تم بحمدلله وفضله الاستماع لدرس الرابع
الدرس الرابع:
القواعد الخمسة الكبرى لفهم القرآن
الفوائد المطلوبة:
* ما هي القاعدة الأولى لفهم القرآن الكريم ؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل ؟
أنت مع القرآن حي وبدونه ميت
أولها,بل وأجلها وأعظمها هي:أيها المؤمن أنت مع القرآن حي وبدونه ميت ,وأنت مع القرآن يبصر وبدونه أعمي,وأنت مع القرآن مهتدي وبدونه ضال,
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ : [الأنعام:122]
لابد وأن تكون مستحضرة في ذهن من حين أن يعقل الإنسان المكلف إلي أن يتوفاه الله عز وجل
القرآن روح القلب
فالقرآن روح للقلب روح للفؤاد روح لنفسك التي بداخل جنبيك كما أن الروح هي حياة لبدنك كما أن الروح هي حياة لجسدك كما أن جسدك بدون الروح لاشيء فكذلك قلبك هي بدون القرآن لاشيء
قال تعالى
وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52)
الحياة بالقرآن والموت بدون القرآن ، النور مع القرآن والعمى بدون القرآن.
و قال تعالى
وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (الأحقاف/29)
ما هي القاعدة الثانية لفهم القرآن الكريم ؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل ؟
القاعدة الثانية أن الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب
أن الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب وهذه حقيقة كبرى عظمى في كتاب الله تعالى وهذه حقيقة يغفل عنها كثير من المسلمين ولذا جاء الحديث عن القلب كثيراً في كتاب الله
فقد جاء أوصافا كثيرة للقلوب في القرآن العظيم
لأن القرآن جاء أصلا لعلاج القلب,جاء القرآن ليتحدث للقلوب
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)(يونس/57)
وقال تعالى أيضًا
أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ (العاديات/9)
وقال تعالى أيضًا
الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (الرعد/28)
وقال تعالى:وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا (الإسري/46)
قال الله عز وجل : (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً)(البقرة/10)
قال الله تعالى : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)(الإسراء/82) ،
وقال تعالى أيضًا : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)(يونس/57)
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ [الأنفال:2]،
وقال تعالى: وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ (34) الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا [الحج:35،34]،
وقال تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16]،
وقال تعالى: وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ [البقرة:74].
لم خص ذكر الصدور وتحصيل ما فيها في قوله تعالى ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ) ؟
لأن ما في الصدور هو القلب والخطاب موجه للقلب
لأن القلب هو أمير الجسد ، في صلاحه صلاح للجسد وفي فساده فساد للجسد
كما قال تعالى : { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ }عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلّىالله عليه وسلّم :
( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ) رواه مسلم .
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : { ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله , وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب } , أي إذا صلحت بالمعارف ومحاسن الأحوال والأعمال صلح الجسد كله بالطاعة والإذعان وإذا فسدت بالجهالات ومساوئ الأحوال والأعمال فسد الجسد كله بالفسوق والعصيان .
قال شيخ الإسلام: الأصل في الدين هي الأعمال الباطنة و الأعمل الظاهرة تابعة لها.
* أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عمدتها ثلاثة أحاديث .. اذكريها ؟
الحديث الأول
إنما الأعمال بالنيات
وعن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب قال: سمعت رسول الله يقول: إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه.
رواه البخاري ومسلم
***
الحديث الخامس
من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد
وعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله:من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد رواه البخاري ومسلم. ، وفي رِوايةٍ لِمُسلِمٍ
: (( مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيسَ عَلَيهِ أَمرُنا فَهو رَدٌّ )) وألفاظ الحديث مختلفة ، ومعناها متقارب وفي بعض ألفاظه : (( مَنْ أحدث في ديننا ما ليس فيه فهو ردّ )) .
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردٌّ".
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "من صنع أمراً على غير أمرنا فهو ردٌّ".
***
الحديث السادس
إن الحلال بين وإن الحرام بين
وعن أبي عبد الله النعمان بن البشير قال: سمعت رسول الله يقول : إن الحلال بَيِّن وإن الحرام بَيِّن، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب رواه البخاري ومسلم.
فوائد اخرى
وعن أبي داودَ ، قال : نظرتُ في الحديثِ المُسنَدِ ، فإذا هو أربعةُ آلافِ حديثٍ ، ثمّ نظرتُ فإذا مدارُ الأربعة آلافِ حديث على أربعةِ أحاديث : حديث النُّعمان بنِ بشيرٍ : (( الحلالُ بيِّن والحرامُ بيِّنٌ )) ، وحديث عُمَر ((1)) : (( إنّما الأعمالُ بالنِّيَّات )) ، وحديث أبي هريرة : (( إنّ الله طيِّبٌ لا يقبلُ إلاّ طيِّباً ، وإنَّ الله أمرَ المؤمنين بما أمرَ به المُرسلين )) الحديث ((2)) ، وحديث : (( مِنْ حُسنِ إسلامِ المرءِ تَركُهُ ما لا يعنيه )) ((3)) . قال : فكلُّ حديثٍ ((4)) مِنْ هذه ربعُ العلمِ ((5)) .
وبهذا يعلم معنى ما رُوي عن الإمامِ أحمدَ : أنَّ أُصولَ الإسلام ثلاثةُ أحاديث : حديثُ : (( الأعمال بالنِّيَّات )) ، وحديثُ : (( مَنْ أحدثَ في أمرِنا ما ليس منه فهو رَدٌّ )) ، وحديثُ : (( الحلالُ بَيِّن والحرامُ بيِّن )) . فإنّ الدِّين كلَّه يَرجعُ إلى فعل المأموراتِ ، وترك المحظورات ، والتَّوقُّف عن الشُّبُهاتِ
قال الإمام أحمد، والشافعي، رحمهما الله " يدخل في حديث الأعمال بالنيات ثلث العلم " قاله البيهقي، وغيره. وسبب ذلك أن كسب العبد يكون بقلبه ولسانه وجوارحه والنية أحد الأقسام الثلاثة.
وروي عن الشافعي رضي الله تعالى عنه أنه قال يدخل هذا الحديث في سبعين باباً من الفقه
أسأل الله عز و جل لنا و لكم علما نافعا, و عمل ا صالحا , و قلبا خاشعا, و إيمانا كاملا , و لسانا ذاكرا و عينا من خشيته دامعة , اللهم و من ثم الفردوس الأعلى في جناتك جنات النعيم , مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا,
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين و لا مضلين و صلى الله على نبينا محمد .