عرض مشاركة واحدة
قديم 24-10-08, 09:47 PM   #94
اريد رضى ربى
جُهدٌ لا يُنسى
افتراضي

اقتباس:
***ما هي اللبنة الأولى لتشييد بيت في أرض القرآن؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل من كتاب الله عز وجل.
اللبنة الأولى : وهى أول سورة نزلت على رسولنا الكريم صلوات ربى عليه وتسليما سورة العلق:
قال تعالى :[ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5}]
وهو أول أمر أُمر به صلى الله عليه وسلم وهى القرأة في " اقْرَأْ " لأن القرأة وسيلة في تحصيل العلم النافع وهى أول طوبة وضعت في تشيد هذا البنيان
" بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ "أي بتحصيل العلم النافع والباء هنا هي الاستعانة أي يستعين باسم الله عز وجل على تحصيل العلم النافع في دنياك وأخراك.
" اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3}" أي إذا استعنت بالله سبحانه وتعالى فسوف يُفيض عليك أنواعاً من العلوم النافعة الكثيرة أي كرم الله عليك سوف يكزن سبباً في تعلم أنواع كثيرة من العلوم ببركة الله عز وجل .
فقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى :" من فعل طاعة من الطاعات ثم لم يجد في قلبه أثر من الآثار فليراجع نفسه فإن الله كريم".أي أنك فعلت طاعة وكنت مخلصاُ لله عز وجل مقبلاً عليه فإنه لابد أن يثيبك الله أمراً أخر وطاعة أخرى ولذة ثالثة وسعادة رابعة لأن الله كريم
.

اقتباس:
***ما هي اللبنة الثانية لذلك البناء؟مع التوضيح.
اللبنة الثانية:وهى ثاني سورة نزلت على رسولنا الكريم وهى سورة المدثر قال تعالى:[ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ{1} قُمْ فَأَنذِرْ{2} وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ{3} وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ{4} وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ{5} وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ{6} وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ{7}]
وهنا يأمر الله سبحانه وتعالى نبينا بالأمر الثاني وهو بعد أن تتعلم يجب أن تنطلق على الدعوة أي تنطلق في أرض الله الواسعة وأن تبلغ دين الله للناس وأن تتبع نهج الأنبياء صلوات الله عليهم وتسليماته عليهم في أمرهم للناس ونهيهم الناس عمّا أمر الله به ونهيهم عمّا نهى الله عنه.
" يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ{1}" أصل الإدثار هو أن يأخذ الإنسان لحافاً يلتف به ويجمعه نفسه عليه لأنه خائف من شيء وهنا يوجد عتاب من الله يسير على نبيه لأنه شق عليه الأمر في بداية الدعوة أي ليس أنت يا محمد وليس أنتم يا أتباع محمد أن تتركوا الدعوة للناس .
" قُمْ فَأَنذِرْ{2}" جاءت قم قبل أنذر حتى يدل على أن النذر لا يكون بالجلوس أو الإضجاع ولكنه يكون بالوقوف مستعداً لتبليغ الدعوة .
" وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ{3}" وعلاقة هذه الآية بالآية التي قبلها أن الذي لا يعلم أن الله أكبر من كل شيء وأن الله أعظم من كل شيء حتى يمكن أن يبلغ رسالات الله سبحانه وتعالى لأنه يريد أن يصد الناس عن الضلالات والشهوات ويصنع حصن منيع بين قلوب الناس وشهواتهم وبهذا فسوف يواجه صعوبات كثيرة لأن هناك طواغيت وأناس ليصدونه فيجب أن تكون مكبراً لله عز وجل حتى تصمد في مسيرك في الدعوة وتبليغها .
" وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ{4}" ثيابك أي كل ما يحيط بالإنسان وكل أموره.
وهناك من المفسرين " وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ{4}"أي طهر قلبك من الغش والحسد ونحو ذلك
ومنهم من قال" وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ{4}" أي طهر لسانك من بذيء الكلام .
ومنهم من قال" وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ{4}"أي طهر ثيابك من القاذورات والنجاسات ونحو ذلك.
ومنهم من يقول أن كل هذا صحيح لأن الداعية يجب أن يدعوا الناس أن يتوفر فيه هذه الصفات يجب أن يكون مُطهراً من الباطن والظاهر يجب أن يُطهر نفسه أولاً قبل أن يطهر غيره يطهر نفسه من الشرك من سوء الظن بالله من الدعاء لغير الله من الكذب من الغش من الغيبة من قول الفحش يجب أن يطهر بدنه من النجاسات والقاذورات يجب أن يكون كالمرآة .
" وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ{5}" أي كل ما هو قبيح من الرجس والعبادة لغير الله وتعظيم التماثيل وغيرها لا يجب أن تكون في قلب المؤمن.


اقتباس:
***ما هي اللبنة الثالثة لذلك البناء الجميل مع التوضيح؟
اللبنة الثالثة:وهى ثالث سورة نزلت على رسولنا الكريم وهى سورة المزمل قال تعالى:[ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ{1} قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً{2} نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً{3} أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً{4} إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً{5}] هنا يدل على أن الإنسان يجب أن يستعين على هذه الحياة كلها بكل أمورها بالعبادة وقد حصل رسولنا الكريم العلم وهنا أمره فيها بقيام الليل وهو عبارة عن عبادة.
عندما يقوم الإنسان بتحصيل العلم ثم أُمر بالدعوة وتبليغ هذا العلم فسوف يواجه صعوبات ولذلك هو بحاجة إلى الزاد الذي يغذى به هذا الجسد وليس الطعام أو الشراب ولكن هذا الغذاء يكون بطاعة الله عز وجل وهى العبادة المحضة أي التي تكون سراً بينك وبين الله فقط لا يعلمها أحداً إلا الله سبحانه وتعالى.
# إن أراد الإنسان أن يسلك أو يشغل نفسه بالدعوة فقط أو العلم فقط فلن يستطيع أن يسلك درب الأنبياء ولن يبلغ شأنهم
" إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً{5}"هنا هذه العلة في هذه العبادة المحضة لأن هذا الأمر شديد كبير يحتاج إلى أن تستعد وأن تتهيأ له كما قال رسولنا الكريم:" إن هذا الدين متين فأوغل فيه برفق " فيجب أن تستعين على تحصيل العلم والدعوة بالعبادة المحضة ومثلاً قيام الليل سراً صدقة بينك وبين الله أو صيام لا يعلمه إلا الله.


اقتباس:
***لماذا أمر الله عزّ وجلّ نبيه بقيام الليل في أوائل النبوة قبل الأمر بباقي العبادات؟
لأن هذه العبادة هى عبادة محضة تكون بينه وبين الله سبحانه وتعالى سراً لا يعلم ذلك إلا المُقيم الليل والله سبحنه وتعالى وهو يصفَّ قدمه بالليل ويكبر ويصلى ويرتل القرآن ويطلب بذلك أن يعينه الله على كل أمور الدنيا والحياة كلها بما فى ذلك من صعاب تواجهه وحتى يعينه على المسير فى أمر الدعوة التى بها اُناس سوف يصدونه وهذا يحتاج إلى غذاء وزاد للروح لا يتم إلا بالعبادة المحضة وليس الطعام والشراب .




توقيع اريد رضى ربى
اريد رضى ربى غير متواجد حالياً