عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-08, 06:45 AM   #127
حق اليقين
~مشارِكة~
 
تاريخ التسجيل: 07-08-2008
المشاركات: 55
حق اليقين is on a distinguished road
افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,

الدرس الثالث كيف نبنى بيتا فى ارض القرأن ؟

الفائدة الاولى :
اللبنة الاولى لتشييد بيت فى ارض القرأن هى (تحصيل العلم ) و الدليل من كتاب الله عز و جل ان اول سورة تنزلت على النبى صلى الله عليه و سلم هى( سورة العلق) التى أُفتتحت بأمر من الله تعالى لنبييه و هو (اقرأ) و هذا الامر كنايه عن تحصيل العلم النافع فى الدنيا و الاخرة و ضرورة السعى الدؤوب له بالاستعانة بالله العليم الخبير و ذلك ما يتضح من قوله تعالى (باسم ربك الذى خلق ) . القراءة هى وسيلة لتحصيل العلم و بناء بيتا فى ارض القرأن لن يتسنى الا اذا اخذنا بمنهج القرأن و بداية هذا المنهج الامر بالعلم النافع و جاء تكرار مسألة العلم و القراءة 4 مرات فى سياق هذ السورة دليلا على اهميه المسألة.

الفائدة الثانية:
اللبنة الثانية لذلك البناء :
اللبنة الثانية لمن اراد ان يبنى بيتا فى ار القران تمثل فى ( الانطلاق فى الدعوة إلى الله و تبليغ العلم النافع الذى حصله أولا و يتجة بعد ارساء قواعد اللبنة الاولى و هى العلم الى تشييد البنيان بوضع اللبنة الثانية و هى دعوة الناس بالامر بلمعروف و الامتثال لإوامر الله و النهى عن المنكر و تجنب ما نهى الله عنه و إتباع سنة النبى فى الدعوة إلى الله .
الدعوة الى الله تكون و المسلم متأهب قائم فى حالة إستعداد و منالمستحيل ان تتم الدعوة و المسلم فى حالة إرتخاء , مضجعا او جالسا بل لابد ان يكون هناك همة و جدية و تكبير لعظم شأن الله فى قلب المسلم و أن الله سبحانه و تعالى هو أعظم و أجل و أكبر مما سواه و ان الخوف و الخشية و الرجاء لا تصرف إلا لله الواحد القهارو أن الله بكل شى محيط عندما تترسخ هذة العقيدة فى قلب المسلم ينطلق فى دعوته غلى الله غير مبالى بما يعترضه من صعوبات متمثلث فى صدود الناس عنهم لانه يريد ان يردهم عن المعاصى و الشرور و غيرها مما يزينه لهم الشيطان فهنا يواجد المسلم الداعية صعوبات فأن لم يكن مكبرا لامر الله لن يصمد فى مسيرته الدعويه و لذلك فاللبنة الثانيه هى الانطلاق بالدعوة الى الله مستعينا بالله معظما لشانه و الاخذ بالاسباب الكونية التى امرنا الله بها .
ايضا هذة اللبنة و هى الدعوة لا تسنى الا لمن طهر نفسه اولا من الارجاس الداخلي و الانجاس الخارجية و اصلح باطنه من افات القلوب و اللسان و اصلح ظاهره من اللباس و المظهر و النظافة بحيث لا يستطيع أحدا ان يكون عليه شيئا و لذلك امر الله تعالى نبيه فى سورة المدثر ( و ثيابك فطهر ), كما لابد من اخلاص العبادة لله و عدم الشرك به او اتباع اى بدع ضاله .

و يتجلى امر اللبنة الثانية و هى الدعوة الى الله و ما تستلزمه فى ثانى سورة نزلت على النى صلى الله عليه و سلم ( سورة المدثر )


الفائدة الثالثة :

اللبنة الثالثة لهذ البناء الجميل و هو البيت فى أرض القرأن هى العبادة المحضة التى تصرف لله سبحانه و تعلى وحده فى خفاء لا يعلم عنها أحد شىء و هى ( قيا م الليل )الذى هو عبادة محضة .
العلم اولا فالانطلاق فى الدعوة الى الله ثانيا فقيام الليل الذى هو زاد المسلم و غذاءه الذى يقويه على ما يواجهه من صعوبات و طواغيت فى طريق الدعوة الى الله و قيام الليل هو ما يكفل للمسلم السير فى طريق العلم و الدعوة الى الله دون انقطاع او تعب و خبيئة عمل صالح يوثق الصلة بين العبد و ربه و به يستمسك المسلم باواصر دعوته و طريقه الى الله .

الفائدة الرابعة :

و لقد جاء الامر بقيام الليل فى سورة المزمل ثالث سورة نزلت على النبى صلى الله عليه و سلم مبكرا فى اوئل عهد النبوة قياسا بغيره من الاومر كالزكاة , الحج و قياسا بغيره من النواهى كشرب الخمر و الزنا و غيرهم من الشرور جاء الامر بقيا م الليل و ان يصف الرسول قدميه لله وحده فى اخر الليل مكبرا مستعينا بالليل لا يعلم احد عنه شيئا فيما يصرفه لله من هذه العبادة المحضة الخفية لانها الزاد الذى يكفل للنبى صلى اله عليه و سلم السير فى طريق العوة دون ان ينقطع ام يتعب او يعتريه ما قد يصرفه عن المضى فى الطريق .
و مما تقدم يتضح ان اللبنة الثالثة و هى قيام الليل اى العبادة المحضة لله دليل على وجوب ان يكون هناك خبيئة عمل صالح بين المسلم و ربه لا يدرى عنه احدا شيئا و هو زاده فى المسير و يتقوى به امام الصعوبات التى ستواجهه فيكون هناك وصال بينه و بين خالقه به تهون الصعوبات .
حق اليقين غير متواجد حالياً