
التعديل الأخير تم بواسطة خادمة الذكر الحكيم ; 23-10-08 الساعة 06:17 PM
|