عرض مشاركة واحدة
قديم 25-10-08, 07:49 PM   #103
أم جهاد وأحمد
|علم وعمل، صبر ودعوة|
افتراضي

فوائد الدرس الرابع " القواعد الخمسة الكبرى لفهم القرآن"

* ما هي القاعدة الأولى لفهم القرآن الكريم ؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل ؟
- أول بل أعظم وأجل قاعدة لفهم القرآن الكريم هي :
أيها المؤمن أنت مع القرآن حي وبدونه ميت وأنت مع القرآن مبصر و بدونه أعمى وأنت مع القرآن مهتدي وبدونه ضال
لا بد أن ندرك يقينا هذه الحقيقة من الصغر الى الكبر بل الى الموت
وبهذه الحقيقة سيعى من خلالها المؤمن أن يعيش مع القرآن
وكفانا دليلا على ذلك أن نتأمل الفرق بين الميت والحي
فلنقارن سمعهما وأبصارهما وحركتهما ولنقارن خطابنا لكلاهما فالفرق واضح جلي فالحي يجيب ويستجيب والميت لا حراك ولا جواب ولا استجابة له
فالمؤمن بالقرآن حي القلب وبدون القرآن ميت القلب
وشتان بين خاتمة حي القلب بالقرآن وبين خاتمة من قلبه ميت لأنه يعيش بدون قرآن
قال الله عز وجل : " وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم " سورة الشورى
المعنى : الروح هو حياة القلوب كما أن الروح حياة للأبدان
فالقرآن هو حياة لقلوبنا
كما قال عز من قائل : " وإذ صرفنا إليك نفراً من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين " سورة الأحقاف


* ما هي القاعدة الثانية لفهم القرآن الكريم ؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل ؟
- القاعدة الثانية أن الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب
وهذه حقيقة كبرى عظمى في كتاب الله عز وجل علينا ان لا نغفل عنها وقد جاء الكلام عن القلب كثيرا في كتاب الله عز وجل كما ذكر الله تعالى أوصافا كثيرة للقلوب في القرآن العظيم
لأن القرآن جاء أصلا لعلاج القلب
قال عز وجل : " يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة " سورة يونس
كما قل عز وجل : " أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور " سورة العاديات


* لم خص ذكر الصدور وتحصيل ما فيها في قوله تعالى ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ) ؟
لأن القلب هو أمير الجسد ، في صلاحه صلاح للجسد وفي فساده فساد للجسد
فالصدر هو مستقر الأعمال
وخطاب الله عز وجل في القرآ ن غالبا ما يوجه للصدر
"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله "
كما قال عليه أزكى الصلاة والسلام : "ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح لها سائر الجسد , وإذا فسدت فسد لها سائر الجسد" سنن بن ماجة


* أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عمدتها ثلاثة أحاديث .. اذكريها ؟
- الحديث الاول هو اول حديث في الاربعين النووية ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
" إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته لما هاجر إليه" رواه إماما المحدثين البخاري ومسلم

- الحديث الثاني وهو خامس حديث في الاربعين النووية ، حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم
وفي رواية لمسلم : " من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ".

- الحديث الثالث وهو سادس حديث في الاربعين النووية ، عن أبي عبد الله النعمان بن بشير - رضي الله عنهما - قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - يقول :
" إن الحلال بين و إن الحرام بين و بينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن أتقى الشبهات فقد أستبرأ لدينه و عرضه و من وقع في الشبهات و قع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمي يوشك أن يقع فيه ألا و إن لكل ملك حمى الله محارمه ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا و هي القلب "

ملاحظة :
يدخل في الحديثين الاول والثاني الدين كله ، أصوله وفروعه ، ظاهره وباطنه ، فحديث عمر رضي الله عنه ميزان للأعمال الباطنة ، وحديث عائشة رضي الله عنها ميزان للأعمال الظاهرة ، ففيهما الإخلاص للمعبود ، والمتابعة للرسول ، اللذان هما شرط لقبول كل قول وعمل ، ظاهر وباطن , فمن أخلص أعماله لله , متبعاً في ذلك رسول الله ، فعمله مقبول ، ومن فقد الأمرين أو أحدهما فعمله مردود عليه , وقد جمع الله بين هذين الشرطين في قوله جل وعلا :" فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ّ" ( الكهف 110).



توقيع أم جهاد وأحمد
اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل
أم جهاد وأحمد غير متواجد حالياً