26-10-08, 09:56 PM
|
#23
|
|مديرة معهد أم المؤمنين خديجة|
|

وقالت أم محمد بن كعب القرظي له: يا بني لولا أني أعرفك طيبا صغيرا وكبيرا لقلت: إنك أذنبت ذنبا موبقا لما أراك تصنع بنفسك ؛ قال: يا أماه وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني وقال: اذهب فلا أغفر لك .
قال جعفر : كنت إذا وجدت من قلبي قسوة نظرت إلى وجه محمد بن واسع حسبته وجه ثكلى ، وكان محمد يقول: أتدرون يا إخوتاه أين ينصب لي؟ يذهب بي والله الذي لا إله إلا هو إلى النار أو يعفو الله عني .
وهذا عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- يقول لتلميذه الربيع بن خثيم: لو رآك رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لأحبك ، وكان إذا رآه يقول: وبشر المخبتين ، هذا الربيع حفر في منزله قبرا ينزل فيه اليوم مرات ثم إذا خرج يحدث نفسه : يا ربيع ها قد خرجت فاعمل للقبر إن نزلت فيه تقول: (رب ارجعون) [المؤمنون: 99] إلى يوم القيامة ولا تجاب .
وقال شقيق البلخي: ليس للعبد صاحب خير من الهم والخوف : هم فيما مضى من ذنوبه ، وخوف فيما لا يدري ما ينزل به.
هذا حال فريق أحسنوا فيما بينهم وبين ربهم ، أحسنوا وجدوا واجتهدوا وبالغوا في الطاعة والقربى والزلفى ، وهم مع ذلك مشفقون على أنفسهم وجلون خائفون نادمون ، لم يرضوا عن أنفسهم طرفة عين .
فحاسبي نفسكِ .. والزمي بيتكِ .. وابكي على خطيئتكِ !.. وداوي قلبكِ! .. وراقبي ربكِ !.. وتأسفي على ما فاتكِ! .. ولا تأمني أو تغتري (ولربك فاصبر) [المدثر] .
انتهى
من رسالة (الرضا عن النفس يورد المهالك) لكاتبها / صبري سلامة شاهين

|
|
|