اعتذر على التأخير
وهذه الفوائد المطلوبة من الدرس الرابع
* ما هي القاعدة الأولى لفهم القرآن الكريم ؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل ؟
أن المؤمن مع القرآن حي وبدونه ميت ، ومع القرآن مبصر وبدونه أعمى ، ومع القرآن مهتدي وبدونه ضال
عند تأمل الفرق بين الحي والميت، فليس نظرهما سواء ، ولا سمعهما سواء ، ولا حركتهما سواء
الفرق أن الحي يسمع ويبصر ويتحرك ويتأثر بعكس الميت .... وهذا الفرق كالفرق بين المؤمن مع كتاب الله ،
والمسلم المعرض عن كتاب الله .... فهو لم تدخل روح القرآن إلى جسده آو إلى فؤداه
الدليل قوله تعالى :{ وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ماكنت تدري ما الكتب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك تهدي إلى صراط مستقيم}
( وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ )
فعند تأمل كلمة روح نجد أنها روح للأبدان وحياة للقلب فكما ان الجسد بدون روح لاشئ فكذلك القلب فإنه بدون
القرآن لاشئ ، وعند تأمل التغيير بين الكلمات في هذه الآية بين كلمة "روح" وكلمة "نور" نجد التغيير في الكلمات
يقرر هذه الحقيقة العظيمة أنك وإن كنت بدون روح القرآن أيضا أنت بدون القرآن أعمى تام العمى فهذا وصف خاص
من المعلوم أن الميت في حقيقته أعمى لا يبصر ولكن جاء الله عز وجل هنا ليصف الميت بأنه أعمى أيضا ، فإنه
ليس ميتا عاديا وإنا هو ميت فيه نقص حتى وهو ميت ،فهذا الذي أبعد عن القرآن فليس هو ميت فقط وإنما هو ميت
أعمى نيابة في بيان شدة حال هذا الذي أعرض عن كتاب الله عز وجل، هذه آية بينت بشكل واضح جلي مايتعلق
بالحياة والموت ، فالحياة مع القرآن والموت بدون القرآن ، النور مع القرآن والعمى بدون القرآن.
* ما هي القاعدة الثانية لفهم القرآن الكريم ؟ وضحي ذلك مع ذكر الدليل ؟
أن الأصل في خطاب القرآن أنه موجه إلى القلب وهذه حقيقة كبرى عظمى في كتاب الله سبحانه وتعالى وقد يغفل عنها كثير من المؤمنين.
فقد جاء الكلام عن القلب كثيراً وقد وصفه القرآن بأوصاف كثيرة " مريضة ، ميتة ، عليها ران ، مختوم عليها ، مطبوع عليها ، قاسية "
فإن هذا القرآن في أصل خطابه لعلاج القلب ، فهو من القلب إلى القلب.
قال تعالى : { يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين}
فالموعظة المقصود بها القرآن الكريم فهو يحقق أنه شفاء لما في الصدور فأصل الخطاب موجه للقلب
ونجد كثير من الآيات فيها نداء للمؤمنين.
* لم خص ذكر الصدور وتحصيل ما فيها في قوله تعالى ( أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور وحصل ما في الصدور ) ؟
خُص في هذه الآية ذكر الصدور لتحصيل مافيها لبيان أن مستقر الأعمال هو في الصدور
* أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عمدتها ثلاثة أحاديث .. اذكريها ؟
الحديث الأول حديث عمر رضي الله عنه (إنما الأعمال بالنيات)
الحديث الثاني حديث عائشة رضي الله عنها (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد )
الحديث الثالث حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه (إنما الحلال بين ، وإنما الحرام بين .... ومنه قوله .. ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب )
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ، وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فَقْدِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلَّا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلَّا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ )
تم بحمد الله