الدرس الخامس - القاعدة الثالثة من قواعد فهم القرآن
* ما هو المقصود الأول من تنزل القرآن ؟ وما هي أهميته؟
المقصود هو التدبر في آيات الله ثم العمل بها.
- تبدو اهميته في تحصيل الحسنات فمن يقرأ القرآن العظيم مجرد قراءة الفاظ يحصل على كل حرف عشر حسنات (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 2/296
خلاصة الدرجة: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
و الحسنة كما نعرف تضاعف الى 700 ضعف و اكثر. قال تعالى (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ). هذا أجر من يقرأ فقط من غير تدبر, فكيف أجر من يقرأ بتدبر؟ أجره يفوق ذلك بكثير و يفوق تصورنا و لايقاس بمقايسنا.
-الذين يتدبرون القرآن هم أولوا الالباب لانه قد علموا انه تدبر القرآن (و لو بضع آيات) و فهمها و من ثم العمل بها هو اكثر اجرا من ختم القرآن كله (مجرد تلاوة للالفاظ).
* ما هو أثر التدبر في الدنيا والآخرة؟
في الدنيا: غذاء للقلب و فهم حقيقة الحياة الدنيا و شفاء لما في الصدور و رحمة (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا). و من يحصل له كل هذه الاشياء يكون على يقين من الله فلا يجزع للمصائب و لا يغتر بالافراح فيعيش حياة مطمئنة.
في الآخرة: الرفعة و الدرجات العلا في الجنة.
* لماذا تعتبر قراءة آية واحدةٍ بتدبر خيرٌ وأحب إلى الله عزّ وجلّ من قراءة ختمةٍ كاملة بغير تدبر؟
-الله سبحانه و تعالى خلق البشر و أنزل لهم شريعتهم و منهاج حياتهم في القرآن الكريم. و المطلوب منا اتباع هذه الشريعة و المنهاج لتحصيل الخير في الحياة الدنيا و الآخرة. فكيف سنعرف هذه الشريعة و المنهاج و نستخرج الفوائد و الاحكام منها ان كنا سنقرأ القرآن قراءة سريعة من غير فهم و لا تدبر؟؟ إذا كنا في المدارس عندما ندرس مادة يقسمونها الى ابواب و فصول و يدرسونها لنا على مراحل و يعيدون و يزيدون فيها لكي نفهما جيدا فكيف الحال مع القرآن العظيم؟؟
-التدبر يجعلنا مستشعرين لكلام الله فمثلا عند تلاوة (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ) مع انهما آيتين قصار لكن فيهما من التدبر الكثير فأولا الخطاب هنا لخزنة جهنم و لنا ان نتفكر في الملائكة احجامها و عظمة خلقهم ( أذن لي أن أحدثكم عن ملك من حملة العرش بعد ما بين شحمة أذنه وعنقه مخفق الطير سبعمائة عام)
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 8/239
خلاصة الدرجة: إسناده جيد
فكيف ستفعل ايها الانسان المسكين مع هذه المخلوقات العظيمة الحجم. ثم نأتي للجحيم و نتدبر فيما اخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه و سلم (يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام . مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها)
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2842
خلاصة الدرجة: صحيح
يقول الشيخ (تقريبا مليار ملك) يجر جهنم!!! و الله سبحانه و تعالى يقول (مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا) و يصف جهنم و عذابها و أهوالها في مواضع عديدة جدا في القرآن. فمن يتدبر هذا اكيد سيستغفر ربه و يتوب اليه لانه لا يطيق هذا ابدا. اللهم اجرنا من عذاب النار.
* ذكرت في الدرس آيتان كدليلان على الأمر بتدبر القرآن ، ما هما؟ وما هي الفوائد المستنبطة من كل آية؟
-(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
أ (هذه للتنبيه و التحضيض), أم (للاضطراب بمعنى بل و تفيد حصول ما بعدها ان لم يحصل ما قبلها).
و معنى الاية إما ان نقبل على تدبر القرآن فإن لم نفعل قُفل على قلوبنا.
أقفال (جاءت بصيغة الجمع) اي عدة اقفال و ليس قفل واحد.
من رحمة الله قال (أقفال) يعني هناك مفتاح يُفتح به هذا القفل و هو (تدبر القرآن).
الهداية و فتح القفل هنا علقت بالتدبر
-(كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ)
ل (لام التعليل) اي علة انزال القرآن الكريم هو التدبر (و ليس التلاوة فقط)
علق الحصول على بركة القرآن الكريم هنا بالتدبر
من يتدبر القرآن هم أولوا الالباب (اللهم اجعلنا منهم).
التعديل الأخير تم بواسطة حاجة ; 28-10-08 الساعة 04:01 PM
|